بازگشت

(أ) ـ فضل زيارته عليه السلام وثوابها


الأوّل ـ ثواب زيارته عليه السلام:

(511) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد،

عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن زيارة قبر

أبي الحسن عليه السلام مثل زيارة قبر الحسين عليه السلام، قال: نعم[387].

(512) 2 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه الله: حدّثني عليّ بن الحسين، عن سعد بن عبد اللّه،

عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: قلت للرضا عليه السلام:

ما لمن زار قبر أبيك أبي الحسن عليه السلام؟

فقال: زره، قال: فقلت: فأيّ شيء فيه من الفضل؟

قال: له مثل من زار قبر الحسين عليه السلام[388].

(513) 3 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه الله: حدّثني أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد

ابن محمّد بن عيسي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر عليه السلامعمّن

زار رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم قاصدا، قال: له الجنّة، ومن زار قبر أبي الحسن عليه السلام، فله

الجنّة[389].

(514) 4 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه الله: حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد،

عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن

الرضا عليه السلام، قال: زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين عليه السلام[390].

(515) 5 ـ ابن قولويه القمّي رحمه الله: وعن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن

سعد، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن عُبْدُوس الخَلَنْجيّ، عن أبيه رحيم، قال: قلت

للرضا عليه السلام: جعلت فداك! إنّ زيارة قبر أبي الحسن عليه السلامببغداد علينا فيها مشقّة،

وإنّما نأتيه فنسلّم عليه من وراء الحيطان، فما لمن زاره من الثواب؟.

قال: فقال له: واللّه! مثل ما لمن أتي قبر رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم[391].

(516) 6 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه الله: وحدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن

الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن عليّ بن الحكم، عن رحيم، قال: قلت:

للرضا عليه السلام: إنّ زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد علينا فيها مشقّة، فما لمن زاره.

فقال: له مثل ما لمن أتي قبر الحسين عليه السلام من الثواب.

قال: ودخل رجل فسلّم عليه، وجلس وذكر بغداد ورداءة أهلها، وما يتوقّع أن

ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق، وعدّد من ذلك أشياء.

قال: فقمت لأخرج، فسمعت أبا الحسن عليه السلام، وهو يقول: أما أبو الحسن عليه السلام فلا[392].

(517) 7 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن

يعقوب، عن محمّد بن يحيي، عن حمدان القلانسيّ[393]، عن عليّ بن محمّد الحضينيّ، عن

عليّ بن عبد اللّه بن مروان[394]، عن إبراهيم

بن عقبة، قال: كتبت إلي أبي الحسن الثالث عليه السلامأسأله عن

زيارة قبر أبي عبد اللّه عليه السلام وعن زيارة قبر أبي الحسن وأبي جعفر عليهماالسلام.

فكتب إليّ: أبو عبد اللّه عليه السلامالمقدّم، وهذا[395] أجمع وأعظم أجرا[396].

(518) 8 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: محمّد بن أحمد بن داود، عن الحسين بن أحمد بن

إدريس، عن أبيه، عن سَلَمَة بن الخطّاب، عن عليّ بن ميسّر، عن ابن سِنان، قال:

قلت للرضا عليه السلام: ما لمن زار أباك؟

قال: الجنّة، فزره[397].

(519) 9 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: محمّد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن أحمد بن

داود قال حدّثنا أحمد بن جعفر المؤدّب، عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن يعقوب بن

يزيد، عن الحسين بن بشّار الواسطيّ، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام: ما لمن زار

قبر أبيك؟

قال: زره، فقلت: أيّ شيء فيه من الفضل؟

قال: فيه من الفضل كفضل من زار قبر والده ـ يعني رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ـ .

قلت: فإنّي خفت ولم يمكنّي أن أدخل داخلاً، قال: سلّم من وراء الجسر[398].

(520) 10 ـ الشهيد رحمه الله: قال [ الرضا] عليه السلام: إنّ اللّه نجّي بغداد لمكان قبر بها، وإنّ

لمن زاره الجنّة[399].

الثاني ـ كيفيّة زيارته عليه السلام:

(521) 1 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه الله: حدّثني أبي رحمه الله، عن سعد بن عبد اللّه، عن

أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أبي عليّ الوشّاء، عن الحسين بن يسار الواسطيّ، قال:

قلت للرضا عليه السلام: أزور قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد، فقال: إن كان لابدّ منه فمن وراء

الحجاب[400].

