بازگشت

(ه) ـ معاشرته عليه السلام مع الناس


الأوّل ـ قبوله عليه السلام هدايا الناس:

1 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: ... عن ابن سنان، قال: حمل الرشيد في بعض الأيّام إلي

عليّ بن يقطين ثيابا أكرمه بها، وكان في جملتها درّاعة[254] خزّ سوداء من لباس الملوك

مثقّلة بالذهب، فأنفذ عليّ بن يقطين جلّ تلك الثياب إلي موسي بن جعفر عليهماالسلام،

وأنفذ في جملتها تلك الدرّاعة، وأضاف إليها مالاً كان أعدّه علي رسم له فيما يحمله

إليه من خمس ماله، فلمّا وصل ذلك إلي أبي الحسن عليه السلامقبل ذلك المال والثياب، وردّ

الدرّاعة علي يد الرسول إلي عليّ بن يقطين، وكتب إليه: احتفظ بها، ولا تخرجها عن

يدك، فسيكون لك بها شأن تحتاج إليها معه ... .

فلمّا كان بعد أيّام تغيّر عليّ بن يقطين علي غلام كان يختصّ به، فصرفه عن

خدمته، وكان الغلام يعرف ميل عليّ بن يقطين إلي أبي الحسن موسي عليه السلامويقف

علي ما يحمله إليه في كلّ وقت من مال وثياب وألطاف وغير ذلك، فسعي به إلي

الرشيد، فقال: إنّه يقول بإمامة موسي بن جعفر، ويحمل إليه خمس ماله في كلّ سنة،

وقد حمل إليه الدرّاعة التي أكرمه بها أمير المؤمنين في وقت كذا وكذا، فاستشاط

الرشيد لذلك، وغضب غضبا شديدا، وقال: لأكشفنّ عن هذا الحال، فإن كان الأمر

كما تقول أزهقت نفسه، وأنفذ في الوقت بإحضار عليّ بن يقطين، فلمّا مثل بين يديه

قال له: ما فعلت الدرّاعة التي كسوتك بها؟

قال: هي يا أمير المؤمنين! عندي في سفط مختوم، وفيه طيب قد احتفظت بها، فلمّا

أصبحت وفتحت السفط، ونظرت إليها تبرّكا بها، وقبّلتها ورددتها إلي موضعها،

وكلّما أمسيت صنعت مثل ذلك.

فقال: أحضرها الساعة.

قال: نعم، يا أمير المؤمنين! فاستدعي بعض خدمه، فقال له: امض إلي البيت

الفلاني من داري، فخذ مفتاحه من خازني وافتحه، ثمّ افتح الصندوق الفلاني،

فجئني بالسفط الذي فيه بختمه.

فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوما، فوضع بين يدي الرشيد، فأمر بكسر

ختمه وفتحه، فلمّا فتح نظر إلي الدرّاعة فيه بحالها مطويّة مدفونة في الطيب، فسكن

الرشيد من غضبه، ثمّ قال لعليّ بن يقطين: ارددها إلي مكانها وانصرف

راشدا ... [255].

2 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله: ... عن أبي عليّ بن راشد، قال: اجتمعت العصابة

بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليه السلام، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج، وقالوا:

نحن نحمل في كلّ سنة إلي مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدّعي هذا

الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلي الإمام، ليتعرّف لنا الأمر، فاختاروا

رجلاً يعرف بأبي جعفر محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ ... .

فما زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحرّكني، فرفعت رأسي من فوق

القبر، فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلي رأسه عمامة خلق.

فقال لي: يا أبا جعفر النيسابوريّ، يقول لك مولاك موسي بن

جعفر عليهماالسلام: ... فجئت إليه ... .

ثمّ قال لي: هات الكيس، فدفعته إليه، فحلّه وأدخل يده فيه، وأخرج منه درهم

شطيطة، وقال لي: هذا درهمها؟

فقلت: نعم، فأخذ الرزمة وحلّها وأخرج منها شقّة قطن مقصورة، طولها خمسة

وعشرون ذراعا، وقال لي: اقرأ عليها السلام كثيرا، وقل لها: قد جعلت شقّتك في

أكفاني ... [256].

