بازگشت

قصة الدراعة


في الوقت الذي كان علي بن يقطين مقرباً إلي الرشيد، كان جواسيسه لا يفتأون يحيطون به وبسائر الوزراء، إذ كان هاجس موالاة وزراءه للإمام الحق موسي بن جعفر (ع) يلاحق الرشيد ليل نهار، إلاّ أن العلم الإلهي الذي كان لأئمة آل البيت (ع) منع الرشيد من إثبات أي شيء بحق علي بن يقطين، كما أن انضباط علي بن يقطين وشدة التزامه بالأوامر القيادية فوّتت علي الرشيد فرصاً كثيرة، ومنها ما ذكرت قصة الدرّاعة التي نبيِّنها فيما يلي: -

روي إبراهيم بن الحسن بن راشد، عن ابن يقطين قال: (كنت واقفاً عند هارون الرشيد إذ جاءته هدايا ملك الروم، وكان فيها درّاعة ديباج سوداء منسوجة بالذهب لم أر أحسن منها، فرآني أنظر إليها فوهبها لي، وبعثتها إلي أبي إبراهيم (ع) ومضت عليها برهة تسعة أشهر وانصرفت يوماً من عند هارون بعد أن تغدّيت بين يديه، فلمّا دخلت داري قام إليّ خادمي الذي يأخذ ثيابي بمنديل علي يده وكتاب لطيف ختمه رطب، فقال: أتاني بهذا رجل الساعة فقال: أوصله إلي مولاك ساعة يدخل، ففضضتُ الكتاب وإذ به كتاب مولاي أبي إبراهيم (ع) وفيه: يا علي هذا وقت حاجتك إلي الدرّاعة وقد بعثت بها إليك، فكشفت طرف المنديل عنها ورأيتها وعرفتها، ودخل عليّ خادم هارون بغير إذن فقال: أجب أمير المؤمنين.

قلت: أيًّ شيء حدث؟ قال لا أدري.

فركبت ودخلت عليه، وعنده عمر بن بزيع واقفاً بين يديه فقال: ما فعلت بالدرّاعة الّتي وهبتك، قلت: خلع أمير المؤمنين عليّ كثير من دراريع وغيرها فعن أيّها يسألني؟ قال: درّاعة الديباج السوداء الرّومية المذهّبة، فقلت: ما عسي أن أصنع بها ألبسها في أوقات وأصلّي فيها ركعات، وقد كنت دعوت بها عند منصرفي من دار أمير المؤمنين السّاعة لألبسها، فنظر إلي عمر بن بزيع فقال: قل يحُضرها، فأرسلت خادمي جاء بها، فلمّا رآها قال: يا عمر ما ينبغي أن تنقل علي عليّ بعد هذا شيئاً، قال: فأمر لي بخمسين ألف درهم حملت مع الدرّاعة إلي داري، قال عليّ بن يقطين: وكان الساّعي ابن عم لي فسوَّد الله وجهه وكذَّبه والحمد لله) [1] .


پاورقي

[1] المصدر: (ص 59 - 60).