بازگشت

(ي) ـ معجزاته عليه السلام في الحيوانات


الأوّل ـ تكلّمه عليه السلام مع الحيّة:

(475) 1 ـ الصفّار رحمه الله: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيي، عن الحسن بن

راشد، عن يعقوب بن إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، قال:

سمعت إبراهيم بن وهب، وهو يقول: خرجت وأنا أريد أبا الحسن عليه السلامبالعريض،

فانطلقت حتّي أشرفت علي قصر بني سراة، ثمّ انحدرت الوادي، فسمعت صوتا لا

أري شخصه، وهو يقول: يا أبا جعفر! صاحبك خلف القصر عند السدّة، فأقرئه منّي

السلام، فالتفتّ فلم أر أحدا، ثمّ ردّ عليّ الصوت باللفظ الذي كان، ثمّ فعل ذلك ثلثا،

فاقشعرّ جلدي، ثمّ انحدرت في الوادي حتّي أتيت قصد رأي الطريق الذي خلف

القصر، ولم أطأ في القصر، ثمّ أتيت السدّ نحو السمرات، ثمّ انطلقت قصد الغدير،

فوجدت خمسين حيّات روافع من عند الغدير، ثمّ استمعت فسمعت كلاما

ومراجعة، فطفقت بنعلي ليسمع وطئي.

فسمعت أبا الحسن عليه السلام يتنحنح، فتنحنحت وأجبته، ثمّ نظرت وهجمت فإذا

حيّة متعلّقة بساق شجرة.

فقال: لا تخشي ولا ضائر، فرمت بنفسها، ثمّ نهضت علي منكبه، ثمّ أدخلت

رأسها في أذنه، فأكثرت من الصفير، فأجاب: بلي، قد فصّلت بينكم ولا يبغي خلاف

ما أقول إلاّ ظالم، ومن ظلم في دنياه فله عذاب النار في آخرته مع عقاب شديد

أعاقبه إيّاه، وأخذ ماله إن كان له حتّي يتوب.

فقلت: بأبي أنت وأُمّي! ألكم عليهم طاعة؟

فقال: نعم، والذي أكرم محمّدا بالنبوّة، وأعزّ عليّا بالوصيّة والولاية! إنّهم لأطوع

لنا منكم، يا معشر الإنس! وقليل ما هم[333].

الثاني ـ مكالمته عليه السلام مع ثعبان الجنّي وجواب مسألته:

(476) 1 ـ البحرانيّ رحمه الله: السيّد الرضيّ في المناقب الفاخرة في العترة

الطاهرة عليهم السلام، قال: روي أحمد بن حنبل، قال: دخلت في بعض الأيّام علي الإمام

موسي بن جعفر عليهماالسلام حتّي أقرأ عليه، وإذا بثعبان قد وضع فمه علي أذن موسي عليه السلام

كالمحدّث له، فلمّا فرغ حدّثه موسي حديثا لم أفهمه، ثمّ انساب الثعبان، فقال: يا أحمد!

هذا رسول من الجنّ قد اختلفوا في مسألة، فجاءني يسألني عنها، فأخبرته، فباللّه!

عليك يا أحمد! لا تخبر بهذا إلاّ بعد موتي، فما أخبرت به حتّي مات[334].

الثالث ـ تكلّم البغلة بأمره عليه السلام:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: ... المفضّل بن عمر، قال: كنت بين يدي مولاي

موسي بن جعفر عليهماالسلام ... وبين يديه رجل يقال له: مهران بن صدقة، كان كاتبه

وعليه طاق قميص ... .

فقال عليه السلام: أما إنّك يا مهران! لشاكّ في مولاك موسي؟!

فقال: إنّما أنا شاكّ فيك لأنّه ما ظهر في الأئمّة أسود مثلك، أو غيرك ... .

وإذا أنا بمولاي، هو علي بغلة، فقال لها: قولي له.

فقالت لي البغلة بلسان فصيح: ما كان مولاك، أسود أم أبيض؟

فخررت ساجدا ...[335].

الرابع ـ خضوع السباع له عليه السلام في الحبس:

(477) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد البلويّ، قال:

حدّثنا عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعد: أدخل إلي موسي بن جعفر عليه السلام

بسباع لتأكله، فجعلت تلوذ به وتبصبص له، وتدعو له بالإمامة، وتعوذ به من شرّ

الرشيد، فلمّا بلغ ذلك الرشيد أطلق عنه.

وقال: أخاف أن يفتنني ويفتن الناس ومَنْ معي[336].

(478) 2 ـ الراونديّ رحمه الله: إنّ موسي بن جعفر عليهماالسلام كان محبوسا ببغداد عند شرّ

الناس من موالي بني العبّاس، فطرحه في الموضع الذي فيه السباع الجياع، فلمّا

أصبحوا لم يشكّوا أن لم يبق من موسي بن جعفر عليهماالسلام إلاّ العظام، فوجدوه قائما

يصلّي في ذلك الموضع، والأُسود حواليه كالسنانير[337].

الخامس ـ معجزته عليه السلام في أكل الأسد المصوّر عدوّه:

(479) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال:

حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، وحدّثنا سعد بن عبد اللّه جميعا، قال: حدّثنا أحمد بن

محمّد بن عيسي، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه عليّ بن

يقطين، قال:

استدعي الرشيد رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلامويقطعه

ويخجله في المجلس، فانتدب له رجل معزم، فلمّا أحضرت المائدة عمل ناموسا علي

الخبز، فكان كلّما رام خادم أبي الحسن عليه السلام، تناول رغيف من الخبز طار من بين

يديه، واستفزّ هارون الفرح والضحك لذلك.

