بازگشت

(أ) ـ الأنبياء عليهم السلام


الأوّل ـ اليوم الذي فيه خلق اللّه الأنبياء والأوصياء عليهم السلام :

(849) 1 ـ الصفّار رحمه الله: حدّثنا محمّد بن حَمّاد، عن أخيه أحمد بن حمّاد، عن

إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام، قال: سمعته يقول: خلق

اللّه الأنبياء والأوصياء يوم الجمعة، و هو اليوم الذي أخذ اللّه فيه ميثاقهم، وقال:

خلقنا نحن وشيعتنا من طينة مخزونة، لا يشذّ منها شاذّ إلي يوم القيمة[56].

الثاني ـ نقش خاتم بعض الأنبياء عليهم السلام:

(850) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس،

عن محمّد بن أحمد، عن عبد اللّه بن أحمد، عن محمّد بن عليّ الصيرفيّ، عن الحسين بن

خالد، قال: قلت لأبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام: ما كان نقش خاتم آدم؟

فقال: «لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه»، هبط به آدم معه من الجنّة،

وإنّ نوحا عليه السلام لمّا ركب السفينة أوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا نوح! إن خفت الغرَق

فهلّلني ألفا، ثمّ سلني النجاة، أنجك من الغرَق، ومن آمن معك.

قال: فلمّا استوي نوح ومن معه في السفينة، و عصفت عليهم الريح، فلم يأمن نوح

من الغرق، فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلّل ألفا، فقال بالسريانيّة: «هلوليا ألفا

ألفا، يا ماريا أتقن»، قال: فاستوي القلس[57]، واستمرّت السفينة.

فقال نوح عليه السلام: إنّ كلاما نجّاني اللّه به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني، فنقش في

خاتمه: لا إله إلاّ اللّه - ألف مرّة - ياربّ! أصلحني.

وكان نقش خاتم سليمان بن داود عليهماالسلام: سبحان من ألجم الجنّ بكلماته، وإنّ

إبراهيم عليه السلام لمّا وضع في المنجنيق غضب جبرئيل عليه السلام، فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه: يا

جبرئيل! ما يغضبك؟

قال: يا ربّ إبراهيم خليلك، ليس علي وجه الأرض أحد يعبدك غيره، سلّطت

عليه عدوّك و عدوّه.

فأوحي اللّه إليه اسكت، فإنّما يعجل العبد الذي هو مثلك يخاف الفوت. فأمّا أنا

فهو عبدي آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل، ثمّ التفت إلي إبراهيم عليه السلام،

فقال: هل لك من حاجة؟

فقال: أمّا إليك فلا، فأهبط اللّه عزّ وجلّ عندها خاتما فيه ستّة أحرف: «لا إله إلاّ

اللّه، محمّد رسول اللّه، لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، فوّضت أمري إلي اللّه،

أسندت ظهري إلي اللّه، حسبي اللّه».

قال: فأوحي اللّه عزّ وجلّ إليه بأن تختّم بهذا الخاتم، فإنّي أجعل النار عليك بردا

وسلاما[58].

الثالث ـ أخلاق الأنبياء عليهم السلام

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... الحسن بن جهم، قال:

رأيت أباالحسن عليه السلام اختضب، فقلت: جعلت فداك، اختضبت!

فقال: نعم ... ثمّ قال: من أخلاق الأنبياء التنظّف والتطيّب، وحلق الشعر، وكثرة

الطروقة ... [59].

الرابع ـ خصال الانبياء عليهم السلام:

(851) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد

ابن خالد، عن بعض أصحابه، عن أبي شعيب المحامليّ، عن أبي الحسن عليه السلام، قال:

قال: في الديك خمس خصال من خصال الأنبياء عليهم السلام: السخاء، والشجاعة،

والقناعة، والمعرفة بأوقات الصلوات، وكثرة الطروقة، والغيرة[60].

