بازگشت

وصيته لهشام بن الحكم


في تحف العقول من وصيته لهشام بن الحكم: يا هشام لو كان في يدك جوزه و قال الناس في ديك لؤلؤة ما كان ينفعك و انت تعلم انها جوزة ولو كان في يدك لؤلؤة و قال الناس انها جوزة ما ضرك و انت تعلم انها لؤلؤة، ما عن عبد الا و ملك آخذ بناصيته فلا يتواضع الا رفعه الله و لا يتعاظم الا وضعه الله، ان لله علي الناس حجتين حجة ظاهرة و حجة باطنة فاما الظاهرة فالرسل و الانبياء و الأئمة و اما الباطنة فالعقول، ان العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره و لا يغلب الحرام صبره، ان كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شي ء من الدنيا يغنيك، لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها و لا تمنعوها اهلها فتظلموهم لا دين لمن لا مروءة له و لا مروءة لمن لا عقل له و ان اعظم الناس قدرا الذي لا يري الدنيا لنفسه خطرا اما ان ابدانكم ليس لها ثمن الا الجنة فلا تبيعوها بغيرها ان العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه و لا يسأل من يخاف منعه و لا يعد ما لا يقدر عليه و لا يرجو ما يعنف برجائه و لا يتقدم علي ما يخاف العجز عنه. الغضب مفتاح الشر و اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا و ان خالطت الناس فان استطعت ان لا تخالط احدا منهم الا من كانت يدك عليه العليا فافعل. عليك بالرفق فان الرفق يمن و الخرق شؤم ان الرفق و البر و حسن الخلق يعمر الديار و يزيد في الرزق. قول الله هل جزاء الاحسان الا الاحسان جرت في المؤمن و الكافر و البر و الفاجر من صنع اليه معروف فعليه ان يكافي ء به و ليست المكافأة ان تصنع كما صنع حتي تري فضلك فان صنعت كما صنع فله الفضل بالابتداء. اصبر علي طاعة الله و اصبر عن معاصي الله فانما الدنيا ساعة فما مضي منها فليس تجد له سرورا و لا حزنا و ما لم يأت منها فليس تعرفه فاصبر علي الساعة التي انت فيها فكأنت قد اعتبطت. اياك و الكبر فانه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر. الكبر رداء الله فمن نازعه رداءه اكبه الله في النار علي وجهه ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل حسنا استزاد منه و ان عمل سيئا استغفر الله منه و تاب اليه مجالسة اهل الدين شرف الدنيا و الآخرة و مشاورة العاقل الناصح يمن و بركة و رشد و توفيق من الله فاذا اشار عليك العاقل الناصح فاياك و الخلاف فان في ذلك العطب. اياك و مخالطة الناس و الانس بهم الا ان تجد منهم عاقلا و مأمونا فائنس به و اهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية اياك و الطمع و عليك باليأس مما في ايدي الناس و امت الطمع من المخلوقين فان الطمع مفتاح الذل و اختلاس العقل و اختلاف المروءات و تدنيس العرض



[ صفحه 96]



والذهاب بالعلم و عليك بالاعتصام بربك و التوكل عليه و جاهد نفسك لتردها عن هواها فانه واجب عليك كجهاد عدوك. من اكرمه الله بثلاث فقد لطف له عقل يكفيه مؤونة هواه و علم يكفيه مؤونة جهله و غني يكفيه مخافة الفقر.