بازگشت

التواضع


لقد بلغ الامام الكاظم عليه السلام من رقة الحاشية و التواضع حتي أصبح حديث أهل زمانه، علي الرغم مما كان يحوطه من الوقار الذي يفرض احترامه و هيبته علي الناس عفوا، و هذا الوقار و ذاك التواضع المقرون بالهيبة و التجليل بين صفوف الناس هما من جملة الأسباب التي أثارت تخوف هارون الرشيد من اقبال الناس عليه. قال أبوالعلاء المعري في قصيدة يرثي بها حفيد الامام أباأحمد الموسوي والد الشريفين الرضي و المرتضي:



و يخال موسي جدكم لجلاله

في النفس صاحب سورة الأعراف [1] .



و من الأخبار الدالة علي تواضعه و بساطته عليه السلام ما رواه الحراني في «تحف العقول»، قال: روي أنه مر برجل من أهل السواد دميم المنظر، فسلم عليه، و نزل عنده، و حادثه طويلا، ثم عرض عليه السلام عليه نفسه في القيام بحاجة ان عرضت له، فقيل له: يابن رسول الله، أتنزل الي هذا، ثم تسأله عن حوائجه، و هو اليك أحوج؟!



[ صفحه 81]



فقال عليه السلام: عبد من عبيدالله، و أخ في كتاب الله، و جار في بلاد الله، يجمعنا و اياه خير الآباء آدم عليه السلام، و أفضل الأديان الاسلام، و لعل الدهر يرد من حاجاتنا اليه، فيرانا بعد الزهو عليه متواضعين بين يديه، ثم قال عليه السلام:



نواصل من لا يستحق وصالنا

مخافة أن نبقي بغير صديق [2] .



و في هذا الخبر موعظة جليلة و حكمة بالغة تدل علي سماحة الامام عليه السلام و رحمته و تذلله للمؤمنين، و هو مصداق قوله تعالي: (أذلة علي المؤمنين) [3] .


پاورقي

[1] سقط الزند: 36.

[2] تحف العقول: 413.

[3] المائدة: 54.