بازگشت

خبر الكاظم مع موسي الهادي


روي السيد ابن طاووس في كتاب مهج الدعوات بسنده أنه لما قتل الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب صاحب فخ [1] و تفرق الناس عنه حمل رأسه و الأسري من أصحابه الي موسي بن المهدي فلما بصر بهم قال متمثلا:



بني عمنا لا تذكروا الشعر بعد ما

دفنتم بصحراء الغميم القوافيا



فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله

فنقبل ضيما أو نحكم قاضيا



ولكن حكم السيف فينا مسلط

فنرضي اذا ما أصبح السيف راضيا



و قد ساءني ما جرت الحرب بيننا

بني عمنا لو كان أمرا مدانيا



قان قلتم انا ظلمنا فلم نكن

ظلمنا ولكنا أسأنا التقاضيا



ثم أمر برجل من الأسري فوبخه ثم قتله ثم صنع مثل ذلك بجماعة من ولد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه



[ صفحه 533]



و جعل ينال من الطالبيين الي ان ذكر موسي بن جعفر صلوات الله عليه فنال منه و قال و الله ما خرج حسين الاعن أمره و لا اتبع الا محبته لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت قتلني الله ان ابقيت عليه فقال له أبويوسف يعقوب بن ابراهيم القاضي و كان جريئا عليه يا أميرالمؤمنين أقول أم أسكت فقال قتلني الله ان عفوت عن موسي بن جعفر و لولا ما سمعت من المهدي فيما أخبر به المنصور بما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه و علمه و فضله و ما بلغني عن السفاح فيه من تقريظه و تفضيله لنبشت قبره و أحرقته بالنار احراقا فقال أبويوسف نساؤه طوالق و عتق جميع ما يملك من الرقيق و تصدق بجميع ما يملك من المال و حبس دوابه و عليه المشي الي بيت الله الحرام ان كان مذهب موسي بن جعفر الخروج. لا يذهب اليه و لا مذهب أحد من ولده و لا ينبغي ان يكون هذا منهم ثم ذكر الزيدية فقال و ما كان بقي من الزيدية الا هذه العصابة الذين كانوا قدخرجوا مع حسين و قد ظفر أميرالمؤمنين بهم و لم يزل يرفق به حتي سكن غضبه (و كتب) علي بن يقطين الي ابي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام بصورة الأمر فورد الكتاب فلما أصبح حضر أهل بيته و شيعته فاطلعهم أبوالحسن «ع» علي ما ورد عليه من الخبر و قال لهم ما تشيرون في هذا فقالوا نشير عليك اصلحك الله و علينا معك ان تباعد شخصك عن هذا الجبار و تغيب شخصك دونه فانه لا يؤمن شره و عاديته و غشمه لا سيما و قد توعدك و ايانا معك فتبسم موسي «ع» ثم تمثل



[ صفحه 534]



ببيت كعب بن مالك اخي بني سلمة:



زعمت سخينة [2] ان ستغلب ربها

فليغلبن مغالب الغلاب



ثم أقبل علي من حضره من مواليه و أهل بيته فقال ليفرخ روعكم انه لايريد أول كتاب من العراق الا بموت موسي بن المهدي فقالوا و ما ذاك أصلحك الله فقال سنح لي جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في منامي فشكوت اليه موسي بن المهدي و ذكرت ما جري منه في أهل بيته و أنا مشفق من غوائله فقال لي لتطب نفسك يا موسي فما جعل الله لموسي عليك سبيلا فبينما هو يحدثني اذ أخذ بيدي و قال لي قد أهلك الله آنفا عدوك فليحسن لله شكرك ثم استقبل ابوالحسن «ع» القبلة و رفع يديه الي السماء يدعو و كان خاصته من اهل بيته و شيعته يحضرون مجلسه و معهم في اكمامهم الواح آبنوس لطاف و أميال فاذا نطق ابوالحسن «ع» بكلمة أو افتي في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك فسمعناه و هو يقول في دعائه شكرا لله جلت عظمته: الهي كم من عبدو انتضي علي سيف عداوته (الي آخر الدعاء) و هو دعاء طويل جليل المضامين و هو المسمي بدعاء الجوشن الصغير ثم أقبل علينا مولانا ابوالحسن «ع» و قال سمعت أبي يحدث عن ابيه عن أبيه عن جده انه سمع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول اعترفوا بنعمة الله عليكم



[ صفحه 535]



و توبوا الي الله من جميع ذنوبكم فان الله يحب الشاكرين من عباده و تفرق القوم فما اجتمعوا الا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسي ابن المهدي و البيعة لهارون الرشيد و في ذلك يقول بعض من حضر موسي بن جعفر من أهل بيته يصف تلك الدعوة و سرعة اجابتها:



و سارية لم تسر في الأرض تبتغي

محلا و لم يقطع بها العبد قاطع



تمر وراء الليل و الليل ضارب

بجثمانه فيه سمير و هاجع



تفتح أبواب السماء و دونها

اذا قرع الأبواب منهن قارع



اذا وردت لم يردد الله وفدها

علي أهلها و الله راء و سامع



و اني لأرجو الله حتي كأنما

أري بجميل الظن ما الله صانع



أمثل هذا الامام العظيم يظلم و يحسب و ينقل من حبس الي حبس تارة في حبس عيسي بن جعفر و تارة في حبس الفضل بن الربيع و تارة في حبس السندي بن شاهك فلما حبس عند السندي ضيق عليه في حبسه حتي مضت عليه أربع سنوات و هو محبوس ثم سقي السم فمات غريبا مسموما شهيدا صابرا محتسبا كاظما لغيظه غير شاك الا الي ربه.



تركوهم شتي مصا

رعهم و أجمعها فظيعه



[ صفحه 536]




پاورقي

[1] موضع قرب مكة كانت فيه الوقعة بين الحسين المذكور و جيوش بني العباس و قتل فيه الحسين و صار يعرف بالحسين صاحب فخ. - المؤلف -.

[2] سخينة لقب لقريش و أصله اسم طعام كانت تأكله قريش و تعير به فلقبت به - المؤلف -.