(522) 2 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: تستأذن بما تقدّم ]وهو هذا:]

إذا أردت زيارته عليه السلام فينبغي أن تغتسل، ثمّ تأتي المشهد المقدّس، وعليك

السكينة والوقار، فإذا أتيته فقف علي بابه، وقل:

«اللّه أكبر، اللّه أكبر، لا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، الحمد للّه علي هدايته

لدينه، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله، اللّهمّ إنّك أكرم مقصود وأكرم مأتيّ،

وقد أتيتك متقرّبا إليك بابن بنت نبيّك صلواتك عليه وعلي آبائه الطاهرين

وأبنائه الطيّبين.

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، ولا تخيّب سعيي، ولا تقطع رجائي،

واجعلني عندك وجيها في الدنيا والآخرة، ومن المقرّبين».

ثمّ تقدّم رجلك اليمني عند الدخول، وتقول:

«بسم اللّه وباللّه، وفي سبيل اللّه، وعلي ملّة رسول اللّه صلّي اللّه

عليه وآله، اللّهمّ اغفر لي ولوالديّ ولجميع المؤمنين والمؤمنات».

فإذا وصلت إلي باب القبّة، فقف عليه واستأذن، وقل:

«ءأدخل يا رسول اللّه، ءأدخل يا نبيّ اللّه، ءأدخل يا محمّد بن عبد اللّه.

ءأدخل يا أمير المؤمنين، ءأدخل يا أبا محمّد الحسن، ءأدخل يا أبا عبد اللّه

الحسين، ءأدخل يا أبا محمّد عليّ بن الحسين، ءأدخل يا أبا جعفر محمّد بن

عليّ، ءأدخل يا أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد، ءأدخل يا مولاي يا أبا الحسن

موسي بن جعفر، ءأدخل يا مولاي يا أبا جعفر، محمّد بن عليّ».[401].

ثمّ تدخل مقدّما رجلك اليمني، فإذا دخلت فكبّر اللّه تعالي مائة تكبيرة، وتقف

مستقبل الضريح، وتقول:

«السلام عليك أيّها العبد الصالح، السلام عليك أيّها النور الساطع،

السلام عليك أيّها القمر الطالع، السلام عليك أيّها الغيث النافع، السلام

عليك يا وليّ اللّه وحجتّه، السلام عليك يا نور اللّه في الظلمات، السلام

عليك يا آل اللّه، السلام عليك يا بهاء اللّه، السلام عليك يا باب اللّه، السلام

عليك يا صفوة اللّه، السلام عليك يا خاصّة اللّه، السلام عليك يا سرّ اللّه

المستودع، السلام عليك يا صراط اللّه، السلام عليك يا زين الأبرار، السلام

عليك يا سليل الأطهار، السلام عليك يا عنصر الأخيار، السلام عليك يا

محنة الخلق، السلام عليك يا مزيد اللّه في شأنه، السلام عليك يا وارث علم

النبيّين، وسلالة الوصيّين، وشاهد يوم الدين.

أشهد أنّك وآباءك الذين كانوا من قبلك وأبناءك الذين من بعدك، مواليّ

وأوليائي وأئمّتي.

أشهد أنّكم أصفياء اللّه وخيرته، وحجّته البالغة، انتجبكم بعلمه، وجعلكم

أنصارا لدينه، وقوّاما بأمره، وخزّانا لحكمه، وحفظة لسرّه، وأركانا لتوحيده،

ومعادن لكلماته، وتراجمة لوحيه، وشهودا علي عباده.

استرعاكم خلقه، وآتاكم كتابه، وخصّكم بكرائم التنزيل، وأعطاكم فضيلة

التأويل، وجعلكم تابوت حكمته، وعصا عزّه، ومنارا في بلاده، وأعلاما

لعباده، وأجري فيكم من روحه، وعصمكم من الزلل، وطهّركم من الدنس،

وأذهب عنكم الرجس، وآمنكم من الفتن.

بكم تمّت النعمة، واجتمعت الفرقة، وائتلفت الكلمة، ولكم الطاعة

المفترضة، والمودّة الواجبة، وأنتم أولياء اللّه النجباء، وعباده المكرّمون.

أتيتك يا ابن رسول اللّه! عارفا بحقّك مستبصرا بشأنك، مواليا

لأوليائك، معاديا لأعدائك.

بأبي أنت وأُمّي صلّي اللّه عليك وسلّم تسليما.

