بازگشت

(ب) ـ بعض الأنبياء السلف عليهم السلام


الأول ـ آدم عليه السلام:

ـ نزول الرحمة علي آدم عليه السلام:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: روي عن موسي بن جعفر عليهماالسلام أنّه قال: في خمسة

وعشرين من ذي القعدة أنزل اللّه عزّ وجلّ الكعبة البيت الحرام ... وهو أوّل يوم

أنزلت فيه الرحمة من السماء علي آدم عليه السلام[71].

الثاني ـ نوح عليه السلام:

وفيه أمران

ـ استقرار سفينته عليه السلام علي الجوديّ وطوافها بالبيت:

(856) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم، رفعه إلي أبي بصير، قال: دخلت علي أبي

الحسن موسي عليه السلام، في السنة التي قبض فيها أبو عبد اللّه عليه السلامفقلت: جعلت فداك،

مالك ذبحت كبشا، ونحر فلان بدنة؟

فقال: يا أبا محمّد! إنّ نوحا عليه السلام كان في السفينة، وكان فيها ما شاء اللّه، وكانت

السفينة مأمورة، فطافت بالبيت، وهو طواف النساء، وخلّي سبيلها نوح عليه السلام،

فأوحي اللّه عزّ وجلّ إلي الجبال: أنّي واضع سفينة نوح عبدي علي جبل منكنّ،

فتطاولت وشمخت وتواضع الجوديّ[72]، وهو جبل عندكم، فضربت السفينة

بجؤجؤها[73] الجبل.

قال: فقال نوح عليه السلام عند ذلك: يا ماري! أتقن، وهو بالسريانيّة: يا ربّ! أصلح،

قال: فظننت أنّ أبا الحسن عليه السلام عرّض بنفسه[74].

(857) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن بعض أصحابه،

عن الوشّاء، عن عليّ بن أبي حمزة، قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: إنّ سفينة نوح كانت

مأمورة طافت بالبيت حيث غرقت الأرض، ثمّ أتت مني في أيّامها، ثمّ رجعت

السفينة وكانت مأمورة وطاف بالبيت طواف النساء[75].

ـ حجّه عليه السلام وقضاء مناسكه:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: ... عن أبي بصير، قال: سمعت العبد الصالح عليه السلام

يقول: ... قال أبو بصير: جعلت فداك! ما بالك حججت العام، ونحر عبد اللّه جزورا؟

قال: إنّ نوحا لمّا ركب السفينة، وحمل فيها من كلّ زوجين اثنين، حمل كلّ شيء، إلاّ ولد

الزنا، فإنّه لم يحمله، وقد كانت السفينة مأمورة، فحجّ نوح فيها، وقضي مناسكه ... [76].

الثالث ـ إيراهيم الخليل عليه السلام:

وفيه ثلاثة أمور

ـ يوم ولادته عليه السلام:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابنا،

عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام، قال: ... في أوّل يوم من ذي الحجّة ولد إبراهيم خليل

الرحمن عليه السلام، فمن صام ذلك اليوم كتب اللّه له صيام ستّين شهرا[77].

ـ أنّ المراد من قوله تعالي: « شَجَرَةٍ مُّبَـرَكَةٍ » هو إبراهيم الخليل عليهم السلام

1 ـ ابن بطريق رحمه الله: ... عن عليّ بن جعفر، قال: سألت أبا الحسن عليه السلامعن قوله

اللّه تعالي: ... « يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَـرَكَةٍ » الشجرة المباركة إبراهيم عليه السلام ... [78].

ـ رميه عليه السلام إبليس اللعين:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي بن جعفر عليهماالسلام،

قال: ... أنّ إبليس اللعين كان يتراءي لإبراهيم عليه السلام في موضع الجمار، فرجمه

إبراهيم عليه السلام، فجرت السنّة بذلك[79].

