بازگشت

في ولادته و احوال والدته و اسمائه و كناه




ببغداد و ان ملئت قصورا

قبور غشت الآفاق نورا



ضريح السابع المعصوم موسي

اما يحتوي مجدا و فخرا



باكتاف المقابر من قريش

له جدث غدا بهجا نضيرا



و قبر محمد في ظهر موسي

يغشي نور بهجته الحضورا



هما بحران من علم و حلم

تجاوز في نفاستها البحورا



اذا غارت الجواهر كل بحر

فجوهرها ينزه ان يغورا



يلوح علي السواحل من بغاه

تحصل كفه الدر الخطيرا



الأمام السابع و النور الساطع و البدر اللامع كنيته ابوالحسن و ابوابراهيم و ابوعلي و اسمه الشريف موسي (ع) و القابه الكاظم و العبد الصالح و النفس الزكية و زين المجتهدين و الوفي و الصابر و الأمين و الزاهر و باب الحوائج ابوه الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) و امه حميدة المصفاة و قيل ام ولد تسمي (لؤلؤة) ولد (ع) بالابواء موضع ما بين مكة و المدينة يوم الأحد لسبع خلون من صفر و استشهد في الخامس من رجب يوم الجمعة و قيل لخمس بقين من رجب و عمره الشريف في ذلك الوقت اربع و خمسون سنة و كانت امامته بقية ملك المنصور ثم المهدي ثم الهادي ثم الرشيد و بعد مضي خمس عشرة سنة من ملك الرشيد استشهد و نأخذ في هذا المجلس بذكر شي ء من احوال والدته و قصة ولادته في (البحار) عن ابن عكاشة الاسدي قال قلت لأبي جعفر لأي شي ء لا تزوج اباعبدالله (ع) فقد ادرك التزويج قال و كان بين يديه صرة مختومة فقال سيجي ء نخاس من اهل بربر ينزل



[ صفحه 126]



دار ميمون فنشتري له بهذه الصرة جارية قال فاتي لذلك ما اتي فدخلنا يوما علي ابي جعفر (ع) فقال الا اخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم قد قدم فاذهبوا و اشتروا بهذه الصرة منه جارية فاتينا النخاس فقال قد بعث ما كان عندي الا جاريتين مريضتين احداهما امثل من الاخري قلنا فاخرجهما حتي ننظر اليها فاخرجهما فقلنا بكم تبيعنا هذه الجارية المتماثلة قال بسبعين دينارا قلنا احسن قال لا انقص من سبعين ديارا فقلنا نشتريها منك بهذه الصرة ما بلغت و ما ندري ما فيها و كان عنده رجل ابيض الرأس و اللحية قال فكوا الخاتم و زنوا فقال النخاس لا تفكوا فانها ان نقصت حبة من السبعين لم ابعكم قال الشيخ زنوا قال ففككنا و وزنا الدنانير فاذا هي سبعون دينارا لا نزيد و لا تنقص فاخذنا الجارية و ادخلناها علي ابي جعفر (ع) و جعفر (ع) قائم عنده فاخبرنا اباجعفر بما كان فحمد الله ثم قال لها ما اسمك قالت حميدة فقال حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة اخبريني عنك ابكر ام ثيب قالت بكر قال و لا يقع في يد النخاسيبن شي ء الا افسدوه قالت كان يجي ء فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله عليه رجلا ابيض الرأس و اللحية فلا يزال يلطمه حتي يقوم عني ففعل بي مرارا و فعل الشيخ كذلك فقال (ع) يا جعفر خذها اليك فولدت خير أهل الأرض موسي بن جعفر و كانت حميدة من اشراف الاعاجم في (البحار) عن الصادق (ع) قال حميدة مصفاة من الادناس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك تحرسها حتي اديت لي كرامة من الله لي و الحجة من بعدي و حلفت حميدة انها رأت في منامها انها نظرت الي القمر وقع في حجرها فقال ابوعبدالله (ع) انها تلد مولودا ليس بينه و بين الله حجاب



[ صفحه 127]



في (البحار) عن ابي بصير قال كنت مع ابي عبدالله (ع) في السنة التي ولد فيها ابنه موسي فلما نزلنا الابواء وضع لنا ابوعبدالله (ع) الغداء و لا صحابه و كان (ع) اذا وضع الطعام لاصحابه اكثره و اطابه فبينا نحن تغدي اذ اتاه رسول حميدة ان الطلق قد ضربني و قد امرتني ان لا أسبقك بابنك هذا فقام ابوعبدالله فرحا مسرورا فلم يلبث ان عاد الينا حاسرا عن ذراعيه ضاحكا سنه فقلنا اضحك الله سنك و اقر عينك ما صنعت حميدة فقال وهب الله لي غلاما و هو خير من برأ الله و لقد خبرتني عنه بامر كنت اعلم به منها قلت جعلت فداك و ما خبرتك عنه حميدة قال ذكرت انه لما وقع من بطنها وقع واضعا يديه علي الأرض رافعا رأسه الي السماء فاخبرتها ان تلك امارة رسول الله و امارة الامام من بعده الخ في (البحار) عن منها القصاب قال خرجت من مكة و انا اريد المدينة فمررت بالابواء و قد ولد لابي عبدالله (ع) فسبقته الي المدينة و دخل بعدي بيوم فاطعم الناس ثلاثا فكنت أكل فيمن يأكل فما آكل شيئا الي الغد حتي اعود فآكل فكنت بذلك ثلاثا اطعم حتي ارتفق ثم لا اطعم شيئا الي الغد

