بازگشت

في حالات الامام موسي بن جعفر




زر ببغداد قبر موسي بن جعفر

قبر موسي مديحه ليس ينكر



هو باب الي المهيمن تقضي

منه حاجاتنا و تحيي و تحبر



هو حصني و عدتي و غياثي

و ملاذي و موئلي يوم احشر



كم مريض وافي اليه فعافاه

و اعمي اتاه صح و ابصر



قال محمد بن طلحة الشافعي في حقه هو الامام الكبير القدر العظيم الشأن الكثير التهجد الجاد في الاجتهاد المشهور بالعبادات المواضب علي الطاعات المشهود بالكرامات يبيت الليل ساجدا و قائما و يقطع النهار متصدقا و صائما و لفرط حلمه و تجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظما كان يجازي المسي ء باحسانه اليه و يقابل الجاني عليه بعفوه عنه و لكثرة عباداته كان يسمي بالعبد الصالح و يعرف في العراق بباب الحوائج الي الله لنجح المتوسلين الي الله تعالي به كراماته ما تحار منها العقول و تقضي بان له عندالله تعالي قدم صدق لا تزل و لا تزول انتهي كان روحي له الفدا اعلي الناس علما و اعظمهم حلما و اكرمهم نفسنا و اكثرهم جودا و اطيبهم قلبا و احلاهم كلاما و في الجود و الكرم يضرب به المثل و صرار موسي كان مثلا بين الناس في (البحار)



[ صفحه 135]



عن محمد بن عبدالله البكري قال قدمت المدينة اطلب بها دينا فاعياني فقلت لو ذهبت الي ابي الحسن (ع) فشكوت اليه فأتيته فخرج الي و معه غلامه و سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل و لم يقم الا يسيرا حتي خرج الي فقال لغلامه اذهب ثم مد يده الي فناولني صرة فيها ثلاث مأة دينار ثم قام و ولي فقمت و ركبت دابتي و انصرفت حضرة فقير مؤمن يسأله سد فاقته فضحك (ع) في وجهه فقال اسألك مسأله فان اصبتها اعطيتك عشرة اضعاف ما طلبت كان قد طلب منه مأة درهم بجعلها في بضاعة يتعيش بها فقال الرجل سل فقال موسي (ع) لو جعل اليك التمني لنفسك في الدنيا ماذا كنت تتمني قال كنت اتمني ان ارزق التقية في ديني و قضاء حقوق اخواني قال (ع) و مالك لم تسأل الولاية لنا اهل البيت قال ذلك قد اعطيته و هذا لم اعطه فانا اشكر علي ما اعطيت و اسأل ربي ما منعت فقال (ع) احسنت اعطوه الفي درهم و قال (ع) اصرفها في كذا يعني في العفص فانه متاع يابس في (البحار) ان رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي اباالحسن موسي (ع) و يسبه اذا رأه و يشتم عليا فقال له بعض حاشيته يوما دعنا نقتل هذا الفاجر فنهاهم عن ذلك اشد النهي و زجرهم و سأل عن العمري فذكر انه يزرع بناحية من نواحي المدينة فركب اليه فوجده في مزرعة له فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا توطي ء زرعنا فتوطأه بالحمار حتي وصل اليه و نزل و جلس عنده و باسطه و ضاحكه و قال له كم غرمت علي زرعك هذا قال مأة دينار قال فكم ترجو ان تصيب قال لست اعلم الغيب قال له انما قلت كم ترجو ان يجيئك فيه قال ارجو ان يجي ء مئتي دينار فاخرج له ابوالحسن عليه صرة فيها ثلاث مأة دينار و قال هذا زرعك علي



[ صفحه 136]



