بازگشت

شعره


كل ما صدر عن الأئمة عليهم السلام من خطب و وصايا و كتب و شعر، هو في الدعوة الي الله تعالي، و الحث علي طاعته، و نشر التعاليم الاسلامية، و الحث علي مكارم الأخلاق، و أسمي الصفات، فكانوا عليهم السلام يدأبون علي توعية الأمة الاسلامية و تعليمها، و يبذلون أقصي الجهود في تقويمها و ارشادها، و يتوسلون بكل السبل لهدايتها.

و موضوعنا (الشعر) فبينما كان غيرهم من الناس ينشده في اللهو و المجون و الخلاعة و التشبيب، أما هم عليهم السلام فكانوا ينظمونه في العقائد، و الأخلاق و الدعوة الي الخير، و الحث علي الفضائل، و هذه من الفوارق التي تميزهم عن غيرهم.

نذكر في هذا الفصل بعض ما ورد من الشعر للامام موسي الكاظم عليه السلام:

1 - دخل عليه السلام و هو طفل بيده لوح علي أبيه فقال له: يا بني أكتب: تنح عن القبيح و لا ترده.

ثم قال: أجزه.

فقال عليه السلام: و من أوليته حسنا فزده.

قال: ستلقي من عدوك كل كيد.

فقال عليه السلام: اذا كاد العدو فلا تكده.

فقال: ذرية بعضها من بعض [1] .



[ صفحه 64]



2 - و قال عليه السلام في أفعال العباد:



لم تخل أفعالنا التي نذم بها

احدي ثلاث حين نبديها



اما تفرد بارينا بصنعتها

فيسقط اللوم عنا حين نأتيها



أو كان يشركنا فيها فيلحقه

ما كان يلحقنا من لائم فيها



أو لم يكن لالهي في جنايتها

ذنب فما الذنب الا ذنب جانيها [2] .



3 - و قال عليه السلام في الصبر:



كن للمكاره بالعزاء مدافعاً

فلعل يوماً لا تري ما تكره



فلربما استتر الفتي فتنافست

فيه العيون و انه لمموه



و لربما خزن الأديب لسانه

حذر الجواب و انه لمفوه



و لربما ابتسم الوقور من الأذي

و ضميره من حسرة يتأوه [3] .



4 - و قال عليه السلام في اللجوء الي الله تعالي:



أنت ربي اذ ظمئت الي الماء

و قوتي اذا أردت الطعاما [4] .





[ صفحه 65]




پاورقي

[1] بحارالأنوار 11 / 264.

[2] بحارالأنوار 11 / 285.

[3] حياة الامام موسي بن جعفر 1 / 266.

[4] تذكرة الخواص 196.