بازگشت

(ج) ـ خاتم النبيّين صلي الله عليه و آله وسلم


الأوّل ـ الآيات التي أعطي اللّه نبيّنا صلي الله عليه و آله وسلم:

1 ـ الحميريّ رحمه الله: ... معمّر، عن الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر عليهم السلامقال:

كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسيّ ـ إذ دخل عليه نفر من

اليهود، فقالوا: أنت ابن محمّد، نبيّ هذه الأمّة، والحجّة علي أهل الأرض؟ قال لهم:

نعم ... .

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: أدن يا موسي! فدنوت، فمسح يده علي صدري، ثمّ قال:

اللّهمّ أيّده بنصرك، بحقّ محمّد وآله».

ثمّ قال: سلوه عمّا بدا لكم.

قالوا: وكيف نسأل طفلاً، لا يفقه؟

قلت: سلوني تفقّها، ودعوا العنت ... قالوا: صدقت، فما أعطي نبيّكم من الآيات

اللاتي نفت الشكّ، عن قلوب من أرسل إليه؟

قلت: آيات كثيرة، أعدّها إن شاء اللّه، فاسمعوا وعوا، وافقهوا.

أمّا أوّل ذلك: أنتم تقرّون أنّ الجنّ كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه، فمنعت في

أوان رسالته بالرجوم، وانقضاض النجوم، وبطلان الكهنة والسحرة.

ومن ذلك: كلام الذئب يخبر بنبوّته، واجتماع العدوّ والوليّ علي صدق لهجته،

وصدق أمانته، وعدم جهله أيّام طفوليّته، وحين أيفع وفتي وكهلاً، لا يعرف له

شكل، ولا يوازيه مثل.

ومن ذلك: أنّ سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة، وفد عليه وفد قريش، فيهم

عبد المطّلب، فسألهم عنه ووصف له صفته، فأقرّوا جميعا بأنّ هذا الصفة في

محمّد صلي الله عليه و آله وسلم، فقال: هذا أوان مبعثه، ومستقرّه أرض يثرب وموته بها.

ومن ذلك: أنّ أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلي بيت اللّه الحرام ليهدمه، قبل مبعثه،

فقال عبد المطّلب: إنّ لهذا البيت ربّا يمنعه، ثمّ جمع أهل مكّة فدعا، وهذا بعد ما أخبره

سيف بن ذي يزن، فأرسل اللّه تبارك وتعالي عليهم طيرا أبابيل، ودفعهم عن مكّة

وأهلها.

ومن ذلك: أنّ أبا جهل عمرو بن هشام المخزوميّ، أتاه ـ وهو نائم خلف جدار ـ

ومعه حجر يريد أن يرميه به، فالتصق بكفّه.

ومن ذلك: أنّ أعرابيّا باع ذودا له من أبي جهل، فمطله بحقّه، فأتي قريشا وقال:

أعدّوني علي أبي الحكم، فقد لوي حقّي، فأشاروا إلي محمّد صلي الله عليه و آله وسلم، وهو يصلّي في

الكعبة، فقالوا: ائت هذا الرجل فاستعدّه عليه، وهم يهزؤون بالأعرابيّ، فأتاه فقال

له: يا عبد اللّه أعدّني علي عمرو بن هشام، فقد منعني حقّي.

قال: نعم، فانطلق معه فدقّ علي أبي جهل بابه، فخرج إليه متغيّرا، فقال له: ما

حاجتك؟

قال: أعط الأعرابيّ حقّه، قال: نعم.

وجاء الأعرابيّ إلي قريش فقال: جزاكم اللّه خيرا، انطلق معي الرجل الذي

دللتموني عليه، فأخذ حقّي.

فجاء أبو جهل، فقالوا: أعطيت الأعرابيّ حقّه؟ قال: نعم.

قالوا: إنّما أردنا أن نغريك بمحمّد، ونهزأ بالأعرابيّ.

قال: يا هؤلاء! دقّ بابي، فخرجت إليه، فقال: أعط الأعرابيّ حقّه، وفوقه مثل

الفحل فاتحا فاه، كأنّه يريدني، فقال: أعطه حقّه.

فلو قلت: لا، لابتلع رأسي، فأعطيته.

ومن ذلك: أنّ قريشا أرسلت النضر بن الحارث، وعلقمة بن أبي معيط بيثرب

إلي اليهود، وقالوا لهما: إذا قدمتها عليهم فسائلوهم عنه، وهما قد سألوهم عنه،

فقالوا: صفوا لنا صفته؟

فوصفوه، وقالوا: من تبعه منكم؟

قالوا: سفلتنا، فصاح حبر منهم، فقال: هذا النبيّ الذي نجد نعته في التوراة، ونجد

قومه أشدّ الناس عداوة له.

ومن ذلك: أنّ قريشا أرسلت سراقة بن جعشم حتّي خرج إلي المدينة في طلبه،

فلحق به فقال صاحبه: هذا سراقة، يا نبيّ اللّه!

فقال: «اللّهمّ اكفنيه»، فساخت قوائم ظهره، فناداه: يا محمّد! خلّ عنّي بموثق

أعطيكه أن لا أناصح غيرك، وكلّ من عاداك لا أصالح.

فقال النبيّ عليه السلام: «اللّهمّ إن كان صادق المقال فأطلق فرسه».

فانطلق، فوفي وما انثني بعد ذلك.

ومن ذلك: أنّ عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أتيا النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم، فقال عامر

لأربد: إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك فأعله بالسيف، فلمّا دخلا عليه، قال عامر: يا

محمّد! حال.

قال: لا، حتّي تقول: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّي رسول اللّه. وهو ينظر إلي أربد،

وأربد لا يحير شيئا.

فلمّا طال ذلك نهض وخرج وقال لأربد: ما كان أحد علي وجه الأرض أخوف

علي نفسي فتكا منك، ولعمري لا أخافك بعد اليوم، فقال له أربد: لا تعجل، فإنّي ما

هممت بما أمرتني به إلاّ ودخلت الرجال بيني وبينك، حتّي ما أبصر غيرك،

فأضربك؟!

ومن ذلك: أنّ أربد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا علي أن يسألاه عن

الغيوب فدخلا عليه، فأقبل النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم علي أربد فقال: يا أربد! أتذكر ما جئت له

يوم كذا ومعك عامر بن الطفيل؟

فأخبره بما كان فيهما، فقال أربد: واللّه ما حضرني وعامرا، وما أخبرك بهذا إلاّ

ملك من السماء، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له وأنّك رسول اللّه.

ومن ذلك: أنّ نفرا من اليهود أتوه، فقالوا لأبي الحسن جدّي: استأذن لنا علي بن

عمّك نسأله، فدخل عليّ عليه السلام، فأعلمه، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم: وما يريدون منّي؟ فإنّي

عبد من عبيد اللّه، لا أعلم إلاّ ما علّمني ربّي، ثمّ قال: ائذن لهم، فدخلوا عليه فقال:

أتسألوني عمّا جئتم له، أم أنبّئكم؟

قالوا: نبّئنا.

قال: جئتم تسألوني عن ذي القرنين.

قالوا: نعم، قال: كان غلاما من أهل الروم ثمّ ملك، وأتي مطلع الشمس ومغربها،

ثمّ بني السدّ فيها، قالوا: نشهد أنّ هذا كذا.

ومن ذلك: أنّ وابصة بن معبد الأسديّ أتاه فقال: لا أدع من البرّ والإثم شيئا إلاّ

سألته عنه، فلمّا أتاه، قال له بعض أصحابه: إليك يا وابصة! عن رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم،

فقال النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم: ادنه يا وابصة! فدنوت.

فقال: أتسأل عمّا جئت له، أو أخبرك؟

قال: أخبرني، قال: جئت تسأل عن البرّ والإثم.

قال: نعم، فضرب بيده علي صدره ثمّ قال: يا وابصة! البرّ ما اطمأنّ به الصدر،

والإثم ما تردّد في الصدر، وجال في القلب وإن أفتاك الناس وأفتوك.

ومن ذلك: أنّه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه، فلمّا أدركوا حاجتهم عنده

قال: ائتوني بتمر أهلكم ممّا معكم، فأتاه كلّ رجل منهم بنوع منه، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم:

هذا يسمّي كذا، وهذا يسمّي كذا، فقالوا: أنت أعلم بتمر أرضنا، فوصف لهم

أرضهم، فقالوا: أدخلتها؟

قال: لا، ولكن فصح لي، فنظرت إليها.

فقام رجل منهم فقال: يا رسول اللّه! هذا خالي وبه خبل، فأخذ بردائه ثمّ قال:

أخرج عدوّ اللّه ـ ثلاثا ـ، ثمّ أرسله فبرأ.

