بازگشت

(ط) ـ طيّ الأرض له عليه السلام


الأوّل ـ طيّ الأرض إلي ذي القرنين وإبلاغ سلام أبيه عليهماالسلام

إليه:

(473) 1 ـ الحضيني رحمه الله: قال الحسين بن حَمْدان، حدّثني عليّ بن بِشر، عن محمّد

ابن زيد، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن محمّد، عن الحسن والحسين ابني العلاء

جميعا، عن صفوان بن مِهْران الجمّال لأبي عبد اللّه الصادق عليه السلام، قال: قال صفوان:

أمرني الصادق عليه السلام أن أقدّم له ناقته الشعلاء إلي باب الدار واضع عليها رحلها،

ففعلت ووقفت أفتقد أمره، فإذا أنا بأبي الحسن موسي صلوات اللّه عليه قد خرج

مسرعا، وله في ذلك الوقت ستّ سنين مشتملاً ببردته اليمانيّة، وذوائبه تضرب علي

كتفيه، حتّي استوي في ظهر الناقة وأثارها، فلم أجسر علي منعه من ركوبها وذهبت

به، فغاب عن نظري.

فقلت: «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ»[328] وما الذي أقول لسيّدي

أبي عبد اللّه عليه السلامإن خرج ليركب الناقة، وبقيت متململاً حتّي نمت ساعة، فإذا أنا

بالناقة قد انحنت كأنّها كانت في السماء وانقضت إلي الأرض، وهي تعرق عرقا

جاريا، ونزل عنها ولم يعرق لها جبين، وسبق فدخل الدار، فخرج مغيث الخادم إليّ

وقال لي: يا صفوان! إنّ مولاك يأمرك أن تحطّ عن الناقة رحلها، وتردّها إلي

مربطها.

فقلت: الحمد للّه أرجو أنّ الإمام ندم علي ركوبه إيّاها، وقلت ذلك ووقفت في

الباب، فأذن لي بالدخول علي سيّدي أبي عبد اللّه الصادق صلوات اللّه عليه، فقال:

يا صفوان! لا لوم عليك فيما أمرتك به من إحضارك الناقة وإصلاح رحلها عليها،

وما ذاك إلاّ ليركبها أبو الحسن موسي عليه السلام، فهل علمت أين بلغ عليها في مقدار هذه

الساعة؟

قلت: واللّه ! إنّه لا علم لي بذلك.

قال: بلغ ما بلغه ذو القرنين وجاوزه أضعافا مضاعفة، فشاهد كلّ مؤمن ومؤمنة،

وعرّفه نفسه وبلّغه سلامي وعاد، فادخل عليه يخبرك بما كان في نفسك وما قلت

لك؟

قال صفوان: فدخلت علي موسي صلوات اللّه عليه وهو جالس وبين يديه

فاكهة ليست من فاكهة الزمان والوقت، فقال لي: يا صفوان! لمّا ركبت الناقة، قلت:

في نفسك «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ»، ما ذا أقول لسيّدي أبي عبد اللّه إذا خرج

ليركب فلا يجدها، وأردت منعي من الركوب، فلم تجسر، فوقفت متململاً حتّي

نزلت، فخرج الأمر إليك بالحطّ عن الراحلة.

فقلت: الحمد للّه أرجو بالدخول.

فقال: يا صفوان! لا لوم عليك، هل علمت أين بلغ موسي في مقدار هذه الساعة؟

فقلت: اللّه وأنت يا مولاي! أعلم.

فقال لك: إنّي بلغت ما بلغه ذو القرنين، وجاوزته أضعافا مضاعفة وشاهدت كلّ

مؤمن ومؤمنة، وعرّفته نفسي، وبلّغته سلام أبي.

فقال: ادخل عليه فإنّه يخبرك بما كان في نفسك، وما قلت لك؟

قال صفوان: فسجدت للّه شكرا، وقلت له: يا مولاي! هذه الفاكهة التي بين

يديك في غير أوانها يأكلها مثلي إذا أكل منها من هو مثلك.

قال: فعد إلي دارك فقد أتاك منها رزقك، فخرجت من عنده.

فقال لي مولاي أبو عبد اللّه الصادق صلوات اللّه عليه: يا صفوان! ما زادك

كلمة ولا نقصك كلمة .

فقلت: لا، واللّه! يا مولاي!

فقال: كن في دارك، فإنّي آكل من الفاكهة، وأطعمه وأطعم إخوانك ويأتيك

رزقك كما وعدك موسي.

فقلت: «ذُرِّيَّةَم بَعْضُهَا مِنم بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»[329] ومضيت إلي منزلي

وحضرت الصلاتان الظهر والعصر فصلّيتهما، وإذا بطبق من تلك الفاكهة بعينها.

وقال لي الرسول: يقول لك مولاك: فما تركنا لنا وليّا إلاّ وأطعمناه علي قدر

استحقاقه[330]

الثاني ـ طيّ الأرض لزيارة أمير المؤمنين والحسين وإبراهيم الخليل

ورسول اللّه عليهم السلام:

(474) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: وحدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه

الحرميّ، قال: حدّثني أبو محمّد هارون بن موسي بن أحمد التَلَّعُكْبريّ، قال: حدّثني

أبو عليّ محمّد بن همّام، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك الفَزاريّ، عن أبي عقيلة،

عن أحمد التَبّان، قال: كنت نائما علي فراشي، فما أحسست إلاّ ورجل قد رفسني

برجله، فقال لي: يا هذا! ينام شيعة آل محمّد؟

فقمت فزعا، فلمّا رآني فزعا ضمّني إلي صدره، فالتفتّ فإذا أنا بأبي الحسن

موسي بن جعفر عليهماالسلام، فقال: يا أحمد! توضّأ للصلاة.

