بازگشت

النص عليه بالخلافة


من الغريب ما يدعيه غيرنا من أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم مات و لم يوص الي أحد من بعده يقوم مقامه و يسد فراغه، فترك الأمة بعده بلا امام يدير أمرها، و يجمع شملها، و يرشد ضالها، يقيم لها الحدود، و يقوم الاعوجاج، و يوضح السنن.

و قد أجمعت الأمة علي أنه صلي الله عليه و آله و سلم كان يستخلف علي المدينة اذا أراد سفراً، و لا يرسل جيشاً حتي يعين له قائداً، و ربما عين لبعض جيوشه أكثر من قائد [1] .

و من المؤسف أننا عندما نريد تنزيه شخص أو جماعة نخلق لأعمالهم المبررات، و نعتذر عنهم بأحسن الأعذار، و نتجاذب في مفاهيم الاسلام، و تعاليمه لنصحح أعمالهم، و قد ننسب لله و الرسول، ما لم ينزل به سلطان، كل ذلك من أجل تصحيح عمل قام به السلف، و الله سبحانه يقول: (أفمن يهدي الي الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي الا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون)[يونس: 35].

ولو أنصف الناس الامام أميرالمؤمنين عليه السلام، لا كتفوا بنص الغدير وحده - دون غيره من النصوص الكثيرة - فقد شهد بيعة يوم الغدير جل المسلمين، و شاهدوا المراسيم التي أجراها الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم في ذلك اليوم، و ما نزل من القرآن الكريم.

و من العجيب أن تنسي الأمة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم ذلك اليوم، هذا و العهد قريب، و الرسول صلي الله عليه و آله و سلم بعد لما يقبر، و الشهود حضور.



[ صفحه 12]



و الحديث في هذا الفصل طويل و مؤلم، و ما أتي المسلمون الا من هنا، و ما تفرقوا الا من ذلك الاختلاف.

و كيف ما كان فالامام أميرالمؤمنين عليه السلام وحده المنصوص عليه بالخلافة من قبل الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم و كذلك أولاده عليهم الصلاة و السلام [2] .

و قد التزم الأئمة عليهم السلام في نص بعضهم علي بعض، السابق علي اللاحق و الوالد علي ولده، اقامة للحجة، و اعذاراً للامة.

نذكر في هذا الفصل بعض ما ورد من النص علي الامام موسي الكاظم عليه السلام من قبل أبيه الصادق عليه السلام:

1 - قال محمد بن الوليد: سمعت علي بن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد عليه السلام يقول لجماعة من خاصته و أصحابه: استوصوا بابني موسي خيراً، فانه أفضل ولدي، و من أخلفه من بعدي، و هو القائم مقامي، و الحجة لله تعالي علي كافة خلقه من بعدي [3] .

2 - سأل عيسي بن عبدالله بن عمر بن علي بن أبي طالب الصادق عليه السلام: ان كان كون و لا أراني أفبمن أئتم؟ فأومي بيده الي موسي.

و سأله: ان حدث بموسي حدث فبمن أئتم؟

قال: بولده [4] .

3 - قال الفيض بن المختار: قلت لأبي عبدالله: خذ بيدي من النار من لنا بعدك؟

فدخل عليه أبوابراهيم و هو يومئذ غلام، فقال: هذا صاحبكم فتمسك به [5] .



[ صفحه 13]



4 - قال الامام الصادق عليه السلام لنصر بن قابوس: موسي ابني، الامام بعدي [6] .

5 - قال سليمان بن خالد: دعا أبو عبدالله أباالحسن يوماً، و نحن عنده، فقال لنا: عليكم بهذا و الله صاحبكم بعدي [7] .



[ صفحه 14]




پاورقي

[1] في حرب مؤتة أمر الرسول صلي الله عليه و آله و سلم جعفر بن أبي طالب، و زيد بن حارثة، و عبدالله بن رواحة، و جعل القيادة للأول، فان أصيب فللثاني، فان أصيب فللثالث.

[2] ذكرنا في الكتاب الاول من هذه السلسلة - الامام أميرالمؤمنين عليه السلام - نصوص الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم علي الأئمة عليهم السلام.

[3] الارشاد 310.

[4] اثبات الهداة 5 / 468.

[5] اثبات الهداة 5 / 468.

[6] اثبات الهداة 5 / 493.

[7] أعيان الشيعة 4 ق 3 / 14.