فلم يلبث أبو الحسن عليه السلام أن رفع رأسه إلي أسد مصوّر علي بعض الستور، فقال

له: يا أسد اللّه! خذ عدوّ اللّه.

قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع، فافترست ذلك المعزم

فخرّ هارون وندماؤه علي وجوههم مغشيّا عليهم، وطارت عقولهم خوفا من هزل

ما رأوه، فلمّا أفاقوا من ذلك بعد حين، قال هارون: لأبي الحسن عليه السلام: أسألك بحقّي

عليك لما سئلت الصورة أن تردّ الرجل؟

فقال: إن كانت عصي موسي ردّت ما ابتلعته من حبال القوم و عصيّهم، فإنّ هذه

الصورة تردّ ما ابتلعته من هذا الرجل، فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه[338].

(480) 2 ـ ابن شهرآشوب رحمه الله: في رواية: أنّ الرشيد أمر حميد بن مهران الحاجب

بالاستخفاف به عليه السلام، فقال له: إنّ القوم قد افتتنوا بك بلا حجّة، فأريد أن يأكلني

هذان الأسدان المصوّران علي هذا المسند.

فأشار عليه السلام إليهما، وقال: خذا عدوّ اللّه، فأخذاه وأكلاه، ثمّ قالا: وما الأمر؟

أنأخذ الرشيد؟

قال: لا، عوّدا إلي مكانكما[339].

السادس ـ معجزته عليه السلام في إحياء بقرة ميتة:

(481) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد،

عن عليّ بن الحكم، عن عبد اللّه بن المغيرة، قال: مرّ العبد الصالح عليه السلامبامرأة بمني،

وهي تبكي وصبيانها حولها يبكون، وقد ماتت لها بقرة، فدنا منها، ثمّ قال لها: ما

يبكيك؟ يا أمة اللّه !

قالت: يا عبد اللّه ! إنّ لنا صبيانا يتامي، وكانت لي بقرة، معيشتي ومعيشة

صبياني كان منها، وقد ماتت و بقيت منقطعا بي وبولدي لا حيلة لنا.

فقال: يا أمة اللّه ! هل لك أن أحييها لك؟ فألهمت أن قالت: نعم، يا عبد اللّه،

فتنحّي وصلّي ركعتين ثمّ رفع يده هنيئة وحرّك شفتيه، ثمّ قام، فصوّت بالبقرة،

فنخسها نخسة[340]، أو ضربها برجله، فاستوت علي الأرض قائمة، فلمّا نظرت المرأة

إلي البقرة، صاحت وقالت: عيسي بن مريم، وربّ الكعبة ! فخالط الناس وصار

بينهم ومضي عليه السلام[341].

السابع ـ معجزته عليه السلام في إحياء الحمار الميّت:

(482) 1 ـ الراونديّ رحمه الله: قال عليّ بن أبي حمزة، قال: أخذ بيدي موسي بن

جعفر عليهماالسلام يوما، فخرجنا من المدينة إلي الصحراء، فإذا نحن برجل مغربيّ علي

الطريق يبكي وبين يديه حمار ميّت، ورحله مطروح.

فقال له موسي عليه السلام: ما شأنك؟

قال: كنت مع رفقائي نريد الحجّ، فمات حماري هاهنا، وبقيت وحدي ومضي

أصحابي، وقد بقيت متحيّرا ليس لي شيء أحمل عليه.

فقال موسي عليه السلام: لعلّه لم يمت.

قال: أما ترحمني حتّي تلهو بي!

قال: إنّ لي رقية جيّدة.

قال الرجل: ليس يكفيني ما أنا فيه حتّي تستهزأ بي!

فدنا موسي عليه السلام من الحمار ودعا بشيء لم أسمعه، وأخذ قضيبا كان مطروحا،

فنخسه به وصاح عليه، فوثب الحمار صحيحا سليما.

فقال: يا مغربيّ! تري هاهنا شيئا من الاستهزاء، الحق بأصحابك، ومضينا

وتركناه.

قال عليّ بن أبي حمزة: فكنت واقفا يوما علي بئر زمزم بمكّة، فإذا المغربيّ هناك،

فلمّا رآني عدا إليّ وقبّل يديّ فرحا مسرورا.

فقلت له: ما حال حمارك؟

فقال: هو واللّه! سليم صحيح، وما أدري من أين ذلك الرجل الذي منّ اللّه به

عليّ، فأحيا لي حماري بعد موته؟

فقلت له: قد بلغت حاجتك، فلا تسأل عمّا لا تبلغ معرفته[342].

پاورقي

[333] المناقب: 4/328، س 14.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 228.

[334] نزهة الجليس: 2/76، س 22.

تاريخ بغداد: 13/32، س 7، أشار إليه.

[335] أعيان الشيعة: 2/5، س 17.

قطعة منه في ألقابه عليه السلام.

[336] إحقاق الحقّ: 12/298، س 14، عن أئمّة الهدي عليهم السلام للسيّد محمّد عبد الغفّار الهاشميّ.

[337] تاريخ الأئمّة عليهم السلام ضمن كتاب «مجموعة نفيسة»: 31، س 9.

الهداية الكبري: 263، س 11.

المجديّ في أنساب الطالبيّين: 106، س 6، بتفاوت يسير.

[338] تاريخ اليعقوبي: 2/414، س 4.

[339] تذكرة الخواصّ: 314، س 22.

[340] الصواعق المحرقة: 204، س 17.

[341] المناقب: 2/211، س 14.

[342] المناقب: 4/324، س 22. عنه البحار: 48/239، س 15، ضمن ح 47.