بازگشت

مراثي الكاظم


قال السيد صالح النجفي المعروف بالقزويني رحمه الله تعالي من قصيدة:



اعطف علي الكرخ من بغداد و ابك بها

كنزا لعلم رسول الله مخزونا



موسي بن جعفر سر الله و العلم ال

مبين في الدين مفروضا و منسونا



باب الحوائج عند الله و السبب ال

موصول بالله غوث المستغيثينا



الكاظم الغيظ عمن كان مقترفا

ذنبا و من عم بالحسني المسيئينا



يا ابن النبيين كم أظهرت معجزة

في السجن أزعجت فيها الرجس هارونا



[ صفحه 551]



و كم بك الله عافي مبتلي و لكم

شافي مريضا و أغني فيك مسكينا



لم يلهك السجن عن هدي و عن نسك

اذ لا تزال بذكر الله مفتونا



و كم أسروا بزاد اطعموك به

سما فأخبرتهم عما يسررنا



و للطبيب بسطت الكف تخبره

لما تمكن منها السم تمكينا



بكت علي نعشك الأعداء قاطبة

ما حال نعش له الأعداء باكونا



راموا البراءة عند الناس من دمه

والله يشهد ما كانوا بريئينا



كم جرعتك بنوالعباس من غصص

تذيب أحشاءنا ذكرا و تشجينا



قاسيت ما لم تقاس الأنبياء و قد

لاقيت أضعاف ما كانوا يلاقونا



أبكيت جديك و الزهراء امك و ال

أطهار آباءك الغر الميامينا



طالت لطول سجود منه ثفنته

فقرحت جبهة منه و عرنينا



رأي فراغته في السجن منيته

و نعمة شكر الباري بها حينا



يا ويل هارون لم تربح تجارته

بصفقة كان فيها الدهر مغبونا



ليس الرشيد رشيدا في سياسته

كلا و لا ابنه المأمون مأمونا



تالله ما كان من قربي و لا رحم

بين المصلين ليلا و المغنينا



لهفي لموسي بهم طالت بليته

و قد أقام بهم خمسا و خمسينا



يزيدهم معجزات كل آونة

و نائلا و له ظلما يزيدونا



لم يحفظوا من رسول الله منزله

و لا لحسناه بالحسني يكافونا



باعوا لعمري بدنيا الغير دينهم

جهلا فما ربحوا دنيا و لا دينا



[ صفحه 552]



في كل يوم يقاسي منهم حزنا

حتي قضي في سبيل الله محزونا



و قال المؤلف عفا الله عن جرائمه



خلها تطوي الفلاطيا يداها

لا تعفها فلقد طاب سراها



قصدها الزوراء تنحو تربة

طاب من مثوي الجوادين شذاها



باريج المسك يزري نشرها

و علي شهب السما يسمو حصاها



فاذا لاحت لعينيك فقف

و اخلع النعلين في وادي طواها



تر أنوارا لموسي لمعت

نار موسي قبسات من سناها



و اذا كف الجواد انبجست

لك كان الغيث في فيض نداها



تفخر الزوراء في موسي علي

طور سيناء و تسمو في علاها



قف بها وقفة عبد و أطل

وقفة العيش بها و الثم ثراها



و اذر دمع العين في ساحاتها

فلمن تدخر العين بكاها



و ابك فيها كاظم الغيظ الذي

مات مسموما بايدي أشقياها



بابي من طال ظلما حبسه

و هو للاعداء لو شاء محاها