الصلاة عليه، صلّي اللّه عليه وآله وسلّم:

اللّهمّ صلّ علي محمّد وأهل بيته، وصلّ علي موسي بن جعفر وصيّ

الأبرار، وإمام الأخيار، وعيبة الأنوار، ووارث السكينة والوقار، والحكم

والآثار، الذي كان يحيي الليل بالسهر إلي السحر بمواصلة الاستغفار، حليف

السجدة الطويلة، والدموع الغزيرة، والمناجاة الكثيرة، والضراعات

المتّصلة، ومقرّ النهي والعدل، والخير والفضل، والندي والبذل، ومألف

البلوي والصبر، والمضطهد بالظلم، والمقبور بالجور، والمعذّب في قعر

السجون، وظلم المطامير، ذي الساق المرضوض بحلق القيود، والجنازة

المنادي عليها بذلّ الاستخفاف، والوارد علي جدّه المصطفي، وأبيه

المرتضي، وأُمّه سيّدة نساء، بإرث مغصوب، وولاء مسلوب، وأمر مغلوب،

ودم مطلوب، وسمّ مشروب.

اللّهمّ وكما صبر علي غليظ المحن، وتجرّع غصص الكرب، واستسلم

لرضاك، وأخلص الطاعة لك، ومحض الخشوع، واستشعر الخضوع، وعادي

البدعة وأهلها، ولم يلحقه في شيء من أوامرك ونواهيك لومة لائم، صلّ

عليه صلاة نامية منيفة زاكية، توجب له بها شفاعة أمم من خلقك، وقرون

من براياك، وبلّغه عنّا تحيّة وسلاما، وآتنا من لدنك في موالاته فضلاً

وإحسانا، ومغفرة ورضوانا، إنّك ذو الفضل العميم، والتجاوز العظيم،

برحمتك يا أرحم الراحمين».

ثمّ تصلّي ركعتي الزيارة، وتقول عقبها وأنت قائم:

«اللّهمّ إنّي أسألك، بحرمة من عاذ بك منك، ولجأ إلي عزّك، واستظلّ

بفيئك واعتصم بحبلك ولم يثق إلاّ بك، يا جزيل العطايا، يا فكّاك الأساري،

يا من سمّي نفسه من جوده وهّابا، أن تصلّي علي محمّد وآل محمّد، ولا

تردّني من هذا المقام خائبا، فإنّ هذا مقام تغفر فيه الذنوب العظام، وترجي

فيه الرحمة من الكريم العلاّم، مقام لا يخيب فيه السائلون، ولا يجبه بالردّ

الراغبون، مقام من لاذ بمولاه رغبة، وتبتّل إليه رهبة، مقام الخائف من يوم

يقوم فيه الناس لربّ العالمين، ولا تنفع فيه سفاعة الشافعين إلاّ من أذن له

الرحمن وكان من الفائزين، ذلك «يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَ لاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَي اللَّهَ

بِقَلْبٍ سَلِيمٍ * وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ[402]، وقيل هذا ما كنتم توعدون، «لِكُلِّ

أَوَّابٍ حَفِيظٍ»[403]، «مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـنَ بِالْغَيْبِ وَ جَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا

بِسَلَـمٍ ذَ لِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ»[404].

اللّهمّ فاجعلني من المخلصين الفائزين، واجعلني من ورثة جنّة النعيم،

واغفر لي ولوالديّ ولولدي يوم الدين، وألحقني بالصالحين، واخلف علي

أهلي وولدي في الغابرين، واجمع بيننا جميعا في مستقرّ رحمتك، يا أرحم

الراحمين، وسلّمني من أهوال ما بيني وبين لقائك حتّي تبلّغني الدرجة التي

فيها مرافقة أحبّائك الذين عليهم دللت، وبالاقتداء بهم أمرت، واسقني من

حوضهم مشربا رويّا سائغا هنيئا، لا أظمأ بعده ولا أحلّي عنه أبدا، واحشرني

في زمرتهم، وتوفّني علي ملّتهم، واجعلني في حزبهم، وعرّفني وجوههم في

رضوانك والجنّة، فإنّي رضيت بهم أئمّة وهداة وولاة، فاجعلهم أئمّتي

وهداتي وولاتي في الدنيا والآخرة، ولا تفرّق بيني وبينهم طرفة عين يا

أرحم الراحمين، آمين يا ربّ العالمين».

وصلّ ما تختار، وادع بما تريد[405].

(523) 3 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: تستأذن بما تقدّم[406]، وتقف علي ضريحه،

وتقول: «السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا صفوة اللّه، السلام عليك

يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا

إمام المتّقين، ووارث علم الأوّلين والآخرين، السلام عليك يا سلالة

الوصيّين، السلام عليك يا شاهد يوم الدين.