حاله و الله يرزقك فيه ما ترجو قال فقام العمري فقبل رأسه و سأله ان يصفع عن فارطه فتبسم اليه ابوالحسن و انصرف و راح الي المسجد فوجد العمري جالسا فلما نظر اليه قال الله اعلم حيث يجعل رسالته فقال له اصحابه ما قضيتك قد كنت تقول غير هذا فقال لهم قد سمعتم بما قلت الآن و جعل يدعو لأبي الحسن (ع) فخاصموه و خاصمهم فلما رجع ابوالحسن الي داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمري ايما كان خيرا ما اردتم ام ما اردت انني اصلحت أمره بالمقدر الذي عرفتم و كفيت شره به و كان يصل بالمأتي دينار الي الثلثمائة الي الألف في (البحار) عن بكار القمي قال حججت اربعين حجة فلما كان في آخرها اصبت بنفقتي فقدمت مكة فاقمت حتي يصدر الناس ثم اصير الي المدينة فازور رسول الله (ص) و انظر الي سيدي ابي الحسن موسي (ع) و عسي ان اعمل عملا بيدي فاجمع شيئا فاستعين به علي طربقي الي الكوفة فخرجت حتي صرت الي المدينة فاتيت رسول الله (ص) فسلمت عليه ثم جئت الي المصلي الي الموضع الذي يقوم فيه العملة فقمت فيه رجاء ان يسبب الله لي عملا اعمله فبينما انا كذلك اذا انا برجل قد اقبل فاجتمع حوله الفعلة فجئت فوقفت معهم فذهب بجماعة فاتبعته فقلت يا عبدالله اني رجل غريب فان رأيت ان تذهب بي معهم فتستعملني قال انت من اهل الكوفة قلت نعم قال اذهب فانطلقت معه الي دار كبيرة تيني جديدة فعملت فيها اياما و كنا لا نعطي من اسبوع الي اسبوع الا يوما واحدا و كان لا يعلمون فقلت للوكيل استعملني عليهم حتي استعمل و اعمل معهم فقال قد استعملتك فكنت اعمل و استعملهم قال فاني لواقف ذات يوم علي السلم اذ نظرت الي ابي الحسن موسي (ع) قد اقبل و انا في السلم في



[ صفحه 137]



الدار ثم رفع رأسه الي فقال بكار جئتنا انزل فنزلت قال فتنحي ناحية فقال لي ما تصنع هاهنا فقلت جعلت فداك اصبت بنفقتي بجمع فاقمت الي صدور الناس ثم اني صرت الي المدينة فاتيت المصلي فقلت اطلب عملا فبينما انا قائم اذ جاء وكيلك فذهب برجال فسألته ان يستعملني كما يستعملهم فقال لي قم يومك هذا فلما كان من الغد و كان اليوم الذي يعطون فيه جاء فقعد علي الباب فجعل يدعو الوكيل برجل رجل يعطيه كلما ذهبت لأدنو قال بيده كذا حتي اذا كان في آخرهم قال لي ادن فدنوت فدفع الي صرة فيها خمسة عشر دينارا قال لي خذ هذه نفقتك الي الكوفة ثم قال اخرج غدا قلت نعم جعلت فداك و لم استطع ان ارده ثم ذهب و عاد الي الرسول فقال قال ابوالحسن ائتني غدا قبل ان تذهب فلما كان من الغد اتيته فقال اخرج الساعة حتي تصير الي فيد فانك توافق قوما يخرجون الي الكوفة و هاك هذا الكتاب فادفعه الي علي بن ابي حمزة قال فانطلقت فلا و الله ما تلقاني خلق حتي صرت الي فيد فاذا قوم قد تهيئوا للخروج الي الكوفة من الغد فاشتريت بعيرا و صحبتهم الي الكوفة فدخلتها ليلا فقلت اصير الي منزلي فارقد ليلتي هذه ثم اغدو بكتاب مولاي الي علي بن ابي حمزة فاتيت منزلي فاخبرت ان اللصوص دخلوا حانوتي قبل قدومي بايام فلما ان اصبحت صليت الفجر فبينما انا جالس متفكر فيما ذهب لي من حانوتي اذا انا بقارع يقرع الباب فخرجت فاذا علي بن ابي حمزة فعانقته و سلم علي ثم قال لي يا بكار هات كتاب سيدي قلت نعم كنت علي المجي ء اليك الساعة قال هات قد علمت انك قدمت ممسيا فاخرجت الكتاب فدفعته اليه فأخذه و قبله و وضعه علي عينيه و بكي فقلت ما يبكيك قال شوقا الي سيدي ففكه و قرأه ثم رفع رأسه و قال



[ صفحه 138]



يا بكار دخل عليك اللصوص قلت نعم فاخذوا ما في حانوتك قلت نعم قال ان الله قد اخلف عليك قد امرني مولاك و مولاي ان اخلف ما ذهب منك و اعطاني اربعين دينارا قال فقومت ما ذهب فاذا قيمته اربعون دينارا ففتح علي الكتاب و قال فيه ادفع الي بكار قيمة ما ذهب من حانوته اربعين دينارا و من جوده و كرمه و عطائه ما حكي من ان المنصور و في اخري الرشيد تقدم الي موسي بن جعفر (ع) بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز و قبض ما يحمل اليه فقال (ع) اني قد فتشت الأخبار عن جدي رسول الله فلم أجد لهذا العيد خبرا و انه سنة للفرس و محاها الاسلام و معاذ الله ان نحيي ما محاه الاسلام فقال المنصور انما نفعل هذا سياسة للجند فسألتك بالله العظيم الا جلست فجلس و دخلت عليه الملوك و الامراء و الاجناد يهنونه و يحملون اليه الهدايا و التحف و علي رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل فدخل في آخر الناس رجل شيح كبير السن فقال له يا ابن بنت رسول الله اني رجل صعلوك لا مال لي اتحفك ولكن اتحفك بثلاثة ابيات قالها جدي في جدك الحسين بن علي قال (ع) قل فقال:



