بازگشت

(ج) ـ الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام


الأوّل ـ إنّهما كانا أشبه الناس بموسي بن عمران عليهم السلام:

(941) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عن عليّ بن محمّد، عن صالح، عن

محمّد بن عبد اللّه، عن عبد الملك بن بَشير، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام، قال: كان

الحسن عليه السلام أشبه الناس بموسي بن عمران ما بين رأسه إلي سرّته، وإنّ الحسين عليه السلام

أشبه الناس بموسي بن عمران ما بين سرّته إلي قدمه[357].

الثاني ـ صلاة الإمام الحسن والحسين عليهماالسلام:

(942) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد

الجبّار، عن صفوان بن يحيي، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: ما

رأيت الناس أخذوا عن الحسن والحسين عليهماالسلام إلاّ الصلاة بعد العصر، وبعد الغداة في

طواف الفريضة[358].

الثالث ـ إنّ مثل الحسنين مثل يونس عليهم السلام:

(943) 1 ـ الراونديّ رحمه الله: وبالإسناد المذكور [عن جماعة، عن أبي جعفر

البرمكيّ]، عن الحسين بن الحسن، حدّثنا أبو سُمَيْنة محمّد بن عليّ، عن جعفر بن

محمّد، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفريّ، عن

أبي إبراهيم عليه السلام، قال: خرج الحسن والحسين عليهماالسلام حتّي أتيا نخل العجوة[359] للخلاء،

فهويا إلي مكان، وولّي كلّ واحد منهما بظهره إلي صاحبه، فرمي اللّه بينهما بجدار

يستتر به أحدهما عن صاحبه، فلمّا قضيا حاجتهما ذهب الجدار وارتفع من موضعه،

وصار في الموضع عين ماء، وإجّانتان[360]، فتوضّئا وقضيا ما أرادا.

ثمّ انطلقا حتّي صارا في بعض الطريق عرض لهما رجل فظّ غليظ، فقال لهما: [ما

خفتما عدوّكما!] من أين جئتما؟

فقالا: إنّنا جئنا من الخلاء، فهمّ بهما فسمعوا صوتا يقول: يا شيطان! أتريد أن

تناوي[361] ابني محمّد عليهم السلام، وقد علمت بالأمس [ما فعلت ]وناويت أُمّهما،

وأحدثت في دين اللّه، وسلكت غير الطريق.

وأغلظ له الحسين عليه السلام أيضا، فهوي بيده ليضرب بها وجه الحسين عليه السلامفأيبسها

اللّه من عند منكبه، فأهوي باليسري، ففعل اللّه به مثل ذلك.

ثمّ قال: أسألكما بحقّ جدّكما وأبيكما لمّا دعوتما اللّه أن يطلقني.

فقال الحسين عليه السلام: «اللّهم أطلقه واجعل له في هذا عبرة، واجعل ذلك عليه

حجّة».

[فأطلق اللّه يده ] فانطلق قدّامهما حتّي أتي عليّا عليه السلام وأقبل عليه بالخصومة،

فقال: أين دسستهما[362] - وكأنّ هذا كان بعد يوم السقيفة بقليل-

فقال عليّ عليه السلام: ما خرجا إلاّ للخلاء، وجذب رجل منهم عليّا حتّي شقّ رداءه.

فقال الحسين عليه السلام للرجل: لا أخرجك اللّه من الدنيا حتّي تبتلي بالدياثة في

أهلك وولدك، وقد كان الرجل يقود ابنته إلي رجل من العراق.

فلمّا خرجا إلي منزلهما قال الحسين للحسن عليهماالسلام: سمعت جدّي يقول: إنّما مثلكما

مثل يونس، إذ أخرجه اللّه من بطن الحوت، وألقاه بظهر الأرض، وأنبت عليه

شجرة من يقطين[363]، وأخرج له عينا من تحتها، فكان يأكل من اليقطين ويشرب من

ماء العين.

وسمعت جدّي يقول: أمّا العين فلكم، وأمّا اليقطين فأنتم عنه أغنياء وقد قال اللّه

في يونس: «وَ أَرْسَلْنَـهُ إِلَي مِاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَـ?امَنُواْ فَمَتَّعْنَـهُمْ إِلَي

حِينٍ»[364] ولسنا نحتاج إلي اليقطين، ولكن علم اللّه حاجتنا إلي العين، فأخرجها لنا،

وسنرسل إلي أكثر من ذلك فيكفرون ويمتّعون إلي حين. فقال الحسن عليه السلام: قد سمعت

هذا[365].

الرابع ـ صوم الحسنين عليهماالسلام في يوم عرفة:

1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: ... عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه، عن أبي الحسن عليه السلام،

قال: ... يوم عرفة ... لم يصمه الحسن عليه السلام وصامه الحسين عليه السلام[366].


پاورقي

[357] الكافي: 8/195، ح 307.

عنه الوافي: 2/328، ح 788، و3/754، ح 1373.

[358] الكافي: 4/424، ح 5.

عنه حلية الأبرار: 3/59، ح 16.

تهذيب الأحكام: 5/142، ح 472.

عنه وعن الكافي والاستبصار، وسائل الشيعة: 13/435، ح 18148.

الاستبصار: 2/236، ح 821.

[359] العَجْوَة: ضرب من أجْوَد التمر بالمدينة. المعجم الوسيط: 587.

[360] الإجّانة بالتشديد: إناء يُغسَل فيه الثياب، والجمع أجاجين. المصباح المنير: 6.

[361] ناوي مناواةً: عاداهُ. وأصله الهمز. المنجد: 849، (نوي).

[362] دسَّه في التراب من باب قتل: دفنه فيه، وكلّ شيء أخفيتَه فقد دسستَه، ومنه يقال

للجاسوس: دسيس القوم. المصباح المنير: 194.

[363] يقطين: يَفْعيل، وهو عند العرب كلّ شجرة تنبسط علي وجه الأرض ولا تقوم علي ساق، لكن غلب استعماله في العرف علي الدُبّاء، وهو القَرع. المصباح المنير: 510.

[364] الصافّات: 37/147 و148.

[365] الخرائج والجرائح: 2/845، ح 61. عنه البحار: 43/273، ح 40، وإثبات الهداة:

2/559، ح 16، و583، ح 38، قطعتان منه، ومدينة المعاجز: 3/386، ح 939، و509، ح 1026. الثافب في المناقب: 328، ح 271، مرسلاً وباختصار.

قطعة منه في ما رواه عن الحسنين عليهماالسلام.

[366] تهذيب الأحكام: 4/298، ح 900.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1748.