بازگشت

(ز) ـ استجابة دعائه عليه السلام


الأوّل ـ استجابة دعائه عليه السلام للنجاة عن الحبس:

(470) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجِيلَوَيْه رضي الله عنه، قال: حدّثنا

عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: سمعت رجلاً من أصحابنا، يقول: لمّا حبس

الرشيد موسي بن جعفر عليهماالسلام جنّ عليه الليل، فخاف ناحية هارون أن يقتله فجدّد

موسي بن جعفر عليهماالسلام طهوره، فاستقبل بوجهه القبلة، وصلّي للّه عزّ وجلّ أربع

ركعات، ثمّ دعا بهذه الدعوات، فقال:

«يا سيّدي نجّني من حبس هارون، وخلّصني من يده، يا مخلّص الشجر

من بين رمل وطين، ويا مخلّص اللبن من بين فرث ودم، ويا مخلّص الولد

من بين مشيمة ورحم، ويا مخلّص النار من الحديد والحجر، ويا مخلّص

الروح من بين الأحشاء والأمعاء، خلّصني من يد هارون».

قال: فلمّا دعا موسي عليه السلام بهذه الدعوات أتي هارون رجل أسود في منامه، وبيده

سيف قد سلّه، فوقف علي رأس هارون، وهو يقول: يا هارون! أطلق موسي بن

جعفر، وإلاّ ضربت علاوتك بسيفي هذا.

فخاف هارون من هيبته، ثمّ دعا الحاجب، فجاء الحاجب، فقال له: اذهب إلي

السجن فأطلق عن موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: فخرج الحاجب فقرع باب السجن،

فأجابه صاحب السجن، فقال: من ذا؟

قال: إنّ الخليفة يدعو موسي بن جعفر عليهماالسلام، فأخرجه من سجنك، وأطلق عنه،

فصاح السجّان: يا موسي! إنّ الخليفة يدعوك، فقام موسي عليه السلاممذعورا فزعا، وهو

يقول: لا يدعوني في جوف هذا الليل إلاّ لشرّ يريده بي، فقام باكيا حزينا مغموما

آيسا من حياته، فجاء هارون وهو يرتعد فرائصه، فقال: سلام علي هارون، فردّ

عليه السلام.

ثمّ قال له هارون: ناشدتك باللّه، هل دعوت في جوف هذا الليل بدعوات؟

فقال: نعم، قال: وما هنّ؟

قال: جدّدت طهورا، وصلّيت للّه عزّ وجلّ أربع ركعات، ورفعت طرفي إلي

السماء، وقلت: «يا سيّدي خلّصني من يد هارون وشرّه»، وذكر له ما كان من

دعائه.

فقال هارون: قد استجاب اللّه دعوتك، يا حاجب! أطلق عن هذا، ثمّ دعا بخلع

عليه ثلاثا، وحمله علي فرسه، وأكرمه، وصيّره نديما لنفسه، ثمّ قال: هات الكلمات،

فعلّمه، قال: فأطلق عنه، وسلّمه إلي الحاجب، ليسلّمه إلي الدار ويكون معه.

فصار موسي بن جعفر عليهماالسلام كريما شريفا عند هارون، وكان يدخل عليه في كلّ

خميس إلي أن حبسه الثانية، فلم يطلق عنه حتّي سلّمه إلي السنديّ بن شاهك، وقتله

بالسمّ[322].

الثاني ـ استجابة دعائه عليه السلام لأحد من أصحابه:

(471) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: أخبرني عليّ بن هبة اللّه الموصليّ، قال: حدّثني

أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسي القمّيّ، عن أبيه، قال: حدّثنا سعد بن

عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه محمّد بن خالد البرقيّ، قال: حدّثنا حَمّاد بن عيسي الجُهَنيّ،

قال: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك! ادع اللّه أن

يرزقني دارا، وزوجة، وولدا، وخادما، وأحجّ في كلّ سنة.

فرفع يده ثمّ قال: «اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وارزقه دارا، وزوجة،

وولدا، وخادما، والحجّ خمسين سنة».

قال حمّاد: فحججت ثمان وأربعين سنة، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي،

وهذا ابني، وهذا خادمي.

وحجّ بعد هذا الكلام حجّتين، ثمّ خرج بعد الخمسين فزامل أبا العبّاس النوفليّ،

فلمّا صار في موضع الإحرام دخل يغتسل، فجاء الوادي فحمله، فغرق فمات، ودفن

بسيّالة[323].

پاورقي

[322] الغيبة: 26، ح 6.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 434.

[323] جامع الأخبار: 28، س 20.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 508.