عجبا لمصقول علاك فرنده

يوم الهياج و قد علاك غبار



و لأسهم نفذتك دون حرائر

يدعون جدك و الدموع غزار



ألا تغضغضت السهام و عاقها

عن جسمك الاجلال و الاكبار



فقال (ع) اجلس قد قبلت هديتك بارك الله و رفع رأسه الي الخادم و قال امض الي اميرالمؤمنين (ع) و عرفه بهذا المال و ما يصنع به فمضي الخادم و عاد و هو يقول كلها هبة مني له يفعل به ما اراد فقال الكاظم (ع) للشيخ اقبض جميع هذا المال فهو هبة مني لك و الحاصل كان (ع) اسخي اهل زمانه



[ صفحه 139]



و ابذلهم لماله و اكثرهم في بره و اوفاهم لصلته و اوصلهم لرحمه و لأهله و كان كريما بهيا و عتق الف مملوك و له من العيال ما يزيد علي الخمسمأة و مع كثرة عياله كان يتفقد فقراء المدينة في الليل فيحمل اليهم الزنبيل فيه العين و الورق و الادقة و التمور فيوصل اليهم ذلك و لا يعلمون من اي جهة حتي اخذ و قبض عليه قبضة هرون الرشيد في سفره الي مكة المعظمة في سنة تسع و سبعين و مأة فبدأ بقبر النبي (ص) فقال يا رسول الله اني اعتذر اليك من شي ء اريد اريد ان احبس موسي بن جعفر فانه يريد التشتت بين امتك و سفك دمائها ثم امر و هو روحي له الفدا عند رأس النبي (ص) قائم يصلي فقطع صلوته و حمل و هو يبكي و يقول اليك اشكو يا رسول الله ما يرد علي اهل بيتك من شرار امتك و اقبل الناس من كل جانب يبكون و يضجون فلما حمل الي بين يدي الرشيد سلم علي الرشيد فلم يرد عليه السلام و شتمه و سبه و جفاه و قيده و غلله فلما جن عليه الليل امر بقبتين فهيأ له فحمل موسي بن جعفر (ع) الي احدهما في خفاء و دفعه الي حسان السروي و امره ان يسير به في قبة الي البصرة فيسلمه الي عيسي بن جعفر بن ابي جعفر و هو اميرها و وجه قبة اخري علانية نهارا الي الكوفة معها جماعة ليعمي علي الناس أمر موسي بن جعفر فقدم حسان البصرة قبل التروية بيوم فدفعه الي عيسي بن ابي جعفر نهارا علانية حتي عرف ذلك و شاع امره فحبسه عيسي في بيت من بيوت المجلس الذي كان يجلس فيه و اقفل عليه و شغله عنه العيد فكان لا يفتح عنه الباب الا في حالتين حال يخرج فيها الي الطهور و حال يدخل اليه فيها الطعام قال نصراني من كتاب عيسي لقد سمع هذا الرجل الصالح في ايامه في هذه الدار التي هو فيها من ضروب



[ صفحه 140]



الفواحش و المناكير ما اعلم و لا اشك انه لم يخطر بباله و حبس عنده سنة كاملة ثم كتب الي الرشيد ان خذه مني و سلمه الي من شئت و الا خليت سبيله فقد اجتهدت بان أجد عليه حجة فما اقدر علي ذلك حتي اني لأتسمع عليه اذا دعا لعله يدعو علي او عليك فما اسمعه يدعو الا لنفسه يسأل الرحمة و المغفرة فوجه من تسلمه منه و حمل سرا الي بغداد و لما حمل الي بغداد حبسه الرشيد عند الفضل بن الربيع فبقي عنده مدة طويلة و امره الرشيد بقتله فابي فامر بتسليمه الي الفضل بن يحيي فتسلمه منه و أراد ذلك منه فلم يفعل ثم سلمه الي (السندي بن شاهك) فلم يزل ينقل من حبس الي حبس و من سجن الي سجن حتي نقل الي حبس السندي و قد نحل جسمه الشريف و كانت الريح تميله مثل السنبلة



و قبر ببغداد لنفس زكية

تضمنها الرحمن في الغرفات