بازگشت

تمهيد


الحمد لله وسلام علي عباده الذين اصطفي، محمد وآله الهداة.

في الوقت الذي يشهد العالم بعثاً إسلامياً اصيلاً، ليكون أملاً في أفئدة المحرومين، وخطراً علي كيان الظالمين، يعكف مستكبروا العالم، والظالمون علي دراسة الخطط الكفيلة بصدّ هذا الموج، أو لا أقل من احتوائه، ويهمس شياطينهم في آذانهم أن لا يفسد أمر آخر هذه الأمة إلاّ بما أفسد أوّله، أي بث النواة الطائفية، وإقامة أنظمة التسلط والقهر باسم الدين، وبعث الروح في العصبيات الجاهلية.

فإذا بالاقلام المرتزقة تضرب علي وتر الطائفية، وتهاجم مذهب آل البيت، ولا تفتأ تكرر من نغمة: الإرهاب الشيعي، عسي أن تثير أحقاداً أموية دفينة في نفوس بعض المسلمين.

وهكذا كان علي الأقلام الشريفة والضمائر النظيفة أن تنهض بواجب المحافظة علي مكاسب الأمة، وتحمي روافد البعث الإسلامي الجديد، من رجس الشياطين ونفثهم ووسوستهم وإعلامهم المضلل.

ألا فلننبذ العصبيات الجاهلية، ولندافع عن رسالات الله، وعن رسله العظام (عليهم السلام) وعن رسول الله محمد بن عبد الله (ص)، وعن أهل بيته المظلومين (ع)، وعن الخط الرسالي الأصيل في الأمة.

إن الشيطان قد عبّأ قواه وجاءكم بخيله ورجاله وأعدّ لإغوائكم وصدّكم عن السبيل كل مكائده ومصائده، فلنتسلّح بمزيد من الوعي ولنكن علي أشد الحذر، ولنتخذ أقلامنا دروعاً للدفاع عن مقدسات الأمة، وعن أهل بيت الرسول وعن سبيلهم القويم في مقاومة أنظمة النفاق التي تعود اليوم إلي الظهور.

وإنّي أري بوضوح، أن الإهتمام بتراث آل البيت (ع) المتمثل في نهجهم وسيرتهم وشرحهم لمعارف القرآن، وتفسيرهم لسُنة جدهم الرسول (ص) يضمن استمرار الثورة الإسلامية واستقامتها وانتصارها بإذن الله، وإن التهاون بهذا الشأن غلطة كبيرة وخطأ مميت.

وفي اليوم الخامس والعشرين من شهر شوال لعالم 1405 ه والذي يصادف ذكري وفاة الإمام الصادق (ع)، أبتدأ في تأليف حلقة جديدة من سلسلة (قدوة وأسوة) تقص حياة نجل الإمام الصادق الإمام موسي بن جعفر (ع) تلك الحياة الحافلة بالعبر والدروس الثورية.

وإني أعتبر ذلك مساهمة بسيطة في صدّ مؤامرات المستكبرين ضد خط آل البيت، ومكرهم في احتواء البعث الإسلامي الأصيل.

أسأل الله أن يوفقني لإكمال هذه الحلقة وسائر الحلقات، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتي الله بقلب سليم.