بازگشت

(ح) ـ الإمام الرضا عليه السلام


وفيه أربعة موضوعات

الأوّل ـ النصّ علي إمامته عليه السلام:

(973) 1 ـ الحميريّ رحمه الله: عن أحمد بن محمّد بن عيسي، عن أحمد بن محمّد بن أبي

نصر، قال: دخلت عليه[422] بالقادسيّة فقلت له: جعلت فداك! إنّي أُريد أن أسألك

عن شيء، وأنا أُجلّك، والخطب فيه جليل، وإنّما أُريد فكاك رقبتي من النار، فرآني

وقد دمعت، فقال: لا تدع شيئا ! تريد أن تسألني عنه إلاّ سألتني عنه.

قلت له: جعلت فداك! إنّي سألت أباك ـ وهو نازل في هذا الموضع ـ عن خليفته

من بعده؟ فدلّني عليك ... [423].

والحديث طويل منه أخذنا موضع الحاجة.

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... يزيد بن سَلِيط، قال: لمّا أوصي

أبو إبراهيم عليه السلام أشهد إبراهيم بن محمّد الجعفريّ، ... وإنّي قد أوصيت إلي عليّ وبنيّ

بعد معه إن شاء، وآنس منهم رشدا، وأحبّ أن يقرّهم، فذاك له وإن كرههم، وأحبّ

أن يخرجهم فذاك له، ولا أمر لهم معه.

وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي ومواليّ وصبياني الذي خلّفت وولدي ... وإنّما

أردت بإدخال الذين أدخلتهم معه من ولدي التنويه بأسمائهم والتشريف لهم ... [424].

(974) 3 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: جعفر بن أحمد، عن خلف بن حمّاد، عن موسي

ابن بكر الواسطيّ، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام: سعد امرؤ لم يمت

حتّي يري منه خلفا تقرّ به عينه، وقد أراني اللّه عزّ وجلّ من ابني هذا خلفا، وأشار

بيده إلي العبد الصالح عليه السلام ما تقرّ به عيني[425].

(975) 4 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: وروي أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسديّ، عن

سعد بن عبد اللّه، عن جماعة من أصحابنا، منهم محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب،

والحسن بن موسي الخشّاب، ومحمّد بن عيسي بن عبيد، عن محمّد بن سنان، عن

الحسن بن الحسن ـ في حديث له - قال: قلت لأبي الحسن موسي عليه السلام: أسألك؟

فقال: سل إمامك، فقلت: من تعني؟ فإنّي لا أعرف إماما غيرك.

قال: هو عليّ ابني، قد نحلته كنيتي.

قلت: سيّدي! أنقذني من النار، فإنّ أبا عبد اللّه عليه السلام قال: إنّك أنت القائم بهذا

الأمر!

قال: أوَ لم أكن قائما؟ ثمّ قال: يا حسن! ما من إمام يكون قائما في أُمّة إلاّ وهو

قائمهم، فإذا مضي عنهم فالذي يليه هو القائم والحجّة حتّي يغيب عنهم، فكلّنا قائم،

فاصرف جميع ما كنت تعاملني به إلي ابني عليّ، [واللّه! ]واللّه! ما أنا فعلت ذاك به،

بل اللّه فعل به ذاك حبّا[426].

(976) 5 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: وروي أحمد بن إدريس، عن عليّ بن محمّد بن

قُتَيْبة، عن الفضل بن شاذان النيشابوريّ، عن محمّد بن سنان، وصفوان بن يحيي،

وعثمان بن عيسي، عن موسي بن بكر، قال: كنت عند أبي إبراهيم عليه السلام، فقال لي: إنّ

جعفرا عليه السلام كان يقول: سعد امرؤ لم يمت حتّي يري خلفه من نفسه، ثمّ أومأ بيده إلي

ابنه عليّ، فقال: هذا وقد أراني اللّه خلفي من نفسي[427].

