بازگشت

(ل) ـ معجزاته عليه السلام في الجمادات


الأوّل ـ معجزته عليه السلام في فيضان ماء البئر:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: ... حسام بن حاتم الأصمّ، قال: حدّثني أبي، قال:

قال لي شقيق ـ يعني ابن إبراهيم البلخيّ ـ: خرجت حاجّا إلي بيت اللّه الحرام في

سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلنا القادسيّة ... .

فبينما أنا قائم وزمام راحلتي بيدي، وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن

الناس، إذ نظرت إلي فتيً حدث السنّ حسن الوجه، شديد السمرة، عليه سيماء

العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجّادة كأنّها كوكب درّيّ ... .

ورحل الحاجّ وأنا معهم حتّي نزلنا بزبالة، فإذا أنا بالفتي قائم علي البئر، وبيده

ركوة يستقي بها ماءً، فانقطعت الركوة في البئر، فقلت صاحبي واللّه! فرأيته قد رمق

السماء بطرفه، وهو يقول: ... إلهي وسيّدي ما لي سواها، فلا تعدمنيها.

قال شقيق: فواللّه! لقد رأيت البئر، وقد فاض ماؤها حتّي جري علي وجه

الأرض، فمدّ يده فتناول الركوة فملأها ماءً، ثمّ توضّأ، فأسبغ الوضوء وصلّي

ركعات ... .

فقلت لبعض الناس أحسبه من مواليه: من هذا الفتي؟

فقال لي: هذا أبو إبراهيم، عالم آل محمّد، قلت: ومن أبو إبراهيم؟

قال: موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن

أبيطالب عليهم السلام ... [347].

الثاني ـ معجزته عليه السلام في تبديل الرمل سويقاً:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: ... حسام بن حاتم الأصمّ، قال: حدّثني أبي، قال:

قال لي شقيق ـ يعني ابن إبراهيم البلخيّ ـ: خرجت حاجّا إلي بيت اللّه الحرام في

سنة تسع وأربعين ومائة، فنزلنا القادسيّة ... .

فبينما أنا قائم وزمام راحلتي بيدي، وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن

الناس، إذ نظرت إلي فتيً حدث السنّ حسن الوجه، شديد السمرة، عليه سيماء

العبادة وشواهدها، وبين عينيه سجّادة كأنّها كوكب درّيّ ... .

ورحل الحاجّ وأنا معهم حتّي نزلنا بزبالة، فإذا أنا بالفتي قائم علي البئر، وبيده

ركوة يستقي بها ماءً، فانقطعت الركوة في البئر ..

قال شقيق: فواللّه! لقد رأيت البئر، وقد فاض ماؤها حتّي جري علي وجه

الأرض، فمدّ يده فتناول الركوة فملأها ماءً، ثمّ توضّأ، فأسبغ الوضوء وصلّي ركعات،

ثمّ مال إلي كثيب رمل أبيض، فجعل يقبض بيده من الرمل، ويطرحه في الركوة، ثمّ

يحرّكها ويشرب، فقلت في نفسي: أتراه قد حوّل الرمل سويقا؟!

فدنوت منه فقلت له: أطعمني رحمك اللّه! ... .

فأخذت الركوة من يده، وشربت فإذا سويق وسكّر، فواللّه ما شربت شيئا قطّ

ألذّ منه، ولا أطيب رائحة، فشبعت ورويت وأقمت أيّاما لا أشتهي طعاما ولا شرابا،

فدفعت إليه الركوة ... .

فقلت لبعض الناس أحسبه من مواليه: من هذا الفتي؟

فقال لي: هذا أبو إبراهيم، عالم آل محمّد، قلت: ومن أبو إبراهيم؟

قال: موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن

أبيطالب عليهم السلام ...[348].

الثالث ـ تكلّمه عليه السلام مع السحاب وانقياده له:

1 ـ ابن شهر آشوب رحمه الله: خالد السمّان في خبر: أنّه دعا الرشيد رجلاً يقال له:

عليّ بن صالح الطالقانيّ، وقال له: أنت الذي تقول: إنّ السحاب حملتك من بلد

الصين إلي طالقان؟

فقال: نعم، قال: فحدّثنا كيف كان؟

قال: كسر مركبي في لجج البحر، فبقيت ثلاثة أيّام علي لوح تضربني الأمواج،

فألقتني الأمواج إلي البرّ ... قمت بقرب الكهف سمعت تسبيحا وتهليلاً وتكبيرا،

وتلاوة قرآن، فدنوت من الكهف، فناداني مناد من الكهف: ادخل يا عليّ بن صالح

الطالقانيّ! رحمك اللّه! ... .