وأتوه بشاة هرمة، فأخذ أحد أذنيها بين أصابعه، فصار ميسما، ثمّ قال: خذوها،

فإنّ هذا السمة في آذان ما تلد إلي يوم القيامة، فهي توالد وتلك في آذآنها معروفة

غير مجهولة.

ومن ذلك: أنّه كان في سفر، فمرّ علي بعير قد أعيي، وقام منزلاً علي أصحابه،

فدعا بماء فتمضمض منه في إناء، وتوضّأ وقال: افتح فاه، فصبّ في فيه، فمرّ ذلك الماء

علي رأسه وحاركه[107]، ثمّ قال:

«اللّهم احمل خلاّدا وعامرا ورفيقيهما» ـ وهما صاحبا الجمل ـ فركبوه وإنّه

ليهتزّ بهم أمام الخيل.

ومن ذلك: أنّ ناقة لبعض أصحابه ضلّت في سفر كانت فيه، فقال صاحبها: لوكان

نبيّا لعلم أمر الناقة. فبلغ ذلك النبيّ عليه السلام فقال: الغيب لا يعلمه إلاّ اللّه، انطلق يا

فلان! فإنّ ناقتك بموضع كذا وكذا، قد تعلّق زمامها بشجرة، فوجدها كما قال.

ومن ذلك: أنّه مرّ علي بعير ساقط فتبصبص له، فقال: إنّه ليشكو شرّ ولاية أهله

له، يسأله أن يخرج عنهم، فسأل عن صاحبه فأتاه، فقال: بعه وأخرجه عنك، فأناخ

البعير يرغو ثمّ نهض، وتبع النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم فقال: يسألني أن أتولّي أمره، فباعه من

عليّ عليه السلام، فلم يزل عنده إلي أيّام صفّين.

ومن ذلك: أنّه كان في مسجده، إذ أقبل جمل نادّ حتّي وضع رأسه في حجره، ثمّ

خرخر، فقال النبيّ عليه السلام: يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة علي ابنه،

فجاء يستغيث.

فقال رجل: يا رسول اللّه! هذا لفلان، وقد أراد به ذلك. فأرسل إليه وسأله أن

لا ينحره، ففعل.

ومن ذلك: أنّه دعا علي مضر فقال: «اللّهمّ اشدد وطأتك علي مضر، واجعلها

عليهم كسنين يوسف». فأصابهم سنون، فأتاه رجل فقال: فو اللّه! ما أتيتك حتّي

لا يخطر لنا فحل، ولا يتردّد منّا رائح.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: «اللّهمّ دعوتك فأجبتني، وسألتك فأعطيتني،

اللّهمّ فاسقنا غيثا مغيثا مريئا سريعا طبقا سجالاً عاجلاً غير ذائب نافعا غير

ضارّ»، فما قام حتّي ملأ كلّ شيء ودام عليهم جمعة، فأتوه فقالوا: يا رسول اللّه!

انقطعت سبلنا وأسواقنا، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم: «حوالينا ولا علينا» فانجابت السحابة

عن المدينة، وصار فيما حولها، وأمطروا شهرا.

ومن ذلك: أنّه توجّه إلي الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش، فلمّا كان بحيال

بحيراء الراهب نزلوا بفناء ديره، وكان عالما بالكتب، وقد كان قرأ في التوراة مرور

النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم به، وعرف أوان ذلك، فأمر فدعي إلي طعامه، فأقبل يطلب الصفة في

القوم فلم يجدها، فقال: هل بقي في رحالكم أحد؟

فقالوا: غلام يتيم، فقام بحيراء الراهب فأطلع، فإذا هو برسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمنائم،

وقد أظلّته سحابة، فقال للقوم: ادعوا هذا اليتيم، ففعلوا، وبحيراء مشرف عليه، وهو

يسير والسحابة قد أظلّته، فأخبر القوم بشأنه، وأنّه سيبعث فيهم رسولاً، ويكون من

حاله وأمره.

فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلّونه، فلمّا قدموا أخبروا قريشا بذلك، وكان عند

خديجة بنت خويلد، فرغبت في تزويجه، وهي سيّدة نساء قريش، وقد خطبها كلّ

صنديد ورئيس قد أبتهم، فزوّجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء.

ومن ذلك: أنّه كان بمكّة أيّام ألبّ عليه قومه وعشائره، فأمر عليّا أن يأمر خديجة

أن تتّخذ له طعاما ففعلت، ثمّ أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطّلب، فدعا

أربعين رجلاً فقال: [ هات] لهم طعاما يا عليّ! فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة

والأربعة، فقدّمه إليهم، وقال: كلوا وسمّوا، فسمّي ولم يسمّ القوم، فأكلوا، وصدروا شبعي.

فقال أبو جهل: جاد ما سحركم محمّد، يطعم من طعام ثلاث رجال أربعين رجلاً،

هذا واللّه! هو السحر الذي لا بعده.

فقال عليّ عليه السلام: ثمّ أمرني بعد أيّام فاتّخذت له مثله، ودعوتهم بأعيانهم، فطعموا

وصدروا.

ومن ذلك: أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: دخلت السوق، فابتعت لحما بدرهم،

وذرّة بدرهم، فأتيت به فاطمة عليهاالسلام حتّي إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت: لو

دعوت أبي، فأتيته وهو مضطجع، وهو يقول: «أعوذ باللّه من الجوع ضجيعا».

فقلت له: يا رسول اللّه! إنّ عندنا طعاما، فقام واتّكأ عليّ، ومضينا نحو

فاطمة عليهاالسلام، فلمّا دخلنا قال: هلمّ طعامك يا فاطمة! فقدمت إليه البرمة والقرص،

فغطّي القرص، وقال: «اللّهمّ بارك لنا في طعامنا».

ثمّ قال: اغرفي لعائشة، فغرفت، ثمّ قال: اغرفي لأُمّ سلمة، فغرفت، فما زالت

تغرف حتّي وجّهت إلي نسائه التسع قرصة قرصة، ومرقا.

ثمّ قال: اغرفي لأبيك وبعلك، ثمّ قال: اغرفي وكلي واهدي لجاراتك، ففعلت، وبقي

عندهم أيّاما يأكلون.

ومن ذلك: أنّ امرأة عبد اللّه بن مسلم أتته بشاة مسمومة، ومع النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم بشر

ابن البراء بن عازب، فتناول النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم الذراع، وتناول بشر الكراع، فأمّا

النبيّ عليه السلام فلاكها ولفظها، وقال: إنّها لتخبرني أنّها مسمومة، وأمّا بشر فلاك المضغة،

وابتلعها فمات، فأرسل إليها فأقرّت، وقال: ما حملك علي ما فعلت؟

قالت: قتلت زوجي وأشراف قومي، فقلت: إن كان ملكا قتلته، وإن كان نبيّا

فسيطلعه اللّه تبارك وتعالي علي ذلك.

ومن ذلك: أنّ جابر بن عبد اللّه الأنصاريّ قال: رأيت الناس يوم الخندق

يحفرون وهم خماص، ورأيت النبيّ عليه السلام يحفر وبطنه خميص، فأتيت أهلي فأخبرتها

فقالت: ما عندنا إلاّ هذه الشاة، ومحرز من ذرّة.

قال: فاخبزي وذبح الشاة، وطبخوا شقّها، وشووا الباقي، حتّي إذا أدرك، أتي

النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم فقال: يا رسول اللّه! اتّخذت طعاما فائتني أنت ومن أحببت، فشبك

أصابعه في يده، ثمّ نادي: ألا إنّ جابرا يدعوكم إلي طعامه.

فأتي أهله مذعورا خجلاً، فقال لها: هي الفضيحة، قد حفل بهم أجمعين. فقالت:

أنت دعوتهم، أم هو؟

قال: هو، قالت: فهو أعلم بهم، فلمّا رآنا أمر بالأنطاع، فبسطت علي الشوارع،

وأمره أن يجمع التواري ـ يعني قصاعا كانت من خشب ـ والجفان، ثمّ قال: ما

عندكم من الطعام؟ فأعلمته، فقال: غطّوا السدانة، والبرمة، والتنّور، واغرفوا

وأخرجوا الخبز واللحم، وغطّوا فما زالوا يغرفون، وينقلون، ولا يرونه ينقص شيئا

حتّي شبع القوم، وهم ثلاثة آلاف، ثمّ أكل جابر وأهله، وأهدوا، وبقي عندهم أيّاما.

ومن ذلك: أنّ سعد بن عبادة الأنصاريّ أتاه عشيّة، وهو صائم فدعاه إلي

طعامه، ودعا معه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فلمّا أكلوا قال النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم: نبيّ ووصيّ،

يا سعد! أكل طعامك الأبرار، وأفطر عندك الصائمون، وصلّت عليكم الملائكة، فحمله سعد

علي حمار قطوف، وألقي عليه قطيفة، فرجع الحمار، وإنّه لهملاج ما يساير.

