عطاياه و صدقاته
من خصائص أئمة أهل البيت عليهم الصلاة و السلام البر و الاحسان الي كافة الطبقات، و كانوا يخصون الطبقة الضعيفة بجزيل فضلهم و عطاياهم، حتي كان من منهجهم في الليالي هو التطواف علي بيوتات الفقراء و المساكين بالأغذية و النقود و هم لا يعرفونهم، نذكر في هذه الصفحات بعض ما ورد للامام موسي الكاظم عليه السلام:
1 - كان يتفقد فقراء المدينة بالليل فيحمل اليهم العين و الورق و الدقيق و التمر، فيوصل ذلك اليهم و لا يعلمون من أي جهة هو [1] .
2 - قال ابن الصباغ المالكي: كان موسي الكاظم عليه السلام أعبد أهل زمانه، و أعلمهم، و أسخاهم كفا و أكرمهم نفسا، و كان يتفقد فقراء المدينة و يحمل اليهم الدراهم و الدنانير الي بيوتهم و النفقات، و لا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك، و لم يعلموا بذلك الا بعد موته [2] .
3 - قال الخطيب البغدادي: و كان سخياً كريماً، و كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث اليه بصرة فيها ألف دينار، و كان يصر الصرر، ثلثمائة دينار، و أربعمائة دينار، و مائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة، و كان مثل صرر موسي بن جعفر اذا جاءت الانسان الصرة فقد استغني [3] .
4 - قال محمد بن عبدالله البكري: قدمت المدينة أطلب ديناً فأعياني، فقلت
[ صفحه 23]
لو ذهبت الي أبي الحسن موسي فشكوت اليه فأتيته في ضيعته فذكرت له قضيتي، فدخل و لم يقم الا يسيراً حتي خرج الي، فقال لغلامه: اذهب، ثم مد يده الي فرفع الي صرة فيها ثلثمائة دينار ثم قام فولي، فركبت دابتي فانصرفت [4] .
5 - قال عيسي بن محمد بن مغيث القرطبي: زرعت بطيخاً و قثاءاً و قرعاً في موضع بالجوانية علي بئر يقال لها (أم عظام) فلما قرب الخير و استوي الزرع بغتني الجراد فأتي علي الزرع كله، و كنت قد عزمت علي ثمن الزرع مائة و عشرين ديناراً مع ثمن جملين، فبينما أنا جالس اذ طلع موسي بن جعفر بن محمد فسلم ثم قال: أي شي ء حالك؟
فقلت: أصبحت كالصريم، بغتني الجراد فأكل زرعي.
قال: و كم غرمت فيه؟
فقلت: مائة و عشرين ديناراً ثمن الجملين.
فقال: يا عرفة زن لأبي المغيث مائة و خمسين ديناراً فربحك ثلاثون ديناراً و الجملان.
فقلت: يا مبارك أدخل وادع لي فيها بالبركة.
فدخل و دعا و حدثني عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: تمسكوا ببقايا المصائب. ثم علقت عليه الجملين و سقيت، فجعل الله فيها البركة و زكت، فبعت منها بعشرة آلاف [5] .
6 - كان عليه السلام يصل بالمائة دينار الي الثلثمائة دينار [6] .
7 - دخل عليه بعض الفقراء يسأله، فأعطاه ألف دينار [7] .
[ صفحه 24]
8 - أهدي اليه زنجي عصيدة و حزمة حطب، فاشتراه و الضيعة - التي يعمل فيها - من مولاه و أعتقه، و وهب له الضيعة [8] .
[ صفحه 25]
پاورقي
[1] كشف الغمة 247. أعيان الشيعة 4 ق 3 / 11. المناقب 2 / 279.
[2] الفصول المهمة 219.
[3] تاريخ بغداد 13 / 28.
[4] كشف الغمة 247. أعيان الشيعة 4 ق 3 / 43 تاريخ بغداد 13 / 28.
[5] أعيان الشيعة 4 ق 3 / 44. كشف الغمة 243. تاريخ بغداد 13 / 29.
[6] المناقب 2 / 379.
[7] حياة الامام موسي بن جعفر 1 / 96.
[8] تاريخ بغداد 13 / 30.