بازگشت

(ه) ـ كيفيّة ولادته


(9) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن محمّد، عن عبد اللّه بن

إسحاق العلويّ، عن محمّد بن زيد الرِزاميّ، عن محمّد بن سليمان الديلميّ، عن عليّ

ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: حججنا مع أبي عبد اللّه عليه السلام في السنة التي ولد

فيها ابنه موسي عليه السلام، فلمّا نزلنا الأبواء[16] وضع لنا الغداء، وكان إذا وضع الطعام

لأصحابه أكثر وأطاب.

قال: فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة، فقال له: إنّ حميدة، تقول: قد أنكرت

نفسي، وقد وجدت ما كنت أجد إذا حضرت ولادتي، وقد أمرتني أن لا أستبقك

بابنك هذا، فقام أبو عبد اللّه عليه السلام فانطلق مع الرسول، فلمّا انصرف، قال له أصحابه:

سرّك اللّه وجعلنا فداك، فما أنت صنعت من حميدة؟

قال عليه السلام: سلّمها اللّه، وقد وهب لي غلاما، وهو خير من برأ اللّه في خلقه، ولقد

أخبرتني حميدة عنه بأمر ظنّت أنّي لا أعرف، ولقد كنت أعلم به منها.

فقلت: جعلت فداك، وما الذي أخبرتك به حميدة عنه؟

قال: ذكرت أنّه سقط من بطنها حين سقط واضعا يديه علي الأرض رافعا رأسه

إلي السماء، فأخبرتها أنّ ذلك أمارة رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم وأمارة الوصيّ من بعده،

فقلت: جعلت فداك، وما هذا من أمارة رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلموأمارة الوصيّ من بعده؟

فقال لي: إنّه لمّا كانت الليلة التي علق فيها بجدّي أتي آت جدّ أبي بكأس فيه شربة

أرقّ من الماء، وألين من الزبد، وأحلي من الشهد، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن،

فسقاه إيّاه وأمره بالجماع، فقام فجامع فعلق بجدّي، ولمّا أن كانت الليلة التي علق

فيها بأبي أتي آت جدّي، فسقاه كما سقي جدّ أبي، وأمره بمثل الذي أمره، فقام فجامع

فعلق بأبي، ولمّا أن كانت الليلة التي علق فيها بي أتي آت أبي، فسقاه بما سقاهم،

وأمره بالذي أمرهم به، فقام فجامع فعلق بي.

ولمّا أن كانت الليلة التي علق فيها بابني، أتاني آت كما أتاهم ففعل بي كما فعل بهم،

فقمت بعلم اللّه، وإنّي مسرور بما يهب اللّه لي، فجامعت فعلق بابني هذا المولود، فدونكم.

فهو واللّه! صاحبكم من بعدي، إنّ نطفة الإمام ممّا أخبرتك، وإذا سكنت النطفة

في الرحم أربعة أشهر، وأنشي ء فيها الروح بعث اللّه تبارك وتعالي ملكا، يقال له:

حيوان، فكتب علي عضده الأيمن « وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ

لِكَلِمَـتِهِي وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ »[17].

وإذا وقع من بطن أُمّه وقع واضعا يديه علي الأرض رافعا رأسه إلي السماء، فأمّا

وضعه يديه علي الأرض، فإنّه يقبض كلّ علم للّه أنزله من السماء إلي الأرض، وأمّا

رفعه رأسه إلي السماء فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل ربّ العزّة من

الأفق الأعلي باسمه واسم أبيه، يقول: يا فلان بن فلان! أثبت تثبت، فلعظيم ما

خلقتك أنت صفوتي من خلقي، وموضع سرّي، وعيبة علمي، وأميني علي وحيي،

وخليفتي في أرضي، لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني، وأحللت

جواري، ثمّ وعزّتي وجلالي لأصلينّ من عاداك أشدّ عذابي، وإن وسّعت عليه في

دنياي من سعة رزقي.

فإذا انقضي الصوت - صوت المنادي - أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلي

السماء، يقول: « شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُو لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلَـلـءِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآلـءِمَام

بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ »[18].

قال: فإذا قال ذلك أعطاه اللّه العلم الأوّل والعلم الآخر، واستحقّ زيارة الروح

في ليلة القدر.

قلت: جعلت فداك! الروح ليس هو جبرئيل؟

قال: الروح هو أعظم من جبرئيل، إنّ جبرئيل من الملائكة، وإنّ الروح هو خلق

أعظم من الملائكة، أليس يقول اللّه تبارك وتعالي:« تَنَزَّلُ الْمَلَـلـءِكَةُ وَ الرُّوحُ »[19].

محمّد بن يحيي وأحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن الحسن، عن

المختار بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير مثله[20].

پاورقي



[16] الأبواء بالفتح ثمّ السكون وواو وألف ممدودة ... قرية من أعمال الفُرْع من المدينة، بينها وبين الجحفة ممّا يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً. معجم البلدان: 1/79.

[17] الأنعام: 6/115.

[18] آل عمران: 3/18.

[19] القدر: 97/4.

[20] الكافي: 1/385، ح 1. عنه البحار: 15/297، ح 36، ومدينة المعاجز: 4/229، ح 1253،

و6/183، ح 1931، والوافي: 3/691، ح 1297، وحلية الأبرار: 3/223، ح 1، و4/193، ح 1، والبرهان: 1/549، ح 1.

المحاسن: 314، ح 32، وفيه: عن الوشّاء، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ... عنه البحار: 48/3، ح 3.

وعنه وعن الكافي، إثبات الهداة: 3/186، ح 43، قطعة منه.

بصائر الدرجات: الجزء التاسع، 460، ح 4، وفيه: حدّثنا أحمد بن الحسين، عن المختار بن زياد، عن أبي جعفر محمّد بن مسلم، عن أبيه، عن أبي بصير ... بتفاوت يسير. عنه البحار: 25/42، ح 17، و48/2، ح 2.

الأنوار البهيّة: 180، س 5، قطعة منه.

إثبات الوصيّة: 190، س 17، مرسلاً، وباختصار.

دلائل الإمامة: 303، ح 258، نحو ما في المحاسن، و305، ح 259، وفيه: حدّثنا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه، قال: حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار الطبرستانيّ، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ، رفعه إلي أبي عبد اللّه عليه السلام، قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: 6/186، ح 1932، و189، ح 1933، وحلية الأبرار: 4/196، ح 2.

عيون المعجزات: 98، س 4، مرسلاً، وباختصار.

قطعة منه في النصّ علي إمامته عن أبيه.