بازگشت

هذا الكتاب


بسم الله الله الرحمن الرحيم

ان عقيدتنا في أئمة أهل البيت عليهم الصلاة و السلام: هم الصفوة التي اختارهم الله تبارك و تعالي: أعلاماً لعباده، و اجتباهم هداة لخلقه، و ورثة لنبيه، و أئمة لعباده، و حكاماً علي خلقه؛ و هم سدنة الرسالة المحمدية و القائمون عليها. عنهم تؤخذ الأحكام، و يعرف الحلال من الحرام؛ فهم الأدلاء الي الله، و القادة اليه، و الدعاة الي دينه، و الموضحون لمنهجه؛ عندهم علم الكتاب و ما جاءت به السور.

أمر الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم الأمة باتباعهم و طاعتهم، و الامتثال لأمرهم، لكن المسلمين تزاحموا بعد وفاة الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم علي هذا الأمر، و النبي صلي الله عليه و آله و سلم بعد لما يقبر، زعموا خوف الفتنة و في الفتنة سقطوا.

زوي المسلمون الخلافة عن أهل البيت عليهم الصلاة و السلام، و أخذت تتقلب في أيدي غيرهم حتي وصلت الي معاوية بن أبي سفيان - أعدي الناس للاسلام و الرسول - و لم يكتف القدر بهذا حتي انتهت الي يزيد الفجور و الرذيلة، ثم استمرت في بني الوزغ سبعين عاماً.

و قام من بعدهم بنوالعباس، فاستبدل الناس بالظلم ظلماً، و بالجور جوراً. هذا و الأئمة عليهم السلام أجلاس بيوتهم، ليس لهم أمر و لا نهي، و رحم الله أبافراس حيث يقول:



بنو علي رعايا في ديارهم

و الأمر تملكه النسوان و الخدم



و لم يكتف الحكام الأمويون و العباسيون بتقمصهم الخلافة، مستأثرين بها علي أهل البيت، حتي أخذوا يتبعونهم قتلاً، و سجناً، و تشريداً.



[ صفحه 8]





كأن رسول الله من حكم شرعه

علي ولده أن يقتلوا أو يصلبوا



و لم يعبأ الأئمة عليهم السلام بهذه الشدة و الضراوة، التي قوبلوا بها، فاستمروا في تبليغ رسالتهم و هي اعلاء كلمة الله، و نشر المفاهيم الاسلامية، و صد التيارات الفكرية الفاسدة، فقد ملؤوا الدنيا بعلومهم و معارفهم من أجل رفع راية الاسلام خفاقة في العالم.

و لا غرو أن كانوا كذلك، فهم يعتبرون أنفسهم أحق من غيرهم، لا بل هم المكلفون بعد الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم بنشر الاسلام، و المحافظة علي السنن و الشرائع المحمدية.

و في هذا الكتاب أشعة من حياة الامام موسي بن جعفر عليه السلام، و استعراض لبعض ما ورد من عبادته و سيرته و احسانه، و ذكر اليسير من حكمه و وصاياه... الخ.

نقدم هذا الكتاب أمام القراء الكرام آملين أن يعرف المسلمون من حقوق الأئمة عليهم السلام ما جهله السلف من الولاية لهم، و البغض لأعدائهم، ثم الأخذ بتعاليمهم، و اتباع و أوامرهم، و الانتهاء عن نواهيهم، ليؤدوا ما افترض الله و رسوله عليهم لاهل البيت عليهم السلام، و بذلك سعادة الدنيا و الآخرة (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدئهم الله و أولئك هم أولوا الألبب).



[ صفحه 9]