الرابع ـ موسي كليم اللّه عليه السلام:

وفيه أمران:

ـ الآيات التسع التي أعطي اللّه موسي بن عمران عليه السلام:

1 ـ الحميريّ رحمه الله: ... عن معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر عليهم السلامقال:

كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسيّ ـ إذ دخل عليه نفر من

اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة علي أهل الأرض؟ قال لهم:

نعم ... .

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: أدن يا موسي! فدنوت، فمسح يده علي صدري، ثمّ قال:

اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».

ثمّ قال: سلوه عمّا بدا لكم.

قالوا: وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟

قلت: سلوني تفقّها، ودعوا العنت.

قالوا: أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسي بن عمران؟

قلت: العصا، وإخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم،

ورفع الطور، والمنّ والسلوي آية واحدة، وفلق البحر ... [80].

ـ تابوت موسي عليه السلام وما كان فيه:

(858) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه،

قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرّار،

عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: سألته فقلت: جعلت فداك! ما

كان تابوت موسي؟ وكم كان سعته؟

قال: ثلاث أذرع في ذراعين.

قلت: ماكان فيه؟

قال: عصي موسي، والسكينة.

قلت: وما السكينة؟.

قال: روح اللّه يتكلّم كانوا إذا اختلفوا في شيء كلّمهم، وأخبرهم ببيان ما

يريدون[81].

الخامس ـ عيسي بن مريم وأمّه عليهماالسلام:

ـ في مريم عليهاالسلام وإسم أمّها وما يتعلّق بحملها:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم، قال:

كنت عند أبي الحسن موسي عليه السلام إذ أتاه رجل نصرانيّ، ونحن معه بالعريض، فقال له

النصرانيّ: أتيتك من بلد بعيد وسفر شاقّ ... .

فقال النصرانيّ: إنّي أسألك - أصلحك اللّه! -؟

فقال له أبو إبراهيم عليه السلام: أعجلك أيضا خبرا لا يعرفه إلاّ قليل ممّن قرأ الكتب،

أخبرني ما اسم أُمّ مريم؟ وأيّ يوم نفخت فيه مريم؟ ولكم من ساعة من النهار؟

وأيّ يوم وضعت مريم فيه عيسي عليه السلام؟ ولكم من ساعة من النهار؟

فقال النصرانيّ: لا أدري.

فقال أبو إبراهيم عليه السلام: أمّا أُمّ مريم فاسمها مرثا، وهي وهيبة بالعربيّة، وأمّا اليوم

الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال، وهو اليوم الذي هبط فيه الروح

الأمين، وليس للمسلمين عيد كان أولي منه عظّمه اللّه تبارك وتعالي، وعظّمه

محمّد صلي الله عليه و آله وسلم، فأمر أن يجعله عيدا فهو يوم الجمعة.

وأمّا اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلثاء، لأربع ساعات ونصف من

النهار، والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسي عليه السلام هل تعرفه؟

قال: لا.

قال: هو الفرات، وعليه شجر النخل والكرم، وليس يساوي بالفرات شيء

للكروم والنخيل، فأمّا اليوم الذي حجبت فيه لسانها، ونادي قيدوس ولده

وأشياعه فأعانوه وأخرجوا آل عمران لينظروا إلي مريم، فقالوا لها: ما قصّ اللّه

عليك في كتابه، وعلينا في كتابه، فهل فهمته؟

قال: نعم، وقرأته اليوم الأحدث.

قال: إذن لا تقوم من مجلسك حتّي يهديك اللّه ... [82].

السادس ـ أيّوب النبيّ عليه السلام

ـ ابتلاء أيّوب النبيّ عليه السلام

(859) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أبي رضي الله عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه،

عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن يحيي البصريّ، عن عبد

اللّه بن مُسْكان، عن أبي بصير، قال: سألت أباالحسن الماضي عليه السلامعن بليّة أيّوب

التي ابتلي بها في الدنيا، لأيّة علّة كانت؟

قال: لنعمة أنعم اللّه عليه بها في الدنيا، فأدّي شكرها، وكان في ذلك الزمان

لايحجب إبليس دون العرش، فلمّا صعد أداء شكر نعمة أيّوب حسده إبليس، فقال:

