بازگشت

فضائله و مكارم أخلاقه


قال ابن الصباغ: أما مناقبه و كراماته الظاهرة و فضائله و صفاته الباهرة، فتشهد له بأنه اقترع قبة الشرف و علاها، و سما الي أوج المزايا فبلغ أعلاها، و ذللت له كواهل السيادة و امتطاها، و حكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فاصطفاها [1] .

و من البديهي أن للامامة عند الشيعة صفات لا يمكن للامام أن يكون اماما دونها، و هي صفات الانسان الكامل التي ترفع قدره حتي تجعله فوق مستوي الناس من حيث التقوي و العدل و الأمانة و حب الخير و اسداء المعروف و البعد عن كل خلق شائن، هذا اضافة الي غزارة العلم و سعة الاطلاع لكي يصلح أن يكون قدوة في دنيا الناس، و لقد اوتي الامام الكاظم عليه السلام كل الصفات التي اوتيها آباؤه الأئمة من قبله عليهم السلام.

فخلقه عليه السلام و أدبه ينطق من واقع أصالته و محتده العريق بالنبوة، و الشامخ بالامامة، حيث تجتمع الكمالات الانسانية في أروع مثلها و قيمها قولا و عملا و اطارا و محتوي، و خلقه و أدبه امتداد طبيعي لخلق رسول الله صلي الله عليه و آله و أدبه، فهو عليه السلام



[ صفحه 60]



و غيره من الأئمة عليهم السلام ما ورثوا عن جدهم صلي الله عليه و آله صفراء و لا بيضاء، و انما هي علومه و صفاته المثلي و مكارم أخلاقه، فكان لهم شرف احتوائها و الحفاظ عليها، فهم الامناء علي معطيات رسالته، و الحفظة لسنته و مبادئه و مثله، يروونها عنه قولا، و يجسدونها في ممارساتهم عملا.

قال الشيخ المفيد: كان موسي بن جعفر عليه السلام أجل ولد أبي عبدالله عليه السلام قدرا، و أعظمهم محلا، و أبعدهم في الناس صيتا، و لم ير في زمانه أسخي منه و لا أكرم نفسا و عشرة، و كان أعبد أهل زمانه و أورعهم و أجلهم و أفقههم [2] .

و قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي: هو الامام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكثير التهجد، الجاد في الاجتهاد، المشهور بالعبادة، المواظب علي الطاعات، المشهور بالكرامات، يبيت الليل ساجدا و قائما، و يقطع النهار متصدقا و صائما [3] .

و قال ابن شهر آشوب: كان أفقه أهل زمانه، و أحفظهم لكتاب الله، و أحسنهم صوتا بالقرآن، و كان أجل الناس شأنا، و أعلاهم في الدين مكانا، و أسخاهم بنانا، و أفصحهم لسانا، و أشجعهم جنانا، قد خص بشرف الولاية، و حاز ارث النبوة، و بوي ء محل الخلافة، سليل النبوة، و عقيد الخلافة [4] .

و فيما يلي نورد نبذة من فضائله و خصائصه التي ورثها عن آبائه المعصومين عليهم السلام، فتميز بها عن أهل زمانه.



[ صفحه 61]




پاورقي

[1] الفصول المهمة: 229.

[2] الارشاد 2: 214.

[3] مطالب السؤول: 83.

[4] المناقب 4: 323.