الثاني ـ قبوله عليه السلام هدايا الخليفة لتزويج العزّاب:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن أبي عبد اللّه ابن الفضل، عن أبيه الفضل، قال:

كنت أحجب الرشيد فأقبل عليّ يوما غضبانا وبيده سيف يقلّبه، فقال لي:

يا فضل! بقرابتي من رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم، لئن لم تأتني بابن عمّي الآن لآخذنّ الذي

فيه عيناك، فقلت: بمن أجيئك؟

فقال: بهذا الحجازيّ، فقلت: وأيّ الحجازيّ؟

قال: موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام،

قال الفضل: فخفت من اللّه عزّ وجلّ أن أجيء به إليه، ثمّ فكّرت في النقمة، فقلت له:

أفعل ... .

فقلت له: السلام عليك يا ابن رسول اللّه! أجب الرشيد؟

فقال: ما للرشيد، وما لي؟ أما تشغله نقمته عنّي؟!

ثمّ وثب مسرعا، وهو يقول: لولا أنّي سمعت في خبر عن جدّي رسول

اللّه صلي الله عليه و آله وسلم: إنّ طاعة السلطان للتقيّه واجبة، إذا ما جئت ... .

قال: لا تكون أعلمته أنّي عليه غضبان، فإنّي قد هيّجت علي نفسي ما لم أرده،

ائذن له بالدخول، فأذنت له، فلمّا رآه وثب إليه قائما وعانقه، وقال له: مرحبا بابن

عمّي وأخي ووارث نعمتي، ثمّ أجلسه علي فخذيه، فقال له: ما الذي قطعك عن

زيارتنا؟

فقال: سعة مملكتك، وحبّك للدنيا...

فقال: ايتوني بحقّة الغالية، فأتي بها، فغلفه بيده، ثمّ أمر أن يحمل بين يديه خلع

وبدرتان دنانير.

فقال موسي بن جعفر عليهماالسلام: واللّه! لولا أنّي أري أن أزوّج بها من عزّاب بني

أبي طالب، لئلاّ ينقطع نسله أبدا، ما قبلتها، ثمّ تولّي عليه السلام وهو يقول: الحمد للّه ربّ

العالمين ... [257].

الثالث ـ قبوله عليه السلام الضيافة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن الفضل بن يونس، قال: تغدّي

عندي أبو الحسن عليه السلام فلمّا فرغ من الطعام أتي بالخلال ... [258].

الرابع ـ تسميته عليه السلام أولاد أصحابه:

1 ـ الحميريّ رحمه الله: ... الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: حججت أيّام خالي إسماعيل

ابن إلياس، فكتبنا إلي أبي الحسن الأوّل عليه السلام، فكتب خالي: إنّ لي بنات، وليس لي

ذكر، وقد قلّ رجالنا، وقد خلّفت امرأتي، وهي حامل، فادع اللّه أن يجعله غلاما

وسمّه.

فوقّع في الكتاب: قد قضي اللّه تبارك وتعالي حاجتك، وسمّه محمّدا.

فقدمنا الكوفة، وقد ولد لي غلام قبل دخول الكوفه بستّة أيّام ... [259].

الخامس ـ حضوره عليه السلام عند بعض أصحابه وأكله من طعامهم:

1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه الله: ... الفضل بن يونس، قال: إنّي في منزلي يوما فدخل

عليّ الخادم، فقال: إنّ بالباب رجلاً يكنّي أبا الحسن، يسمّي موسي بن جعفر عليهماالسلام.

فقلت: يا غلام! إن كان الذي أتوهّم، فأنت حرّ لوجه اللّه.

قال: فبادرت إليه، فإذا أنا به عليه السلام، فقلت: انزل يا سيّدي! فنزل، ودخل المجلس،

فذهبت لأرفعه في صدر البيت، فقال: يا فضل! صاحب المنزل أحقّ بصدر البيت إلاّ

أن يكون في القوم رجل (يكون) من بني هاشم.

فقلت: فأنت إذا جعلت فداك! ثمّ قلت: جعلني اللّه فداك! إنّه قد حضر طعام

لأصحابنا (فإن رأيت أن تحضر إلينا، فذاك إليك).

فقال: يا فضل! إنّ الناس يقولون: إنّ هذا طعام الفجأة وهم يكرهونه، أما إنّي

لا أري به بأسا ... [260].

