بازگشت

الشيخ سليمان الظاهر


[21] و قال الشيخ سليمان الظاهر [1] في رثائه عليه السلام:



يا قلب أقصر عن هواك فما الهوي

الا الهوان لكل ندب حازم



من جن فيه فما لداء جنونه

راق و ما يجديه رقش تمائم



حتي م يسلس من مقادتك الهوي

فتقاد مجنونا بغير شكائم؟



هل فيك أبقي للحسان و حبهن

بقية حب الامام الكاظم؟



هو سابع لأئمة و أب لخمسة

قادة هم خير هذا العالم



هم آل بيت ان نماهم آدم

فيهم أقال الله عثرة آدم



هل كان للأعراف غيرهم رجا

لا يعرفون برغم أنف الكاتم



من كان معتصما ففي الدار

ين لن يلفي له من عاصم



نفسي الفدي لمضيع في قومه

و به يجعجع و هو أهدي قائم



و اذا نماهم هاشم كانت له

من دونهم في المجد ذروة هاشم



من كان يعزي للنبي محمد

خير الوري و لحيدر و لفاطم



لم تشأه من همة و لو انها

شمخت علي نسر السماء الجاثم



ضل الذي قد قاسه فيمن غدا

في جنبه حلما لجفني حالم



و من السفاهة أن تقارن عالما

في جاهل أو بانيا في هادم



هل كان هارون يجاري في تقي

موسي و في شأوي علي و مكارم؟!



أفديه من متنقل في سجنه

من عارم يهدي لآخر عارم



و السجن لم يك منقصا قدرا له

أن يرتقي أبدا بوهم الواهم





[ صفحه 503]





ماذا به السندي يلقي ربه

و هو الخصيم أمام أعدل حاكم



أيريع حزب الله منه و لا يعض

بحشره سبابة من نادم



و يذيقه السم النقيع بسجنه

ظلما و لا يلقي جزاء الظالم



أفديه من متبتل لالهه

متسربل سربال ليل فاحم



و تراه أفضل صائم بنهاره

و بليله الغربيب [2] أفضل قائم



و تري الضراغم كالضباء اذا دنا

منها و تلقاه بقلب واجم



قل للذي أغراه فيه حلمه

و مشي به يسعي لأعظم ظالم



لم يرع فيه أواصر القربي و لم

تحجزه عنه رقة من راحم



كم بدرة نفحتك فيها كفه

ان فيه قد أغرتك بيض دراهم



فقطعت موصولا و كم بسعاية

فيه انغمست بموبقات مآثم



ان عنك نامت عينه فاعلم بأن

الله عن مسعاك ليس بنائم



فجزاك ربك عن صنيعك ميتة

ما أعقبت لك غير خزي الآثم



أظننت جهلا أن ربك تارك

أحزابه أو غافل عن غاشم



يا حجة الله الذي أضحت ولاية

حزبه في الناس ضربة لازم



ما زلت للحاجات بابا من يلجه

فاز منه في عظيم مغانم



ما كنت متخذا ولاية غيركم

لي شافعا في مثقلات جرائمي



هل كان يلفي خاشعا أو جازعا

من كان جنته الولاء الفاطمي



جار الزمان عليكم في حكمه

و عليكم ما انفك أجور حاكم





[ صفحه 504]





ان الذي قلدتموهم صارما

تخذوكم هدفا لذاك الصارم



و تقمصوا بكم قميصا لم يكن

الا لكم في غابر أو قادم



و نسيجه من حكمة و سداه من

حلم و لحمته سني مكارم



صلي الاله عليكم ما أرضعت

للنبت طفلا مثقلات غمائم [3] .




پاورقي

[1] استاذ و أديب سوري، كان عضوا في المجمع العلمي بدمشق.

[2] الغربيب: الشديد السواد.

[3] موسوعة العتبات المقدسة 10: 58 - 55.