بازگشت

السيد عباس المدرسي


[23] و قال السيد عباس المدرسي في رثائه عليه السلام:



في عميق السجون و الظلمات

راح يتلو الصلاة تلو الصلاة



هو ابن الايمان ليس يبالي

فالبلايا للأنفس الصالحات



علوي الاباء و الرفض فيه

رفض ايمان كافر باللات



خشية الله أرهبت منه قلبا

أرهب الظالمين في الحجرات



من يجلجل في قلبه الله فردا

يحسب الكون أصغرا من نواة



فهو أقوي قلبا و أربط جأشا

في شديد البلاء و الأزمات



هات يا قلب من مناجاتك الآن

فأحلي النجوي لدي الخلوات



رب شكرا لفرصة العمر اني

كم تمنيت هذه في حياتي



أعبد الله وحده لا سواه

ليس من دونه يري حالاتي



و بعيدا عن أعين الناس وحدي

فارغا عن شواغل النيات



يأنس المؤمنون بالله مهما

حلت السجن عتمة الظلمات





[ صفحه 506]





ما ألذ الدعاء و القلب صاف

و أعز الدعاء في السهرات!



راح يدعو و الليل رهن سكوت

و عيون العباد رهن السبات



و يناجي من لا تضيع لديه

دعوة في ضمائر الكائنات



رب زنزانتي أحب لنفسي

لن اجب طاغيا بشق نواة



يا الهي و سيدي و حبيبي

يا رجاء المضطر في المشكلات



أنت أعلي من أن تنال بفكري

لن ينال الوادي ذري الشاهقات



أنت أرشدتني اليك الهي

فتفضل علي بالرحمات



يا مجيبا لو عز كل مجيب

و مغيثا لو غاب كل الحماة



يا اله اللطف الخفي أغثني

خلص الطير من لهاة البزاة



منقذ النبت من غلالة طين

و مياه محيطة بالنواة



منقذ الطفل بعد طول بقاء

من كهوف الأرحام و المشيمات



منقذ اللبن من دماء و فرث

جاريا في العروق و القنوات



رب خلص من سجن هارون نفسا

تتمني الممات قبل الممات



و لقاء الرحمن في فسحة النور

طليقا من قيود العصاة



لك هارون ساعة ليس تنجو

من عذاب مسعورة الجمرات [1] .





[ صفحه 507]




پاورقي

[1] المنتخب من الشعر الحسيني: 178.