بازگشت

في ذكر وفاة الكاظم و سببها و موضع قبره


و كان سبب وفاته عليه السلام ان يحيي بن خالد سمه في رطب و ريحان أرسل بهما إليه مسمومين بأمر الرشيد.

و لما سم وجه إليه الرشيد بشهود حتي يشهدوا عليه بخروجه عن أملاكه. فلما دخلوا عليه قال: يا فلان بن فلان سقيت السم في يومي هذا، و في غد يصفار بدني و يحمار، و بعد غد يسود و أموت. فانصرف الشهود من عنده، فكان كما قال. و تولي أمره ابنه علي الرضا عليه السلام. و دفن ببغداد في مقابر قريش في بقعة كان قبل وفاته ابتاعها لنفسه. [1] .

و كانت وفاته في حبس السندي بن شاهك لست خلون من رجب سنة ثلاث و ثمانين و مائة و عمره يومئذ خمس و خمسون سنة. [2] .

و حدث أبوالمفضل محمد عبدالله، قال: حدثنا جعفر بن مالك الفزاري، قال: حدثني محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن بن علي الثاني عليه السلام، قال: إن موسي عليه السلام قبل وفاته بثلاثة أيام دعا المسيب و قال له: إني ظاعن عنك في هذه الليلة الي مدينة جدي رسول الله صلي الله عليه و آله لأعهد إلي من بها عهدا يعمل به



[ صفحه 672]



من بعدي. قال المسيب: فقلت: مولاي كيف تأمرني؟ و كيف أفتح لك الأبواب و الحرس معي علي الأبواب و أقفالها؟ فقال: يا مسيب ضعفت نفسك في الله و فينا فقلت: يا سيدي بين لي. فقال: يا مسيب إذا مضي من هذه الليلة المقبلة ثلثها قف فانظر. قال المسيب: فحرمت علي النوم في تلك الليلة، فلم أزل راكعا و ساجدا و ناظرا ما وعدنيه، فلما مضي من الليل ثلثه تغشاني النعاس و أنا جالس فإذا أنا بسيدي موسي عليه السلام يحركني برجله ففزعت و قمت قائما، فإذا سلك الجدران المشيدة و الأبنية المعلاة و ما حولنا من القصور قد صارت كلها أرضا، فظننت بمولاي أنه أخرجني من المجلس الذي كان فيه. قلت: مولاي خذ بيدي من ظالمك و ظالمي. فقال: يا مسيب تخاف القتل؟ قلت: مولاي معك لا. فقال: يا مسيب فاهدأ علي جملتك، فإني راجع إليك بعد ساعة و إذا وليت عنك فسيعود المجلس إلي شأنه. قلت: مولاي فالحديد الذي عليك كيف تصنع به؟ فقال: و يحك يا مسيب بنا و الله ألان الله الحديد لنبيه داود عليه السلام، فكيف يصعب علينا؟! قال: ثم خطا من بين يدي خطوة فغاب عن بصري، ثم ارتفع البنيان و عادت القصور إلي ما كانت عليه، و اشتد اهتمامي بنفسي و علمت أن وعده الحق، فلم أزل قائما علي قدمي فلم ينقضي إلا ساعة حتي رأيت الجدران و الأبنية قد خرت إلي الأرض و إذا أنا بسيدي عليه السلام و قد عاد إلي حبسه و عاد الحديد إلي رجليه، فخررت ساجدا لوجهي بين يديه. فقال: ارفع رأسك يا مسيب و اعلم أن سيدك راحل عنك إلي الله في ثالث هذا اليوم. قلت: مولاي فأين سيدي علي؟

فقال: شاهد غير غائب يا مسيب، و حاضر غير بعيد. قلت: سيدي فإليه قصدت. قال: قصدت و الله يا مسيب كل منتجب لله علي وجه الأرض شرقا و غربا قال: فبكيت. فقال: لا تبك يا مسيب، فإنا نور لا يطفأ، إن غبت عنك فهذا علي ابني يقوم مقامي بعدي. فقلت: الحمد لله. قال: ثم إن سيدي دعاني فقال لي: يا مسيب إذا أنا دعوت بشربة ماء فشربتها فرأيتني قد انتفخت بطني يا مسيب و اصفر لوني و احمر و اخضر و تلون ألوانا فخبر الظالم بوفاتي، و إياك إذا رأيت بي هذا الحدث أن تظهر عليه أحد من عندي إلا بعد وفاتي. قال المسيب: فلم أزل أترقب وعده



[ صفحه 673]



حتي دعا بالشربة الماء فشربها، ثم دعاني فقال: إن هذا الرجس السندي بن شاهك سيقول إنه يتولي أمري و دفني، و هيهات هيهات أن يكون ذلك أبدا، فإذا حملت نعشي إلي المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها و لا تأخذوا من تربتي ليتبركوا بها فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي عليهماالسلام فإن الله جعلها شفاء لشيعتنا و أوليائنا.

قال: فلما رأيته تختلف ألوانه و ينتفخ بطنه رأيت شخصا أشبه الأشخاص به قد شخص جالسا إلي جانبه في مثل شبهه، و كان عهدي بسيدي الرضا عليه السلام في ذلك الوقت غلاما، فأقبلت اريد سؤاله فصاح بي موسي عليه السلام قد نهيتك يا مسيب فتوليت عنهم و لم أزل صابرا حتي قضي، و عاد ذلك الشخص، ثم أوصلت الخبر إلي الرشيد، فوافي الرشيد و وافي ابن شاهك، فوالله لقد رأيتهم بعيني و هم يظنون أنهم يغسلونه و يكفنونه و كل ذلك أراهم لا يصنعون به شيئا و لا تصل أيديهم إلي شي ء منه و لا إليه و هو مغسول مكفن محنط، ثم حمل و دفن في مقابر قريش. [3] .


پاورقي

[1] دلائل الإمامة: ص 148.

[2] الكافي: ج 1 ص 476.

[3] دلائل الإمامة: ص 152 - 154.