(977) 6 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: روي أيّوب بن نوح، عن الحسن بن عليّ بن

فضّال، قال: سمعت عليّ بن جعفر، يقول: كنت عند أخي موسي بن جعفر عليهماالسلام -

كان واللّه حجّة [اللّه في الأرض] بعد أبي صلوات اللّه عليه - إذ طلع ابنه عليّ، فقال

لي: يا عليّ! هذا صاحبك وهو منّي بمنزلتي من أبي، فثبّتك اللّه علي دينه، فبكيت

وقلت في نفسي: نعي واللّه إليّ نفسه.

فقال: يا عليّ! لابدّ من أن تمضي مقادير اللّه فيّ، ولي برسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلمأسوة،

وبأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وكان هذا قبل أن يحمله هارون

الرشيد في المرّة الثانية بثلاثة أيّام. تمام الخبر[428].

(978) 7 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: روي ابن عقدة، عن عليّ بن الحسن بن فضّال،

عن محمّد بن عمر بن يزيد، وعليّ بن أسباط جميعا، قالا: قال لنا عثمان بن عيسي

الرَواسي، حدّثني زياد القنديّ وابن مُسكان، قالا: كنّا عند أبي إبراهيم عليه السلامإذ قال:

يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض، فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام - وهو صبيّ -

فقلنا: خير أهل الأرض! ثمّ دنا فضمّه إليه فقبّله، وقال: يا بنيّ! تدري ما قال

ذان؟ قال: نعم، يا سيّدي! هذان يشكّان فيّ.

قال عليّ بن أسباط: فحدّثت بهذا الحديث الحسن بن محبوب، فقال: بتر[429]

الحديث، لا ولكن حدّثني عليّ بن رئاب: أنّ أبا إبراهيم عليه السلام قال لهما: إن جحدتماه

حقّه أو خنتماه فعليكما لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، يا زياد! لا تنجب أنت

وأصحابك أبدا.

قال عليّ بن رئاب: فلقيت زياد القنديّ، فقلت له: بلغني أنّ أبا إبراهيم عليه السلام قال

لك كذا وكذا؟

فقال: أحسبك قد خولطت، فمرّ وتركني، فلم أكلّمه ولا مررت به.

قال الحسن بن محبوب: فلم نزل نتوقّع لزياد دعوة أبي إبراهيم عليه السلامحتّي ظهر منه

أيّام الرضا عليه السلام ما ظهر، ومات زنديقا[430].

8 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: ... يحيي بن الحسن العلويّ أنّ يحيي بن المُساوِر، قال:

حضرت جماعة من الشيعة، وكان فيهم عليّ بن أبي حمزة، فسمعته يقول: دخل عليّ

ابن يقطين علي أبي الحسن موسي عليه السلام، فسأله عن أشياء، فأجابه، ثمّ قال

أبو الحسن عليه السلام: يا عليّ! صاحبك يقتلني.

فبكي عليّ بن يقطين وقال: ... فمن لنا بعدك يا سيّدي!؟

فقال: عليّ ابني هذا، هو خير من أخلف بعدي، هو منّي بمنزلة أبي، هو لشيعتي

عنده علم ما يحتاجون إليه، سيّد في الدنيا، وسيّد في الآخرة، وإنّه لمن المقرّبين ... [431].

(979) 9 ـ أبو عليّ الطبرسيّ رحمه الله: قال أبو الصلت: ولقد حدّثني محمّد بن إسحاق

ابن موسي بن جعفر، عن أبيه أنّ موسي بن جعفر عليهماالسلام كان يقول لبنيه: هذا أخوكم

عليّ بن موسي، عالم آل محمّد فسلوه عن أديانكم، واحفظوا ما يقول لكم، فإنّي

سمعت أبي جعفر بن محمّد غير مرّة يقول لي: إنّ عالم آل محمّد لفي صلبك، وليتني

أدركته، فإنّه سميّ أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام[432].

(980) 10 ـ القندوزيّ الحنفيّ: قال الكاظم عليه السلام: عليّ ابني أكبر ولدي،

وأسمعهم لقولي، وأطوعهم لأمري، من أطاعه رشد[433][434].

