بازگشت

خبر ركوبه علي بغلة و أمرها بالتكلم مع مهران بن صدقة


[1/122]- حدثنا علي بن ابراهيم المصري، عن ضرار بن الأزور [1] ، يرفعه الي المفضل بن عمر، قال:

كنت بين يدي مولاي موسي بن جعفر عليهماالسلام و كان [الوقت] [2] شتاء شديد البرد، و علي مولاي عليه السلام جبة حرير صيني سوداء، و علي رأسه عمامة خز صفراء، و بين يديه رجل يقال له: مهران بن صدقة كان كاتبه و عليه طاق قميص، و هو يرتعد بين يديه من شدة البرد.

فقال له المولي عليه السلام: ما استوفيت واجبك؟ فقال: بلي.

فقال عليه السلام: أفلا أعددت لمثل [3] هذا اليوم ما يدفع عن نفسك البرد؟!

فقال: يا مولاي ما علمت أن يأتي الزمهرير عاجلا.

فقال عليه السلام: أما انك يا مهران لشاك في مولاك موسي؟!

فقال: انما أنا شاك فيك لأنه ما ظهر في الأئمة أسود مثلك [4] أو غيرك.

فقال عليه السلام: ويلك، لا تخاف من سطوات رب العالمين و نقمته؟! ويلك سأزيل [5] .



[ صفحه 316]



الشك عن قلبك ان شاء الله، فاستدعي البواب فقال: لا تدعه يدخل الي بعد هذا اليوم الا أن آذن له بذلك، فخرج من بين يديه و هو يقول: «و اسوءة [6] منقلباه!».

و خرج الي الجبانة فاذا السحب قد انقطعت، و الغيوم قد انقشعت و كان يتردد متفكرا، فاذا هو بقصر قد حف به [7] النخيل و الأشجار و الرياحين، و اذا بابه مفتوح، فدنا من الباب و دخل القصر.

فاذا به ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعين، و اذا مولاي عليه السلام علي سرير من ذهب و نور وجهه يبهر نور الشمس، و حواليه خدم و وصائف فلما رآه تحير، فقال عليه السلام له: يا مهران أن [8] مولاك أسود أم أبيض؟! فخر مهران ساجدا.

فقال عليه السلام: لو لا ما سبق لك عندنا من الخدمة، لأنزلنا بك النقمة.

قال مهران [9] : فألهمني [10] الله أن أقرأ: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم) [11] .

ثم غاب عني القصر و من فيه، وعدت الي موضعي و أنا مذعور [12] و اذا أنا بمولاي، و [13] هو علي بغلة، فقال لها: قولي له.



[ صفحه 317]



فقالت لي البغلة بلسان فصيح: يا كاتب [14] مولاك أسود أم أبيض؟

فخررت [15] ساجدا.

فقال عليه السلام: ارفع رأسك فقد عفوت لك [16] ، فان شكك [17] من قلة معرفتك.

ثم قال لي: انظر الساعة. فرأيته كالقمر المنير ليلة تمامه.

ثم قال: أنا ذلك الأسود، و أنا ذلك الأبيض، ثم هوي من البغلة [18] و قال:

(عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا - الا من ارتضي من رسول) [19] [20] .


پاورقي

[1] كذا في النسخ و لعلها في «س»: (صراد بن الأزور).

[2] من عندنا لا يضاح العبارة.

[3] في النسخ: (بمثل) و ما أثبتناه هو الصواب.

[4] في النسخ: (منك) و ما أثبتناه هو الأنسب للعبارة.

[5] في النسخ: (فأزيل) و المثبت من عندنا.

[6] في «س» «ه»: (و اسوا).

[7] في النسخ زيادة: (فيه).

[8] ليست في «س» «ه».

[9] في «س» «ه» كلمة غير مقروءة.

[10] في النسخ: (فأفهمني) و ما أثبتناه هو الأظهر.

[11] الجمعة: 4.

[12] في «س» «ه»: (مدعون).

[13] الواو ليست في «س».

[14] في «س» «ه»: (ما كانت) بدل من: (يا كاتب).

[15] في «س» «ه»: (فخرت).

[16] كذا في النسخ.

[17] في «س» «ه»: (سؤلك).

[18] في «أ» «و»: (هد البغلة) كذا، و في «س» «ه»: (هو البغلة) و ما أثبتناه تصحيحا للعبارة.

[19] الجن: 27 - 26.

[20] لم أوفق فعلا علي مسدر للحديث.