ثمّ قال: يا عليّ! أتحبّ الرجوع إلي بلدك؟

فقلت: ومن لي بذلك؟

فقال: كرامة لأوليائنا أن نفعل بهم ذلك، ثمّ دعا بدعوات، ورفع يده إلي السماء،

وقال: الساعة، الساعة.

فإذا سحاب قد أظلّت باب الكهف قطعا قطعا.

وكلّما وافت سحابة قالت: سلام عليك يا وليّ اللّه وحجّته!

فيقول: وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته، أيّتها السحابة السامعة المطيعة! ثمّ

يقول لها: أين تريدين؟

فتقول: أرض كذا، فيقول: لرحمة أو سخط؟

فتقول: لرحمة أو سخط، وتمضي حتّي جاءت سحابة حسنة مضيئة.

فقالت: السلام عليك يا وليّ اللّه وحجّته!

قال: وعليك السلام أيّتها السحابة السامعة المطيعة! أين تريدين؟

فقالت: أرض طالقان.

فقال: لرحمة، أو سخط؟

فقالت: لرحمة.

فقال لها: احملي ما حملت مودعا في اللّه.

فقالت: سمعا وطاعة.

قال لها: فاستقرّي بإذن اللّه علي وجه الأرض، فاستقرّت، فأخذ بعض عضدي

فأجلسني عليها، فعند ذلك قلت له: سألتك باللّه العظيم، وبحقّ محمّد خاتم النبيّين،

وعليّ سيّد الوصيّين، والأئمّة الطاهرين، من أنت؟! فقد أعطيت واللّه! أمرا عظيما.

فقال: ويحك! يا عليّ بن صالح! إنّ اللّه لا يخلّي أرضه من حجّة طرفة عين، إمّا

باطن وإمّا ظاهر، أنا حجّة اللّه الظاهرة، وحجّته الباطنة، أنا حجّة اللّه يوم الوقت

المعلوم، وأنا المؤدّي الناطق عن الرسول، أنا في وقتي هذا موسي بن جعفر.

فذكرت إمامته وإمامة آبائه، وأمر السحاب بالطيران، فطارت واللّه ! ما

وجدت ألما ولا فزعت، فما كان بأسرع من طرفة العين حتّي ألقتني بالطالقان في

شارعي الذي فيه أهلي وعقاري سالما في عافية ...[349].

الرابع ـ صيرورة العصا أفعيّا:

(486) 1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: حدّثنا هِشام بن منصور، عن رشيق مولي

الرشيد، قال: وجّه بي الرشيد في قتل موسي بن جعفر عليه السلام، فأتيته لأقتله، فهزّ عصا

كانت في يده، فإذا هي أفعي، وأخذت هارون الحمّي، ووقعت الأفعي في عنقه حتّي

وجّه إليّ بإطلاقه، فأطلقت عنه[350].

الخامس ـ معجزته عليه السلام في ردّ الليل والنهار:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: ... أحمد التَبّان، قال: كنت نائما علي فراشي، فما

أحسست إلاّ ورجل قد رفسني برجله، فقال لي: يا هذا! ينام شيعة آل محمّد؟

فقمت فزعا، فلمّا رآني فزعا ضمّني إلي صدره، فالتفتّ فإذا أنا بأبي الحسن

موسي بن جعفر عليهماالسلام، فقال: يا أحمد! توضّأ للصلاة.

فتوضّأت، وأخذني بيدي، فأخرجني من باب داري، وكان باب الدار مغلقا، ما

أدري من أين أخرجني، فإذا أنا بناقة معقلة له، فحلّ عقالها وأردفني خلفه، وسار

بي غير بعيد، فأنزلني موضعا، فصلّي بي أربعا وعشرين ركعة.

ثمّ قال: يا أحمد! تدري في أيّ موضع أنت؟

قلت: اللّه ورسوله ووليّه، وابن رسوله أعلم.

قال: هذا قبر جدّي الحسين بن عليّ عليهماالسلام.

ثمّ سار غير بعيد حتّي أتي الكوفة ... فقال: يا أحمد! تريد أريك من دلالات

الإمام؟

قلت: نعم.

