بازگشت

في ذكر مولده


ولد عليه السلام بالأبواء سنة ثمان و عشرين و مائة. [1] .

و روي جرير بن رستم أنه ولد في ذي الحجة بالأبواء سنة سبع و عشرين و مائة من الهجرة. [2] .

و يكني: أباالحسن، و أباإبراهيم. [3] .

و لقبه: العبد الصالح، و هو: الوفي، و الصابر، و الكاظم، و الأمين. [4] .

و امه: حميدة بنت صاعد البربري. [5] .

قيل: عن جابر بن زيد الجعفي، قال لي أبوجعفر عليه السلام: قد قدم رجل من المغرب معه رقيق، و وصف لي صفة جارية معه، و أمرني بابتياعها بصرة دفعها إلي.

فمضيت إلي الرجل، فعرض علي من كان عنده من الرقيق، فقلت: [بقي عندك غير ما عرضت علي؟

فقال: بقيت جارية عليلة].

فقلت: اعرضها.

فعرض حميدة، فقلت له: بكم تبيعها؟



[ صفحه 650]



فقال: بسبعين دينارا. فأخرجت الصرة إليه.

فقال النخاس: لا إله إلا الله، رأيت البارحة في النوم رسول الله صلي الله عليه و آله و قد ابتاع مني هذه الجارية بهذه الصرة بعينها.

فتسلمت الجارية و صرت بها إلي أبي جعفر عليه السلام. فسألها عن اسمها.

فقالت: حميدة. فقال: حميدة في الدنيا، محمودة في الآخرة. ثم سألها عن خبرها. فعرفته أنها بكر. فقال لها: أني يكون ذلك و أنت جارية كبيرة؟ فقالت: كان مولاي إذا أراد أن يقرب مني أتاه رجل في صورة حسنة فمنعه أن يصل إلي.

فدفعها أبوجعفر عليه السلام إلي أبي عبدالله الصادق عليه السلام و قال: حميدة سيدة الإماء، مصفاة من الأرجاس كسبيكة الذهب، مازالت الأملاك تحرسها حتي ادنيت إلي كرامة الله عزوجل. [6] .

و بابه: محمد بن الفضل. [7] .

و قال أبوبصير: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام في السنة التي ولد فيها موسي بن جعفر عليهماالسلام بالأبواء، فبينا نحن نأكل معه إذ أتاه الرسول أن حميدة قد أخذها الطلق، فقام فرحا مسرورا و مضي، فلم يلبث أن عاد إلينا حاسرا عن ذراعيه ضاحكا مستبشرا، فقلنا: أضحك الله سنك و أقر عينك ما فعلت حميدة؟ قال: وهب الله لي غلاما و هو خير أهل زمانه، و لقد خبرتني امه عنه بما كنت أعلم به منها. فقلت: جعلت فداك فما الذي خبرتك به؟ فقال: ذكرت أنه لما خرج من أحشائها و وقع إلي الأرض رأته رافعا رأسه إلي السماء قد اتقي الأرض بيده يشهد أن لا إله إلا الله، فقلت لها: ذلك امارة رسول الله صلي الله عليه و آله و أمارة الأئمة من بعده. قال أبوبصير: فقلت: جعلت فداك و ما الأمارة؟ فقال: العلامة يا ابابصير، أنه لما كان في الليلة التي علق فيها أتاني آت بكأس فيه شربة من الماء أبيض من اللبن و أحلي من العسل و أبرد من الثلج فسقانيه فشربته، و أمرني بالجماع فرحا مسرورا و كذلك



[ صفحه 651]



يفعل بكل راقد منا، فهو و الله صاحبكم، إن نطفة الإمام تكون في الرحم أربعين يوما و ليلة نصب لها عمود من نور في بطن امه ينظر فيه مد بصره فإذا تمت له في بطن امه أربعة أشهر أتاه ملك يقال له الخير فيكتب علي عضده الأيمن: (و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته و هو السميع العليم) [8] فإذا وضعته امه اتقي الأرض بيده رافعا رأسه إلي السماء و يشهد أن لا إله إلا الله، و ينادي مناد من قبل العرش باسمه و اسم أبيه: يا فلان بن فلان يقول لك الجليل: أبشر فإنك صفوتي و خيرتي من خلقي و موضع سري و عيبة علمي، لك و لمن تولاك أوجب رحمتي و اسكنه جنتي و احلله جواري، ثم و عزتي لاصلين من عاداك ناري و أشد عذابي و إن وسعت عليه في دنياه. فإذا انقطع المنادي أجابه الإمام: (شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و اولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) [9] فإذا قالها أعطاه الله علم الأولين و علم الآخرين و استوجب الزيادة من الجليل ليلة القدر. فقلت: جعلت فداك أليس الروح هو جبريل؟ فقال: جبريل من الملائكة و الروح خلق أعظم منه، و هو مع الإمام حيث كان. [10] .


پاورقي

[1] الإرشاد: ص 288.

[2] دلائل الإمامة: ص 146.

[3] دلائل الإمامة: ص 148.

[4] دلائل الإمامة: ص 148.

[5] دلائل الإمامة: ص 148.

[6] دلائل الإمامة: ص 148 - 149، و فيه: «اذنت» بدل «ادنيت».

[7] دلائل الإمامة: ص 149.

[8] الأنعام: 115.

[9] آل عمران: 18.

[10] المحاسن: ج 2 ص 314 ح 32.