الثاني ـ النصّ علي إمامته وأنّ من أنكر إماته كان كمن ظلم عليّ بن أبي

طالب عليهماالسلام:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن محمّد بن سِنان، قال: دخلت علي

أبي الحسن عليه السلام قبل أن يحمل إلي العراق بسنة، وعليّ ابنه عليه السلام[جالس] بين يديه،

فقال لي: ... من ظلم ابني هذا حقّه وجحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم عليّ بن

أبي طالب عليه السلام حقّه، وجحد إمامته من بعد محمّد صلي الله عليه و آله وسلم.

فعلمت أ نّه قد نعي إلي نفسه، ودلّ علي ابنه.

فقلت: واللّه! لئن مدّ اللّه في عمري لأُسلّمنّ إليه حقّه، ولأُقرّنّ له بالإمامة،

وأُشهد أ نّه من بعدك حجّة اللّه تعالي علي خلقه، والداعي إلي دينه ... كذلك وجدتك

في كتاب أميرالمؤمنين عليه السلام ... [435].

الثالث ـ كيفيّة شهادته عليه السلام ومدفنه:

(981) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا أحمد بن هارون الفاميّ رضي الله عنه، قال: حدّثنا

محمّد بن جعفر بن بطّة، قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن محبوب، عن إبراهيم بن هاشم،

عن سليمان بن حفص المَرْوَزيّ، قال: سمعت أبا الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام: إنّ ابني

عليّ مقتول بالسمّ ظلما، ومدفون إلي جنب هارون بطوس، من زاره كمن زار

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم[436].

الرابع ـ فضل زيارته عليه السلام:

(982) 1 ـ زيد النرسيّ رحمه الله: حدّثنا الشيخ أبو محمّد هارون بن موسي بن أحمد

التَلَّعُكبريّ أيّده اللّه، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن سعيد الهمدانيّ، قال: حدّثنا

جعفر ين عبد اللّه العلويّ أبو عبد اللّه المحمّديّ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عمير، عن

زيد، عن أبي الحسن موسي عليه السلام، قال: من زار ابني هذا ـ وأومأ إلي أبي الحسن

الرضا عليه السلام ـ فله الجنّة[437].

(983) 2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن عليّ بن الحسين

النيسابوريّ، عن إبراهيم بن أحمد، عن عبد الرحمن بن سعيد المكّيّ، عن يحيي بن

سليمان المازنيّ، عن أبي الحسن موسي عليه السلام، قال: من زار قبر ولدي عليّ عليه السلامكان له

عند اللّه كسبعين حجّة مبرورة.

قال: قلت: سبعين حجّة؟

قال: نعم، وسبعين ألف حجّة، قال: قلت: سبعين ألف حجّة؟

قال: ربّ حجّة لا تقبل، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار اللّه في عرشه.

(فقلت: كمن زار اللّه في عرشه؟)[438].

قال: نعم، إذا كان يوم القيامة كان علي عرش الرحمن أربعة من الأوّلين وأربعة

من الآخرين، فأمّا الأربعة الذين هم من الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسي

وعيسي عليهم السلام، وأمّا الأربعة من الآخرين فمحمّد وعليّ والحسن والحسين صلوات

اللّه عليهم، ثمّ يمدّ المطمار[439]، فيقعد معنا من زار قبور الأئمّة عليهم السلام إلاّ أنّ أعلاهم

درجة وأقربهم حُبْوة[440] زوّار ولدي عليّ عليه السلام[441].

3 ـ ابن قولويه القمّيّ رحمه الله: ... عليّ بن عبد اللّه بن قطرب، عن أبي الحسن

موسي عليه السلام، قال: ... إنّ ابني هذا يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلّما لأمره عارفا

بحقّه كان عند اللّه عزّ وجلّ كشهداء بدر[442].

پاورقي

[422] في البحار: عليّ الرضا عليه السلام.

[423] قرب الاسناد: 376، ح 1331. عنه البحار: 23/67، ح 1، وإثبات الهداة: 3/325، ح 20،

قطعة منه.

[424] الكافي: 1/316، ح 15.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 171.

[425] رجال الكشّيّ: 438، ح 825.

قطعة منه في ما رواه عن أبيه الصادق عليهماالسلام.

[426] الغيبة: 40، ح 20.

عنه البحار: 49/25، ح 41، وإثبات الهداة: 3/240، ح 50.