قال: ياليل ! أدبر، فأدبر الليل عنّا، ثمّ قال: يا نهار! أقبل، فأقبل النهار إلينا بالنور

العظيم، وبالشمس حتّي رجعت بيضاء نقيّة، فصليّنا الزوال، ثمّ قال: يا نهار! أدبر، يا

ليل ! أقبل. فأقبل علينا الليل حتّي صلّينا المغرب، قال: يا أحمد! أرأيت؟!

قلت: حسبي هذا يا ابن رسول اللّه! ... [351].

السادس ـ أخذه عليه السلام الكتاب عن بيت مقفّل لأحد من أصحابه:

1 ـ الحضينيّ رحمه الله: روي أبو حمزه، عن أبيه، قال: كنت في مسجد الكوفة،

معتكفا في شهر رمضان، في العشر الأواخر، إذ جاءني حبيب الأحول بكتاب مختوم

من أبي الحسن عليه السلام، قدر أربع أصابع، فقرأته، فكان في كتابه: إذا قرأت الكتاب

الصغير المختوم الذي في جوف كتابك، فاحرزه حتّي أطلبه منك.

قال: فأخذت الكتاب، وأدخلته بيت بزّي، فجعلته في جوف صندوق مقفل، في

جوف قمطر مقفل، وبيت البزّ مقفل، ومفاتيح هذه الأقفال في حجرتي، فإذا كان الليل

فهي تحت رأسي، وليس يدخل بيت بزّي أحد غيري، فلمّا حضر الموسم خرجت

إلي مكّة، ومعي جميع ما كتب لي من حوائجه، فلمّا دخلت عليه، قال: يا عليّ! ما فعل

الكتاب الصغير الذي كتبت إليك، وقلت: احتفظ به؟

قلت: جعلت فداك! عندي.

قال: أين؟

قلت: في بيت بزّي، قد أحرزته، والبيت لا يدخله غيري.

قال: يا عليّ! إذا نظرت إليه، أليس تعرفه؟

قلت: بلي، واللّه! لو كان بين ألف كتاب لأخرجته.

فرفع مصلّي تحته، فأخرجه إليّ ...[352].

السابع ـ ظهور القصر له عليه السلام في الجبانة مع الوصائف والأشجار:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: ... المفضّل بن عمر، قال: كنت بين يدي مولاي

موسي بن جعفر عليهماالسلام ... وبين يديه رجل يقال له: مهران بن صدقة، كان كاتبه

وعليه طاق قميص ... .

فقال عليه السلام: أما إنّك يا مهران! لشاكّ في مولاك موسي؟!

فقال: إنّما أنا شاكّ فيك لأنّه ما ظهر في الأئمّة أسود مثلك، أو غيرك ... .

وخرج إلي الجبّانة، فإذا السحب قد انقطعت، والغيوم قد انقشعت، وكان يتردّد

متفكّرا، فإذا هو بقصر قد حفّت به النخيل والأشجار والرياحين، وإذا بابه مفتوح،

فدنا من الباب ودخل القصر.

فإذا به ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين، وإذا مولاي عليه السلام علي سرير من ذهب

ونور وجهه يبهر نور الشمس، وحواليه خدم ووصائف ...[353].

الثامن ـ ظهوره عليه السلام كالقمر المنير:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: ... المفضّل بن عمر، قال: كنت بين يدي مولاي

موسي بن جعفر عليهماالسلام ... وبين يديه رجل يقال له: مهران بن صدقة، كان كاتبه

وعليه طاق قميص ... .

فقال عليه السلام: أما إنّك يا مهران! لشاكّ في مولاك موسي؟!

فقال: إنّما أنا شاكّ فيك لأنّه ما ظهر في الأئمّة أسود مثلك، أو غيرك ... .

ثمّ قال لي: انظر الساعة، فرأيته كالقمر المنير ليلة تمامه.

ثمّ قال: أنا ذلك الأسود، وأنا ذلك الأبيض ...[354].

التاسع ـ معجزته عليه السلام لمن أراد استخفافه:

(487) 1 ـ الراونديّ رحمه الله: روي أنّ هارون الرشيد بعث يوما إلي موسي بن

جعفر عليهماالسلامعلي يد ثقة له طبقا من السرقين الذي هو علي هيئة التين، وأراد

استخفافه.

