بازگشت

في مناقب موسي بن جعفر




و ائمة من اهل بيت محمد

حفظوا الشرايع و الحديث المسندا



علموا المنايا و البلايا و الذي

جهل الوري و المنتهي و المبتدا



خزان علم الله من برشادهم

دل الآله علي هداه و ارشدا



و هم الصراط المستقيم و منهج

منه الي رب المعالي يهتدي



حجج اذا هم العدو بكتمها

امر المهيمن قلبه ان يشهدا



في البحار عن عثمان بن عيسي بن سفيان بن نزار قال كنت يوما علي رأس المأمون فقال اتدرون من علمني التشيع فقال القوم جميعا لا و الله ما نعلم قال علمنيه الرشيد قيل له و كيف ذاك و الرشيد كان يقتل اهل هذا



[ صفحه 141]



البيت قال كان يقتلهم علي الملك لأن الملك عقيم و لقد حججت معه سنة من السنين فلما صار الي المدينة تقدم الي حجابه و قال لا يدخلن علي رجل من اهل المدينة و مكة من ابناء المهاجرين و الانصار و بني هاشم و ساير بطون قريش الا نسب نفسه فكان الرجل اذا دخل عليه قال انا فلان بن فلان حتي ينتهي الي جده من هاشمي او قرشي او مهاجري او انصاري قيصله من المأة بخمسة آلاف درهم و ما دونها الي مأتي دينار علي قدر شرفه و هجرة آبائه فانا ذات يوم واقف اذ دخل الفضل بن الربيع فقال يا اميرالمؤمنين علي الباب رجل زعم انه موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) فاقبل علينا و نحن قيام علي رأسه و الامين و المؤتمن و ساير القواد فقال احفظوا علي انفسكم ثم قال لأذنه أذن له و لا ينزل الا علي بساطي فانا كذلك اذ دخل شيخ مسخد قد انهكته العبادة كأنه شن بال قد كلم السجود وجهه و انفه فلما رأي الرشيد رمي بنفسه عن حمار كان راكبه فصاح الرشيد لا و الله الا علي بساطي فمنعه الحجاب من الترجل و نظرنا اليه باجمعنا بالاجلال و الاعظام فما زال يسير علي حماره حتي صار الي البساط و الحجاب و القواد محدقون به فنزل فقام اليه الرشيد و استقبله الي آخر البساط و قبل وجهه و عينيه و اخذ بيده حتي صيره في صدر المجلس و اجلسه معه فيه و جعل يحدثه و يقبل بوجهه عليه و يسأله عن احواله ثم قال يا اباالحسن ما عليك من العيال فقال يزيدون علي الخمسمأة قال اولاد كلهم قال لا اكثرهم موالي و حشم فاما الولد فلي نيف و ثلاثون الذكران منهم كذا و النسوان منهم كذا قال فلم تزوج النسوان من بني عمومتهن و اكفائهن قال (ع) اليد تقصر عن ذلك قال فما حال الضيعة قال تعطي



[ صفحه 142]