يا ربّ! إنّ أيّوب لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته

دنياه ما أدّي إليك شكر نعمة أبدا؟

قال: فقيل: إنّي قد سلّطتك علي ماله وولده،

قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالاً ولا ولدا إلاّ أعطبه[83]، فلمّا رأي إبليس أنّه

لا يصل إلي شيء من أمره،

قال: ياربّ إنّ أيّوب يعلم أنّك ستردّ عليه دنياه التي أخذتها منه، فسلّطني علي

بدنه.

قال: فقيل له: إنّي قد سلّطتك علي بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه،

قال: فانحدر إبليس مستعجلاً مخافة أن تدركه رحمة الربّ عزّ وجلّ فتحوّل بينه

وبين أيّوب، فلمّا اشتدّ به البلاء وكان في آخر بليّته جاءه أصحابه، فقالوا له: يا

أيّوب! ما نعلم أحدا ابتلي بمثل هذه البليّة إلاّ لسريرة سوء، فعَلَّك[84] أسررت سوء

في الذي تبدي لنا،

قال: فعند ذلك ناجي أيّوب ربّه عزّ وجلّ، فقال: ربّ ابتليتني بهذا البليّة وأنت

تعلم أنّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّلزمت أخشنهما علي بدني، ولم آكل أكلة قطّ إلاّ

وعلي خواني يتيم، فلو أنّ لي منك مقعد الخصم لأدليت[85] بحجّتي.

قال: فعرضت له سحابة، فنطق فيها ناطق فقال: يا أيّوب! أدل بحجّتك، قال: فشدّ عليه

مئزره وجثا علي ركبتيه، فقال: ابتليتني بهذه البليّة وأنت تعلم أنّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ

لزمت أخشنهما علي بدني ولم آكل أكلة من طعام إلاّ وعلي خواني يتيم.

قال: فقيل له: يا أيّوب! من حبّب إليك الطاعة؟

قال: فأخذ كفّا من تراب فوضعه في فيه، ثمّ قال: أنت ياربّ![86].

السابع ـ يونس بن متي عليه السلام:

ـ ردّ العذاب عن قومه عليه السلام

(860) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه،

قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب،

عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي المغراء حميد بن المثنّي العجليّ، عن سماعة أنّه

سمعه عليه السلام وهو يقول: ما ردّ اللّه العذاب عن قوم قد أظلّهم[87] إلاّ قوم يونس.

فقلت: أكان قد أظلّهم؟

فقال: نعم، حتّي نالوه بأكفّهم.

قلت: فكيف كان ذلك؟

قال: كان في العلم المثبت عند اللّه عزّ وجلّ الذي لم يطّلع عليه أحد أنّه سيصرفه

عنهم[88].

الثامن ـ داود عليه السلام:

ـ اليوم الذي ألان اللّه فيه الحديد لداود عليه السلام:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عليّ بن جعفر، قال: جاء رجل إلي أخي موسي بن

جعفر عليهماالسلام، فقال له: جعلت فداك! إنّي أريد الخروج فادع لي.

فقال: ... ألا أدلّك علي يوم سهل ليّن ألان اللّه لداود عليه السلام فيه الحديد؟

فقال الرجل: بلي، جعلت فداك.

فقال عليه السلام: اخرج يوم الثلثاء[89].

التاسع ـ سليمان بن داود عليهماالسلام:

وفيه أمران

ـ عمره عليه السلام عند ابتداء نبوّته:

1 ـ البرقيّ رحمه الله: ... عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسي بن

جعفر عليهماالسلام، قال: ما بعث اللّه نبيّا قطّ إلاّ عاقلاً ... . وما استخلف داود سليمان حتّي

اختبر عقله، واستخلف داود سليمان وهو ابن ثلاثة عشر سنة ... [90].

