بازگشت

السيد صالح القزويني


[16] و قال السيد صالح القزويني [1] يمدح الامام الكاظم عليه السلام:



اعطف علي الكرخ من بغداد و ابك بها

كنزا لعلم رسول الله مخزونا



موسي بن جعفر سر الله و العلم ال

مبين في الدين مفروضا و مسنونا



باب الحوائج عند الله و السبب ال

موصول بالله غوث المستغيثينا



الكاظم الغيظ عمن كان مقترفا

ذنبا و من عم بالحسني المسيئينا



يا ابن النبيين كم أظهرت معجزة

في السجن أزعجت فيها الرجس هارونا



و كم بك الله عافي مبتلي، و لكم

شافي مريضا و أغني فيك مسكينا



لم يلهك السجن عن هدي و عن نسك

اذ لا تزال بذكر الله مفتونا



و كم أسروا بزاد أطعموك به

سما فأخبرتهم عما يسرونا





[ صفحه 484]





و للطبيب بسطت الكف تخبره

لما تمكن منها السم تمكينا



بكت علي نعشك الأعداء قاطبة

ما حال نعش له الأعداء باكونا



راموا البراءة عند الناس من دمه

والله يشهد ما كانوا بريئينا



كم جرعتك بنو العباس من غصص

تذيب أحشاءنا ذكرا و تشجينا



قاسيت ما لم تقاس الأنبياء و قد

لاقيت أضعاف ما كانوا يلاقونا



أبكيت جديك و الزهراء امك و ال

أطهار آباءك الغر الميامينا



طالت لطول سجود منه ثفنته

فقرحت جبهة منه و عرنينا



رأي فراغته في السجن منيته

و نعمة شكر الباري بها حينا



يا ويل هارون لم تربح تجارته

بصفقة كان فيها الدهر مغبونا



ليس الرشيد رشيدا في سياسته

كلا و لا ابنه المأمون مأمونا





[ صفحه 485]





تا الله ما كان من قرب و لا رحم

بين المصلين ليلا و المغنينا



لهفي لموسي بهم طالت بليته

و قد أقام بهم خمسا و خمسينا



يزيدهم معجزات كل آونة

و نائلا و له ظلما يزيدونا



لم يحفظوا من رسول الله منزله

و لا لحسناه بالحسني يكافونا



باعوا لعمري بدنيا الغير دينهم

جهلا فما ربحوا دنيا و لا دينا



في كل يوم يقاسي منهم حزنا

حتي قضي في سبيل الله محزونا [2] .



و قال يمدح الامامين الجوادين عليهماالسلام:



أقول لركب حيث بانوا و يمموا

سراعا الي الزوراء عوجوا و ألمموا



اذا جئتم من جانب الكرخ غربوا

الي الطور حيث النور يبدو و يكتم



قفوا حيث نار الطور أشرق نورها

و لاح سناها و الظلام مخيم



و حيث تراءت نار موسي فأولجوا

اليه مع السارين و الليل مظلم



قفوا بي اذا ما جئتم ذروة الحمي

علي قبر موسي و الجواد و سلموا [3] .



[ صفحه 486]




پاورقي

[1] هو السيد صالح بن مهدي بن رضي الحسيني، الشهير بالقزويني، أديب و شاعر، ولد في النجف سنة 1208 ه، و توفي سنة 1306 ه في بغداد، و دفن بالنجف، و ترك من الآثار: الدرر الغروية في رثاء العترة المصطفوية، و ديوان شعر كبير. معجم المؤلفين 5: 14.

[2] المجالس السنية 5: 550.

[3] ديوان ابن كمونة: 90، النجف الأشرف - 1948 م. و قد خمسها الحاج محمد علي كمونة الأسدي الكربلائي و اكتفينا هنا بذكر الأصل دون التخميس.