بازگشت

حلم الكاظم و سخاؤه و كرم اخلاقه


و مما جاء في سخاء الكاظم عليه السلام و بره ما ذكره المفيد أيضا قال كان ابوالحسن موسي عليه السلام اوصل الناس لأهله و رحمه و كان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل اليهم الزنبيل فيه العين [1] و الورق [2] و الأدقة [3] و التمور فيوصل اليهم ذلك و لا يعلمون من أي جهة هو (و جاء) محمد بن عبدالله البكري الي المدينة يطلب بها دينا فاعياه فاتي الي ابي الحسن موسي عليه السلام فخرج اليه و معه غلام فأطعمه و سأله عن حاجة فأخبره فقال للغلام اذهب و أعطاه صرة فيها ثلثمائة دينار (و روي) أبوالفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين بسنده انه كان موسي بن جعفر «ع» اذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث اليه بصرة دنانير و كانت صراره ما بين الثلثمائة الي مئتي دينار فكانت صرار موسي مثلا. و عن عمدة الطالب كان اهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسي فشكا القلة.

و مما جاء في حلم الكاظم «ع» و سخائه و كرم اخلاقه ان رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أباالحسن موسي «ع» و يسبه اذا رآه و يشتم عليا «ع» فقال له بعض مواليه دعنا نقتل هذا الفاجر فقال لا ثم ركب حتي أتاه في مزرعة له و دخل مزرعته بحماره فصاح لا تدس زرعنا فلم يصغ اليه و أقبل حتي نزل عنده و باسطه و ضاحكه و قال له كم غرمت في زرعك هذا فقال مائة دينار قال و كم ترجو ان تصيب قال لست اعلم الغيب قال انما قلت لك كم ترجو قال ارجو ان يجي ء منه مائتا دينار



[ صفحه 529]



فأخرج أبوالحسن «ع» صرة فيها ثلثمائة دينار و قال هذا زرعك علي حاله و الله يرزقك فيه ما ترجو فقام العمري فقبل رأسه و سأله الصفح عن فارطه فتبسم اليه ابوالحسن «ع» و انصرف ثم راح الي المسجد فوجد العمري جالسا فلما رآه العمري قال الله اعلم حيث يجعل رسالته فقيل له قد كنت تقول غير هذا فقال قد سمعتم ما قلت الآن و جعل يدعو لأبي الحسن فقال ابوالحسن للذين سألوه في قتل العمري أيما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت.


پاورقي

[1] الذهب.

[2] الفضة.

[3] جمع دقيق.