بازگشت

ولادته


ولد الامام موسي الكاظم عليه السلام في الأبواء [1] ، البلد الذي توفيت فيه جدته آمنة بنت وهب ام الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله، و هو موضع بين مكة و يثرب، في ملك مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الاموي، آخر ملوك بني امية المعروف ب (مروان الحمار). و كانت ولادته عليه السلام يوم الأحد السابع من صفر سنة 128 ه علي أصح الروايات [2] .

و في «وفيات الأعيان»: كانت ولادته يوم الثلاثاء قبل طلوع الفجر سنة 129 ه [3] .

و حين بشر الصادق عليه السلام بولادته خف لاستقبال وليده الجديد يملأه الفرح و السرور، و هالة من الحب و الحنان الأبوي الكريم. روي عن أبي بصير قال:



[ صفحه 17]



كنت عند أبي عبدالله في السنة التي ولد فيها ابنه موسي بن جعفر، فلما نزلنا الأبواء، وضع لنا أبوعبدالله الغداء، و أكثره و أطاب، فبينا نحن نتغدي معه اذ أتاه الرسول: أن حميدة قد أخذها الطلق، فقام فرحا مسرورا، و مضي فلم يلبث أن عاد الينا حاسرا عن ذراعيه، ضاحكا مستبشرا، فقلنا: أضحك الله سنك، و أقر عينك، ما صنعت حميدة؟

فقال: وهب الله لي غلاما، و هو خير أهل زمانه، و لقد خبرتني امه عنه بما كنت أعلم به منها.

فقلت: جعلت فداك، و ما الذي خبرتك به عنه؟ فقال: ذكرت أنه لما خرج من أحشائها وقع الي الأرض رافعا رأسه الي السماء، قد اتقي الأرض بيده، يشهد أن لا اله الا الله. فقلت لها: ان ذلك أمارة رسول الله و أمارة الأئمة من بعده [4] .

فسماه أبوه عليه السلام موسي، و لم يقم بعد ولادته عليه السلام في الأبواء طويلا، بل عاد الي يثرب.

و علي عادة الأمجاد من العرب في استقبال مواليدهم، فقد صنع الصادق عليه السلام وليمة، و دعا الناس اليها احتفاء بالمولود السعيد، فأطعم ضيوفه ثلاثة أيام.

روي البرقي في «المحاسن» عن منهال القصاب، قال: خرجت الي مكة و أنا أريد المدينة، فمررت بالأبواء و قد ولد لأبي عبدالله عليه السلام، فسبقته الي المدينة، و دخل بعدي بيوم فأطعم الناس ثلاثا، فكنت آكل فيمن يأكل، فما آكل شيئا



[ صفحه 18]



الي الغد حتي أعود فآكل، فمكثت بذلك ثلاثا أطعم حتي أرتفق [5] ، ثم لا أطعم شيئا الي الغد [6] .

و هكذا توافد علي الامام عليه السلام أعداد كبيرة يهنئونه بمولوده الكريم المبارك، و هم لا يكتمون مشاعر الحب الفياض لاستقبال المولود المبارك الكريم، و ذلك لما رأوا علي أبيه عليه السلام من علامات الغبطة و السرور، و لأنهم رأوه قد صنع به ما لم يصنع بغيره من اخوته.

روي الشيخ المفيد و الطبرسي بالاسناد عن يعقوب السراج، قال: دخلت علي أبي عبدالله عليه السلام و هو واقف علي رأس أبي الحسن موسي و هو في المهد، فجعل يساره طويلا، فجلست حتي فرغ فقمت اليه، فقال لي: ادن الي مولاك فسلم عليه، فدنوت فسلمت عليه [7] .


پاورقي

[1] قال ياقوت (في معجم البلدان 1: 79): الأبواء، قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها و بين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة و عشرون ميلا.

[2] انظر الكافي 1: 397. الارشاد 2: 215. تأريخ بغداد 12: 27. روضة الواعظين 1: 221. اعلام الوري: 294. تأريخ الأئمة: 11. تاج المواليد: 122. تأريخ مواليد الأئمة و وفياتهم: 188. المناقب 4: 323. صفة الصفوة 2: 187. سير أعلام النبلاء 6: 270. الفصول المهمة: 232. نور الأبصار: 301.

[3] وفيات الأعيان 5: 310.

[4] المحاسن 2: 314، الحديث 32. بصائر الدرجات: 460، الحديث 4. الكافي 1: 316، الحديث 1. عيون المعجزات: 95. دلائل الامامة: 145.

[5] ارتفق: امتلأ، أو اتكأ علي مرفق يده، و قيل: علي المخدة.

[6] المحاسن 2: 418، الحديث 187. الوسائل 15: 133، الحديث 1. البحار 48: 4، الحديث 4.

[7] الارشاد 2: 219. اعلام الوري: 299.