بازگشت

(و) ـ تجهيزه وتكفينه


الأوّل ـ تغسيله عليهالسلام:

(226) 1 ـ الصفّار رحمهالله: حدّثنا معاوية بن حكيم، عن إبراهيم بن أبي سمّاك، قال:

كتبت إلي أبي الحسن الرضا عليهالسلام أنّا قد روّينا عن أبي عبد اللّه عليهالسلام: أنّ الإمام لا

يغسّله إلاّ الإمام، وقد بلغنا هذا الحديث، فما تقول فيه؟

فكتب إليّ: أنّ الذي بلغك هو الحقّ.

قال: فدخلت عليه بعد ذلك، فقلت له: أبوك من غسّله، ومن وليه؟

فقال: لعلّ الذين حضروه أفضل من الذين تخلّفوا عنه.

قلت: ومن هم؟

قال: حضروه الذين حضروا يوسف، ملائكة اللّه ورحمته[324].

(227) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمهالله: الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد،

عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أحمد بن عمر الحلاّل أو غيره، عن الرضا عليهالسلام، قال:

قلت له: إنّهم يحاجّونا يقولون: إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام.

قال: فقال: ما يدريهم من غسّله؟ فما قلت لهم؟

قال: فقلت: جعلت فداك! قلت لهم: إن قال: إنّه غسّله تحت عرش ربّي، فقد

صدق، وإن قال: غسّله في تخوم الأرض فقد صدق.

قال: لا هكذا، (قال:) فقلت: فما أقول لهم؟

قال: قل لهم: إنّي غسّلته.

فقلت: أقول لهم: إنّك غسّلته؟

فقال: نعم[325].

3 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله: ... عن عمر بن واقد، قال: إنّ هارون الرشيد لمّا ضاق

صدره ممّا كان يظهر له من فضل موسي بن جعفر عليهماالسلام وما كان يبلغه من قول

الشيعة بإمامته، واختلافهم في السرّ إليه بالليل والنهار خشية علي نفسه وملكه،

ففكّر في قتله بالسمّ ... .

قال ]مسيّب]: ثمّ إنّ سيّدي عليهالسلام دعاني في ليلة اليوم الثالث، فقال لي: إنّي علي ما

عرّفتك من الرحيل إلي اللّه عزّ وجلّ، فإذا دعوت بشربة من ماء فشربتها ورأيتني

قد انتفخت وارتفع بطني، واصفرّ لوني، واحمرّ واخضرّ وتلوّن ألوانا، فخبّر الطاغية بوفاتي،

فإذا رأيت بي هذا الحدث فإيّاك أن تظهر عليه أحدا، ولا علي من عندي إلاّ بعد وفاتي.

قال المسيّب بن زهير: فلم أزل أرقب وعده حتّي دعا عليهالسلام بالشربة فشربها، ثمّ

دعاني، فقال لي: يا مسيّب! إنّ هذا الرجس السنديّ بن شاهك سيزعم أنّه يتولّي

غسلي ودفني، هيهات! هيهات أن يكون ذلك أبدا، فإذا حملت إلي المقبرة المعروفة

بمقابر قريش فالحدوني بها، ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرّجات،

ولا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبرّكوا به، فإنّ كلّ تربة لنا محرّمة إلاّ تربة جدّي

الحسين بن عليّ عليهماالسلام، فإنّ اللّه تعالي جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا.

قال: ثمّ رأيت شخصا أشبه الأشخاص به جالسا إلي جانبه، وكان عهدي

بسيّدي الرضا عليهالسلام وهو غلام فأردت سؤاله، فصاح بي سيّدي موسي عليهالسلامفقال:

أليس قد نهيتك يا مسيّب؟!

فلم أزل صابرا حتّي مضي وغاب الشخص، ثمّ أنهيت الخبر إلي الرشيد، فوافي

السنديّ بن شاهك، فو اللّه! لقد رأيتهم بعيني وهم يظنّون أنّهم يغسّلونه فلا تصل

أيديهم إليه ،ويظنّون أنّهم يحنّطونه ويكفّنونه، وأراهم لا يصنعون به شيئا، ورأيت

ذلك الشخص يتولّي غسله وتحنيطه وتكفينه، وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا

يعرفونه، فلمّا فرغ من أمره، قال لي ذلك الشخص: يا مسيّب! مهما شككت فيه

فلا تشكّنّ فيّ، فإنّي إمامك ومولاك، وحجّة اللّه عليك بعد أبي ... [326].

(228) 4 ـ ابن شهر آشوب رحمهالله: وقيل: إنّ سليمان بن جعفر بن أبي جعفر المنصور كان

ذات يوم جالسا في دهليزه في يوم مطر إذ مرّت جنازته عليهالسلامفقال: سلوا هذه جنازة من؟

فقيل: هذا موسي بن جعفر عليهماالسلام، مات في الحبس، فأمر الرشيد أن يدفن بحاله.

فقال سليمان: موسي بن جعفر عليهماالسلام يدفن هكذا!؟ فإنّ في الدنيا من كان يخاف

علي الملك في الآخرة لا يوفي حقّه، فأمر سليمان غلمانه بتجهيزه، وكفّنه بكفن فيه

حبرة استعملت له بألفين وخمس مائة دينار، مكتوب عليه القرآن كلّه، ومشي

حافيا، ودفنه في مقابر قريش[327].

الثاني ـ الصلاة عليه:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمهالله: ... عليّ بن جعفر بن عمر، قال: حدّثني عمر بن واقد، قال:

أرسل إليّ السنديّ بن شاهك في بعض الليل وأنا ببغداد يستحضرني، فخشيت أن يكون

ذلك لسوء يريده بي ... فلمّا رآني مقبلاً، قال: يا أبا حفص لعلّنا أرعبناك وأفزعناك؟!

قلت: نعم، قال: ... يا أبا حفص! اكشف الثوب عن وجه موسي بن جعفر،

فكشفته فرأيته ميّتا، فبكيت واسترجعت ... قال: فلم نبرح حتّي غسّل وكفّن وحمل

إلي المصلّي، فصلّي عليه السنديّ بن شاهك، ودفنّاه ورجعنا ... [328].

پاورقي

[324] مختصر بصائر الدرجات: 13، س 19. عنه البحار: 27/288، ح 1.

الكافي: 1/385، ح 3، وفيه: الحسين بن محمّد، عن معلّي بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن

يونس، عن طلحة، قال: ... بتفاوت. عنه البحار: 27/289، ح 2، و48/247، ح 54.

[325] الكافي: 1/384، ح 1. عنه البحار: 27/290، ح 5.

[326] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/100، ح 6.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 200.

[327] المناقب: 4/328، س 14.

قطعة منه في مدفنه الشريف صلوات اللّه عليه.

[328] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/97، ح 3.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 198.