بازگشت

من كلامه


من استوي يوماه فهو مغبون، و من كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، و من لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في النقصان، و من كان الي النقصان فالموت خير له من الحياة. [1] .

و يروي أنه سمع رجلا يتمني الموت، فقال له: هل بينك وبين الله قرابة فيحابيك لها؟

قال: لا.

قال: فهل لك حسنات قدمتها تزيد علي سيئاتك؟

قال: لا.

قال فأنت اذا تتمني هلاك الأبد.

و سأله الرشيد يوما فقال: لم زعمتم أنكم أقرب الي رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم منا؟

فقال يا أميرالمؤمنين لو أن رسول الله صلي الله عليه و [و اله] و سلم نشر فخطب اليك



[ صفحه 111]



كريمتك هل كنت تجيبه؟

فقال: سبحان الله، و كنت أفتخر بذلك علي العرب و العجم.

فقال: لكنه لا يخطب الي و لا ازوجه، لأنه ولدنا و لم يلدكم. [2] .

و روي أنه قال له، هل يجوز أن يدخل علي حرمك و هن منكشفات؟

قال: لا.

قال: لكنه كان يدخل علي حرمي و كذلك و كان يجوز له. [3] .

و قيل أنه سأله أيضا: لم قلتم انا ذرية رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم و جوزتم للناس أن ينسبوكم اليه، فيقولون: يا بني رسول الله، و أنتم بنوعلي، و انما ينسب الرجل الي أبيه دون جده؟

فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم «و من ذريته داود و سليمان و ايوب و يوسف و موسي و هارون و كذلك نجزي المحسنين - و زكريا و يحيي و عيسي و الياس» [4] و ليس لعيسي أب، و انما ألحق بذرية الأنبياء من قبل امه، فكذلك الحقنا بذرية النبي صلي الله عليه و [و آله] و سلم من قبل امنا فاطمة. و أزيدك يا أمير



[ صفحه 112]



المؤمنين، قال الله تعالي «فمن حاج فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و انفسنا و انفسكم» [5] و لم يدع صلي الله عليه و [و اله] و سلم عند المباهلة للنصاري غير علي و فاطمة و الحسن و الحسين، و هم الأبناء. [6] .

و روي عنه عليه السلام أنه قال: اتخذوا القيان، فان لهن نطفا و عقولا ليست لكثير من النساء.

القيان: جمع قينة و قين، و هم العبيد و الاماء، يقال للعبد: قين، وللأمة: سواء كن مغنيات أولا، و لا يختص بالمغنيات، كأنه قال عليه السلام: النجابة في أولادهن، و الله أعلم.


پاورقي

[1] أمالي الصدوق: 531، ب 95، و نسبه الي الصادق عليه السلام.

[2] عيون أخبار الرضا / 81 - 78 / 1؛ في رحاب أئمة أهل البيت للسيد محسن الامين 88 / 4.

و روي صاحب الصواعق (204، ف 3) قال: قال له الرشيد حين رآه جالسا عند الكعبة: أنت الذي تبايعك الناس سرا؟ فقال: أنا امام القلوب و أنت امام الجسوم. و لما اجتمعا أمام الوجه الشريف - علي صاحبه أفضل الصلاة و السلام - قال الرشيد: السلام عليك يا ابن عم! سمعها من حوله. فقال الكاظم: السلام عليك يا ابه! فلم يحتملها (الرشيد) و كانت سببا لامساكه له و حمله معه الي بغداد و حبسه، فلم يخرج من حبسه الا ميتا مقيدا.

أقول: أشبه في ذلك جده المظلوم الحسن الشهيد عليه السلام حين قتلوه ثم و طأوا الخيل صدره بعد شهادته. و ليس في وسع النفوس الوضيعة المجبولة علي الجريمة أن تنضح كرما و شهامة و رجولة، و لاينتظر من الذين ربو في حجور العهر و الدنس و النصب الا الفظاظة و الغلظة و القسوة.

[3] و قد احتج الامام الرضا عليه السلام في مجلس المأمون أمام جماعة علماء العراق و خراسان بمثل هذا الكلام، فقال،... و أما العاشرة فقول الله عزوجل في آية التحريم: «حرمت عليكم امهاتكم و بناتكم و أخواتكم...» أخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابني أو ما تناسل من صلبي لرسول الله أن يتزوجها لو كان حيا؟ قالوا: لا قال عليه السلام: فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها؟ قالوا: بلي. فقال عليه السلام ففي هذا بيان أنا من آله و لستم من آله، و لو كنتم من آله لحرمت عليه بناتكم كما حرمت عليه بناتي... الحديث.

[4] الأنعام: 85 - 84.

[5] آل عمران: 61.

[6] الصواعق المحرقه: 203، ف 3؛ نورالأبصار للشبلنجلي: 164؛ الفصول المهمة لابن الصباغ: 238، ف 7.

أقول: و لا تخفي دلالة الاية الكريمة علي أن الحسنين عليهماالسلام هما ابنا رسول الله صلي الله عليه و آله، و ان فاطمة الزهراء عليهاالسلام هي مصداق نسائه، و أن أميرالمؤمنين عليه السلام هو مصداق نفس النبي الشريفة. و يؤكد ذلك قوله صلي الله عليه و آله: لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن اليهم رجلا كنفسي - يعني عليا -... الحديث. هذا هو استدلال الامام الرضا عليه السلام في الاصطفاء في مجلس المأمون. انظر: تحف العقول: 429.

و مما يستفاد من الاية كذلك أن الذين حاولوا صرف آية التطهير عن الزهراء البتول عليهاالسلام الي نساء النبي قد حاولوا عبثا، اذ أن المصداق الوحيد لنساء النبي الاكرم صلي الله عليه و آله يتمثل في الزهراء عليهاالسلام بصريح الآية المباركة.