ـ علمه عليه السلام بمنطق النمل:

(861) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: حنّان، عن أبي الخطّاب، عن العبد

الصالح عليه السلام، قال: إنّ الناس أصابهم قحط شديد علي عهد سليمان بن داود عليهماالسلام،

فشكوا ذلك إليه، وطلبوا إليه أن يستسقي لهم؟

قال: فقال لهم: إذا صلّيت الغداة مضيت، فلمّا صلّي الغداة مضي ومضوا، فلمّا أن

كان في بعض الطريق إذا هو بنملة رافعة يدها إلي السماء واضعة قدميها إلي الأرض،

وهي تقول: «اللّهمّ إنّا خلق من خلقك، ولا غني بنا عن رزقك، فلا تهلكنا

بذنوب بني آدم».

قال: فقال سليمان عليه السلام: ارجعوا فقد سقيتم بغيركم، قال: فسقوا في ذلك العام ما لم

يسقوا مثله قطّ[91].

العاشر ـ ذو القرنين عليه السلام

وفيه أمران

ـ عمره عليه السلام ومدّة حكمه:

1 ـ البرقيّ رحمه الله: ... عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسي بن

جعفر عليهماالسلام، قال: ما بعث اللّه نبيّا قطّ إلاّ عاقلاً ... وملك ذو القرنين وهو ابن اثني

عشر سنة ومكث في ملكه ثلاثين سنة[92].

ـ إنّه عليه السلام كان عبدا للّه:

(862) 1 ـ عليّ بن جعفر رحمه الله: أخبرنا أحمد بن موسي، بإسناده عن عليّ بن جعفر،

عن أخيه موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: وذكر ذا القرنين، قلت: عبدا كان أم ملكا؟

قال عليه السلام: عبد أحبّ اللّه فأحبّه، ونصح للّه فنصحه اللّه[93].

الحادي عشر ـ يوسف الصدّيق عليه السلام:

وفيه أمران

ـ كان يوسف عليه السلام يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب:

(863) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: حميد بن زياد، عن محمّد بن عيسي،

عن العبّاس بن هلال الشاميّ مولي أبي الحسن عليه السلام عنه، قال: قلت له: جعلت فداك،

ما أعجب إلي الناس من يأكل الجشب[94] ويلبس الخشن ويتخشّع؟

فقال: أما علمت أنّ يوسف عليه السلام نبيّ ابن نبيّ، كان يلبس أقبية الديباج مزرورة

بالذهب، ويجلس في مجالس آل فرعون يحكم، فلم يحتج الناس إلي لباسه، وإنّما

احتاجوا إلي قسطه، وإنّما يحتاج من الإمام في أن إذا قال صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا

حكم عدل.

إنّ اللّه لا يحرّم طعاما ولا شرابا من حلال، وإنّما حرّم الحرام، قلّ أو كثر، وقد

قال اللّه عزّ وجلّ: « قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِي وَ الطَّيِّبَـتِ مِنَ

الرِّزْقِ »[95].[96].

ـ إخوة يوسف عليه السلام وأخيه بنيامين:

(864) 1 ـ العيّاشيّ رحمه الله: عن الحسن بن أسباط، قال: سألت أبا الحسن في كم

دخل يعقوب من ولده علي يوسف؟

قال: في أحد عشر ابنا له.

فقيل له: أسباط، قال: نعم.

وسألته عن يوسف وأخيه، أكان أخاه لأُمّه أم ابن خالته؟

فقال: ابن خالته[97].

الثاني عشر ـ إدريس النبيّ عليه السلام:

ـ إنّ إدريس عليه السلام كان عالما بالنجوم

1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: روي أنّ هارون الرشيد أنفذ إلي موسي بن

جعفر عليهماالسلاممن أحضره، فلمّا حضر قال له: إنّ الناس ينسبونكم يا بني فاطمة ! إلي

علم النجوم، وإنّ معرفتكم بها جيّدة ...

فقال له الكاظم عليه السلام: ... وإدريس عليه السلام كان أعلم أهل زمانه بالنجوم ... [98].

