بازگشت

السيد حيدر الحلي


[15] و قال السيد حيدر الحلي [1] يمدح الامامين الكاظمين عليهماالسلام:



حزت بالكاظمين شأنا كبيرا

فابق يا صحن آهلا معمورا



فوق هذا البهاء تكسي بهاء

و لهذي الأنوار تزداد نورا



انما أنت جنة ضرب الله

عليها كجنة الخلد سورا



ان تكن فجرت بهاتيك عين

و بها يشرب العباد نميرا



فلكم فيك من عيون و لكن

فجرت من حواسد تفجيرا



فاخرت أرضك السماء و قالت:

ان يكن مفخر فمني استعيرا



أتباهين بالضراح و عندي

من غدا فيهما الضراح فخورا [2] .



بمصابيحي استضي ء فمن شمسي

يبدو فيك الصباح سفورا



و لبيتي المعمور ربا معال

شرفا بيت ربك المعمورا



لك فخر المحارة انفلقت عن

درتين استقلتا الشمس نورا



و هما قبتان ليست لكل

منهما قبة السماء نظيرا



صاغ كلتيهما بقدرته الصائغ

من نوره و قال: أنيرا



حول كل منارتين من التبر

يجلي سناهما الديجورا [3] .



كبرت كل قبة بهما شأنا

فأبدت عليهما التكبيرا





[ صفحه 482]





فغدت ذات منظر لك تحكي

فيه عذراء تستخف الوقورا



كعروس بدت بقرطي نضار [4] .

فملت قلب مجتليها [5] سرورا



بوركت من منائر قد اقيمت

عمدا تحمل العظيم الخطيرا



رفعت قبة الوجود و لو لا

ممسكاها لآذنت أن تمورا



يا لك الله ما أجلك صحنا

و كفي بالجلال فيك خفيرا!



حرم آمن به أودع الله

تعالي حجابه المستورا



طبت اما ثراك مسك و اما

عبق المسك من شذاه استعيرا



بل أراها كافورة حملتها

الريح خلدية فطابت مسيرا



كلما مرت الصبا عرفتنا

أنها جددت عليك المرورا



أين منها عطر الامامة لولا

أنها قبلت ثراك العطيرا



كيف تحبيري الثناء فقل لي

أنت ماذا؟ لاحسن التعبيرا



صحن دار أم دارة [6] نيراها

بهما الكون قد غدا مستنيرا



ان أقل: أرضك الأثير ثراها

ما أراني مدحت الا الأثيرا



و علي بلدة الجوادين عرج

بالقوافي مهنيا و بشيرا



قل لها لا برحت فردوس انس

فيك تلقي الناس الهنا و الحبورا



ما نزلنا حماك الا وجدنا

بلدا طيبا و ربا غفورا



و امامين ينقذان من النار

لمن فيهما غدا مستجيرا [7] .





[ صفحه 483]




پاورقي

[1] هو حيدر بن سليمان بن داود بن حيدر الحلي، أديب و ناثر و شاعر، ولد في الحلة، و توفي بها سنة 1304 ه، و دفن في النجف الأشرف، من آثاره: ديوان شعر كبير، دمية القصر في شعراء العصر، العقد المفصل، الأشجان في مراثي خير انسان. معجم المؤلفين 4: 90، هدية العارفين 1: 342، شعراء الحلة 2: 331، ايضاح المكنون 1: 499.

[2] الضراح: هو البيت المعمور، و هو الذي في السماء حيال الكعبة.

[3] التبر: الذهب. و الديجور: الظلام.

[4] النضار: الذهب.

[5] اجتلت العروس بعلها: نظر اليها مجلوة.

[6] الدارة: الهالة المحيطة بالقمر.

[7] ديوان السيد حيدر الحلي: 35 - 41.