السادس ـ إنفاقه عليه السلام في كلّ شهر علي عبيده:

1 ـ الحميريّ رحمه الله: ... عليّ بن أبي حمزة، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام إذ دخل

عليه ثلاثون مملوكا من الحبش، وقد اشتروهم له، فكلّم غلاما منهم - وكان من

الحبش جميلاً - فكلّمه بكلامه ساعة حتّي أتي علي جميع ما يريد وأعطاه درهما،

فقال: أعط أصحابك هؤلاء كلّ غلام منهم كلّ هلال ثلاثين درهما، ثمّ

خرجوا ... [261].

السابع ـ إنفاقه إلي السائل:

(747) 1 ـ الإمام العسكريّ عليه السلام: قال موسي بن جعفر عليهماالسلام: وقد حضره فقير

مؤمن يسأله سدّ فاقته، فضحك في وجهه.

وقال: أسألك مسألة فإن أصبتها أعطيتك عشرة أضعاف ما طلبت، وإن لم تصبها

أعطيتك ما طلبت - وقد كان طلب منه مائة درهم يجعلها في بضاعة يتعيّش بها - .

فقال الرجل: سل، فقال موسي عليه السلام: لو جعل إليك التمنّي لنفسك في الدنيا ما ذا

كنت تتمنّي؟

قال: كنت أتمنّي أن أرزق التقيّة في ديني، وقضاء حقوق إخواني.

قال: فما بالك لم تسأل الولاية لنا أهل البيت؟

قال: ذاك قد أعطيته، وهذا لم أعطه، فأنا أشكر علي ما أعطيت، وأسأل ربّي

عزّ وجلّ ما منعت.

فقال: أحسنت، أعطوه ألفي درهم، وقال: اصرفها في كذا - يعني العفص[262] -

فإنّه متاع يابس، وسيقبل [بعد] ما أدبر، فانتظر به سنة، واختلف إلي دارنا وخذ

الإجراء في كلّ يوم.

ففعل، فلمّا تمّت له سنة فإذا قد زاد في ثمن العفص للواحد خمسة عشر، فباع ما كان

اشتري بألفي درهم بثلاثين ألف درهم[263].

الثامن ـ إنفاقه من صدقة عليّ عليهماالسلام صداق زواج يهوديّ أسلم:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم، قال:

كنت عند أبي الحسن موسي عليه السلام إذ أتاه رجل نصرانيّ، ونحن معه بالعريض، فقال له

النصرانيّ: أتيتك من بلد بعيد وسفر شاقّ ... .

فقال له: أنت مولي اللّه ورسوله، وأنت في حدّ نسبك علي حالك، فحسن إسلامه

وتزوّج امرأة من بني فهر وأصدقها أبو إبراهيم عليه السلام خمسين دينارا من صدقة عليّ

ابن أبي طالب عليه السلام، وأخدمه وبوّأه، وأقام حتّي أخرج أبو إبراهيم عليه السلامفمات بعد

مخرجه بثمان وعشرين ليلة[264].

التاسع ـ إنفاقه عليه السلام الدراهم للعجوزة:

1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله: ... عن أبي عليّ بن راشد، قال: اجتمعت العصابة

بنيسابور في أيّام أبي عبد اللّه عليه السلام، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج، وقالوا:

نحن نحمل في كلّ سنة إلي مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدّعي هذا

الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلاً ثقة نبعثه إلي الإمام، ليتعرّف لنا الأمر، فاختاروا

رجلاً يعرف بأبي جعفر محمّد بن إبراهيم النيسابوريّ ... .

فما زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحرّكني، فرفعت رأسي من فوق

القبر، فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلي رأسه عمامة خلق.

فقال لي: يا أبا جعفر النيسابوريّ، يقول لك مولاك موسي بن

جعفر عليهماالسلام: ... فجئت إليه ... .

ثمّ قال لي: هات الكيس، فدفعته إليه، فحلّه وأدخل يده فيه، وأخرج منه درهم

شطيطة، وقال لي: هذا درهمها؟

فقلت: نعم، فأخذ الرزمة وحلّها وأخرج منها شقّة قطن مقصورة، طولها خمسة

وعشرون ذراعا، وقال لي: اقرأ عليها السلام كثيرا، وقل لها: قد جعلت شقّتك في

أكفاني، وبعثت إليك بهذه من أكفاننا من قطن قريتنا صريا، قرية فاطمة عليهاالسلام، وبذر

قطن كانت تزرعه بيدها الشريفة لأكفان ولدها، وغزل أختي حكيمة بنت أبي عبد

اللّه عليه السلام وقصارة يده لكفنه، فاجعليها في كفنك.