(بيان) تماثل العليل قارب البرء و اماثل القوم خيارهم ارتفق اتكأ علي مرفق يده أو علي المخدة و امتلأ قيل لابي عبدالله (ع) ما بلغ بك من حبك ابنك موسي (ع) فقال (ع) وددت ان ليس لي ولد غيره حتي لا يشاركه في حبي له احد في (المناقب) عن يعقوب السراج قال دخلت علي ابي عبدالله (ع) و هو واقف علي رأس ابي الحسن موسي (ع) و هو في المهد و هو ابن شهرين فجعل يساره طويلا فجلست حتي فرغ فقمت اليه فقال ادن الي مولاك فسلم عليه فدنوت فسلمت عليه فرد علي بلسان



[ صفحه 128]



فصيح ثم قال لي اذهب و غير اسم ابنتك التي سميتها امس فانه اسم يبغضه الله و كانت ولدت لي بنتا فسميتها بالحميراء فقال ابوعبدالله اتته الي امره ترشد فغيرت اسمها قال صفوان الجمال دخلت علي الصادق (ع) فقلت سيدي من الامام بعدك قال الامام بعدي لا يلهو و لا يلعب فاقبل موسي ابن جعفر و هو غلام صغير و له سنتان و بيده عناق مكية و هو يقول لها اسجدي لربك فاخذه ابوعبدالله فضمه الي صدره و قال بابي و امي لا يلهو و لا يلعب و في (ثاقب المناقب) قال اشتهر عند الخاص و العام من حديث ابي حنيفة حين دخل دار الصادق (ع) فرأي موسي بن جعفر (ع) شفي دهليز داره و هو صبي فقال في نفسه ان هؤلاء يزعمون انهم يعطون العلم صبية و انا اسبر ذلك فقال له يا غلام اذا دخل الغريب بلدة اين يحدث فنظر اليه نظر مغضب و قال يا شيخ اسأت الأدب فاين السلام قال فخجلت و رجعت حتي خرجت من الدار و قد نبل في عيني ثم رجعت اليه و سلمت عليه و قلت يا ابن رسول الله الغريب اذا دخل بلدة اين يحدث فقال (ع) يتوفي شطوط البلد و مشارع الماء وفيي النزال و مسقط الثمار و افنية الدور و جاد الطرق و مجاري الماء و رواكدها ثم يحدث اين شاء قال قلت يا ابن رسول الله ممن المعصية فنظر الي و قال اما ان تكون من الله او من العبد او منهما جميعا فان كانت من الله فهو اكرم ان يؤاخذه بما لم يجنه و ان كانت منهما فهو اعدل من ان يأخذ العبد بما هو شريك فيه فلم يبق الا ان يكون من العبد فان عفا فبفضله و ان عاقب فبعدله قال ابوحنيفة فاغر و رقت عيناي و قرأت (ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم) و من كمالاته و مناقبه كان صبيا رجع يوما من عند معلمه و في يده لوح فقال الصادق (ع) ولدي اجلس



[ صفحه 129]



فجلس و قال اكتب فكتب (تنح عن القبيح و لا ترده) فقال الصادق (ع) اجزه فقال الكاظم (ع) (و من اوليته حسنا فزده) ثم قال الصادق عليه السلام (ستلقي من عدوك كل كيد) فقال الكاظم (ع) (اذا كاد العدو فلا تكده) فضمه الصادق (ع) الي صدره و قال (ذرية بعضها من بعض) و لعمري ان الصادق (ع) اخبره و اعلمه بهذا المصرع من البيت ما يلقي من كيد عدوه بقوله ستلقي من عدوك كل كيد و هو روحي له الفدا اجاب اباه باني صابر علي كيد الاعداء حتي يقضي الله ما هو قاض قال اذا كاد العدو فلا تكده و أي كيد أعظم من هذا حبسوه في قعر السجون و ضيقوا عليه ثم سقوه السم و جاؤا اليه بالطبيب قال في (المناقب) فلما انزل (ع) في حبس فضل بن يحيي البرمكي كان يبعث اليه في كل ليلة مائدة و منع ان يدخل من عند غيره حتي مضي ثلاثة ايام فلما كانت الليلة الرابعة قدمت اليه مائدة فيها طعام مسموم فرفع رأسه (ع) الي السماء قال يا رب انك تعلم اني لو أكلت قبل هذا اليوم مثل هذا الطعام كنت اعنت علي نفسي و اليوم ليس لي بد منها فاكل و مرض فلما كان من الغد بعثوا اليه بالطبيب فرفع كفه اليه و قال (ع) هذه علتي و كانت خضرة في راحته تدل علي انه سم فانصرف الطبيب اليهم و قال و الله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ثم انتفخ بطنه و اصفر لونه و مات مسموما فلما مات اخرجوه و وضعوه علي الجسر ببغداد و نودي هذا موسي بن جعفر الذي تزعم الرافضة انه لا يموت فانظروا اليه و نودي علي جسد الحسين (ع) يوم الحادي عشر من المحرم يا قوم من ينتدب للحسين فيوطي ء الخيل صدره و ظهره الخ نقل عن كتاب الفرق للشيخ ابي محمد الحسن بن موسي النوبختي قال في



[ صفحه 130]



تاريخ وفاة الامام موسي بن جعفر (ع) و يقال في رواية اخري انه دفن بقيوده و انه اوصي بذلك ليخاصم يوم القيامة كما اوصي حجر بن عدي بذلك قال لمن حضره من قومه لا تطلقوا عني حديدا و لا تغسلوا عني دما فاني لاق معاوية علي الجادة و قصة حجر بن عدي قد ذكرناها في كتابنا المسمي بشجرة طوبي فليراجع هناك.