بازگشت

في معاجز موسي بن جعفر




يا آل احمد انتم خير مشتمل

بالمكرمات و انتم خير معترف



خلافة الله فيكم غير خافية

يقضي بها سلف منكم الي خلف



طبتم فطاب مواليكم لطيبتكم

و باء اعداؤكم بالخبث في النطف



[ صفحه 146]



رأيت نفعي و ضري عندكم فاذا

ما كان ذاك فعنكم ابن منصرفي؟



في هذا المجلس نأخذ بذكر بعض من معاجز موسي بن جعفر (ع) و ذكر بعض آياته التي يليق بهذا المختصر في المناقب قال روي محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضل قال اختلفت الرواية بين اصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء هو من الاصابع الي الكعبين ام هو من الكعبين الي الاصابع فكتب علي بن يقطين الي ابي الحسن موسي (ع) ان اصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين فان رأيت ان تكتب الي بخطك ما يكون عملي عليه فعلت انشاءالله فكتب اليه ابوالحسن (ع) فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء و الذي امرك به ان تتمضمض ثلاثا و تستنشق ثلاثا و تغسل وجهك و تخلل شعر لحيتك و تمسح رأسك كله و تمسح ظاهر اذنيك و باطنهما و تغسل رجليك الي الكعبين ثلاثا و اياك ان تخالف ذلك الي غيره فلما وصل الكتاب الي علي بن يقطين تعجب بما رسم مما اجمع العصابة علي خلافه ثم قال مولاي و انا ممتثل امره و كان يعمل في وضوئه علي هذا الحد و يخالف ما عليه جميع الشيعة امتثالا لأمر ابي الحسن (ع) فبينما هو كذلك اذ سعي بعلي بن يقطين الي الرشيد و قيل انه رافضي مخالف لك فقال الرشيد لبعض خاصته قد كثر القول في رفض علي بن يقطين عندي و انا امتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف علي وضوئه فلما دخل وقت الصلاة وقف الرشيد وراء حايط الحجرة بحيث يري علي بن يقطين و لا يراه هو فدعا علي بالماء و توضأ علي ما امره الامام موسي بن جعفر فلما رأي الرشيد ذلك لم يتمالك علي نفسه حتي اشرف علي رأسه بحيث يراه علي بن يقطين ثم نادي يا علي بن يقطين كذب من زعم انك رافضي و لا اسمع بعد ذلك



[ صفحه 147]



قول احد فيك و صلح حاله عند الرشيد ثم ورد كتاب ابي الحسن (ع) ابتدأ من الآن يا علي بن يقطين و توضأ كما امرك الله و اغسل وجهك مرة هو فريضة و أخري اسباغا و اغسل يديك من المرفقين كذلك و امسح مقدم رأسك و ظاهر قدميك بفضل نداوة وضوئك فقد زال ما كان يخاف عليك و اخافه عليك و السلام قال الشاعر:



ثم حال الوضوء حال عجيب

كيف انبأه بالضمير و خبر



هو عين الحياة و هو نجاة

و رشاد لمن قرا و تدبر



هو سر الآله في البأس و الجود

فطوني لمن به يتبصر



هذه مرة انقذ و نجي علي بن يقطين من القتل و مرة أخري ايضا نجاه ابوالحسن موسي (ع) من الهلكة في (البحار) عن ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيام الي علي بن يقطين ثيابا اكرمه بها و كان في جملتها دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب فانفذ علي بن يقطين جل تلك الثياب الي ابي الحسن موسي بن جعفر (ع) و انفذ في جملتها تلك الدراعة و اضاف اليها مالا كان اعده له علي رسم له يحمله من خمس ماله فلما و صل ذلك الي ابي الحسن قبل المال و الثياب و رد الدراعة علي يد الرسول الي علي بن يقطين و كتب اليه ان احتفظ بها و لا تخرجها عن يدك فسيكون بها شأن تحتاج اليها معه فارتاب علي بن يقطين بردها عليه و لم يدر ما سبب ذلك فاحتفظ بالدراعة فلما كان بعد ايام تغير علي بن يقطين علي غلام و كان يختص به صرفه عن خدمته و كان الغلام يعرف ميل علي بن يقطين الي ابي الحسن موسي (ع) و يقف علي ما يحمله اليه في كل وقت من مال و ثياب و الطاف و غير ذلك فسعي به الي الرشيد فقال انه يقول بامامة موسي ابن



[ صفحه 148]



