بازگشت

(ه) ـ مدفنه عليه السلام وكيفيّة تشييعه


(225) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد العطّار رحمه الله، قال:

حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان النيسابوريّ، عن الحسن بن عبد

اللّه الصَيْرَفيّ، عن أبيه، قال:

توفّي موسي بن جعفر عليهماالسلام في يد سنديّ بن شاهك، فحمل علي نعش ونودي

عليه: هذا إمام الرافضة فاعرفوه، فلمّا أتي به مجلس الشرطة أقام أربعة نفر فنادوا:

ألا من أراد أن ينظر إلي الخبيث بن الخبيث موسي بن جعفر، فليخرج.

فخرج سليمان بن أبي جعفر من قصره إلي الشطّ، فسمع الصياح والضوضاء،

فقال لولده وغلمانه: ما هذا؟

قالوا: السنديّ بن الشاهك ينادي علي موسي بن جعفر، علي نعش.

فقال لولده وغلمانه: يوشك أن يفعل به هذا في الجانب الغربيّ، فإذا عبر به فأنزلوا

مع غلمانكم فخذوه من أيديهم، فإن مانعوكم فاضربوهم، واخرقوا ما عليهم من

السواد.

قال: فلمّا عبروا به نزلوا إليهم، فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم

سوادهم، ووضعوه في مفرّق أربع طرق، وأقام المنادين ينادون: ألا من أراد أن ينظر

إلي الطيّب ابن الطيّب موسي بن جعفر فليخرج، وحضر الخلق، وغسّله وحنّطه

بحنوط، وكفّنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفي وخمس مائة دينار، مكتوبا عليها

القرآن كلّه، واحتفي ومشي في جنازته متسلّبا، مشقوق الجيب إلي مقابر قريش،

فدفنه عليه السلام هناك وكتب بخبره إلي الرشيد، فكتب إلي سليمان بن أبي جعفر: وصلت

رحمك، يا عمّ! وأحسن اللّه جزاك، واللّه! ما فعل السنديّ بن شاهك ـ لعنه اللّه ـ ما

فعله عن أمرنا[316].

2 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن عِتاب بن أسيد، عن جماعة من مشايخ أهل

المدينة، قالوا: ... وتربته بمدينة السلام في الجانب الغربيّ بباب التين في المقبرة

المعروفة بمقابر قريش[317].

3 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن عمر بن واقد، قال: إنّ هارون الرشيد لمّا ضاق

صدره ممّا كان يظهر له من فضل موسي بن جعفر عليهماالسلام وما كان يبلغه من قول

الشيعة بإمامته، واختلافهم في السرّ إليه بالليل والنهار خشية علي نفسه وملكه،

ففكّر في قتله بالسمّ،...

قال المسيّب بن زهير: فلم أزل أرقب وعده حتّي دعا عليه السلام بالشربة فشربها، ثمّ

دعاني، فقال لي: يا مسيّب! إنّ هذا الرجس السنديّ بن شاهك سيزعم أنّه يتولّي

غسلي ودفني، هيهات! هيهات أن يكون ذلك أبدا، فإذا حملت إلي المقبرة المعروفة

بمقابر قريش فالحدوني بها، ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرّجات ... .

ثمّ حمل عليه السلام حتّي دفن في مقابر قريش ولم يرفع قبره أكثر ممّا أمر به، ثمّ رفعوا

قبره بعد ذلك وبنوا عليه ... [318].

4 ـ ابن عيّاش رحمه الله: ... عبد اللّه بن ربيعة، رجل من أهل مكّة، قال:

قال لي أبي: ... خلق الخلق بقدرته، وصوّرهم بحكمته، وميّزهم بمشيئته كيف

شاء، وجعلهم شعوباً وقبائل وبيوتاً لعلمه السابق فيهم، ثمّ جعل من تلك القبائل

قبيلة مكرمة سمّاها قريشاً، وهيّ أهل الإمامة ... ثمّ الإمام بعده ]أي جعفر

الصادق عليه السلام [المختلف في دفنه، سميّ المناجي ربّه، موسي بن جعفر، يقتل بالسمّ في

محبسه، يدفن في الأرض المعروفة بالزوراء ... [319].

5 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: وروي: ... وكان الذي تولّي به السنديّ قتله عليه السلامسمّا،

جعله في طعام قدّمه إليه.

ويقال: إنّه جعله في رطب فأكل منه، فأحسّ بالسمّ، ولبث ثلاثا بعده موعوكا

منه، ثمّ مات في اليوم الثالث.

ولمّا مات موسي عليه السلام أدخل السنديّ بن شاهك عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد،

وفيهم الهيثم بن عديّ وغيره، فنظروا إليه لا أثر به من جراح ولا خنق، وأشهدهم

علي أنّه مات حتف أنفه، فشهدوا علي ذلك.

وأخرج ووضع علي الجسر ببغداد، ونودي: هذا موسي بن جعفر قد مات،

فانظروا إليه ... فنظر الناس إليه ميّتا.

ثمّ حمل فدفن في مقابر قريش في باب التبن، وكانت هذه المقبرة لبني هاشم

والأشراف من الناس قديما[320].

6 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: ... زكريّا بن آدم القمّيّ، عن الرضا عليه السلام: إنّ اللّه تعالي

نجّي بغداد لمكان قبر أبي الحسن عليه السلام فيها[321].

7 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: ... عليّ بن محمّد النَوْفَليّ، عن أبيه، قال الأصبهانيّ:

وحدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثني يحيي بن الحسن العلويّ، وحدّثني

غيرهما ببعض قصّته، وجمعت ذلك بعضه إلي بعض، قالوا: كان السبب في أخذ موسي

ابن جعفر عليهماالسلام أنّ الرشيد جعل ابنه في حجر جعفر بن محمّد بن الأشعث، فحسده

يحيي بن خالد البرمكيّ ... .

وكتب مسرور بالخبر إلي الرشيد، فأمر بتسليم موسي عليه السلام إلي السنديّ بن

شاهك ... قال: وحدّثني رجل من بعض الطالبيّين أنّه نودي عليه هذا موسي بن

جعفر الذي تزعم الرافضة أنّه لا يموت، فانظروا إليه، فنظروا إليه.

قالوا: وحمل فدفن في مقابر قريش، فوقع قبره إلي جانب رجل من النوفليّين،

يقال له: عيسي بن عبد اللّه ... [322].

8 ـ الشعيريّ: ... عن زكريّا بن آدم القمّيّ، عن الرضا عليه السلام، قال: إنّ اللّه نجّي

بغداد بمكان قبر أبي الحسن موسي ومحمّد الجواد عليهماالسلام[323].

پاورقي

[316] إكمال الدين وإتمام النعمة: 38، س 14. عنه وعن العيون، البحار: 48/227، ح 29،ووسائل الشيعة: 3/53، ح 3006، قطعة منه.

عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/99،ح 5. عنه البحار: 78/328، ح 26، قطعة منه.

[317] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/99، ح 4.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 199.

[318] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/100، ح 6.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 200.

[319] مقتضب الأثر: 11، س 19.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 328.

[320] الإرشاد: 300، س 21.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 202.

[321] المزار: 192، ح 4.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 229.

[322] الغيبة: 26، ح 6.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 434.

[323] جامع الأخبار: 28، س 20.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 508.