أشهد أنّك وآباءك الذين كانوا من قبلك، وأبناءك الذين يكونون من

بعدك مواليّ وأوليائي وأئمّتي وقادتي في الدنيا والآخرة، وأشهد أنّكم

أصفياء اللّه وخيرته من خلقه، وحجّته البالغة، انتجبكم لعلمه، وجعلكم

خزنة لسرّه، وأركانا لتوحيده، وتراجمة لوحيه، ومعادن لكلماته، وشهودا له

علي عباده، واسترعاكم أمر خلقه، وخصّكم بكرائم التنزيل، وأعطاكم

التأويل، وجعلكم أبوابا لحكمته، ومنارا في بلاده، وأعلاما لعباده، وضرب

لكم مثلاً من نوره، وعصمكم من الزلل، وطهّركم من الدنس، وآمنكم من

الفتن.

فبكم تمّت النعمة، واجتمعت بكم الفرقة، وبكم انتظمت الكلمة، ولكم

الطاعة المفترضة، والمودّة الواجبة الموظّفة، وأنتم أولياء اللّه النجباء، أحيا

بكم الصدق، فنصحتم لعباده، ودعوتم إلي كتاب اللّه وطاعته، ونهيتم عن

معاصي اللّه، وذببتم عن دين اللّه.

أتيتك يا مولاي يا أبا إبراهيم موسي بن جعفر! يا ابن خاتم النبيّين، وابن

سيّد الوصيّين، وابن سيّدة نساء العالمين، عارفا بحقّك وبولايتك، مصدّقا

بوعدك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، فعليك يا مولاي! منّي أفضل

التحيّة والسلام».

ثمّ تقول:

«اللّهم صلّ علي حجّتك من خلقك، وأمينك في عبادك، ولسان حكمتك،

ومنهج حقّك، ومقصد سبيلك، والسبب إلي طاعتك، وصراطك المستقيم،

وخازنك، والطريق إليك موسي بن جعفر، فرط أنبيائك، وسلالة أصفيائك،

داعي الحكمة، وخازن العلم، كاظم الغيظ، وصائم القيظ، وإمام المؤمنين،

وزين المهتدين، الحاكم الرضيّ، والإمام الزكيّ الوفيّ الوصيّ.

اللّهمّ صلّ عليه وعلي الأئمّة من آبائه وولده، واحشرني في زمرته،

واجعلني في حزبه، ولا تحرمني مشاهدته.

اللّهمّ فكما مننت عليّ بولايته، وبصّرتني طاعته، وهديتني لمودّته،

ورزقتني البراءة من عدوّه، فأسألك أن تجعلني معه ومع الأئمّة من آبائه

وولده برحمتك، ومع من ارتضيت من المؤمنين بولايته، يا ربّ العالمين!

وخير الناصرين.

ثمّ تصلّي عليه بما تقدّم في الزيارة الثانية، وتصلّي صلاة الزيارة، وتدعو بعدها

بالدعاء الذي تقدّم عقيب صلاة تلك الزيارة[407]، ثمّ تمضي فتقف عند رجليه عليه السلام،

وتقول:

«اللّهمّ عظم البلاء، وبرح الخفاء، وانكشف الغطاء، وضاقت الأرض،

ومنعت السماء، وأنت يا ربّ المستعان، وإليك يا ربّ المشتكي.

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآله الذين فرضت طاعتهم، وعرّفتنا بذلك

منزلتهم، وفرّج عنّا كربنا قريبا كلمح البصر أو هو أقرب، يا أبصر الناظرين،

ويا أسمع السامعين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أحكم الحاكمين.

يا محمّد يا عليّ، يا عليّ يا محمّد، يا مصطفي يا مرتضي، يا مرتضي

يا مصطفي، انصراني فإنّكما ناصراي، واكفياني فإنّكما كافياي، يا صاحب

الزمان، الغوث، الغوث، الغوث، أدركني، أدركني، أدركني».

تقول ذلك حتّي ينقطع النفس.

ثمّ تسأل حاجتك فإنّها تقضي بإذن اللّه تعالي[408].

(524) 4 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: أقول: وجدت في أدعية عرفة من كتاب

الإقبال زيارة جامعة للبعيد مرويّة عن الصادق عليه السلام، ينبغي زيارتهم عليهم السلامبها في

كلّ يوم لا سيّما يوم عرفة ... .

«السلام عليك يا مولاي يا أبا محمّد الحسن بن عليّ ... يا مواليّ كونوا

شفعائي في حطّ وزري وخطاياي، آمنت باللّه وبما أنزل إليكم وأتولّي

آخركم بما أتولّي أوّلكم، وبرئت من الجبت والطاغوت، واللات

والعزّي ...» [409].