الخامس ـ خصال الأنبياء عليهم السلام وأولادهم وأتباعهم:

(852) 1 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: محمّد بن عليّ، قال: حدّثنا أبي، عن سعد بن عبد

اللّه، عن الحسن بن موسي، عن إسماعيل بن مِهْران، عن عليّ بن عثمان، عن

أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: إنّ الأنبياء وأولاد الأنبياء، وأتباع الأنبياء

خصّوا بثلاث خصال: السقم في الأبدان، وخوف السلطان، والفقر[61].

السادس ـ أنّهم عليهم السلام هم الأسخياء:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن مهديّ، عن أبي الحسن موسي عليه السلام،

قال: السخيّ الحسن الخلق في كنف اللّه، لا يستخلي اللّه منه حتّي يدخله الجنّة.

وما بعث اللّه عزّ وجلّ نبيّا ولا وصيّا إلاّ سخيّا ... [62].

السابع ـ العطر من سنن الأنبياء عليهم السلام:

(853) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

أبي عبد اللّه، عن محمّد بن عليّ، عن العبّاس بن موسي، قال: سمعت أبي عليه السلام، يقول:

العطر من سنن المرسلين[63].

الثامن ـ تنزيه الأنبياء عليهم السلام عن البخل:

(854) 1 ـ الراونديّ رحمه الله: عن ابن بابويه، حدّثنا أحمد بن يحيي المكتّب، حدّثنا

أحمد بن محمّد الورّاق أبو الطيّب، حدّثنا عليّ بن هارون الحِمْيَريّ، حدّثنا عليّ بن

محمّد بن سليمان إلنَوْفَليّ، عن أبيه، عن عليّ بن يقطين، قال: قلت لأبي الحسن

موسي عليه السلام: أيجوز أن يكون نبيّ اللّه بخيلاً؟

فقال: لا، قلت: فقول سليمان: « هَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنمـبَغِي لِأَحَدٍ مِّنم بَعْدِي »[64] ما

وجهه؟

قال: إنّ الملك ملكان: ملك مأخوذ بالغلبة، والقهر، والجور.

وملك مأخوذ من قبل اللّه تعالي، فقال سليمان: « هَبْ لِي مُلْكًا لاَّ يَنمـبَغِي لِأَحَدٍ

مِّنم بَعْدِي » أن يقول: إنّه مأخوذ بالقهر، والغلبة.

فقلت: قول رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: «رحم اللّه أخي سليمان ما كان أبخله».

فقال: لقوله صلي الله عليه و آله وسلم وجهان: أحدهما: ما كان أبخله بعرضه، وسوء القول فيه.

والآخر: ما كان أبخله إن أراد ما يذهب إليه الجهّال.

ثمّ قال عليه السلام: قد أوتينا ما أوتي سليمان، وما لم يؤت أحد من العالمين، قال اللّه

تعالي في قصّة سليمان: « هَـذَا عَطَـآؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ »، وقال

عزّ وجلّ في قصّة محمّد صلي الله عليه و آله وسلم: « وَ مَآ ءَاتَـلـكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَـلـكُمْ عَنْهُ

فَانتَهُوا »[65].

وقصّة بلقيس معه معروفة، وهي في القرآن[66].

التاسع ـ ما بعث اللّه عزّ وجلّ أنبيائه عليهم السلام إلاّ ليعقلوا عن اللّه:

1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه السلام ... .

يا هشام! ما بعث اللّه أنبياءه ورسله إلي عباده إلاّ ليعقلوا عن اللّه فأحسنهم

استجابةً أحسنهم معرفةً للّه، وأعلمهم بأمر اللّه أحسنهم عقلاً، وأعقلهم أرفعهم

درجة في الدنيا والآخرة ... [67].

العاشر ـ أنّهم والأوصياء عليهم السلام حجج اللّه الظاهرة:

1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه السلام ... .

يا هشام! إنّ للّه علي الناس حجّتين، حجّة ظاهرة، وحجّة باطنة، فأمّا الظاهرة

فالرسل والأنبياء والأئمّة، وأمّا الباطنة فالعقول ... [68].