فلمّا رفع الإزار منها، فإذا هي من أحلي التين وأطيبه، فأكل عليه السلام وأطعم بعضها

الحامل، وردّ بقيّتها إلي هارون.

فلمّا تناوله هارون صار سرقينا في فيه، وكان في يده تينا[355].

العاشر ـ صيرورة الرمل بالسويق والسكر:

(488) 1 ـ ابن شهر آشوب رحمه الله: وفي كتاب أمثال الصالحين، قال شقيق البلخيّ:

وجدت رجلاً عند فيد يملأ الإناء من الرمل ويشربه، فتعجّبت من ذلك واستسقيته

فسقاني، فوجدته سويقا وسكّرا «القصّة».

وقد نظموها:

سل شقيق البلخيّ عنه بما شا

هد منه وما الذي كان أبصر

قال لمّا حججت عاينت شخصا

ناحل الجسم شاحب اللون أسمر

سائرا وحده وليس له زاد

فما زالت دائبا أتفكّر

وتوهّمت أنّه يسأل الناس

ولم أدر أنّه الحجّ الأكبر

ثمّ عاينته ونحن نزول

دون فيد علي الكثيب الأحمر

يضع الرمل في الإناء ويشربه

فناديته وعقلي محيّر

اسقني شربة فلمّا سقاني

منه عاينته سويقا وسكّر

فسألت الحجيج من يك هذا؟

قيل هذا الإمام موسي بن جعفر[356].

الحادي عشر ـ طبع خاتمه علي الحصاة:

(489) 1 ـ الحضينيّ رحمه الله: عن جعفر بن المفضّل

المخلول، عن إبراهيم،

عن جعفر بن يحيي القرنيّ، يونس بن

ظبيان، عن أبي خالد عبد اللّه بن

غالب، رُشَيْد

الهَجَريّ رضي الله عنه، قال: كنت

وأبو عبد اللّه سلمان، وأبو عبد الرحمن قيس بن

ورقاء، و ... بين يدي أمير

المؤمنين عليه السلام بالمدينة، إذ

دخلت عليه حبابة الوالبيّة ... وأخذ عليه السلاممن يدها

حصاة بيضاء تلمع وتري من صفائها، وأخذ خاتم من يده

فطبع به في الحصاة، فانطبعت.

فقال لها: ... يا حبابة! لتلقينّ بهذه الحصاة ابنيّ الحسن والحسين ... موسي بن

جعفر، وعليّ بن موسي الرضا، وكلاًّ إذ أتيته استدعي بالحصاة منك، وطبعها بهذا

الخاتم لك ... .

قالت حبابة: فلمّا قبض أمير المؤمنين عليه السلام بضربة عبد الرحمن بن ملجم لعنه اللّه

في مسجد الكوفة، أتيت مولاي الحسن فلمّا رآني قال: أهلاً وسهلاً بك يا حبابة!

هاتي الحصاة ... ثمّ صرت بذلك الخاتم ... إلي موسي بن جعفر، وإلي عليّ بن موسي

الرضا عليهماالسلام، فكلّ يفعل كفعل أمير المؤمنين عليه السلام ...[357].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

پاورقي

[347] دلائل الإمامة: 317، ح 263.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3388.

[348] دلائل الإمامة: 317، ح 263.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3388.

[349] المناقب: 4/301، س 10.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 412.

[350] دلائل الإمامة: 321، ح 269. عنه إثبات الهداة: 3/209، ح 121، ومدينة المعاجز:

6/200، ح 1943.

نوادر المعجزات: 164، ح 8.

[351] دلائل الإمامة: 343، ح 302.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 474.

[352] الهداية الكبري: 267، س 23.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3456.

[353] نوادر المعجزات: 154، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 408.

[354] نوادر المعجزات: 154، ح 1.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 408.

[355] الخرائج والجرائح: 1/323، ح 15.

كشف الغمّة: 2/248، س 20، عن الدلائل للحميريّ، بتفاوت يسير. عنه إثبات الهداة:

3/205، ح 104.

[356] المناقب: 4/302، س 23. عنه مدينة المعاجز: 6/430، ح 2081، والبحار: 48/78، س

8، ضمن ح 100.يأتي الحديث أيضا في ما قيل فيه من الشعر.

[357] الهداية الكبري: 167، س 11. عنه مدينة المعاجز: 3/190، ح 824، و7/245، ح 2301.

إرشاد القلوب: 288، س 18.