ثمّ قال: يا معتب! جئني بكيس نفقة مؤوناتنا، فجاء به فطرح درهما فيه، وأخرج

منه أربعين درهما، وقال: أقرئها منّي السلام، وقل لها: ستعيشين تسع عشرة ليلة من

دخول أبي جعفر، ووصول هذا الكفن وهذه الدراهم، فأنفقي منها ستّة عشر درهما،

واجعلي أربعة وعشرين صدقة عنك، وما يلزم عليك، وأنا أتولّي الصلاة عليك،

فإذا رأيتني فاكتم ... .

وأقامت شطيطة تسعه عشر يوما، وماتت رحمها اللّه، فتزاحمت الشيعة علي

الصلاة عليها، فرأيت أبا الحسن عليه السلام علي نجيب، فنزل عنه وأخذ بخطامه، ووقف

يصلّي عليها مع القوم، وحضر نزولها إلي قبرها، ونثر في قبرها من تراب قبر أبي

عبد اللّه الحسين عليه السلام.

فلمّا فرغ من أمرها ركب البعير وألوي برأسه نحو البرّيّة، وقال: عرّف أصحابك

واقرئهم عنّي السلام ... [265].

العاشر ـ إحسانه عليه السلام إلي بعض أصحابه بإرسال المال إليهم:

(748) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: روي عن هشام بن أحمر، قال: حملت إلي

أبي إبراهيم عليه السلام إلي المدينة أموالاً، فقال: ردّها فادفعها إلي المفضّل بن عمر، فرددتها

إلي جعفيّ، فحططتها علي باب المفضّل[266].

(749) 2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: عليّ بن محمّد، قال: حدّثني سَلَمَة بن الخطّاب،

عن عليّ بن حسّان، عن موسي بن بكر، قال: كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلامفلم أكن

أري شيئا يصل إليه إلاّ من ناحية المفضّل، ولربّما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا

يقبله منه، ويقول: أوصله إلي المفضّل[267].

الحادي عشر ـ إرشاد الناس في أمر الصلاة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن عليّ بن عقبة، قال:

رآني أبو الحسن عليه السلام بالمدينة وأنا أصلّي وأنكّس برأسي و أتمدّد في ركوعي،

فأرسل إليّ: لا تفعل[268].

الثاني عشر ـ إرشاده عليه السلام بعض أصحابه للتزويج:

1 ـ الراونديّ رحمه الله: روي عليّ بن أبي حمزة، قال: كان رجل من موالي

أبي الحسن عليه السلام لي صديقا، قال: خرجت من منزلي يوما فإذا أنا بامرأة حسناء

جميلة، ومعها أخري فتبعتها، فقلت لها: تمتّعيني نفسك؟ ... .

فانطلقت معي حتّي صرنا إلي باب المنزل، فدخلت فلمّا أن خلعت ... إذا قارع

يقرع الباب، فخرجت فإذا أنا بموفّق مولي أبي الحسن عليه السلام، فقلت له: ما وراك؟

قال: خير، يقول لك أبو الحسن: أخرج هذه المرأة التي معك في البيت ولا تمسّها،

فدخلت، فقلت لها: البسي خفّك يا هذه! واخرجي ... .

فلمّا كان العشاء عدت إلي أبي الحسن عليه السلام، قال: لا تعد فإنّ تلك امرأة من بني

أُميّة أهل بيت اللعنة، إنّهم كانوا بعثوا أن يأخذوها في منزلك، فاحمد اللّه الذي صرفها.

ثمّ قال لي أبو الحسن عليه السلام: تزوّج بابنة فلان، وهو مولي أبي أيّوب الأنصاريّ،

فإنّ له ابنة قد جمعت كلّ ما تريد من أمر الدنيا والآخرة، فتزوّجت، فكان كما قال عليه السلام[269].

الثالث عشر ـ إهداؤه عليه السلام المسك لبعض أصحابه:

(750) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد،

عن ابن فضّال، عن الحسن بن جهم، قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلامفأخرج إليّ

مخزنة فيها مسك، وقال: خذ من هذا، فأخذت منه شيئا فتمسّحت به.

فقال: أصلح واجعل في لبّتك منه.