ومن ذلك: أنّه أقبل من الحديبيّة، وفي الطريق ماء يخرج من وشل بقدر ما يروي

الراكب والراكبين، فقال: من سبقنا إلي الماء فلا يستقين منه.

فلمّا انتهي إليه دعا بقدح فتمضمض فيه، ثمّ صبّه في الماء، ففاض الماء، فشربوا،

وملؤوا أدواتهم ومياضيهم، وتوضّؤوا.

فقال النبيّ عليه السلام: لئن بقيتم، أو بقي منكم، ليتّسعنّ بهذا الوادي بسقي ما بين يديه

من كثرة مائه، فوجدوا ذلك كما قال.

ومن ذلك: إخباره صلي الله عليه و آله وسلم عن الغيوب، وما كان وما يكون، فوجد ذلك موافقا

لما يقول.

ومن ذلك: أنّه أخبر صبيحة الليلة التي أسري به، بما رأي في سفره، فأنكر ذلك

بعض وصدّقه بعض، فأخبرهم بما رأي من المارّة، والممتارة، وهيآتهم، ومنازلهم،

وما معهم من الأمتعة، وأنّه رأي عيرا أمامها بعير أورق، وأنّه يطلع يوم كذا من

العقبة مع طلوع الشمس، فغدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقّته لهم.

فلمّا كانوا هناك طلعت الشمس، فقال بعضهم: كذب الساحر، وأبصر آخرون

بالعير قد أقبلت يقدمها الأورق، فقالوا: صدق، هذه نعم قد أقبلت.

ومن ذلك: أنّه أقبل من تبوك فجهدوا عطشا، وبادر الناس إليه يقولون: الماء

الماء، يا رسول اللّه! فقال لأبي هريرة: هل معك من الماء شيء؟

قال: كقدر قدح في ميضاتي.

قال: هلمّ ميضاتك، فصبّ ما فيه في قدح، ودعا وأوعاه وقال: ناد: من أراد

الماء، فأقبلوا يقولون: الماء يا رسول اللّه! فما زال يسكب، وأبو هريرة يسقي حتّي

روي القوم أجمعون، وملؤوا ما معهم، ثمّ قال لأبي هريرة: اشرب، فقال: بل آخركم

شربا، فشرب رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، وشرب.

ومن ذلك: أنّ أخت عبد اللّه بن رواحة الأنصاريّ مرّت به أيّام حفرهم الخندق،

فقال لها: إلي أين تريدين؟

قالت: إلي عبد اللّه بهذه التمرات، فقال: هاتيهنّ. فنثرت في كفّه، ثمّ دعا بالأنطاع،

وفرّقها عليها، وغطّاها بالأزر، وقام وصلّي، ففاض التمر علي الأنطاع، ثمّ نادي:

هلمّوا وكلوا، فأكلوا وشبعوا، وحملوا معهم، ودفع ما بقي إليها.

ومن ذلك: أنّه كان في سفر فأجهدوا جوعا، فقال: من كان معه زاد فليأتنا به،

فأتاه نفر منهم بمقدار صاع، فدعا بالأزر والأنطاع، ثمّ صفّف التمر عليها، ودعا ربّه،

فأكثر اللّه ذلك التمر حتّي كان أزوادهم إلي المدينة.

ومن ذلك: أنّه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قوم، فقالوا: يا رسول اللّه! إنّ لنا بئرا

إذا كان القيظ اجتمعنا عليها، وإذا كان الشتاء تفرّقنا علي مياه حولنا، وقد صار من

حولنا عدوّا لنا، فادع اللّه في بئرنا، فتفل صلي الله عليه و آله وسلم في بئرهم، ففاضت المياه المغيبة،

فكانوا لا يقدرون أن ينظروا إلي قعرها ـ بعدُ ـ من كثرة مائها.

فبلغ ذلك مسيلمة الكذّاب، فحاول ذلك في قليب قليل ماؤه، فتفل الأنكد في

القليب، فغار ماؤه، وصار كالجبوب.

ومن ذلك: أنّ سراقة بن جعشم حين وجّهه قريش في طلبه، ناوله نبلاً من كنانته،

وقال له: ستمرّ برعاتي فإذا وصلت إليهم فهذا علامتي، أطعم عندهم واشرب، فلمّا

انتهي إليهم، أتوه بعنز حائل، فمسح صلي الله عليه و آله وسلم ضرعها فصارت حاملاً، ودرّت حتّي

ملؤوا الإناء، وارتوا ارتواءا.

ومن ذلك: أنّه نزل بأمّ شريك فأتته بعكّة فيها سمن يسير، فأكل هو وأصحابه، ثمّ

دعا لها بالبركة، فلم تزل العكّة تصبّ سمنا أيّام حياتها.

ومن ذلك: أنّ أُمّ جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة (تبّت)، ومع

النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم أبو بكر بن أبي قحافة، فقال: يا رسول اللّه! هذه أُمّ جميل، محفظة ـ أي

مغضبة ـ تريدك، ومعها حجر تريد أن ترميك به.

فقال: إنّها لا تراني. فقالت لأبي بكر: أين صاحبك؟

قال: حيث شاء اللّه، قالت: لقد جئته، ولو أراه لرميته، فإنّه هجاني، واللات

والعزّي! إنّي لشاعرة، فقال أبو بكر: يا رسول اللّه! لم ترك؟

قال: لا، ضرب اللّه بيني وبينها حجابا.

ومن ذلك: كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين، مع ما أعطي من الخلال التي إن

ذكرناها لطالت ... [108].

الثاني ـ أنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم هو المراد من قوله تعال: «فَضْلُ اللَّهِ»

1 ـ العيّاشيّ رحمه الله: عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله: « وَلَوْلاَ

فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ »؟

قال عليه السلام: الفضل رسول اللّه عليه وآله السلام ورحمته أمير المؤمنين عليه السلام ... [109].

الثالث ـ أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم هو المراد من قوله: «وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ »:

1 ـ العيّاشيّ رحمه الله: عن سماعة، قال: قال أبو الحسن عليه السلام:« وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَـكَ سَبْعًا

مِّنَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ ».

قال: لم يعط الأنبياء إلاّ محمّدا صلي الله عليه و آله وسلم، ... والقرآن العظيم محمّد عليه وآله

السلام[110].

الرابع ـ أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم هو المراد من قوله: « وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ »:

1 ـ العيّاشيّ رحمه الله: عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام في قول اللّه

(تعالي): « وَ عَلَـمَـتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ »، قال عليه السلام: نحن العلامات، والنجم

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم[111].

الخامس ـ إلقاؤه صلي الله عليه و آله وسلم كلّ ما يكون في السنة إلي عليّ وهو إلي من بعده

من الأئمّة عليهم السلام:

1 ـ عليّ بن إبراهيم القمّيّ رحمه الله: ... « فِيهَا يُفْرَقُ » في ليلة القدر « كُلُّ أَمْرٍ

حَكِيمٍ »، أي يقدّر اللّه كلّ أمر من الحقّ ومن الباطل، وما يكون في تلك السنة، وله

فيه البداء والمشيّة، يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء، من الآجال والأرزاق والبلايا

والأعراض والأمراض، ويزيد فيها ما يشاء، وينقص ما يشاء.

ويلقيه رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم إلي أمير المؤمنين عليه السلام، ويلقيه أمير المؤمنين عليه السلامإلي

الأئمّة عليهم السلام حتّي ينتهي ذلك إلي صاحب الزمان عليه السلام، ويشترط له ما فيه البداء

والمشيّة والتقديم والتأخير.

قال: حدّثني بذلك أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبد اللّه بن مسكان، عن

أبي جعفر، وأبي عبد اللّه، وأبي الحسن عليهم السلام[112].

السادس ـ أنّ « ن وَ الْقَلَمِ » اسمان لرسول اللّه وأمير المؤمنين عليهماالسلام:

1 ـ السيّد شرف الدين الأستراباديّ رحمه الله: ... محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن

موسي عليه السلام، قال: سألته عن قول اللّه عزّ وجلّ: « ن * وَ الْقَلَمِ وَ مَا يَسْطُرُونَ »؟

فالنون اسم لرسول اللّه، والقلم اسم لأميرالمؤمنين ـ صلوات اللّه عليهما وعلي

ذرّيّتهما ـ [113].

السابع ـ البشارة به صلي الله عليه و آله وسلم قبل ولادته:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... الحسن بن راشد، قال:

سمعت أبا إبراهيم عليه السلام، يقول: لمّا احتفر عبد المطّلب زمزم ... فوجد في قعرها

عينا تخرج عليه برائحة المسك، ثمّ احتفر فلم يحفر إلاّ ذراعا حتّي تجّلاه النوم.