الثالث عشر ـ صالح النبيّ عليه السلام:

ـ ما جرا له ولقومه:

(865) 1 ـ الراونديّ رحمه الله: أخبرنا أبو نصر الغازي، عن أبي منصور العُكْبريّ، عن

المرتضي والرضيّ، عن الشيخ المفيد، عن الشيخ أبي جعفر بن بابويه، عن أبيه،

ومحمّد بن عليّ ماجيلويه، حدّثنا محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن

عليّ بن العبّاس الدِيْنَوَريّ، عن جعفر بن محمّد البلخيّ، عن الحسن بن راشد، عن

يعقوب بن إبراهيم بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب، قال: سمعت أبا الحسن موسي

ابن جعفر صلوات اللّه عليهما، وسأله رجل عن أصحاب الرسّ الذين ذكرهم اللّه

في كتابه، من هم؟ وممّن هم؟ وأيّ قوم كانوا؟

فقال عليه السلام: كانا رسّين، أمّا أحدهما ـ فليس الذي ذكره اللّه في كتابه ـ كان أهله

أهل بَدْو وأصحاب شاة وغنم، فبعث اللّه تعالي إليهم صالح النبيّ رسولاً، فقتلوه،

وبعث إليهم رسولاً آخر، فقتلوه.

ثمّ بعث إليهم رسولاً آخر وعضده بوليّ، فقتل الرسول، وجاهد الوليّ حتّي

أفحمهم[99]، وكانوا يقولون: إلهنا في البحر، وكانوا علي شفيره، وكان لهم عيد في

السنة، يخرج حوت عظيم من البحر في ذلك اليوم فيسجدون له.

فقال وليّ صالح لهم: لا أريد أن تجعلوني ربّا، ولكن هل تجيبوني إلي ما دعوتكم،

إن أطاعني ذلك الحوت؟

فقالوا: نعم، وأعطوه عهودا ومواثيق، فخرج حوت راكب علي أربعة أحوات،

فلمّا نظروا إليه خرّوا له سجّدا، فخرج وليّ صالح النبيّ إليه، وقال له: ائتني طوعا أو

كرها ب: بسم اللّه الكريم، فنزل عن أحواته. فقال الوليّ: ائتني عليهنّ لئلاّ يكون من

القوم في أمري شكّ، فأتي الحوت إلي البرّ يجرّها وتجرّه إلي عند وليّ صالح، فكذّبوه

بعد ذلك، فأرسل اللّه إليهم ريحا، فقذفهم في اليمّ أي البحر ومواشيهم.

فأتي الوحي إلي وليّ صالح بموضع ذلك البئر[100]، وفيها الذهب والفضّة، فانطلق

فأخذه ففضّه علي أصحابه بالسويّة علي الصغير والكبير.

وأمّا الذين ذكرهم اللّه في كتابه، فهم قوم كان لهم نهر يدعي الرسّ، وكان فيها

مياه[101] كثيرة.

فسأله رجل، وأين الرسّ؟

فقال: هو نهر بمنقطع آذربيجان، وهو بين حدّ أرمنيّة[102] وآذربيجان، وكانوا

يعبدون الصُلْبان[103]، فبعث اللّه إليهم ثلاثين نبيّا في مشهد واحد، فقتلوهم جميعا،

فبعث اللّه إليهم نبيّا، وبعث معه وليّا فجاهدهم.

وبعث اللّه ميكائيل في أوان وقوع الحبّ والزرع، فأنْضب[104] ماءهم، فلم يدع

عينا، ولا نهرا، ولا ماءً إلاّ أيبسه.

وأمر ملك الموت فأمات مواشيهم، وأمر اللّه الأرض، فابتلعت ما كان لهم من

تِبْر[105]، أو فضّة، أو آنية، فهو لقائمنا عليه السلام إذا قام، فماتوا كلّهم جوعا، وعطشا، وبكاءً،

فلم يبق منهم باقية، وبقي منهم قوم مخلصون، فدعوا اللّه أن ينجيهم بزرع وماشية،

وماء، ويجعله قليلاً، لئلاّ يطغوا.

