بازگشت

عهد الرشيد: قمة الإرهاب العباسي


بسبب تصاعد المد الرسالي، وازدياد احتمالات سقوط النظام العباسي، مارس هارون الرشيد إرهاباً لا مثيل له في تاريخ المواجهة بين السلطة العباسية وأئمة آل البيت (ع).

لقد كانت التقية - والتي تعني العمل السري - علي أشدها في عصر الإمام موسي (ع)، ولعل لقب الإمام الكاظم يشير إلي أن منهج حياته كان التقية، وكظم الغيظ عمّا يصيبه من آلام وضغوط.

وسائر ألقابه أيضاً تدل علي ميزة عصره، فقد كان شيعته يكنون عنه ب (العبد الصالح) و (النفس الزكية) و (الصابر) وتنوع كناه يدل أيضاً علي السرّية التي اتسمت بها الحركة في عصره، فهو “ أبو الحسن “ و “ أبو علي “ و “ أبو إبراهيم “ وقيل أيضاً “ أبو إسماعيل “.

ولقد بقي سيدنا الإمام موسي (ع) فترة طويلة في سجون آل عباس، وكانت شهادته أيضاً بصورة مأساوية لا يساويها إلاّ شهادة جده أبي عبد الله الحسين (ع)، وذلك يدل علي أن خشيتهم كانت عظيمة من قيامه (ع) ضد ظلمهم وإرهابهم، ذلك لأنه لا أحد من الطغاة كان يفكّر في تكرار غلطة يزيد بن معاوية في قتله لسيد الشهداء (ع) بصورة علنية، إنما كانوا يفضلوا اغتيال أئمة آل البيت للتخلص منهم، وللبراءة من دمائهم عند الجماهير المسلمة الذين كانوا يكّنون لآل بيت رسول الله كل ولاء واحترام.

حتي الرشيد الذي استشهد الكاظم (ع) في سجنه، حاول التبرؤ من دمه، والتمويه بانه مات حتف أنفه، أو أن السندي بن شاهك قائد شرطته هو الذي بادر بقتل الإمام دون أمره [1] .

ومن هنا نعلم أن السلطة لم تخاطر بقتل سيد أهل البيت، لو لم تشعر بالخوف علي مركزها. علي أن السلطة قد قتلت - صبراً - الكثير من قيادات البيت العلوي.


پاورقي

[1] المصدر: (ص 226 - 227).