الثالث ـ زيارة الإمام المهديّ إيّاه عليهماالسلام في ليالي الجمعة:

(525) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: بإسنادنا إلي الشيخ أبي جعفر الطبريّ، قال:

حدّثنا أبو جعفر محمّد بن هارون بن موسي التَلَّعُكْبريّ، قال: حدّثني أبو الحسين بن

أبي البغل الكاتب، قال: تقلّدت عملاً من أبي منصور الصالحان، وجري بيني وبينه

ما أوجب استتاري عنه، فطلبني وأخافني.

فمكثت مستترا خائفا، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، واعتمدت المبيت

هناك للدعاء و المسألة.

وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت أبا جعفر القيّم يقفل الأبواب، وأن يجتهد في خلوة

الموضع، لأخلو بما أُريده من الدعاء والمسألة، خوفا من دخول إنسان لم آمنه،

وأخاف من لقائه.

ففعل وقفل الأبواب، وانتصف الليل، فورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن

الموضع، فمكثت أدعو وأزور وأُصلّي.

فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطئا عند مولانا موسي عليه السلام، وإذا هو رجل يزور، فسلّم

علي آدم وعلي أولي العزم، ثمّ علي الأئمّة عليهم السلام واحدا واحدا إلي أن انتهي إلي

صاحب الزمان فلم يذكره.

فعجبت من ذلك، وقلت في نفسي: لعلّه نسي، أو لم يعرف، أو هذا مذهب لهذا

الرجل. فلمّا فرغ من زيارته صلّي ركعتين ... وانتهيت إلي أبي جعفر القيّم، فخرج إليّ

من باب الزيت، فسألته عن الرجل ودخوله؟

فقال: الأبواب مقفّلة كما تري ما فتحتها، فحدّثته الحديث!

فقال: هذا مولانا صاحب الزمان، وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند

خلوتها من الناس ... [410].

الرابع ـ كيفيّة زيارته عليه السلام والسلام عليه:

(526) 1 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه الله: حدّثني محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفيّ، عن

محمّد بن عيسي بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن عليه السلام: قال: إذا أردت زيارة

موسي بن جعفر ومحمّد بن عليّ عليهم السلام فاغتسل، وتنظّف، والبس ثوبيك الطاهرين،

وزر قبر أبي الحسن موسي بن جعفر، ومحمّد بن عليّ بن موسي الرضا عليهم السلام، وقل

حين تصير عند قبر موسي بن جعفر عليهماالسلام:

«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا

نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدأ للّه في شأنه.

أتيتك زائرا عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك، فاشفع لي

عند ربّك يا مولاي!».

ثمّ سل حاجتك ... [411].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(527) 2 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: تقف علي قبر أبي الحسن موسي عليه السلام، وتستقبله

بوجهك وتقول:

«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا

نور اللّه في ظلمات الأرض.

أشهد أنّك قد بلّغت عن اللّه ما حمّلت، وحفظت ما استودعت، وحلّلت

حلال اللّه، وحرّمت حرام اللّه، وأقمت حدود اللّه، وتلوت كتاب اللّه،

وصبرت علي الأذي في جنب اللّه محتسبا، وعبدته مخلصا حتّي أتاك

اليقين.

أبرأ إلي اللّه وإليك من أعدائك، مستبصرا بالهدي الذي أنت عليه، عارفا

بضلالة من خالفك، اشفع لي عند ربّك.»

ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، وتحوّل إلي عند الرأس، وقل:

«السلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه وسمائه».

وتصلّي ركعتين، ثمّ تحوّل إلي عند الرجلين، فتدعو بما أحببت.

وتزور أبا جعفر عليه السلام بهذه الزيارة[412].

(528) 3 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: يوم الأربعاء، وهو باسم موسي بن جعفر

وعليّ بن موسي ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد صلوات اللّه عليهم أجمعين،

زيارتهم عليهم السلام:

«السلام عليكم يا أولياء اللّه، السلام عليكم يا حجج اللّه، السلام عليكم

يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليكم صلوات اللّه عليكم وعلي آل

بيتكم الطيّبين الطاهرين، بأبي أنتم وأُمّي لقد عبدتم اللّه مخلصين،

وجاهدتم في اللّه حقّ جهاده حتّي أتاكم اليقين.

فلعن اللّه أعدائكم من الجنّ والإنس أجمعين، وأنا أبرء إلي اللّه وإليكم

منهم.

يا مولاي، يا أبا إبراهيم موسي بن جعفر، يا مولاي يا أبا الحسن عليّ بن

موسي، يا مولاي يا أبا جعفر محمّد بن عليّ، يا مولاي يا أبا الحسن عليّ بن

محمّد، أنا مولي لكم، مؤمن بسرّكم وجهركم، متضيّف بكم في يومكم هذا،

وهو يوم الأربعاء ومستجير بكم، فأضيفوني و أجيروني بآل بيتكم الطيّبين

الطاهرين»[413].

