بازگشت

محنة العلماء الرساليين


وكانت محنة العلماء الكبار من الموالين لآل البيت عظيمة أيضاً أو ليسوا شيعة آل محمد (ص)؟ فلابد أن يقتدوا بهم في بلائهم، ومن أعظمهم بلاء محمد بن أبي عمير الأزدي البغدادي وهو في نفس الوقت من أعظمهم شأناً. وكان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة، وأنسكهم نسكاً، وأورعهم وأعبدهم، وحكي عن الجاحظ أنه قال: كان أوحد أهل زمانه في الأشياء كلها، وقال أيضاً: وكان وجهاً من وجوه الرافضة، حبس أيام الرشيد ليلي القضاء. وقيل بل ليدلّ علي الشيعة وأصحاب موسي بن جعفر (ع)، وضرب علي ذلك، وكاد يقر لعظيم الألم، فسمع محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقول له: إتق الله يا محمد بن أبي عمير فصبر ففرّج الله عنه، وروي الكشي أنه ضرب مائة وعشرين خشبة أيام هارون، وتولي ضربه السندي بن شاهك، وكان ذلك علي التشيع، وحبس فلم يفرج عنه، حتي أدي من ماله واحداً وعشرين ألف درهم، وروي أن المأمون حبسه حتي ولاه قضاء بعض البلاد، وروي الشيخ المفيد في الاختصاص أنه حبس سبع عشرة سنة، وفي مدة حبسه دفنت أخته كتبه فبقيت مدة أربع سنين، فهلكت الكتب، وقيل أنه تركها في غرفة فسال عليها المطر، لذلك حدّث من حفظه، ومما كان سلف له في أيدي الناس أدرك أيام الكاظم (ع) ولم يحدث عنه، وأيام الرضا والجواد (ع) وحدّث عنهما، ومات سنة 217 [1] .


پاورقي

[1] المصدر: (ص 179) الهامش عن شرح مشيخة الفقيه: (ص 56 - 57).