بازگشت

ابطال مقولة الفطحية


و أما الفطحية فان أمرها أيضا واضح، و فساد قولها غير خاف، و لا مستور عمن تأمله، و ذلك أنهم لم يدعوا نصا من أبي عبدالله عليه السلام علي عبدالله، و انما عملوا علي ما رووه من أن الامامة تكون في الأكبر، و هذا حديث لم يرو قط الا مشروطا، و هو أنه قد ورد أن الامامة تكون في الأكبر ما لم تكن به عاهة، و أهل الامامة القائلون بامامة موسي بن جعفر عليه السلام متواترون بأن عبدالله كان به عاهة بالدين [1] ، لأنه كان يذهب الي مذاهب المرجئة الذين يقعون في علي عليه السلام و عثمان، و أن أباعبدالله عليه السلام قال و قد خرج من عنده عبدالله: هذا مرجي ء كبير، و أنه دخل عليه عبدالله يوما و هو يحدث أصحابه، فلما رآه سكت حتي خرج، فسئل عن ذلك فقال: أو ما علمتم أنه من المرجئة؟

هذا مع أنه لم يكن له من العلم بما يتخصص به من العامة و لا روي عنه شي ء من الحلال و الحرام، و لا كان بمنزلة من يستفتي في الأحكام، و قد ادعي الامامة بعد أبيه فامتحن بمسائل صغار فلم يجب عنها، و لا يأتي للجواب، فأي علة أكبر مما ذكرناه تمنع من امامة هذا الرجل، مع أنه لو لم تكن به علة تمنع من امامته لما جاز من أبيه صرف النص عنه، و لو لم يكن صرفه عنه لأظهره فيه، و لو أظهره لنقل، و كان معروفا في أصحابه، و في عجز القوم عن التعلق بالنص عليه دليل علي بطلان ما ذهبوا اليه [2] .



[ صفحه 52]




پاورقي

[1] فضلا عن عاهة الجسم.

[2] الفصول المختارة: 253 - 247. بحارالأنوار 37: 9.