(529) 4 ـ الشهيد الأوّل رحمه الله: زيارة أُخري لهما [أي لأبي الحسن موسي

وأبي جعفر الجواد عليهماالسلام] فإذا أردت ذلك قف علي ضريحهما الطاهر وقل:

«السلام عليكما يا وليّي اللّه، السلام عليكما يا حجتّي اللّه، السلام

عليكما يا نوري اللّه في ظلمات الأرض، أشهد أنّكما قد بلّغتما عن اللّه ما

حمّلكما، وحفظتما ما استودعتما، وحلّلتما حلال اللّه، وحرّمتما حرام اللّه،

وأقمتما حدود اللّه، وتلوتما كتاب اللّه، وصبرتما علي الأذي في جنب اللّه

محتسبين، حتّي أتاكما اليقين، أبرأ إلي اللّه من أعدائكما، وأتقرّب إلي اللّه

بولايتكما، أتيتكما زائرا عارفا بحقّكما، مواليا لأوليائكما، معاديا

لأعدائكما، مستبصرا بالهدي الذي أنتما عليه، عارفا بضلالة من خالفكما،

فاشفعا لي عند [اللّه] ربّكما، فإنّ لكما عند اللّه جاها [عظيما]، ومقاما

محمودا».

ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، وتحوّل إلي عند الرأس فقل:

«السلام عليكما يا حجّتي اللّه في أرضه وسمائه، عبدكما ووليّكما

زائركما متقرّبا إلي اللّه بزيارتكما.

اللّهمّ اجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين، وحبّب إليّ

مشاهدهم، واجعلني معهم في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين».

وتصلّي لكلّ إمام، ركعتين زيارة مندوبا، وتدعو بما أحببت[414].

الخامس ـ كيفيّة الصلاة عليه عليه السلام:

(530) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل

الشيبانيّ، قال: حدّثنا أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد العابد بالدالية لفظا، قال: سألت

مولاي أبا محمّد الحسن بن عليّ عليهماالسلام في منزله بسرّ من رأي، سنة خمس وخمسين

ومائتين أن يملي عليّ من الصلوة علي النبيّ وأوصيائه عليه وعليهم السلام

وأحضرت معي قرطاسا كثيرا، فأملي عليّ لفظا من غير كتاب :

الصلوة علي النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم ... الصلاة علي موسي بن جعفر عليهماالسلام:

«اللّهمّ صلّ علي الأمين المؤتمن موسي بن جعفر، البرّ الوفيّ الطاهر

الزكيّ النور المبين المجتهد المحتسب الصابر علي الأذي.

اللّهمّ وكما بلّغ عن آبائه ما استودع من أمرك ونهيك، وحمل علي

المحجّة، وكابد أهل العزّة والشدّة فيما كان يلقي من جهّال قومه.

ربّ فصلّ عليه أفضل وأكمل ما صلّيت علي أحد ممّن أطاعك، ونصح

لعبادتك، إنّك غفور رحيم ... »[415].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(531) 2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: ... يعقوب بن يوسف الضرّاب الغسّاني - في

منصرفه من إصفهان - قال: حججت في سنة إحدي وثمانين ومائتين، وكنت مع قوم

مخالفين من أهل بلدنا، فلمّا قدمنا مكّة ... وفي التوقيع: ... .

إذا صلّيت علي النبيّ فصلّ عليه وعلي أوصيائه علي هذه النسخة ... .

نسخة الدفتر الذي خرج: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّهمّ صلّ علي محمّد

سيّد المرسلين ... وصلّ علي أمير المؤمنين، ووارث المرسلين، وقائد الغرّ

المحجّلين ... وصلّ علي موسي بن جعفر، إمام المؤمنين، ووارث المرسلين،

وحجّة ربّ العالمين ...[416].»

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(532) 3 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: وداع أبي الحسن موسي عليه السلام، تقف علي القبر

كوقوفك أوّل مرّة للزيارة، وتقول: «السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول اللّه،

ورحمة اللّه وبركاته. أستودعك اللّه، وأقرأ عليك السلام، آمنّا باللّه

وبرسوله، وبما جئت به ودللت عليه، اللّهمّ اكتبنا مع الشاهدين».

ثمّ تسأله أن لا يجعله آخر العهد منك، وادع بما شئت، وقبّل القبر، وضع خدّيك

عليه إن شاء اللّه[417].