فرأي رجلاً طويل الباع، حسن الشعر، جميل الوجه، جيّد الثوب، طيّب الرائحة،

وهو يقول: احفر تغنم، وجدّ تسلم، ولا تدّخرها للمقسم، الأسياف لغيرك، والبئر

لك.

أنت أعظم العرب قدرا، ومنك يخرج نبيّها ووليّها، والأسباط النجباء الحكماء

العلماء البصراء، والسيوف لهم وليسوا اليوم منك ولا لك، ولكن في القرن الثاني

منك.

بهم ينير اللّه الأرض، ويخرج الشياطين من أقطارها، ويذلّها في عزّها، ويهلكها

بعد قوّتها، ويذلّ الأوثان ... [114].

الثامن ـ يوم مولده صلي الله عليه و آله وسلم ووفاته:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عليّ بن جعفر، قال: جاء رجل إلي أخي موسي بن

جعفر عليهماالسلام، فقال له: جعلت فداك! إنّي أريد الخروج فادع لي.

فقال عليه السلام: ومتي تخرج؟

قال: يوم الاثنين، فقال عليه السلام له: ولم تخرج يوم الاثنين؟

قال: أطلب فيه البركة، لأنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ولد يوم الاثنين.

فقال عليه السلام: كذبوا، ولد رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم يوم الجمعة، وما من يوم أعظم شؤما

من يوم الاثنين، يوم مات فيه رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، وانقطع فيه وحي السماء ... [115].

التاسع ـ مبعث النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم

(866) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن

زياد، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام، قال: بعث اللّه عزّ وجلّ

محمّدا صلي الله عليه و آله وسلم رحمة للعالمين في سبع وعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كتب

اللّه له صيام ستّين شهرا.

وفي خمسة وعشرين من ذي القعدة وضع البيت، وهو أوّل رحمة وضعت علي

وجه الأرض، فجعله اللّه عزّ وجلّ مثابة للناس وأمنا، فمن صام ذلك اليوم كتب اللّه

له صيام ستّين شهرا.

وفي أوّل يوم من ذي الحجّة ولد إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، فمن صام ذلك اليوم

كتب اللّه له صيام ستّين شهرا[116].

العاشر ـ إنّه صلي الله عليه و آله وسلم وارث النبيّين:

(867) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن أبي زاهر

أو غيره، عن محمّد بن حمّاد، عن أخيه أحمد بن حمّاد، عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي

الحسن الأوّل عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك! أخبرني عن النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم، ورث

النبيّين كلّهم؟

قال: نعم، قلت: من لدن آدم حتّي انتهي إلي نفسه؟

قال: ما بعث اللّه نبيّا إلاّ ومحمّد صلي الله عليه و آله وسلم أعلم منه.

قال: قلت: إنّ عيسي بن مريم كان يحيي الموتي بإذن اللّه.

قال: صدقت، وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير، وكان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم

يقدر علي هذه المنازل.

قال: فقال: إنّ سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشكّ في أمره، فقال: « مَا

لِيَ لاَ أَرَي الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآلـءِبِينَ »[117] حين فقده، فغضب عليه فقال:

« لَأُعَذِّبَنَّهُو عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَاْذْبَحَنَّهُو أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَـنٍ مُّبِينٍ »[118].

وإنّما غضب لأنّه كان يدلّه علي الماء، فهذا - وهو طائر - قد أعطي ما لم يعط

سليمان، وقد كانت الريح والنمل والإنس والجنّ والشياطين و المردة له طائعين، ولم

يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه، وإنّ اللّه يقول في كتابه: « وَ لَوْ أَنَّ

قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَي »[119].

وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسيّر به الجبال، وتقطّع به البلدان، وتحيي

به الموتي، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وإنّ في كتاب اللّه لآيات ما يراد بها أمر إلاّ

أن يأذن اللّه به مع ما قد يأذن اللّه ممّا كتبه الماضون، جعله اللّه لنا في أُمّ الكتاب، إنّ

اللّه يقول: « وَ مَا مِنْ غَآلـءِبَةٍ فِي السَّمَآءِ وَ الْأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَـبٍ مُّبِينٍ »[120] ثمّ قال:

« ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـبَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا »[121]، فنحن الذين اصطفانا اللّه

عزّ وجلّ وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شيء[122].

الحادي عشر ـ إنّه صلي الله عليه و آله وسلم رأي ربّه بقلبه:

(868) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ما حدّثنا به محمّد بن الحسن بن أحمد بن

الوليد رحمه الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن

أبي الخطّاب، عن محمّد بن الفضيل، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام هل رأي رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلمربّه عزّ وجلّ؟

فقال: نعم، بقلبه رآه، أما سمعت اللّه عزّ وجلّ يقول: « مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا

رَأَي »[123] أي لم يره بالبصر، ولكن رآه بالفؤاد[124].

(869) 2 ـ أبو منصور الطبرسيّ رحمه الله: عن يعقوب بن جعفر الجعفريّ، قال: سأل

رجل يقال له: ـ عبدالغفّار السلميّ ـ أبا إبراهيم موسي بن جعفر عليه السلام، عن قول اللّه

تعالي: « ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّي * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَي »[125]، قال: أري هاهنا

خروجا من حجب وتدلّيا إلي الأرض، وأري محمّدا صلي الله عليه و آله وسلم، رأي ربّه بقلبه، ونسب

إلي بصره، فكيف هذا؟

فقال أبو إبراهيم عليه السلام: دني فتدلّي، فإنّه لم يزل عن موضع، ولم يتدلّ ببدن.

فقال عبد الغفّار: أصفه بما وصف به نفسه حيث قال: دني فتدلّي، فلم يتدلّ عن

مجلسه إلاّ وقد زال عنه، ولولا ذلك لم يصف بذلك نفسه.

فقال أبو إبراهيم عليه السلام: إنّ هذه لغة في قريش إذا أراد رجل منهم أن يقول: قد

سمعت، يقول: قد تدلّيت، وإنّما التدلّي: الفهم[126].

الثاني عشر ـ سيرته صلي الله عليه و آله وسلم في شهر رمضان:

(870) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: عليّ بن حاتم، عن أحمد بن عليّ، قال: حدّثني

محمّد بن أبي الصُهْبان، عن محمّد بن سليمان، قال: إنّ عدّة من أصحابنا اجتمعوا علي

هذا الحديث منهم يونس بن عبد الرحمن، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد

اللّه عليه السلام، وصباح الحذّاء، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليه السلام، وسَماعة بن

مهران، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال محمّد بن سليمان: وسألت الرضا عليه السلام عن هذا

الحديث، فأخبرني به.

وقال هؤلاء جميعا: سألنا عن الصلاة في شهر رمضان، كيف هي؟ وكيف فعل

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم؟

فقالوا جميعا: إنّه لمّا دخلت أوّل ليلة من شهر رمضان صلّي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم

المغرب، ثمّ صلّي أربع ركعات التي كان يصلّيهنّ بعد المغرب في كلّ ليلة، ثمّ صلّي ثماني

ركعات، فلمّا صلّي العشاء الآخرة، وصلّي الركعتين اللتين كان يصلّيهما بعد العشاء

الآخرة، وهو جالس في كلّ ليلة قام فصلّي اثنتي عشرة ركعة، ثمّ دخل بيته، فلمّا

رأي ذلك الناس، ونظروا إلي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم وقد زاد في الصلاة حين دخل شهر

رمضان سألوه عن ذلك؟

فأخبرهم أنّ هذه الصلاة صلّيتها لفضل شهر رمضان علي الشهور، فلمّا كان من

الليل قام يصلّي، فاصطفّ الناس خلفه، فانصرف إليهم فقال: أيّها الناس! إنّ هذه

الصلاة نافلة، ولن يجتمع للنافلة، وليصلّ كلّ رجل منكم وحده، وليقل ما علّمه اللّه

من كتابه، واعلموا أن لا جماعة في نافلة.

فافترق الناس فصلّي كلّ واحد منهم علي حياله لنفسه، فلمّا كان ليلة تسع عشرة

من شهر رمضان اغتسل حين غابت الشمس، وصلّي المغرب بغسل، فلمّا صلّي

المغرب وصلّي أربع ركعات التي كان يصلّيها فيما مضي في كلّ ليلة بعد المغرب دخل إلي بيته.

فلمّا أقام بلال لصلاة العشاء الآخرة خرج النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم فصلّي بالناس، فلمّا انفتل

صلّي الركعتين، وهو جالس كما كان يصلّي في كلّ ليلة، ثمّ قام فصلّي مائة ركعة يقرأ

في كلّ ركعة «فاتحة الكتاب»، و«قُلْ هُوَ اللّهُ أحَدٌ» عشر مرّات، فلمّا فرغ من

ذلك صلّي صلاته التي كان يصلّي كلّ ليلة في آخر الليل وأوتر.