فتوضّأت، وأخذني بيدي، فأخرجني من باب داري، وكان باب الدار مغلقا، ما

أدري من أين أخرجني، فإذا أنا بناقة معقلة له، فحلّ عقالها وأردفني خلفه، وسار

بي غير بعيد، فأنزلني موضعا، فصلّي بي أربعا وعشرين ركعة.

ثمّ قال: يا أحمد! تدري في أيّ موضع أنت؟

قلت: اللّه ورسوله ووليّه، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا قبر جدّي الحسين بن عليّ عليهماالسلام.

ثمّ سار غير بعيد حتّي أتي الكوفة، وإنّ الكلاب والحرس لقيام، ما من كلب

ولا حارس يبصر شيئا، فأدخلني المسجد، وإنّي لأعرفه وأنكره، فصلّي بي سبع

عشرة ركعة.

ثمّ قال: يا أحمد! تدري أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا مسجد الكوفة، وهذه الطست.

ثمّ سار غير بعيد وأنزلني، فصلّي بي أربعا وعشرين ركعة، ثمّ قال: يا أحمد!

أتدري أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا قبر جدّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

ثمّ سار بي غير بعيد، فأنزلني، فقال لي: أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا قبر الخليل إبراهيم عليه السلام.

ثمّ سار بي غير بعيد، فأدخلني مكّة، وإنّي لأعرف البيت وبئر زمزم وبيت

الشراب، فقال لي: يا أحمد، أتدري أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذه مكّة، وهذا البيت، وهذه زمزم، وهذا بيت الشراب.

ثمّ سار بي غير بعيد، فأدخلني مسجد النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم وقبره، فصلّي بي أربعا

وعشرين ركعة، ثمّ قال لي: أتدري أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا مسجد جدّي رسول اللّه وقبره.

ثمّ سار بي غير بعيد، فأتي بي الشعب، شعب أبي جبير، فقال: يا أحمد! تريد أريك

من دلالات الإمام؟

قلت: نعم.

قال: ياليل ! أدبر، فأدبر الليل عنّا، ثمّ قال: يا نهار! أقبل، فأقبل النهار إلينا بالنور

العظيم، وبالشمس حتّي رجعت بيضاء نقيّة، فصليّنا الزوال، ثمّ قال: يا نهار! أدبر، يا

ليل ! أقبل. فأقبل علينا الليل حتّي صلّينا المغرب، قال: يا أحمد! أرأيت؟!

قلت: حسبي هذا يا ابن رسول اللّه!

فسار حتّي أتي بي جبلاً محيطا بالدنيا، ما الدنيا عنده إلاّ مثل سُكُرُّجة[331]، فقال:

أتدري أين أنت؟

قلت: اللّه ورسوله، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا جبل محيط بالدنيا، وإذا أنا بقوم عليهم ثياب بيض، فقال: يا أحمد!

هؤلاء قوم موسي، فسلّم عليهم، فسلّمت عليهم، فردّوا علينا السلام، قلت: يا ابن

رسول اللّه! قد نعست.

قال: تريد أن تنام علي فراشك؟

قلت: نعم، فركض برجله ركضة، ثمّ قال: نم، فإذا أنا في منزلي نائم، وتوضّأت

وصلّيت الغداة في منزلي، والحمد للّه أوّلاً وآخرا[332].


پاورقي

[328] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/97، ح 3.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 198.

[329] المزار: 192، ح 4.

مصباح الزائر: 377، س 8، بتفاوت يسير.

المزار الكبير: 40، ح 19.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/329، س 8. عنه البحار: 99/2، ح 4.

قطعة منه في مدفنه عليه السلام وكيفيّة تشييعه.

[330] دلائل الإمامة: 396، س 2.

عيون المعجزات: 132، س 15.

تاج المواليد ضمن كتاب «مجموعة نفيسة»: 129، س 13.

نور الأبصار: 330، س 20، بتفاوت يسير.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 276، س 1.

[331] تهذيب الأحكام: 6/81، س 8.

عنه الوافي: 3/814، س 3.

كشف الغمّة: 2/238، س 5، و345، س 16، و361، س 23، و369، س 12، بتفاوت يسير.

الكافي: 1/476، س 12، و492، س 8، بتفاوت يسير.

عنه الوافي: 3/813، س 20، والبحار: 48/206، س 13، ضمن ح 2.

المصباح للكفعميّ: 691، س 21.

تاج المواليد ضمن كتاب «مجموعة نفيسة»: 123، س 6.

إعلام الوري: 2/6، س 16، بتفاوت يسير.

تاريخ أهل البيت:: 144، س 8.

عنه البحار: 48/2، س 2.

جامع الأخبار: 28، س 24، بتفاوت يسير.

الدروس للشهيد: 154، س 2.

[332] المناقب: 4/324، س 4، و20. عنه البحار: 48/7، س 2، ضمن ح 9، و239، ح 47.

كشف الغمّة: 2/216، س 18، أشار إليه.

ينابيع المودّة: 3/165، س 11، بتفاوت يسير.

قطعة منه في ألقابه عليه السلام.