جعفر و يحمل اليه خمس ماله في كل سنة و قد حمل اليه الدراعة التي اكرم بها اميرالمؤمنين في وقت كذا فاستشاط الرشيد لذلك و غضب غضبا شديدا و قال لأكشفن عن هذه الحال فان كان الامر كما يقول ازهقت نفسه و انقذ في الوقت باحضار علي بن يقطين فلما مثل بين يديه قال له ما فعلت بالدراعة التي كسوتك بها؟ قال هي يا أميرالمؤمنين عندي في سفط مختوم فيه طيب قد حفظتها و احتفظت بها و قل ما اصبحت الا و فتحت السفط فنظرت اليها تبركا بها و قبلتها و رددتها الي موضعها و كلما امسيت صنعت مثل ذلك فقال احضرها الساعة قال نعم يا اميرالمؤمنين و استدعي بعض خدمه و قال له امض الي البيت الفلاني من الدار فخذ مفتاحه من خازنتي و افتحه و افتح الصندوق الفلاني و جئني بالسفط المختوم الذي فيه الدراعة فلم يلبث الغلام ان جاءه بالسفط مختوما فوضع بين يدي الرشيد فامر بكسر خاتمه و فتحه فلما فتح نظر الي الدراعة فيه بحالها مطوية مدفونة في الليب فسكن الرشيد من غضبه ثم قال لعلي بن يقطين ارددها الي مكانها و انصرف راشدا فلن اصدق عليك بعدها ساعيا و امر ان يتبع بجائزة سنية و تقدء بضرب الساعي الف سوط فضرب نحوا من خمسأة سوط فمات في ذلك



و ابن يقطين حين رد عليه

الطهر اثوابه و قال حذر



قال خذها و سوف تسئل عنها

و معاديك في لا شك يخسر



في (البحار) استأذن علي بن يقطين موسي بن جعفر (ع) في ترك عمل السلطان فلم يأذن له الامام (ع) و قال لا تفعل فان لنا بك انسا و لاخوانك بك عزا و عسي ان يجبر الله بك كسرا و يكسر بك نائرة المخالفين عن اوليائه يا علي كفارة اعمالكم الاحسان الي اخوانكم اضمن لي واحدة و اضمن لك



[ صفحه 149]



ثلاثا اضمن لي ان لا تلقي احدا من اوليائنا الا قضيت حاجته و اكرمته و اضمن لك ان لا يظلك سقف سجن ابدا و لا ينالك حد سيف ابدا و لا يدخل الفقر بيتك ابدا يا علي من سر مؤمنا فبالله بدا و بالنبي ثني و بنا ثلث و علي بن يقطين هذا متصف بماحسن الشيم و معالي الهمم و قد اشتهر النقل انه كان يكرم الضيف و بمنح السائل و يصل الحرم و ينيل الفقير و يسعف السائل و يكسو العاري و يشبع الجايع و يعطي الغارم و يشفق علي اليتيم و يعين ذا الحاجة و يغيث الملهوف و يعظم السادات و يكرمهم و يدفع ايدي الظلمة عنهم و يوصلهم بماله و يحسن اليهم من فضله و يبعث الي ابي ابراهيم (ع) اموالا و نقودا كثيرة و يهدي اليه الهدايا و التحف و الحلي و الحلل و الجوهر و يكتب اليه كتبا باجل خطاب و اوفر موعود و كان الامام يقبل هداياه و يدعو له بالخير في (البحار) عن اسماعيل بن سلام و فلان بن حميد قالا بعث الينا علي بن يقطين فقال اشريا راحلتين و تجنبا الطريق و دفع الينا امولا و كتبا و قال امضيا حتي توصلا ما معكما من المال و الكتب الي ابي الحسن موسي (ع) و لا يعلم بكما احد قالا فاتينا الكوفة و اشترينا راحلتين و تزودنا زادا فخرجنا نتجنب الطريق حتي اذا صرنا ببطن الرملة شددنا راحلتنا و وضعنا لها العلف و قعدنا نأكل فبينا نحن كذلك اذا راكب قد اقبل و معه شاكري فلما قرب منا فاذا هو ابوالحسن موسي (ع) فقمنا اليه و سلمنا عليه و قبلنا يديه و رجليه و دفعنا اليه الكتب و ما كان معنا فاخرج من كمه كتبا فناولنا اياها و قال هذه جوابات كتبكم قالا فقلنا ان زادنا قد فني فلو اذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله (ص) و تزودنا زادا فقال (ع) هاتا ما معكما من الزاد فاخرجنا الزاد اليه فقلبه بيده فقال هذا يبلغكم



[ صفحه 150]



الكوفة و اما رسول الله (ص) فقد رأيتماه اني صليت معهم الفجر و اني اريد ان اصلي معهم الظهر انصرفا في حفظ الله

(بيان) شاكري معرب چاكر قوله فقد رأيتماه يعني رؤيتي بمنزلة رؤية الرسول (ص)