فلمّا كان ليلة عشرين من شهر رمضان فعل كما كان يفعل قبل ذلك من الليالي في

شهر رمضان ثماني ركعات بعد المغرب واثنتي عشرة ركعة بعد العشاء الآخرة.

فلمّا كانت ليلة إحدي وعشرين اغتسل حين غابت الشمس، وصلّي فيها مثل ما

فعل في ليلة تسع عشرة، فلمّا كان في ليلة اثنتين وعشرين زاد في صلاته فصلّي ثماني

ركعات بعد المغرب واثنتين وعشرين ركعة بعد العشاء الآخرة، فلمّا كانت ليلة ثلاث

وعشرين اغتسل أيضا كما اغتسل في ليلة تسع عشرة، وكما اغتسل في ليلة إحدي

وعشرين، ثمّ فعل مثل ذلك.

قالوا: فسألوه عن صلاة الخمسين، ما حالها في شهر رمضان؟

فقال: كان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم يصلّي هذه الصلاة، ويصلّي صلاة الخمسين علي ما

كان يصلّي في غير شهر رمضان ولا ينقص منها شيئا[127].

الثالث عشر ـ غسله صلي الله عليه و آله وسلم ووضوؤه:

(871) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: بهذا الإسناد [عن أبي جعفر محمّد بن عليّ، عن

محمّد بن الحسن وأحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيي،] عن

محمّد بن أحمد بن يحيي، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن زُرْعة، عن سَماعة، قال: سألته

عن الذي يجزي من الماء للغسل؟

فقال: اغتسل رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم بصاع وتوضّأ بمدّ، وكان الصاع علي عهده خمسة

أرطال، وكان المدّ قدر رطل وثلاث أواق[128].

الرابع عشر ـ كيفيّة تعلّمه صلي الله عليه و آله وسلم الصلاة في المعراج:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا الحسن موسي بن

جعفر عليهماالسلام كيف صارت الصلاة ركعة وسجدتين؟

وكيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين؟

فقال عليه السلام: ... إنّ أوّل صلاة صلاّها رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم إنّما صلاّها في السماء بين

يدي اللّه تبارك وتعالي، قدّام عرشه جلّ جلاله، وذلك أنّه لمّا أسري به، وصار عند

عرشه تبارك وتعالي فتجلّي له عن وجهه حتّي رآه بعينه.

قال: يا محمّد! ادن من صاد، فاغسل مساجدك وطهّرها، وصلّ لربّك.

فدنا رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم إلي حيث أمره اللّه تبارك وتعالي، فتوضّأ فأسبغ

وضوءه، ثمّ استقبل الجبّار تبارك وتعالي قائما، فأمره بافتتاح الصلاة، ففعل.

فقال: يا محمّد! اقرأ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ

الْعَــلَمِينَ» إلي آخرها، ففعل ذلك، ثمّ أمره أن يقرأ نسبة ربّه تبارك وتعالي «بِسْمِ

اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ»، ثمّ أمسك عنه القول.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ»، فقال: قل: «لَمْ يَلِدْ

وَ لَمْ يُولَدْ * وَ لَمْ يَكُن لَّهُو كُفُوًا أَحَدُم»، فأمسك عنه القول.

فقال رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي، كذلك اللّه ربّي.

فلمّا قال ذلك، قال: اركع يا محمّد! لربّك، فركع رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، فقال له وهو

راكع، قل: «سبحان ربّي العظيم وبحمده»، ففعل ذلك ثلاثا.

ثمّ قال: ارفع رأسك يا محمّد! ففعل ذلك رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، فقام منتصبا بين يدي

اللّه عزّ وجلّ، فقال: اسجد يا محمّد! لربّك، فخرّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمساجدا، فقال:

قل: «سبحان ربّي الأعلي وبحمده»، ففعل ذلك رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمثلاثا.

فقال له: استو جالسا، يا محمّد! ففعل، فلمّا استوي جالسا ذكر جلال ربّه جلّ

جلاله، فخرّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ساجدا من تلقاء نفسه، لا لأمر أمره ربّه عزّ وجلّ،

فسبّح أيضا ثلاثا.

فقال: انتصب قائما، ففعل، فلم ير ما كان رأي من عظمة ربّه جلّ جلاله، فقال له:

اقرأ يا محمّد! وافعل كما فعلت في الركعة الأولي.

ففعل ذلك رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، ثمّ سجد سجدة واحدة، فلمّا رفع رأسه ذكر جلالة

ربّه تبارك وتعالي الثانية، فخرّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ساجدا من تلقاء نفسه، لا لأمر

أمره ربّه عزّ وجلّ، فسبّح أيضا.

ثمّ قال له: ارفع رأسك ثبّتك اللّه، واشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّدا رسول اللّه،

وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ اللّه يبعث من في القبور «اللّهمّ صلّ علي

محمّد وآل محمّد، وارحم محمّدا وآل محمّد، كما صلّيت وباركت وترحّمت

ومننت علي إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد.

اللّهمّ تقبّل شفاعته في أُمّته، وارفع درجته».

ففعل، فقال: سلّم يا محمّد! استقبل، فاستقبل رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ربّه تبارك

وتعالي، وتقدّس وجهه مطرقا.

فقال: السلام عليك.

فأجابه الجبّار جلّ جلاله. فقال: وعليك السلام يا محمّد! بنعمتي قوّيتك علي

طاعتي، وبعصمتي إيّاك اتّخذتك نبيّا وحبيبا ... [129].

الخامس عشر ـ أوّل صلاة صلاّها رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... إسحاق بن عمّار، قال: سألت أبا الحسن موسي بن

جعفر عليهماالسلام ... .

فقال عليه السلام: ... إنّ أوّل صلاة صلاّها رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم إنّما صلاّها في السماء بين

يدي اللّه تبارك وتعالي قدّام عرشه جلّ جلاله، وذلك أنّه لمّا أسري به، وصار عند

عرشه تبارك وتعالي فتجلّي له عن وجهه حتّي رآه بعينه ... [130].

السادس عشر ـ حجّ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... محمّد بن الفضيل، قال: ... أبو الحسن

موسي عليه السلام ... حجّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم فأحرم ولم يظلّل، ودخل البيت والخبا

واستظلّ بالمحمل والجدار، فعلنا كما فعل رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، فسكت[131].

السابع عشر ـ إنّه صلي الله عليه و آله وسلم جمع المغرب والعشاء بأذان واحد:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: ... عن سماعة، قال: سألته عن الجمع بين المغرب

والعشاء الأخرة يجمع، فقال: ... إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمجمعهما بأذان واحد وإقامتين،

كما جمع بين الظهر والعصر بعرفات[132].

الثامن عشر ـ كان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم يصوم يوم عاشوراء:

(872) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: عن عليّ بن حسن بن فضّال، عن يعقوب بن

يزيد، عن أبي همّام، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: صام رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلميوم

عاشوراء[133].

التاسع عشر ـ تسليمه صلي الله عليه و آله وسلم في الركعتين الأوّلتين:

(873) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد

البرقيّ، عن منصور بن العبّاس، عن عمرو بن سعيد، عن الحسن بن صدقة، قال:

قلت لأبي الحسن الأوّل عليه السلام: أسلَّم رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم في الركعتين الأوّلتين؟

فقال: نعم، قلت: وحاله حاله؟

قال: إنّما أراد اللّه عزّ وجلّ أن يفقّههم[134].

العشرون ـ صلاته صلي الله عليه و آله وسلم وركوعه يوم فتح مكّة:

(874) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسي،

عن يونس بن عبد الرحمن، عن معاوية بن وهب[135]، قال: لمّا كان يوم فتح مكّة

ضربت علي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم خيمة سوداء من شعر بالأبطح، ثمّ أفاض عليه الماء

من جفنة يري فيها أثر العجين، ثمّ تحرّي القبلة ضحي، فركع ثماني ركعات لم يركعها

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم قبل ذلك ولا بعد[136].

الحادي والعشرون ـ كيفيّة تختّم النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن محمّد بن أبي عمير، قال: قلت لأبي الحسن

موسي عليه السلام: أخبرني عن تختّم أمير المؤمنين عليه السلام بيمينه، لأيّ شيء كان؟

فقال: إنّما كان يتختّم بيمينه ... وقد كان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم يتختّم بيمينه، وهو

علامة لشيعتنا يعرفون به، وبالمحافظة علي أوقات الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومواساة

الإخوان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر[137].

