بازگشت

امه


فأما امه فاسمها حميدة البربرية ابنة صاعد [1] ، تلقب ب (المصفاة)،



[ صفحه 14]



و يروي أنها أندلسية تعرف ب (لؤلؤة) [2] ، اشتراها الامام الباقر عليه السلام و أهداها لولده الامام الصادق عليه السلام فأولدها الامام موسي بن جعفر عليه السلام، و في رواية أن الامام الصادق عليه السلام لقبها ب (المصفاة)، فقال: حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتي اديت الي كرامة من الله لي و للحجة من بعدي. [3] و قد اعتني أبوعبدالله الصادق عليه السلام بتربيتها و تعليمها و تثقيفها حتي صارت عالمة فقيهة و مربية فاضلة، ثم عهد اليها بتعليم النساء و ارشادهن الي أحكام الاسلام و سننه و عقيدته و مفاهيمه و أخلاقه.

روي الشيخ الكليني و القطب الراوندي و غيرهما، عن عيسي بن عبدالرحمن، عن أبيه، قال: دخل ابن عكاشة بن محصن الأسدي علي أبي جعفر الباقر عليه السلام، و كان أبوعبدالله الصادق قائما عنده، فقال لأبي جعفر عليه السلام: لأي شي ء لا تزوج أباعبدالله عليه السلام، فقد أدرك التزويج؟ قال - و بين يديه صرة مختومة -: أما انه سيجي ء نخاس من أهل بربر، فينزل في دار ميمون، فنشتري له بهذه الصرة جارية.

قال: فأتي لذلك ما أتي، فدخلنا يوما علي أبي جعفر عليه السلام، فقال: ألا اخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم؟ قد قدم، فاشتروا بهذه الصرة منه جارية.

قال: فأتينا النخاس، فقال: قد بعت ما كان عندي الا جاريتين مريضتين، احداهما أمثل من الاخري [4] قلنا: فأخرجهما حتي ننظر اليهما. فأخرجهما، فقلنا:



[ صفحه 15]



بكم تبيعنا هذه الجارية المتماثلة؟ قال: بسبعين دينارا. قلنا: أحسن. قال: لا انقص من سبعين دينارا. قلنا له: نشتريها منك بهذه الصرة [5] ما بلغت، و ما ندري ما فيها. و كان عنده رجل أبيض الرأس و اللحية، فقال: فكوا الخاتم وزنوا. فقال النخاس: لا تفكوا، فانها ان تنقص حبة من سبعين دينارا، لم ابايعكم. فقال الشيخ: زنوا. ففككنا الخاتم و وزنا الدنانير، فاذا هي سبعون دينارا لا تزيد و لا تنقص.

فأخذنا الجارية، فأدخلناها علي أبي جعفر عليه السلام، و جعفر قائم عنده، فأخبرنا أباجعفر عليه السلام بما كان، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال لها: ما اسمك؟ قالت: حميدة، فقال عليه السلام: حميدة في الدنيا، محمودة في الآخرة؛ أخبريني عنك، أبكر أم ثيب؟ قالت: بكر. قال: كيف و لا يقع في يد النخاسين شي ء الا أفسدوه؟ فقالت: كان مولاي اذا أراد أن يقرب مني [6] يسلط الله عليه رجلا أبيض الرأس و اللحية فيلطمه فيتركني. فقال عليه السلام: يا جعفر، خذها اليك. فولدت خير أهل الأرض موسي بن جعفر عليه السلام [7] .

و روي نحوه المسعودي في «اثبات الوصية»، و الطبري في «دلائل الامامة» [8] .



[ صفحه 16]



روي ابن بابويه بالاسناد عن سليمان بن حفص، قال: و امه عليه السلام هي ام أخويه اسحاق و محمد ابني جعفر عليه السلام [9] .


پاورقي

[1] دلائل الامامة: 146. تأريخ الأئمة: 25. الكافي 1: 397. الهداية الكبري: 263. عيون المعجزات: 95.

[2] مناقب ابن شهر آشوب 4: 323. تذكرة الخواص: 348. الفصول المهمة: 232.

[3] دلائل الامامة: 147. بحارالأنوار 48: 6، الحديث 7. الكافي 1: 477. الحديث 2.

[4] أي أمثل الي الشفاء، يقال: تماثل العليل: قارب البرء.

[5] في رواية الطبري (في الدلائل: 147): فأخرجت الصرة اليه، فقال النخاس: لا اله الا الله، رأيت البارحة في النوم رسول الله صلي الله عليه و آله و قد ابتاع مني هذه الجارية بهذه الصرة بعينها.

[6] هذه العبارة وفق رواية الطبري في الدلائل: 147.

[7] الكافي 1: 397، الحديث 1. الخرائج و الجرائح 1: 286، الحديث 20. البحار 48: 5، الحديث 5.

[8] اثبات الوصية: 160. دلائل الامامة: 147.

[9] عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 85، الحديث 7، عنه البحار 48: 228، الحديث 30.