الحادي عشر ـ فضل الأنبياء عليهم السلام علي غيرهم:

1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه الله: وروي عن الإمام الكاظم عليه السلام ... .

وما بعث اللّه نبيّا إلاّ عاقلاً حتّي يكون عقله أفضل من جميع جهد

المجتهدين ... [69].

الثاني عشر ـ فضل بعض الأنبياء عليهم السلام علي بعض:

(855) 1 ـ البرقيّ رحمه الله: محمّد بن عيسي اليقطينيّ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه

الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطيّ، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن

أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: ما بعث اللّه نبيّا قطّ إلاّ عاقلاً، وبعض النبيّين

أرجح من بعض، وما استخلف داود سليمان حتّي اختبر عقله، واستخلف داود

سليمان وهو ابن ثلاثة عشر سنة، وملك ذو القرنين وهو ابن اثني عشر سنة ومكث

في ملكه ثلاثين سنة[70].

پاورقي

[56] بصائر الدرجات: الجزء الأوّل/37، ح 11.

عنه البحار: 15/22، ح 36، 25/11، ح 19.

مستدرك الوسائل: 6/59، ح 6425، والبحار: 86/281، س 18، كلاهما عن كتاب العروس

لأبي محمّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّيّ.

قطعة منه في (خلق الأئمّة عليهم السلام وشيعتهم).

[57] القَلْس: حبل غليظ من حبال السُفن. المعجم الوسيط: 754.

[58] الخصال: 335، ح 36.

عنه مستدرك الوسائل: 3/303، ح 3636، والبحار: 11/63، ح 2، أشار إليه.

قطعة منه في ما رواه عليه السلام من الأحاديث القدسيّة، و(ما رواه عن إبراهيم عليهماالسلام)، و(ما رواه عن

نوح عليهماالسلام).

[59] الكافي: 5/567، ح 50.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 623.

[60] الكافي: 6/550، ح 5.

عنه وسائل الشيعة: 11/524، ح 15442، ولم يذكر «الشجاعة»، والبحار: 62/4، ح 9، ولم

يذكر «القناعة».

[61] الاختصاص: 213 س 10. عنه البحار: 11/59، ح 66، و64/239، ح 58، و69،

ومستدرك الوسائل: 2/437، ح 2398.

جامع الأخبار: 111، س 9. عنه البحار: 69/49، س 9، ضمن ح 58.

الخصال: 88، ح 24. مشكاة الأنوار: 127، س 16.

روضة الواعظين: 497، س 10. عنه البحار: 69/46، ح 57.

[62] الكافي: 4/39، ح 4، و3/504، ح 9، قطعة منه.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3257.

[63] الكافي: 6/511، ح 8.

عنه وسائل الشيعة: 2/142، ح 1747، والوافي: 6/693، ح 5296.

[64] ص: 38/35.

[65] ص: 38/39.

[66] قصص الأنبياء عليهم السلام: 210 ح 275.

علل الشرائع: ب 12/71، ح 1، بتفاوت يسير. عنه 5/279، ح 27، قطعة منه. وعنه وعن

المعاني، البحار: 14/85، ح 1، والبرهان: 4/48، ح 2.

معاني الأخبار: 353، ح 1، نحو ما في العلل. عنه نور الثقلين: 4/459، ح 56.

قطعة منه في ما آتاه اللّه إلي الأئمّة عليهم السلام و(سورة ص: 38/35 و39) و(سورة الحشر: 59/7).

[67] تحف العقول: 383، س 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.

[68] تحف العقول: 383، س 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.

[69] تحف العقول: 383، س 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3264.

[70] المحاسن: 193، ح 9. عنه البحار: 11/55، ح 54، و14/73، ح 13.

مشكاة الأنوار: 248، س 17.

قصص الأنبياء للسيّد الجزائريّ: 362، س 1، عن تفسير القمّيّ، ولم نعثر عليه.

قطعة منه في عمر سليمان عليه السلام عند ابتداء نبوّته، و(عمر ذي القرنين عليه السلام ومدّة حكمه).