الثاني والعشرون ـ كان لرسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم وبيص مسك:

(875) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

أبي عبد اللّه، عن نوح بن شعيب، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: كان

يري وبيص المسك في مفرق[138] رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم[139].

الثالث والعشرون ـ قَطعُ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم الحجب السبعة ليلة الإسراء:

(876) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: روي هِشام بن الحكم، عن أبي الحسن موسي بن

جعفر عليهماالسلام: لذلك علّة أخري، وهي أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم لمّا أسري به إلي السماء قطع سبع

حجب، فكبّر عند كلّ حجاب تكبيرة، فأوصله اللّه عزّ وجلّ بذلك إلي منتهي

الكرامة[140].

الرابع والعشرون ـ كيفيّة أكل النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم مع الضيف:

(877) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عن محمّد بن يحيي، عن سليمان بن

حفص، عن عليّ بن جعفر، عن أخيه موسي عليه السلام: أنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمكان إذا أتاه

الضيف أكل معه، ولم يرفع يده من الخوان حتّي يرفع الضيف (يده)[141].

الخامس والعشرون ـ كان يأكل النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم البطّيخ بالسكّر أو الرطب:

(878) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

أبي عبد اللّه، عن محمّد بن عيسي، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه الدهقان، عن درست،

عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام، قال: أكل النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم

البطّيخ بالسكّر، وأكل البطّيخ بالرطب[142].

السادس والعشرون ـ مشيه صلي الله عليه و آله وسلم تحت الظلال وهو محرم:

1 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: ... سأل محمّد بن الحسن أبا الحسن موسي عليه السلام ... أيجوز

للمحرم أن يظلّل عليه محمله؟

فقال له أبو الحسن موسي عليه السلام: أفتعجب من سنّة النبيّ صلي الله عليه و آله وسلموتستهزي ء بها، إنّ

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم كشف ظلاله في إحرامه ومشي تحت الظلال، وهو محرم ... [143].

(879) 1 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: وروي أبو زيد، قال: أخبرني عبد الحميد، قال:

سأل محمّد بن الحسن أبا الحسن موسي عليه السلام بمحضر من الرشيد و هم بمكّة، فقال له:

وإنّ أحكام اللّه يا محمّد! لا يقاس، فمن قاس بعضها علي بعض فقد ضلّ سواء السبيل.

فسكت محمّد بن الحسن لا يرجع جوابا[144].

السابع والعشرون ـ إرساله صلي الله عليه و آله وسلم العمامة من بين يديه ومن خلفه:

(880) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد،

عن أبي همّام، عن أبي الحسن عليه السلام، في قول اللّه عزّ وجلّ « مُسَوِّمِينَ »[145].

قال: العمائم، اعتمّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم فسدلها[146] من بين يديه ومن خلفه، واعتمّ

جبرئيل فسدلها من بين يديه ومن خلفه[147].

الثامن والعشرون ـ الأذان في عهد النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم:

(881) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن

الحسين، عن عليّ بن أسباط، عن عليّ بن جعفر، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام، عن

الأذان في المنارة، أسنّة هو؟

فقال: إنّما كان يؤذّن للنبيّ صلي الله عليه و آله وسلم في الأرض، ولم تكن يومئذ منارة[148].

التاسع والعشرون ـ كان النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم مستودع الوصايا:

(882) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن سعد بن عبد اللّه،

عن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن هلال، عن أُميّة بن عليّ القيسيّ، قال: حدّثني

درست بن أبي منصور: أنّه سأل أبا الحسن الأوّل عليه السلام: أ كان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم

محجوجا بأبي طالب؟

فقال: لا، ولكنّه كان مستودعا للوصايا، فدفعها إليه صلي الله عليه و آله وسلم.

قال: قلت: فدفع إليه الوصايا علي أ نّه محجوج به؟

فقال: لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصيّة.

قال: فقلت: فما كان حال أبي طالب؟

قال: أقرّ بالنبيّ وبما جاء به، ودفع إليه الوصايا، ومات من يومه[149].

الثلاثون ـ شفاعة النبي صلي الله عليه و آله وسلم وعليّ عليه السلام للفاجر المؤمن:

1 ـ زيد النرسي رحمه الله: ... محمّد بن أبي عمير، عن زيد، قال: قلت لأبي الحسن

موسي عليه السلام: الرجل من مواليكم، يكون عارفا، يشرب الخمر، ويرتكب الموبق من

الذنب، نتبرّأ منه؟

فقال: تبرّؤوا من فعله، ولا تتبرّؤوا منه، أحبّوه، وأبغضوا عمله ...

أنّه لا يخرج من الدنيا حتّي يصفّي من الذنوب، إمّا بمصيبة في مال، أو في نفس، أو

ولد، أو مرض، وأدني ما يصفّي به وليّنا أن يريه اللّه رؤيا مهوّلة، فيصبح حزينا لما

رأي، فيكون ذلك كفّارة له، أو خوفا يرد عليه من أهل دولة الباطل، أو يشدّد عليه

عند الموت فيلقي اللّه طاهرا من الذنوب، آمنا روعته بمحمّد صلي الله عليه و آله وسلموأمير

المؤمنين عليه السلام.

ثمّ يكون أمامه أحد الأمرين: رحمة اللّه الواسعة التي هي أوسع من ذنوب أهل

الأرض جميعا، وشفاعة محمّد صلي الله عليه و آله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام، إن أخطئته رحمة ربّه

أدركته شفاعة نبيّه، وأمير المؤمنين صلّي اللّه عليهما، فعندها تصيبه رحمة ربّه

الواسعة[150].

الحادي والثلاثون ـ عرض الأعمال علي النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم:

(883) 1 ـ الصفّار رحمه الله: حدّثنا محمّد بن عبد الحميد، عن المفضّل بن صالح، عن

زيد الشحّام، قال: سألته عن أعمال هذه الأُمّة؟

قال: ما من صباح يمضي إلاّ وهي تعرض علي نبيّ اللّه أعمال هذه الأُمّة[151].

(884) 2 ـ الصفّار رحمه الله: حدّثنا عبد اللّه بن جعفر، عن محمّد بن عيسي، عن محمّد

ابن الفضيل[152]، عن صاحبه، قال: إنّ أعمال هذه الأمّة تعرض علي

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم في كلّ خميس، أبرارها وفجّارها[153].

3 ـ الصفّار رحمه الله: ... عن أحمد بن عمير، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: ... إنّ أعمال

العباد تعرض علي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم كلّ صباح أبرارها، وفجّارها، فاحذروا[154].

الثاني والثلاثون ـ احتجام النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم:

(885) 1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه الله: عن أبي الحسن عليه السلام قال: احتجم

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم في رأسه وبين كتفيه وقفاه، وسمّي الواحدة النافعة، والأخري

المغيثة، والثالثة المنقذة.

وفي غير هذا الحديث: التي في الرأس المنقذة، والتي في النقرة المغيثة، والتي في

الكاهل النافعة. وروي المغيثة[155].

الثالث والثلاثون ـ كيفيّة إمامة رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم في الصلاة:

(886) 1 ـ الحميريّ رحمه الله: عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه

موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: سألته عن الرجل يؤمّ بغير رداء؟

فقال: قد أمّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم في ثوب واحد متوشّح[156] به[157].

الرابع والثلاثون ـ إجراؤه صلي الله عليه و آله وسلم الحدّ علي الزاني بغير بيّنة:

(887) 1 ـ الحميريّ رحمه الله: عبد اللّه بن الحسن، عن جدّه عليّ بن جعفر، عن أخيه

موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم أتي بامرأة مريضة، ورجل أجرب

مريض، قد بدت عروق فخذيه، قد فجر بامرأة.

فقالت المرأة لرسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: أتيته، فقلت له: أطعمني واسقني، فقد جهدت،

فقال: لا، حتّي أفعل بك، ففعل.

فجلده رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم بغير بيّنة، مائة شمروخ ضربة واحدة، وخلّي سبيله، ولم

يضرب المرأة[158].

الخامس والثلاثون ـ إتيان النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم بما يحتاجه الناس إلي يوم القيامة:

(888) 1 ـ البرقيّ رحمه الله: عن عليّ بن إسماعيل الميثميّ، عن محمّد بن حكيم، عن

أبي الحسن عليه السلام، قال: أتاهم رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم بما يستغنون به في عهده، وما يكتفون

به من بعده، كتاب اللّه وسنّة نبيّه[159].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... سماعة بن مهران، عن أبي الحسن

موسي عليه السلام ... قلت: أصلحك اللّه إنّا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فلا يرد علينا شيء إلاّ

وعندنا فيه شيء مسطّر، وذلك ممّا أنعم اللّه به علينا بكم.

ثمّ يرد علينا الشيء الصغير ليس عندنا فيه شيء، فينظر بعضنا إلي بعض وعندنا

ما يشبهه، فنقيس علي أحسنه.

