بازگشت

اخباره مع الرشيد


روي الخطيب في تاريخ بغداد بسنده قال: حج هرون الرشيد فاتي قبر النبي (ص) زائرا له و حوله قريش و افياء القبائل و معه موسي بن جعفر فلما انتهي الي القبر قال السلام عليك يا رسول الله يا ابن عمي افتخارا علي من حوله فدنا موسي بن جعفر فقال السلام عليك يا أبة فتغير وجه الرشيد و قال هذا الفخر يا اباالحسن حقا.

و في ارشاد المفيد: ذكر ابن عمارة و غيره من الرواة انه لما خرج الرشيد الي الحج و قرب من المدينة استقبلته الوجوه من اهلها يقدمهم موسي بن جعفر علي بغلة فقال له الربيع ما هذه الدابة التي تلقيت عليها اميرالمؤمنين و انت ان طلبت عليها لم تدرك و ان طلبت عليها لم تفت فقال انها تطأطأت عن خيلاء الخيل و ارتفعت عن ذلة العير و خير الامور اوساطها.

و ذكر الزمخشري في ربيع الابرار ان هرون كان يقول لموسي خذ فدكا و هو يمتنع فلما الح عليه قال ما آخذها الا بحدودها قال و ما حدودها قال الحد الاول عدن فتغير وجه الرشيد قال و الحد الثاني قال سمرقند فاربد وجهه قال و الحد الثالث قال افريقية فاسود وجهه قال و الحد الرابع قال سيف البحر مما يلي الخزر و ارمينية فقال هرون فلم يبق لنا شي ء فتحول في مجلسي فقال موسي قد اعلمتك اني ان حددتها لم تردها فعند ذلك عزم علي قتله و استكفي امره.

و روي الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن اسماعيل قال بعث موسي بن جعفر الي الرشيد من الحبس رسالة كانت: انه لن ينقضي عني يوم من البلاء الا انقضي عنك معه يوم من الرخاء حتي نفضي جميعا الي يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.

و روي الصدوق في العيون عن الامام موسي بن جعفر قال لما أدخلت علي الرشيد، و ذكر خبرا طويلا، الي ان قال: لم جوزتم للعامة و الخاصة ان ينسبوكم الي رسول الله (ص) و يقولوا لكم يا بني رسول الله و انتم بنو علي و انما ينسب المرء الي ابيه و فاطمة انما هي وعاء و النبي (ع) جدكم من قبل امكم فقلت يا اميرالمؤمنين لو ان النبي «ص» نشر فخطب اليك كريمتك هل كنت تجيبه فقال سبحان الله و لم لا اجيبه فقلت لكنه عليه السلام لا يخطب الي و لا ازوجه فقال و لم فقلت لانه ولدني و لم يلدك فقال احسنت يا موسي، ثم قال كيف قلتم انا ذرية النبي و النبي (ع) لم يعقب و انما العقب للذكر لا للانثي و انتم ولد الابنة و لا يكون



[ صفحه 89]



لها عقب فقمت اسأله بحق القرابة و القبر و من فيه الا ما اعفاني عن هذه المسئلة فقال لا او تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي و انت يا موسي يعسوبهم و امام زمانهم كذا أنهي الي ولست اعفيك في كل ما اسألك عنه حتي تأتيني فيه بحجة من كتاب الله فقلت تأذن في الجواب قال هات فقلت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم و من ذريته داود و سليمان و ايوب و يوسف و موسي و هرون و كذلك نجزي المحسنين و زكريا و يحيي و عيسي. من ابوعيسي يا اميرالمؤمنين فقال ليس لعيسي أب فقلت انما الحقناه بذراري الانبياء عليهم السلام من طريق مريم عليهاالسلام و كذلك الجقنا بذراري النبي (ص) من قبل امنا فاطمة (ع) ازيدك يا اميرالمؤمنين قال هات قلت قول الله عزوجل: فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا و ابناءكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين و لم يدع احد انه ادخل النبي (ص) تحت الكساء عند مباهلة النصاري الا علي بن ابي طالب و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام فكان تأويل قوله عزوجل ابناءنا الحسن و الحسين و نساءنا فاطمة و انفسنا علي بن ابي طالب

و روي الصدوق في العيون عن الوراق و المكتب و الهمداني و ابن ناتانة و احمد بن علي ابن ابراهيم و ماجيلويه و ابن المتوكل رضي الله عنهم جميعا عن علي عن ابيه عن عثمان بن عيسي عن سفيان بن نزار قال: كنت يوما علي رأس المأمون فقال أتدرون من علمني التشيع؟ فقال القوم جميعا لا و الله ما نعلم، قال علمنيه الرشيد. قيل له و كيف ذلك و الرشيد كان يقتل اهل هذا البيت؟ قال كان يقتلهم علي الملك لان الملك عقيم، و لقد حججت معه سنة فلما صار الي المدينة تقدم الي حجابه و قال لا يدخلن علي رجل من اهل المدينة و مكة من ابناء المهاجرين و الانصار و بني هاشم و سائر بطون قريش الا نسب نفسه فكان الرجل اذا دخل عليه قال انا فلان ابن فلان حتي ينتهي الي جده من هاشمي او قرشي او مهاجري او انصاري فيصله من المال بخمسة آلاف درهم و ما دونها الي مائتي دينار علي قدر شرفه و هجرة آبائه فأنا ذات يوم واقف اذ دخل الفضل بن الربيع فقال يا اميرالمؤمنين علي الباب رجل زعم انه موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام فأقبل علينا و نحن قيام علي رأسه و الامين و المؤتمن و سائر القواد فقال احفظوا علي انفسكم ثم قال لآذنة ائذن له و لا ينزل الا علي بساطي فانا كذلك اذ دخل شيخ مسحذ قد انهكته العبادة كانه شن بال قد كلم السجود وجهه و انفه فلما رأي الرشيد رمي بنفسه عن حمار كان



[ صفحه 90]



راكبه فصاح الرشيد لا و الله الا علي بساطي فمنعه الحجاب من الترجل و نظرنا اليه بأجمعنا بالاجلال و الاعظام فما زال يسير علي حماره حتي سار الي البساط و الحجاب و القواد محدقون به فنزل فقام اليه الرشيد و استقبله الي آخر البساط و قبل وجهه و عينيه و اخذ بيده حتي صيره في صدر المجلس و اجلسه، معه اليه و جعل يحدثه و يقبل بوجهه عليه و يسأله عن احواله (الي ان قال) ثم قام فقام الرشيد لقيامه و قبل عينيه و وجهه ثم اقبل علي و علي الامين و المؤتمن فقال يا عبدالله و يا محمد و يا ابراهيم سيروا بين يدي عمكم و سيدكم خذوا بركابه و سووا عليه ثيابه و شيعوه الي منزله (الي آخر الحديث).