[427] الغيبة: 41، ح 21.

عنه البحار: 49/24، ح 42، وإثبات الهداة: 3/240، ح 51.

كفاية الأثر: 269 س 4، وفيه: حدّثنا محمّد بن عليّ، قال: حدّثنا أبي، عن سعد بن عبد اللّه، عن

محمّد بن عيسي، قال: حدّثني جماعة من أصحابنا، عن بكر ين موسي الواسطيّ ... .

عنه إثبات الهداة: 3/242، ح 62.

إثبات الوصيّة: 204، س 5، بتفاوت يسير.

[428] الغيبة: 42، ح 24.

عنه البحار: 49/26، ح 45، وإثبات الهداة: 3/241، ح 54.

مسائل عليّ بن جعفر: 21، ح 2، و347، ح 856.

[429] بتَره بَتْرا من باب قتل: قطعه علي غير تمام. ويقال في لازمه بَتِر يَبْتَر من باب تعِب، فهو أبتر. المصباح المنير: 35.

[430] الغيبة: 68، ح 71.

عنه البحار: 48/256 س 2، ضمن، ح 9، وإثبات الهداة: 3/185، ح 40، و241، ح 56، و،

ح 57، قطعات منه.

[431] الغيبة: 65 ح 68.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 458.

[432] إعلام الوري: 2/64، س 16.

عنه البحار: 49/100، س 17، ضمن، ح 17، وحلية الأبرار: 4/350، س 10، ضمن، ح 4،

وإثبات الهداة: 3/242، ح 63، و ، والأنوار البهيّة: 209، س 6، و218، س 10.

كشف الغمّة: 2/317، س 6، بتفاوت يسير.

الصراط المستقيم: 2/164، س 11.

[433] في إثبات الهداة: رشده.

[434] ينابيع المودّة: 3/166 س 19. عنه إثبات الهداة: 3/246 س 16.

[435] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/32، ح 29.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 432.

[436] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2/260، ح 23. عنه وسائل الشيعة: 14/558، ح 19817،

ومدينة المعاجز: 6/454، ح 2099، والبحار: 99/38، ح 32، وإثبات الهداة: 3/184، ح 35.

قطعة منه في من زاره كمن زار رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم و(إخباره عليه السلام بالآجال).

[437] كتاب زيد النرسيّ، المطبوع ضمن الاُصول الستّة عشر: 52، س 22.

عنه مستدرك الوسائل: 10/357، ح 12176.

كامل الزيارات: 510، ح 795، حدّثني أبي، وعليّ بن الحسين، وعليّ بن محمّد بن قولويه، عن

عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسيّ، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام ... .

عنه البحار: 99/41، ح 45، ووسائل الشيعة: 14/560، ح 19824.

[438] ما بين القوسين عن التهذيب وغيره من المصادر.

[439] في المصدر: «المضمار»، وفي الأمالي: «المطمر»، وما أثبتناه عن العيون.

المِطْمار: خَيْط للبنّاء يُقدِّر به، كالمِطْمَر. القاموس المحيط: 2/112.

[440] حبَوتُ الرجل حِباءً: أعطيتُه الشيء بغير عوض، والإسم منه الحُبْوَة بالضمّ. المصباح المنير:

120. وحبا الرجلَ حَبْوا: أعطاه، والإسم: الحَبْوة والحِبْوة والحِباء. لسان العرب: 14/162.

[441] الكافي: 4/585، ح 4.

عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 14/564، ح 19832، و565، ح 19833، قطعات منه.

تهذيب الأحكام: 6/84، ح 167.

عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2/259، ح 20.

الأمالي للصدوق: 105، ح 6.

عنه البحار: 7/292، ح 4، قطعة منه.

الدروس: 2/14، س 5، قطعة منه.

عنه الأنوار البهيّة: 242، س 5.

المزار الكبير: 546، ح 4.

كامل الزيارات: 511، ح 798، وح 799.

عنه البحار: 99/41، ح 46، ومستدرك الوسائل: 10/357، ح 12179.

روضة الواعظين: 258، س 7، مرسلاً وبتفاوت يسير.

[442] كامل الزيارات: 507، ح 790.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 460.