في وقت و تمنع في آخر قال فهل عليك دين قال نعم قال كم من عشرة آلاف دينار فقال الرشيد يا ابن عم انا اعطيك من المال ما تزوج به الذكران و النسوان و تعمر الضياع فقال له وصلتك رحم يا ابن عم و شكر الله لك هذه النية الجميلة و الرحم ماسة و القرابة و اشجة و النسب واحد و العباس عم النبي وصنوا ابيه و عم علي بن ابي طالب وصنو ابيه و ما ابعدك الله من ان تفعل ذلك و قد بسط يدك و اكرم عنصرك و اعلي محتدك فقال افعل ذلك يا اباالحسن و كرامة فقال يا اميرالمؤمنين ان الله عزوجل قد فرض علي ولاة عهده ان ينعشوا فقراء الامة و يقضوا عن الغارمين و يؤدوا عن المثقل و يكسو العاري و يحسنوا الي العاني و انت أولي من يفعل ذلك فقال افعل يا اباالحسن ثم قام (ع) فقام الرشيد لقيامه و قبل عينيه و وجهه ثم اقبل علي و علي الامين و المؤتمن فقال يا عبدالله و يا محمد و يا ابراهيم بين يدي عمكم و سيدكم خذوا بركابه و سووا عليه ثيابه و شيعوه الي منزله فاقبل ابوالحسن موسي ابن جعفر (ع) سرا بيني و بينه فبشرني بالخلافة و قال لي اذا ملكت هذا الامر فاحسن الي ولدي ثم انصرفنا و كنت اجري ولد ابي عليه فلما خلا المجلس قلت له يا اميرالمؤمنين من هذا الرجل قد عظمته و اجللته و قمت من مجلسك اليه فاستقبلته واقعدته في صدر المجلس و جلست دونه ثم امرتنا بأخذ الركاب له قال هذا امام الناس و حجة الله علي خلفه و خليفته علي عباده يا بني هذا وارث علم النبيين هذا موسي بن جعفر بن محمد ان اردت العلم الصحيح فعند هذا فقلت يا اميرالمؤمنين او ليست هذه الصفات لك و فيك كلها فقال انا امام الجماعة في الظاهر بالغلبة و القهر و موسي بن جعفر امام حق و الله يا بني انه لأحق بمقام رسول الله (ص) مني و من الخلق جميعا



[ صفحه 143]



و و الله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك فان الملك عقيم فلما اراد الرحيل من المدينة الي مكة أمر بصرة سوداء فيها مائتا دينار ثم اقبل علي الفضل بن الربيع فقال له اذهب بهذه الي موسي بن جعفر و قل له يقول أميرالمؤمنين نحن في ضيقة و سيأتيك برنا بعد هذا الوقت فقمت في صدره يا اميرالمؤمنين تعطي ابناء المهاجرين و الانصار و سائر قريش و بني هاشم و من لا يعرف حسبه و نسبه آلاف دينار الي ما دونها و تعطي موسي ابن جعفر و قد اعظمته و اجللته مأتي دينار اخس عطية اعطيتها احدا من الناس فقال اسكت لا ام لك فاني لو اعطيت هذا ما ضمنته له ما كنت امنه ان يضرب وجهي غدا بمأة الف سيف من شيعته و مواليه و فقر هذا و اهل بيته اسلم لي ولكم من بسط ايديهم و غناهم فلما نظر الي ذلك (مخارق المغني) دخله في ذلك غيظ و هو من محبي اهل البيت و يحب موسي بن جعفر (ع) حبا شديدا فقام الي الرشيد فقال يا اميرالمؤمنين قد دخلت المدينة و اكثر اهلها يطلبون مني شيئا و ان خرجت و لم اقسم فيهم شيئا لم يتبين لهم تفضل اميرالمؤمنين علي و منزلتي عنده فامر له بعشرة آلاف دينار فقال له يا اميرالمؤمنين هذا لأهل المدينة و علي دين احتاج ان اقضيه فامر له بعشرة آلاف دينار اخري فقال له يا اميرالمؤمنين بناتي اريد ان ازوجهن و انا محتاج الي جهازهن فأمر له بعشرة آلاف دينار اخري فقال له يا اميرالمؤمنين لابد من غلة تعطينيها ترد علي و علي عيالي و بناتي و ازواجهن القوت فأمر له باقطاع ما يبلغ غلته في السنة عشرة آلاف دينار و أمر ان بعجل له ذلك من ساعته ثم قام مخارق من فوره و قصد موسي بن جعفر (ع) و قال له سيدي قد وقفت علي ما عاملك به هذا و ما امر لك و قد احتلت عليه لك و اخذت



[ صفحه 144]



منه صلات ثلاثين الف دينار و اقطاعا تغل في السنة عشرة الاف دينار و لا و الله يا سيدي ما احتاج الي شي ء من ذلك و ما اخذته الا لك و انا اشهد لك بهذه الاقطاع و قد حملت المال اليك فقال (ع) بارك الله لك في مالك و احسن حزاك ما كنت لأخذ منه درهما واحدا و لا من هذه الاقطاع شيئا و قد قبلت صلتك و برك فانصرف راشدا و لا تراجعني في ذلك فقبل يده و انصرف.