فأجابهم اللّه إلي ذلك، لما علم من صدق نيّاتهم.

ثمّ عاد القوم إلي منازلهم، فوجدوها قد صارت أعلاها أسفلها، وأطلق اللّه لهم

نهرهم، وزادهم فيه علي ما سألوا، فقاموا علي الظاهر والباطن في طاعة اللّه، حتّي

مضي أولئك القوم.

وحدث نسل بعد ذلك أطاعوا اللّه في الظاهر، ونافقوه في الباطن، وعصوا بأشياء

شتّي، فبعث اللّه من أسرع فيهم القتل.

فبقيت شرذمة منهم، فسلّط اللّه عليهم الطاعون، فلم يبق منهم أحد، وبقي نهرهم

ومنازلهم مائتي عام لا يسكنها أحد، ثمّ أتي اللّه تعالي بقوم بعد ذلك فنزلوها، وكانوا

صالحين، ثمّ أحدث قوم منهم فاحشة، واشتغل الرجال بالرجال والنساء بالنساء،

فسلّط اللّه عليهم صاعقة، فلم يبق منهم باقية[106].

پاورقي

[71] من لا يحضره الفقيه: 2/156، ح 672.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1758.

[72] قال العلاّمة المجلسيّ: «بيان: قال الطبرسيّ رحمه الله: قال الزجّاج: الجوديّ جبل بناحية آمد، وقال غيره: بقرب جزيرة الموصل، وقال أبو مسلم: الجوديّ اسم لكلّ جبل وأرض صلبة، انتهي.

أقول: يظهر من بعض الأخبار: أنّه كان بقرب الكوفة، وربّما أشعر بعضها بأنّه الغريّ. راجع البحار: 11/339، س 4.

[73] الجُؤْجُؤْ من الطائر والسفينة: الصدر. المنجد: 77.

[74] الكافي: 2/124، ح 12. عنه البحار: 11/338، ح 73، و48/115، ح 28، و72/132، ح

35، ونور الثقلين: 2/366، ح 127، ووسائل الشيعة: 15/273، ح 20495، قطعة منه، والوافي: 4/471، ح 2374.

وعنه وعن العيّاشيّ، ومجمع البيان، تفسير الصافي: 2/449، س 18.

تفسير العيّاشيّ: 2/150، ح 37، وفيه: عن أبي بصير، عن أبي الحسن عليه السلام، وح 38، بتفاوت يسير فيهما. عنه البحار: 11/338، ح 71 و72، والبرهان: 2/223، ح 25 و26، ونور الثقلين: 2/365، ح 123و 124.

مجمع البيان: 3/165، س 1، وفيه: وفي كتاب النبوّة مسندا إلي أبي بصير، عن أبي الحسن عليّ بن موسي بن جعفر عليهم السلام، بتفاوت يسير.

قطعة منه في ما رواه عليه السلام من الأحاديث القدسيّة، و(ما رواه عن نوح عليهماالسلام).

[75] الكافي: 4/212، ح 1.

عنه وسائل الشيعة: 13/300، ح 17795، والبحار: 11/340، ح 79، والوافي: 12/159،

ح 11700، ونور الثقلين: 2/366، ح 130، والبرهان: 2/217، 6.

[76] دلائل الإمامة: 328، ح 285.

يأتي الحديث بتمامه في ج 7 رقم 3885.

[77] الكافي: 4/149، ح 2.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 865.

[78] العمدة: 417، ح 625.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2933.

[79] علل الشرائع: ب 177/437، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2796.

[80] قرب الإسناد: 317، ح 1228.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3379.

[81] معاني الأخبار: 284، ح 2.

عنه البحار: 13/443، ح 8، والرهان: 1/236، ح 9.

قصص الأنبياء للسيّد الجزائريّ: 333، س 12.

[82] الكافي: 1/478، ح 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3390.

[83] في المصدر: «إلاّ أعطيه»، وما أثبتناه عن البحار.