فقال: وما لكم وللقياس! إنّما هلك من هلك من قبلكم بالقياس.

ثمّ قال: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به، وإن جائكم ما لا تعلمون فها - وأهوي

بيده إلي فيه - ... .

فقلت: أصلحك اللّه، أتي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم الناس بما يكتفون به في عهده؟

قال: نعم، وما يحتاجون إليه إلي يوم القيامة ... [160].

3 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: ... عن محمّد بن حكيم، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام،

قال: ... أتي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم الناس بما يكتفون به!

فقال عليه السلام: أتي واللّه! رسول اللّه الناس بما استغنوا به في عهده، وبما يكتفون به

من بعده إلي يوم القيامة.

فقلت: فضاع منه شيء؟!

فقال عليه السلام: لا، هو عند أهله[161].

السادس والثلاثون ـ عدد نساء النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... الحسن بن جهم، قال:

رأيت أباالحسن عليه السلام اختضب، فقلت: جعلت فداك، اختضبت!

فقال: نعم، إنّ التهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك

أزواجهنّ التهيئة ... .

ثمّ قال: ... وكان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم له بضع أربعين رجلاً، وكان عنده تسع نسوة،

وكان يطوف عليهنّ في كلّ يوم وليلة[162].

السابع والثلاثون ـ صاع النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: قال أبو الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام: ... صاع

النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم خمسة أمداد ... [163].

الثامن والثلاثون ـ سنّته صلي الله عليه و آله وسلم لأوقات الصلوات:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: ... إبراهيم الكرخيّ، قال: سألت أبا الحسن

موسي عليه السلاممتي يدخل وقت الظهر؟

فقال عليه السلام: ... رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم قد وقّت للصلوات المفروضات أوقاتا، وحدّ لها

حدودا في سنّته للناس ... [164].

التاسع والثلاثون ـ سنّته صلي الله عليه و آله وسلم لدفن الميّت:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عليّ بن يقطين، قال: سمعت أبا الحسن الأوّل عليه السلام

يقول: لا تنزل في القبر، وعليك العمامة، ولا القلنسوة، ولا الحذاء، ولا الطيلسان،

وحلّ أزرارك، فذلك سنّة من رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمجرت ... [165].

الأربعون ـ كان النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم يصلّي صلاة الفجر في آخر ظلمة الليل:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: سأل يحيي بن أكثم القاضي أبا الحسن الأوّل عليه السلامعن

صلاة الفجر، لم يجهر فيه ... .

فقال عليه السلام: لأنّ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم كان يغلّس بها، فقرّبها من الليل[166].

الحادي والأربعون ـ مناكحته صلي الله عليه و آله وسلم مع المخالف:

1 ـ الأشعريّ القمّيّ رحمه الله: ... سماعة، قال: سألته عن مناكحتهم ... ؟

فقال عليه السلام: هذا أمر تمديد إن تستطيعوا ذلك، قد أنكح رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم ... [167].

الثاني والأربعون ـ مصالحته صلي الله عليه و آله وسلم مع الأعراب:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن حمّاد بن عيسي، عن بعض

أصحابنا، عن العبد الصالح عليه السلام، قال: ... .

لأنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم صالح الأعراب أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا علي

أنّه إن دهم رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم من عدوّه دهم أن يستنفرهم فيقاتل بهم.

وليس لهم في الغنيمة نصيب ... [168].

الثالث والأربعون ـ كيفيّة تقسيمه صلي الله عليه و آله وسلم الصدقات:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... حمّاد بن عيسي، عن بعض أصحابنا،

عن العبد الصالح عليه السلام، قال: وكان رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم يقسّم صدقات البوادي في

البوادي، وصدقات أهل الحضر في أهل الحضر، ولا يقسّم بينهم بالسويّة علي ثمانية،

حتّي يعطي أهل كلّ سهم ثمنا، ولكن يقسّمها علي قدر من يحضره من أصناف الثمانية علي

قدر ما يقيم كلّ صنف منهم يقدّر لسنته ليس في ذلك شيء موقوت، ولا مسمّي، ولا مؤلّف،

إنّما يضع ذلك علي قدر ما يري وما يحضره حتّي يسدّ كلّ فاقة كلّ قوم منهم ... [169].

الرابع والأربعون ـ احتياج الخلق إليه صلي الله عليه و آله وسلم وإلي عليّ عليه السلام:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... سماعة، قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: ... .

إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل، ولا مؤمن ممتحن إلاّ وهو

يحتاج إليهما [ أي إلي محمّد وعليّ صلوات اللّه عليهما ]في ذلك اليوم[170].

الخامس والأربعون ـ سُنّته صلي الله عليه و آله وسلم في المجوس:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: ... عن يحيي بن محمّد، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلامعن

قول اللّه عزّ وجلّ: « يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ شَهَـدَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ

حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ »؟

قال عليه السلام: اللذان منكم مسلمان واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجدوا

من أهل الكتاب فمن المجوس، لأنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم سنّ في المجوس سنّة أهل

الكتاب في الجزية ... .

عنه، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسي عليه السلام مثله[171].

السادس والأربعون ـ وصيّته صلي الله عليه و آله وسلم إلي عليّ عليه السلام:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عيسي بن المستفاد أبي موسي الضرير،

قال: حدّثني موسي بن جعفر عليهما السلام، قال:

قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أليس كان أمير المؤمنين عليه السلام كاتب الوصيّة،

ورسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمالمملي عليه، وجبرئيل والملائكة المقرّبون عليهم السلامشهود؟

قال: فأطرق طويلاً، ثمّ قال: يا أبا الحسن! قد كان ما قلت ...

فقلت لأبي الحسن عليه السلام: بأبي أنت وأُمّي! ألا تذكر ما كان في الوصيّة؟

فقال: سنن اللّه، وسنن رسوله.

فقلت: أكان في الوصيّة توثّبهم وخلافهم علي أمير المؤمنين عليه السلام؟

فقال: نعم، واللّه! شيئا شيئا، وحرفا حرفا ... [172].

پاورقي

[107] الحارِكان: مُلْتَقي الكَتِفين. المصباح المنير: 131.

[108] قرب الإسناد: 317، ح 1228.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3379.

[109] تفسير العيّاشيّ: 1/261، ح 208 و209.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2873.

[110] تفسير العيّاشيّ: 2/251، ح 41.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2911.

[111] تفسير العيّاشيّ: 2/256، ح 10.

يأتي الحديث أيضا في ج 5 رقم 2912.

[112] تفسير القمّيّ: 2/290، س 6.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2949.

[113] تأويل الآيات الظاهرة: 685، س 10.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2969.

[114] الكافي: 4/220، ح 7.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 415.

[115] الخصال: 385، ح 67.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3209.

[116] الكافي: 4/149، ح 2. عنه البحار: 12/31، ح 7، و18/189، ح 22، قطعتان منه، ونور

الثقلين: 1/365، ح 243، و3/466، ح 198، و5/322، ح 14، قطعات منه.

وعنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 10/448، ح 13812، و450، ح 13818، و452، ح 13825، قطعات منه.

تهذيب الأحكام: 4/304، ح 919، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.

قطعة منه في ولادة إبراهيم الخليل عليه السلام، و(ثواب صوم يوم يوم الأوّل من ذي الحجّة) و(ثواب صوم يوم الخامس والعشرين من ذي القعدة) و(ثواب صوم يوم السابع والعشرين من رجب).

[117] النمل: 27/20.

[118] النمل: 27/21.

[119] الرعد: 13/31.

[120] النمل: 27/75.

[121] فاطر: 35/32.

[122] الكافي: 1/226، ح 7. عنه الوافي: 3/555، ح 1104، والبحار: 14/112، ح 4، قطعة منه،

و17/133، ح 10، وتأويل الآيات الظاهرة: 480، س 7، ونور الثقلين: 2/506، ح 138، و4/76، ح 13، قطعة منه، و83، ح 47، و96، ح 99، و361، ح 77، قطعتان منه، والبرهان: 2/296، ح 2، و3/201، ح 1.

وعنه وعن البصائر، البرهان: 3/362، ح 4

بصائر الدرجات: 67، الجزء الأوّل، ح 1، و134، الجزء الثالث، ح 3، وفيه: حدّثنا محمّد بن الحسن، عن حمّاد، إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام.

عنه البحار: 26/161، ح 7، و89/84، ح 17، ونور الثقلين: 4/83، ح 46، والبرهان: 2/296، ح 3، أشار إليه.

بحار الأنوار: 26/65، ح 148، عن كتاب المحتضر للحسن سليمان، قطعة منه.