(533) 4 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: حدّث أبو محمّد الصيمريّ، قال: حدّثنا

أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه البَجَليّ بإسناد رفعه إليهم صلوات اللّه عليهم، قال: من

جعل ثواب صلاته لرسول اللّه، وأمير المؤمنين والأوصياء من بعده صلوات اللّه

عليهم أجمعين وسلّم، أضعف اللّه له ثواب صلاته أضعافا مضاعفة، حتّي ينقطع

النفس، ويقال له قبل أن يخرج روحه من جسده: يا فلان! هديّتك إلينا وألطافك لنا،

فهذا يوم مجازاتك ومكافاتك، فطب نفسا، وقرّ عينا بما أعدّ اللّه لك، وهنيئا لك بما

صرت إليه.

قال: قلت: كيف يهدي صلاته ويقول؟

قال: ينوي ثواب صلاته لرسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، ولو أمكنه أن يزيد علي صلاة

الخمسين شيئا، ولو ركعتين في كلّ ركعتين في كلّ يوم، ويهديها إلي واحد منهم: يفتتح

الصلاة في الركعة الأُولي مثل افتتاح صلاة الفريضة بسبع تكبيرات أو ثلاث مرّات،

أو مرّة في كلّ ركعة، ويقول بعد تسبيح الركوع والسجود ثلاث مرّات: «صلّي اللّه

علي محمّد وآله الطيّبين الطاهرين». في كلّ ركعة.

فإذا شهد وسلّم، قال: «اللّهمّ أنت السلام ومنك السلام، يا ذا الجلال

والإكرام، صلّ علي محمّد وآل محمّد الطيّبين الطاهرين الأخيار، وأبلغهم

منّي أفضل التحيّة والسلام ... ».

ما يهديه إلي موسي بن جعفر عليهماالسلام: «اللّهمّ إنّ هاتين الركعتين هديّة منّي إلي

عبدك وابن عبدك، ووليّك وابن وليّك، سبط نبيّك؛ موسي بن جعفر عليهماالسلام،

ووارث علم النبيّين.

اللّهمّ فتقبّلها منّي، وأبلغه إيّاهما، وأثبني عليهما أفضل أملي، ورجائي

فيك، وفي نبيّك، ووليّك وابن وليّك، يا وليّ المؤمنين، يا وليّ المؤمنين، يا

وليّ المؤمنين»[418].

(534) 5 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: ذكر وداع له وللكاظم عليهماالسلام، تقف علي قبر

محمّد بن عليّ عليهماالسلام وتقول: «السلام عليك يا وليّ اللّه وابن وليّه، السلام عليك

يا حجّة اللّه وابن حجّته، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك يا ابن

أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن

الحسن والحسين، السلام عليك يا ابن الأئمّة الطاهرين، السلام عليك

وعلي آبائك المطهّرين، وعلي أبنائك الطيّبين، السلام عليك يا مولاي يا أبا

جعفر، ورحمة اللّه وبركاته.

السلام عليك سلام مودّع لا سئم ولا قال، ورحمة اللّه وبركاته.

أستودعك اللّه يا مولاي ! وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنت باللّه،

وبالرسول، وبما جاء به من عند اللّه.

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، واكتبنا مع الشاهدين.

اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي إيّاه، وارزقني زيارته أبدا ما

أبقيتني، فإن توفّيتني فاحشرني معه وفي زمرته، وزمرة آبائه الطيّبين

الطاهرين.

اللّهمّ لا تفرّق بيني وبينه أبدا، ولا تخرجني من هذه القبّة الشريفة إلاّ

مغفورا ذنبي، مشكورا سعيي، مقبولاً عملي، مبرورا زيارتي، مقضيّا

حوائجي، قد كشفت جميع البلاء عنّي.

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، واجعلني ممّن ينقلب مفلحا، منجحا،

سالما، غانما، بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاره ومواليه ومحبّيه.

بأبي أنت وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي يا موسي بن جعفر! ويا محمّد بن

عليّ! اجعلاني في همّكما، وصيّراني في حزبكما، وأدخلاني في شفاعتكما،

واذكراني عند ربّكما.

صليّ اللّه عليكما وعلي أهلكما، لا فرّق اللّه بيني وبينكما، ولا قطع عنّي

بركتكما، وغفر لي، ولوالديّ، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنّه حميد

مجيد».

ثمّ تدعو بما تحبّ، ثمّ تخرج، ولا تجعل ظهرك إلي الضريح، وامض كذلك حتّي

يغيب عن معاينتك[419].

