بازگشت

في ذكر شي ء من كلام الكاظم


قال عليه السلام: كفي بالتجارب تأديبا، و بممر الأيام عظة، و بأخلاق من عاشرت معرفة، و بذكر الموت حاجزا من الذنوب و المعاصي. و العجب كل العجب للمحتمين من الطعام و الشراب مخافة الداء أن ينزل بهم كيف لا يحتمون من الذنوب مخافة النار إذا اشتعلت في أبدانهم. [1] .



[ صفحه 670]



و قال عليه السلام لبعض أصحابه: يا فلان اتق الله و قل الحق و لو كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك، يا فلان اتق الله ودع الباطل و لو كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك. [2] .

و قال عليه السلام لعلي بن يقطين و كان يتولي أمر الرشيد: يا علي اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاث خصال، اضمن لنا أن لا تري مواليا لنا إلا أكرمته فأضمن لك ثلاثا: لا يصيبك حر حديد أبدا، و لا غم سجن، و لا ذل فقر أبدا، قال: فكان لا يري أحدا من محبي آل محمد عليهم السلام إلا و صعر خده له. [3] .

و قال عليه السلام: من استشار لا يعدم عند الصواب مادحا و عند الخطاء عاذرا. [4] .

و قال سماعة بن مهران: كتبت الي أبي الحسن موسي عليه السلام أشكو الدين و تغير الحال، فكتب إلي عليه السلام: اصبر تؤجر، فإنك إن لم تصبر لم تؤجر و لم ترد قضاء الله بجزعك.

و قال الرضا عليه السلام: أوصي إلي أبي عليه السلام فلما فرغ من وصيته ضمني إليه ثم قال: الحمد لله الذي جعلك يا بني خلفا من الآباء و سرورا من الأبناء. [5] .

و قال عليه السلام: يا هشام إن لكل شي ء دليلا، و دليل العقل التفكر، و دليل التفكر الصمت، و لكل شي ء مطية و مطية العقل التواضع، و كفي بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه. يا هشام ما بعث الله عزوجل أنبياءه و رسله الي عباده إلا ليعقلوا عن الله عزوجل، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة، و أعلمهم بأمر الله عزوجل أحسنهم عقلا، و أكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا و الآخرة. يا هشام إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره، و لا يغلب الحرام صبره. يا هشام من سلط ثلاثا علي ثلاث فكأنما أعان علي هدم عقله، من أظلم نور تفكره بطول أمله، و محا طرائف حكمته بفضول كلامه، و أطفأ نار عبرته بشهوات نفسه. يا هشام الصبر علي الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل من الله عزوجل اعتزل أهل الدنيا و الراغبين فيها و رغب



[ صفحه 671]



فيما عند الله عزوجل، و كان الله سبحانه و تعالي آنسه في الوحشة، و صاحبه في الوحدة، و غناه في العيلة، و معزه من غير عشيرة. يا هشام إن العقلاء زهدوا في الدنيا و رغبوا في الآخرة لأنهم علموا أن الدنيا طالبة مطلوبة، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتي يستوفي منها رزقه، و من طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه و آخرته. [6] .


پاورقي

[1] الأمالي للطوسي: ج 1 ص 206 المجلس السابع ح 49.

[2] تحف العقول: ص 408.

[3] رجال الكشي: ج 2 ص 731 ح 818.

[4] بحارالأنوار: ج 75 ص 104 ب 49 ح 37 نقلا عن كتاب «الدرة الباهرة».

[5] عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 127 ب 35 ح 4.

[6] تحف العقول: ص 386 - 388.