قطعة منه في إنّهم عليهم السلام ورثة القرآن، وفي (سورة النمل: 27/20 و21)، و(سورة الرعد: 13/31).

[123] النجم: 53/11.

[124] التوحيد: 116، ح 17. عنه البحار: 4/43 س 8، ضمن، ح 19، ونور الثقلين: 5/153، ح

34، والبرهان: 4/249، ح 7.

قطعة منه في سورة النجم: 53/11.

[125] النجم: 53/8 و9.

[126] الاحتجاج: 2/328 رقم266. عنه البحار: 3/313، ح 6والبرهان: 4/250، ح 9، ونور

الثقلين: 5/151، ح 27.

قطعة منه في سورة النجم: 53/8 و9.

[127] تهذيب الأحكام: 3/64، ح 217.

عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 8/32، ح 10040.

الاستبصار: 1/464، ح 1801.

إقبال الأعمال: 262 س 15.

عنه البحار: 78/19 س 2، ضمن، ح 25، بتلخيص.

قطعة منه في ما رواه عن رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم.

[128] - تهذيب الأحكام: 1/136 ح 376. عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 1/482 ح

1278. الاستبصار: 1/121 ح 411.

[129] علل الشرائع: ب 32/334، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2789.

[130] علل الشرائع: ب 32/334، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2789.

[131] الكافي: 4/352، ح 15.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1932.

[132] - تهذيب الأحكام: 5/188 ح 624.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2049.

[133] تهذيب الأحكام: 4/299، ح 906.

عنه وعن الاستبصار، وسائل الشيعة: 10/457، ح 13838.

الاستبصار: 2/134، ح 438.

[134] الكافي: 3/356، ح 3. عنه البحار: 17/105، ح 12.

تهذيب الأحكام: 2/345، ح 1432. عنه وعن الكافي، الوافي: 8/955، ح 7478.

[135] - صرّح السيّد الخوئيّ بأنّه متّحد مع معاوية بن وهب البجليّ. معجم رجال الحديث: 18/223، ضمن الرقم 12465.

قال النجاشي: معاوية بن وهب البجليّ أبو الحسن، عربيّ صميميّ، ثقة، حسن الطريقة، روي عن أبي عبد اللّه، وأبي الحسن عليهماالسلام. رجال النجاشي: 412، رقم 1097. وذكره العلاّمة في القسم الأوّل من رجاله. الخلاصة: 167.

[136] - الكافي: 3/451 ح 2. عنه وسائل الشيعة: 4/232 ح 5006.

[137] علل الشرائع: ب 127/158، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2813.

[138] وبص يبص وبصا ووبيصا وبصة: لمع وبرق. المنجد: 884، وبص.

المفرق من الشعر: موضع افتراقه. المصدر: 579، (فرق).

[139] الكافي: 6/515، ح 7.

عنه وسائل الشيعة: 2/150، ح 1772، وحلية الأبرار:1/354، ح 3، والبحار: 16/290،

ح 152، والوافي: 6/703، ح 5326.

[140] من لا يحضره الفقيه 1/199، ح 919.

عنه وسائل الشيعة: 6/22، ح 7242، ومفتاح الفلاح: هامش 137، س 7.

[141] الكافي: 6/286، ح 4.

عنه وسائل الشيعة: 24/320، ح 30655، وحلية الأبرار: 1/395، ح 3.

مسائل عليّ بن جعفر: 341، ح 838.

[142] الكافي: 6/361، ح 5.

عنه البحار: 16/268، ح 76، وحلية الأبرار: 402، ح 5.

وعنه وعن المحاسن، وسائل الشيعة: 25/175، ح 31572.

المحاسن للبرقيّ: 557، ح 918.

عنه وعن المكارم، البحار: 63/193، ح 4.

مكارم الأخلاق: 175، س 4، مرسلاً، بتفاوت يسير.

[143] الإرشاد: 298، س 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1925.

[144] الإرشاد: 298، س 4. عنه وعن الإحتجاج، البحار: 96/176، ح 1، ووسائل الشيعة:

12/523، ح 16974.

إعلام الوري: 2/30، س 8، بتفاوت يسير.

المناقب لابن شهرآشوب: 4/314، س 5، أورد ذيل الحديث.

كشف الغمّة: 2/230، س 3.

روضة الواعظين: 238، س 5، بتفاوت يسير.

الإحتجاج: 2/345 رقم 275. عنه البحار: 2/289، ح 6.

ألقاب الرسول وعترته، ضمن المجموعة النفيسة: 220، س 1، بتفاوت يسير.

قطعة منه في إنّ رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم مشي تحت الظلّ وهو محرم، و(حكم القياس في الفتاوي والأحكام).

[145] آل عمران: 3/125.

[146] سدل الثوب والستر والشعر سدلاً: أرخاه وأرسله. المعجم الوسيط: 424.

[147] الكافي: 6/460، ح 2. عنه وسائل الشيعة: 5/55، ح 5887، والبحار: 80/165، س 22،وفيه: روي الكلينيّ في الصحيح عن الرضا عليه السلام ... و19/297، ح 41، والبرهان: 1/313، ح 1.

تفسير العيّاشيّ: 1/196، ح 137، قطعة منه.

عنه البحار: 19/284، ح 25، ومستدرك الوسائل: 3/276، ح 35069، والبرهان:

1/313، ح 4، ونور الثقلين: 1/388، ح 344.

قطعة منه في سورة آل عمران: 3/125.

[148] تهذيب الأحكام: 2/284، ح 1134. عنه وسائل الشيعة: 5/230، ح 6412، و410، ح

6956، والوافي: 7/600، ح 6690.

مسائل عليّ بن جعفر: 233، ح 542.

[149] الكافي: 1/445، ح 18. عنه الوافي: 3/701، ح 1311، والبحار: 35/73، ح 8، وإثبات

الهداة: 1/152، ح 6، والبرهان: 3/232، ح 16، والدرّ المنثور لعليّ بن محمّد العامليّ: 1/49، س 9.

إكمال الدين وإتمام النعمة: 665، ح 7، بتفاوت يسير. عنه البحار: 17/139، ح 24.

العدد القويّة: 68، ح 101، نحو ما في الإكمال.

[150] كتاب زيد النرسيّ (المطبوع ضمن الأصول الستّة عشر): 51، س 21.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2110.

[151] بصائر الدرجات: 444، ح 3. عنه البحار: 17/150، ح 47.

[152] - عدّه الشيخ والبرقي من أصحاب الكاظم عليه السلام. رجال الطوسيّ: 358، رقم 3. ورجال البرفي: 53.

وقال الشيخ في الفهرست: له كتاب. الفهرست: 153، رقم 668.

[153] - بصائر الدرجات: الجزء التاسع، 445 ح 13. عنه البحار: 23/344 ح 35.

تفسير القمّيّ: 1/304، س 12، مرسلاً عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، مع

اختلاف يسير. عنه البحار: 23/340 ح 14.

[154] بصائر الدرجات الجزء التاسع: 444، ح 2.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2897.

[155] مكارم الأخلاق: 70 س 18. عنه البحار: 59/127، ح 84.

[156] توَشّحَ بثوبه: هو أن يُدخله تحت إبطِه الأيمن ويُلقيه علي منكبه الأيسر، كما يفعله المحرم.

المصباح المنير: 661.

[157] قرب الإسناد: 183، ح 680. عنه البحار: 85/91، ح 54، ووسائل الشيعة: 4/453، ح 5698. مسائل عليّ بن جعفر: 254، ح 609.

[158] قرب الإسناد: 257، ح 1016. عنه البحار: 76/87، س 8، ضمن ح 1، ووسائل الشيعة:28/31، ح 34139. مسائل عليّ بن جعفر: 289، ح 734.

[159] المحاسن: 270، ح 361، و235، ح 200، بتفاوت. عنه البحار: 2/169، ح 4، و170، ح 5،

والفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/510، ح 736.

[160] الكافي: 1/57، ح 13.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1015.

[161] الإختصاص: 282، س 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1018.

[162] الكافي: 5/567، ح 50.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 623.

[163] من لايحضره الفقيه: 1/23، ح 69.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1083.

[164] تهذيب الأحكام: 2/26، ح 74.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1242.

[165] علل الشرائع: ب 249/305، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1207.

[166]من لا يحضره الفقيه: 1/203، ح 926.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1397.

[167] النوادر: 129، ح 329.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2292.

[168] الكافي: 1/539، ح 4، و5/44، ح 4، باختصار.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1816.

[169] الكافي: 1/539، ح 4، و5/44، ح 4، باختصار.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 1816.

[170] الكافي: 2/562، ح 21.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2998.

[171] تهذيب الأحكام: 9/178، ح 715، و179، ح 716.

يأتي الحديث بتمامه في ج 5 رقم 2883.

[172] الكافي: 1/281، ح 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 7 رقم 3856.