(535) 6 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: الصلاة علي النبيّ [ والأئمّة] صلوات اللّه

عليهم: ... «اللّهمّ صلّ علي موسي بن جعفر إمام المسلمين، ووال من والاه،

وعاد من عاداه وضاعف العذاب علي من شرك في دمه، وهو الرشيد ... اللّهمّ

صلّ علي ذرّيّة نبيّك، اللّهمّ اخلف نبيّك في أهل بيته ... »[420].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(536) 7 ـ الشهيد الأوّل رحمه الله: فإذا أردت الانصراف فودّعهما [أي أبا الحسن

الكاظم وأبا جعفر الجواد عليهماالسلام] تقف عليهما كما وقفت أوّل مرّة وتقول: «السلام

عليكما يا وليّي اللّه، أستودعكما اللّه، وأسترعيكما، وأقرأ عليكما السلام،

آمنّا باللّه وبالرسول وبما جئتما به ودللتما عليه، اللّهمّ اكتبنا مع الشاهدين.

اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي لهما وارزقني مرافقتهما واحشرني

معهما [وانفعني] بحبّهما، والسلام عليكما ورحمة اللّه وبركاته»[421].

(537) 8 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: «السلام والصلاة علي موسي الأمين،

العبد الصالح، السلام علي سميّ كليم العلي، وابن خير الأُوصياء، وابن سيّدة

النساء، ووارث علم الأنبياء، السلام علي نور اللّه في الأرض والسماء،

السلام علي خازن علم نبيّ الهدي، والمحنة العظمي، الأمين الرضا

المرتضي، وأبي الإمام الرضا، موسي بن جعفر، خليفة الرحمن، وإمام أهل

القرآن، وصاحب التأويل والتنزيل، السلام عليك يا سيّدي يا أبا إبراهيم!

ورحمة اللّه وبركاته.

اللّهمّ صلّ علي الوصيّ الأمين، ومفتاح باب ربّ الدين، والعلم الواضح

المبين، وابن رسول ربّ العالمين، موسي بن جعفر، خليفة اللّه علي

المؤمنين، صاحب العدل، والحقّ اليقين، وخازن بقايا علم النبيّين، وعيبة

علم المرسلين، ووارث السابقين، ووعاء مواريث الأئمّة الماضين، العالم

بما أُنزل من عند اللّه بما كان أو يكون، إمام الهدي، ووارث من مضي من

الأولياء، وسيّد أهل الدنيا، فأظهر به دينه علي الدين كلّه، ولو كره

المشركون، وبالوصيّ من ولده وذرّيّته»[422].

السادس ـ إهداء الصلاة إليه عليه السلام:

(538) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: روي عنهم عليهم السلام: أنّه يصلّي العبد في ... يوم

السبت أربع ركعات تهدي إلي موسي بن جعفر عليهماالسلام ...[423].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(539) 2 ـ الراونديّ رحمه الله: يوم الجمعة يصلّي أيضا ثماني ركعات تهدي إلي موسي

ابن جعفر عليهماالسلام [424].

(540) 3 ـ الراونديّ رحمه الله: قالوا عليهم السلام: إنّه يصلّي العبد ... يوم الجمعة يصلّي أيضا

ثماني ركعات تهدي إلي موسي بن جعفر عليهماالسلام ... .

الدعاء بعد كلّ ركعتين منهما:«اللّهمّ أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود

السلام حيناً ربّنا منّ السلام، اللّهمّ إنّ هذه الركعات هديّة منّي إلي وليّك فلان

ابن فلان، فصلّ علي محمّد وآل محمّد، وبلّغه إيّاها وأعطني أفضل أملي

ورجائي فيك وفي رسولك وفيه [موسي بن جعفر]»، وتدعو بما تحبّ.[425].

السابع ـ الطواف عنه وعن النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم:

(541) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... موسي بن القاسم، قال: قلت

لأبي جعفر الثاني عليه السلام: قد أردت أن أطوف عنك وعن أبيك، فقيل لي: إنّ الأوصياء

لا يطاف عنهم ... ثمّ قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف

عنك وعن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء اللّه، ثمّ وقع في قلبي شيء،

فعملت به.

قال: وما هو؟

قلت: طفت يوما عن رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ... واليوم الثامن عن أبيك

موسي عليه السلام ... فقال: استكثر من هذا، فإنّه أفضل ما أنت عامله إن شاء اللّه[426].

الثامن ـ منع الخليفة عن زيارة قبره عليه السلام:

(542) 1 ـ الراونديّ رحمه الله: ما روي عن محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن محمّد، قال:

خرج نهي عن زيارة مقابر قريش، وقبر الحسين عليهم السلام، فلمّا كان بعد أشهر [زارها

رجلان من الشيعة فدعاهما] الوزير الباقطاني، وزجرهما، فقال [لخادمه]: ألق بني

الفرات، والبرسيّين، وقل لهم: لا تزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة، أن يقبض

علي كلّ من زار[427].