نجد في كل ناحية من نواحي الامام عليه السلام دروسا نستوحي منها المثل الرفيعة، و نستمد منها التعاليم الاسلامية، و نأخذ منها الدروس النافعة لحياتنا العملية.

و في هذا الفصل - رسائله - نستعرض ما ورد من رسائله عليه السلام الي شيعته و أعدائه و كلها مليئة بالتعاليم و النصائح.

نسجل منها:

1 - من كتاب له عليه السلام الي حاكم (الري) في اعفاء رجل من الضرائب: «اعلم أن الله تعالي تحت عرشه ظلا لا يسكنه الا من أسدي الي أخيه معروفاً، أو نفس عنه كربة، أو أدخل علي قلبه سروراً، و هذا أخوك و السلام».

فأعفاه من الضرائب و شاطره ماله [1] .

2 - من كتاب له عليه السلام الي هارون الرشيد جواباً عن كتاب كتبه اليه يسأله أن يعظه و يوجز.

«ما من شي ء تراه عينك الا و فيه موعظة» [2] .

3 - من كتاب له عليه السلام الي علي بن سويد كتبه اليه من السجن، جواباً عن كتاب كتبه اليه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله العلي العظيم، الذي بعظمته و نوره أبصر



[ صفحه 35]



قلوب المؤمنين، و بعظمته و نوره عاداه الجاهلون، و بعظمته ابتغي اليه الوسيلة بالأعمال المختلفة، و الأديان الشتي، فمصيب و مخطي ء، وضال و مهتدي، و سميع و أصم، و أعمي و بصير و حيران، فالحمد لله الذي عرف وصف دينه بمحمد صلي الله عليه و آله و سلم.

أما بعد؛ فانك امرؤ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة، مودة بها ألهمك من رشدك و بصرك من أمر دينك بفضلهم، ورد الأمور اليهم، و الرضا بما قالوا...

أدع الي صراط ربك فينا من رجوت اجابته، و لا تحصن بحصن رياء، و وال آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم، لا تقل لما بلغك عنا أو نسب الينا هذا باطل و ان كنت لا تعرف خلافه، فانك لا تدري لم قلناه، و علي أي وجه وصفناه، آمن بما أخبرتك و لا تفش ما استكتمتك، أخبرك أن من أوجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئاً ينفعه لأمر دنياه و لأمر آخرته» [3] .

4 - من كتاب له عليه السلام الي هارون الرشيد كتبه اليه من السجن: «انه لن ينقضي عني يوم من البلاء الا انقضي معه عنك يوم من الرخاء، حتي نمضي جميعاً الي يوم ليس فيه انقضاء هناك يخسر المبطلون» [4] .



[ صفحه 36]