بازگشت

الكرم و السخاء


قال الخطيب في تاريخ بغداد: كان سخيا كريما و كان يصر الصرر ثلثمائة دينار و اربعمائة دينار ثم يقسمها بالمدينة و كان يضرب المثل بصرر موسي ابن جعفر اذا جاءت الانسان الصرة فقد استغني. و في عمدة الطالب كان اهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسي فشكا القلة. و روي الخطيب في تاريخ بغداد و المفيد في الارشاد بسنديهما عن محمد بن عبدالله البكري قال قدمت المدينة اطلب بها دينا فاعياني فقلت لو ذهبت الي ابي الحسن موسي بن جعفر فشكوت ذلك اليه فاتيته في ضيعته ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل فلم يقم الا يسيرا حتي خرج الي فقال لغلامه اذهب ثم مد يده فدفع الي صرة فيها ثلثمائة دينار ثم قام فولي فقمت فركبت دابتي و انصرفت.

و مر عند ذكر حلمه انه كان يبلغه عن الرجل انه يؤذيه فيبعث اليه بصرة فيها الف دينار و روي الخطيب بسنده عن عيسي بن محمد بن مغيث القرظي - و بلغ تسعين سنة - قال زرعت بطيخا و قثاء و قرعا في موضع بالجوانية علي بئر يقال لها ام عظام فلما قرب الخير و استوي الزرع بغتني الجراد فاتي علي الزرع كله و كنت غرمت علي الزرع و في ثمن جملين مائة و عشرين دينارا فبينما انا جالس اذ طلع موسي بن جعفر بن محمد فسلم ثم قال ايش حالك فقلت اصبحت كالصريم بغتني الجراد فاكل زرعي قال و كم غرمت فيه قلت مائة و عشرين دينارا مع ثمن الجملين فقال يا عرفة زن لابي المغيث مائة و خمسين دينارا فنربحك ثلاثين دينارا و الجملين فقلت يا مبارك ادخل و ادع لي فيها فدخل و دعا و حدثني عن رسول الله (ص) انه قال تمسكوا ببقايا المصائب، ثم علقت عليه الجملين و سقيته فجعل الله فيها البركة و زكت



[ صفحه 87]



فبعت منها بعشرة آلاف، و روي الخطيب بسنده قال ذكر ادريس بن ابي رافع عن محمد ابن موسي قال خرجت مع ابي الي ضياعه بساية فاصبحنا في غداة باردة و قد دنونا منها و اصبحنا علي عين من عيون ساية فخرج الينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستذفر بخرقة علي رأسه قدر فخار يفور فوقف علي الغلمان فقال اين سيدكم قالوا هو ذاك فقال ابو من؟ قالوا له ابوالحسن فوقف عليه فقال يا سيدي يا اباالحسن هذه عصيدة اهديتها اليك قال ضعها عند الغلمان فاكلوا منها ثم ذهب فلم نقل بلغ حتي خرج علي رأسه حزمة حطب فقال له يا سيدي هذا حطب اهديته اليك قال ضعه عند الغلمان وهب لنا نارا فذهب فجاء بنار و كتب ابوالحسن اسمه و اسم مولاه فدفعه الي و قال يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتي اسألك عنها فوردنا الي ضياعه و اقام بها ما طاب له ثم قال امضوا بنا الي زيارة البيت فخرجنا حتي وردنا مكة فلما قضي ابوالحسن عمرته دعا صاعدا فقال اذهب فاطلب لي هذا الرجل فاذا علمت بموضعه فاعلمني حتي امشي اليه فاني اكره ان ادعوه و الحاجة قال صاعد فذهبت حتي وقفت علي الرجل فلما رآني عرفني و كنت اعرفه و كان يتشيع فسلم علي و قال ابوالحسن قدم؟ قلت لا قال فأيش اقدمك قلت حوائج و قد كان علم مكانه بساية فتبعني و جعلت اتقصي منه و يلحقني فلما رأيت اني لا انفلت منه مضيت الي مولاي و مضي معي حتي اتيته فقال الم اقل لك لا تعلمه فقلت جعلت فداك لم اعلمه فسلم عليه فقال له ابوالحسن غلامك فلان تبيعه فقال له جعلت فداك الغلام لك و الضيعة و جميع ما املك قال اما الضيعة فلا احب ان اسلبكها و قد حدثني ابي عن جدي ان بائع الضيعة ممحوق و مشتريها مرزوق فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها فاشتري ابوالحسن الضيعة و الرقيق منه بالف دينار و اعتق العبد و وهب له الضيعة قال ادريس بن ابي رافع فهو ذا ولده في الصرافين بمكة.