(اقول) ان علي بن يقطين مع ماله من القرب و المنزلة عند ابي ابراهيم موسي بن جعفر (ع) و كثيرا ما يظهر التحبب و التودد له و علي بن يقطين كان يصله بماله فوق ان يحصي و يواسيه بماله و هو في اطاعة اوامره كالعبد الذليل بين يدي مولاء الجليل مع هذا حج علي بن يقطين في سنة من السنين جاء الي المدينة و دخل علي الامام موسي بن جعفر (ع) فحجبه و منعه و لم يأذن له و مرة اخري حجبه فرآه علي بن يقطين و قال يا سيدي ما ذنبي حتي حجبتني و لم تأذن لي و منعتني من التشرف بحضورك قال (ع) حجبتك لأنك حجبت اخاك ابراهيم الجمال و كان ابراهيم الجمال من خيار الشيعة استأذن ابراهيم الجمال علي علي بن يقطين فحجبه و منعه الدخول عليه فعلم الامام بذلك فقال حجبتك لأنك حجبت أخاك ابراهيم الجمال و قد أبي الله أن يشكر سعيك او يغفر لك ابراهيم الجمال فقلت سيدي من لي بابراهيم الجمال في هذا الوقت و انا بالمدينة و هو بالكوفة فقال (ع) اذا كان الليل فامض الي البقيع وحدك من غير ان يعلم بك احد من اصحابك و غلمانك و اركب نجيبا لك هناك مسرجا حتي يوردك الكوفة و ترضي ابراهيم الجمال و ترد الي ما كنت عليه قال فوافي البقيع و رأي الجمل مسرجا و ركب الجمل و لم يلبث ان اناخه علي باب ابراهيم الجمال بالكوفة فقرع الباب و قال انا علي بن يقطين فقال ابراهيم الجمال من داخل الدار و ما يعمل علي



[ صفحه 151]



ابن يقطين الوزير بياني فقال علي بن يقطين يا هذا ان امري عظيم و اقسم عليه ان يأذن له فلما دخل قال يا ابراهيم ان المولي (ع) ابي ان يقبلني حتي تغفر لي انت فقال قد غفرت لك يغفرالله لك فالي علي بن يقطين علي ابراهيم الجمال أن يطأ خده فامتنع ابراهيم من ذلك فاقسم عليه ثانيا ففعل فلم يزل ابراهيم الجمال يطأ خده و علي بن يقطين يقول اللهم اشهد ثم انصرف و ركب النجيب و اناخه من ليلته بباب المولي موسي بن جعفر (ع) بالمدينة فاذن له و دخل عليه فقبله

(اقول) فاذا كان الله تبارك و تعالي لم يتقبل من علي بن يقطين و هو من اكابر الشيعة حجة و لا يشكر سعيه و لا يغفر له لأنه لم يأذن لابراهيم الجمال بالدخول عليه و حجبه عنه و هو احد من محبي اهل البيت و من الشيعة فما يصنع الله بقول مدوا ايديهم الجائرة الي اولياء الله و اهل بيت رسول الله بالهتك و القتل و النهب و الصلب و التشريد في البلدان و الحبس في قعر السجون و ظلم المطامير منهم الشقي البذي الردي هارون الرشيد الذي صنع بموسي بن جعفر (ع) ما صنع اخذه و غلله و قيده و حبسه الي ان قتله بالسم مظلوما و قضي نحبه في السجن مهضوما و اخرجوه من السجن و وضعوه علي الجسر ببغداد قال الراوي فحمل (ع) علي نعش و نودي عليه هذا امام الرافضة فاعرفوه ثم اتي به الي السوق فوضع هناك ثم نودي عليه هذا موسي بن جعفر قد مات حنف انفه الا فانظروا اليه فخف به الناس و جعلوا ينظرون اليه لا اثر به من جراحة و لا خنق و كان في رجله اثر الحناء ثم امر را العلماء و الفقهاء أن يكتبوا شهادتهم في ذلك فكتبوا الا احمد بن حنبل فكلما زجروه لم يكتب شيئا و في (اثبات الهداة) للشيخ الحر العاملي قال في تاريخ



[ صفحه 152]



احوال موسي بن جعفر (ع) و لما مات امر السندي بوضعه علي الجسر و اظهر للناس انه مات بقضاء الله تعالي فكان الناس ينظرون اليه و ليس به جرح فجاء رجل من المخلصين من الشيعة حينئذ و الناس مجتمعون و هم يقولون مات بغير قتل فقال لهم انا استخبر منه بماذا مات فقالوا انه ميت فكيف يخبرك فدنا منه و قال يا ابن رسول الله انت صادق و ابوك صادق فاخبرنا مضيت موتا او قتلا فنطق (ع) و قال قتلا قتلا قتلا ثم غسل و كفن و كان المتولي لذلك ذلك الرجل و صلي عليه و دفن بالزوراء في مقابر قريش الخ.