أعطَبَه: أهلكه. المعجم الوسيط: 607.

[84] لعلّ: حرفٌ من نواسخ الابتداء، وفيها لغات من أشهرها: عَلّ، بحذف لامها الأولي. المعجم الوسيط: 828، لعلّ.

[85] أدْلي فلانٌ بحجّته: أحضرها واحتجّ بها، أو أثبتها فوَصَل بها إلي دعواه. المعجم الوسيط:

295.

[86] علل الشرائع: ب 65/76، ح 5. عنه البحار: 12/345، ح 5.

قطعة منه في ما رواه من الأحاديث القدسيّة و(ما رواه عن أيّوب عليهماالسلام).

[87] أظلّ الشيء فلانا: غشيه، دنا منه وأقبل عليه. المعجم الوسيط: 576.

[88] علل الشرائع: ب 66/77، ح 2.

[89] الخصال: 385، ح 67.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3209.

[90] المحاسن: 193، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 854.

[91] الكافي: 8/206، ح 344.

عنه الوافي: 5/1002، ح 3471، والبحار: 61/260، ح 9.

[92] المحاسن: 193، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 854.

[93] مسائل عليّ بن جعفر: 144، ح 172.

عنه البحار: 10/266، س 1، ضمن ح 1.

[94] جَشَبَ جَشْبا الطعام: كان بلا إدام، فهو جَشْبٌ. المعجم الوسيط: 123، جشب.

[95] الأعراف: 7/32.

[96] الكافي: 6/453، ح 5. عنه وسائل الشيعة: 5/18، ح 5773، والبحار: 12/297، ح 83،

قطعة منه، ونور الثقلين: 2/21، ح 76، والبرهان: 2/11، ح 5.

تفسير العيّاشيّ: 2/15، ح 33، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. عنه البحار: 76/305، ح 19، والمستدرك الوسائل: 3/242، ح 3484، والبرهان: 2/13، ح 14.

قطعة منه في سورة الأعراف: 7/32.

[97] تفسير العيّاشيّ: 2/197، ح 84 .

عنه البحار: 12/319، ح 144، والبرهان: 2/272، ح 20، ونور الثقلين: 2/467، ح 204.

[98] فرج المهموم: 108، س 2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3386.

[99] أفحَمْتُ الخصمَ إفحاما: إذا أسكتَّه بالحجّة. المصباح المنير: 464.

[100] قال في البحار: «قوله: بموضع ذلك البئر، يظهر منه أنّهم كانوا دفنوا أموالهم في بئر، وسيظهر ممّا سننقل من رواية الثعلبيّ أنّ فيه تصحيفا».

[101] في المصدر: «أمياه»، وما أثبتناه موافق لما في كتب اللغة، لأنّ جمع الماء مياه أو (أمواه)، وربّما

قالوا: (أمواء). وفي البحار: «أنبياء»، بدل «أمياه».

[102] في البحار: «إرمينية».

إرمينيَة، بكسر أوّله ويُفتح، وسكون ثانيه، وكسر الميم، وياء ساكنة، وكسر النون، وياء خفيفة مفتوحة: اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال، والنسبة إليها أرمِنيّ، علي غير قياس. معجم البلدان: 1/159.

[103] صليب النصاري جمعه صُلْبان، وصُلُب. المصباح المنير: 345.

[104] نضَب الماءُ نُضوبا، من باب قعد: غار في الأرض. المصباح المنير: 609.

[105] التِبْر: ما كان من الذهب غير مضروب، فإن ضُرب دنانير فهو عَيْن، وقال ابن فارس: التِبر ما كان من الذهب والفضّة غير مصوغ، وقال الزجّاج: التِبر كلّ جوهر قبل استعماله، كالنُحاس والحديد وغيرهما. المصباح المنير: 72.

[106] قصص الأنبياء عليهم السلام: 96، ح 89.

عنه البحار: 11/387، ح 13، قطعة منه، و14/153، ح 4، أورده بتمامه، بتفاوت يسير.