(بيان) اصبح فلان مستخدا اذا اصبح مصفرا ثقيلا مورما و صلتك رحم اي صارت الرحم سببا لصلتك لنا و من المعلوم ان الرشيد كان اعرف الناس بموسي بن جعفر و مقاماته و شؤونه و قربه و منزلته من الله و رسوله (ص) و ماله من المناقب و السوابق و الفضايل و الفواضل حتي اقر و اعترف و حلف بالله انه لامام حق و قال لأبنه المأمون يا بني انه لأحق بمقام رسول الله مني و من الخلق جميعا ولكن الملك عقيم و الله لو نازعتني انت في هذا الامر لأخذت الذي فيه عيناك يعني يقتل في طلب الملك الاب و الاخ و العم و الولد

اقول ان الرشيد يقول لو نازعتني انت فاسألكم بالله هل نازعه موسي ابن جعفر في هذا الامر و هل طلب لنفسه الخفلافة و هل دعا الناس الي المبايعة ام قعد لازما بيته كاظما غيظه منتظرا لأمر الله و صبر كما صبر آباؤه فما ذنب هذا المظلوم حتي اخذه اسيرا و سير به مغلولا مقيدا و حبسه في البصرة سنة ثم صار به الي بغداد مقهورا مظلوما و لم يزل ينقل من حبس الي حبس و من سجن الي سجن و طال حبسه و مقامه في السجون بحيث ان الرشيد مل من ذلك و استشار من ندمائه ما في امر موسي بن جعفر (ع) (في المناقب) قال يوما ليحيي البرمكي ارني تدبيرا في شأن موسي بن جعفر فقد



[ صفحه 145]



طال حبسه و مقامه عندي فقال الذي اراء لك ان تمن عليه و تصل رحمه و تطلق عنه فقال الرشيد انطلق اليه و اطلق الحديد عنه و ابلغه عني السلام و قل له يقول ابن عمك انه قد سبق مني فيك يمين ان لا اخيك حتي تقر لي بالاساءة و تسألني العفو عما سلف منك و ليس اقرارك عارا عليك و لا في مسألتك اياي منقصة و هذا يحيي و هو ثقتي و وزيري قول له بقدر ان اخرج من يميني و انصرف راشدا فلما دخل يحيي و بلغه ذلك قال (ع) يا يحيي انا ميت و انما بقي من اجلي اسبوع يا اباعلي اكتم موتي و ائتني يوم الجمعة و صل انت علي و قل له يقول لك موسي بن جعفر رسولي يأتيك يوم الجمعة و يخبرك بما يري و ستعلم غدا اذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم و المتعدي علي صاحبه فلما اخبره بجوابه قال له هارون ان لم يدع النبوة بعد ايام فما احسن حالنا فلما كان يوم الجمعة انتظر الرشيد و اذا بالسجان قد دخل عليه و قال مات موسي بن جعفر (اقول) ان الرشيد ما رحمه و لا رق قلبه عليه في ايام حياته و صنع به ما صنع اما كان ينبغي ان يرحمه و يرق عليه بعد مماته و يأمر بتعظيمه و تجليله و دفنه و مواراته معظما حتي حملوه و وضعوه ثلاثة ايام علي الجسر ببغداد و امر المنادي ان ينادي هذا امام الرفضة هذا موسي بن جعفر فليأت من يأتي و ليتظر من ينظر الخ