قال: فأخذت منه قليلاً فجعلته في لبّتي، فقال لي: أصلح فأخذت منه أيضا فمكث

في يدي منه شيء صالح، فقال لي: اجعل في لبّتك، ففعلت.

ثمّ قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يأبي الكرامة إلاّ حمار.

قال: قلت: ما معني ذلك؟

قال: الطيب والوسادة وعدّ أشياء[270].

الرابع عشر ـ تكذيبه عليه السلام قول المنجّم:

1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: ... كتب مصقلة بن إسحاق إلي عليّ بن جعفر رقعة

يعلمه فيها أنّ المنجّم كتب ميلاده ووقت عمره وقتا، وقد قارب ذلك الوقت، وخاف

علي نفسه، فأحبّ أن يسأله أن يدلّه علي عمل يعمله يتقرّب به إلي اللّه عزّ وجلّ،

فأوصل عليّ بن جعفر رقعته التي كتبها إلي موسي بن جعفر عليه السلام.

فكتب إليه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، متّعني اللّه بك، قرأت رقعة فلان

... مرفلانا ... بما يقدر عليه من الصيام كلّ يوم، أو يوما ويوما، أو ثلثة في الشهر،

ولا يخلّي كلّ يوم أو يومين من صدقة علي ستّين مسكينا، وما يحرّكه عليه النسبة وما

يجري، ثمّ يستعمل نفسه في صلاة الليل والنهار استعمالاً شديدا، وكذلك في

الاستغفار، وقراءة القرآن، وذكر اللّه تعالي، والاعتراف في القنوت بذنوبه

والاستغفار منها، ويجعل أبوابا في الصدقة والعتق والتوبة عن أشياء يسمّيها من

ذنوبه، ويخلص نيّته في اعتقاد الحقّ، ويصل رحمه، وينشر الخير فيها.

فنرجو أن ينفعه اللّه عزّ وجلّ لمكانه منّا، وما وهب اللّه تعالي من رضانا وحمدنا

إيّاه، فلقد واللّه! ساءني أمره فوق ما أصف، وأنا أرجو أن يزيد اللّه في عمره،

ويبطل قول المنجّم فيما أطلعه علي الغيب، والحمد للّه ... [271].

الخامس عشر ـ مودّته عليه السلام لضعفاء الشيعة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن عليّ بن سويد، قال: كتبت إلي

أبي الحسن موسي عليه السلام، وهو في الحبس كتابا أسأله عن حاله، وعن مسائل كثيرة،

فاحتبس الجواب عليَّ أشهر، ثمّ أجابني بجواب هذه نسخته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه العليّ العظيم، الذي بعظمته ... .

كتبت تسألني عن أمور كنت منها في تقيّة، ومن كتمانها في سعة، فلمّا انقضي

سلطان الجبابرة، وجاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلي أهلها

العتاة علي خالقهم، رأيت أن أفسّر لك ما سألتني عنه، مخافة أن يدخل الحيرة علي

ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم ... [272].

السادس عشر ـ حبّه عليه السلام بقاء الضيف عنده:

(751) 1 ـ ابن إدريس الحلّيّ رحمه الله: قال: نزل بأبي الحسن موسي عليه السلام أضياف،

فلمّا أرادوا الرحيل قعد عنهم غلمانه، فقالوا له: يا ابن رسول اللّه! لو أمرت الغلمان

فأعانوا علي رحلتنا؟

فقال عليه السلام لهم: أمّا وأنتم ترحلون عنّا، فلا[273].

السابع عشر ـ استقراضه عليه السلام عن شهاب بن عبد ربّه وكتابه له:

(752) 1 ـ ابن حمزة الطوسيّ رحمه الله: عن عبد الرحمن بن الحجّاج، قال: استقرض

أبو الحسن عليه السلام من شهاب بن عبد ربّه مالاً، وكتب كتابا، ووضعه علي يدي، وقال:

إن حدث بي حدث فخرّقه.

قال عبد الرحمن: فخرجت إلي مكّة، فلقيني أبو الحسن عليه السلام، وأنا بمني، فقال لي:

يا عبد الرحمن! خرّق الكتاب، قال: ففعلت، وقدمت الكوفة وسألت عن شهاب،

فإذا هو قد مات في الوقت [الذي] أومأ إليّ في خرق الكتاب[274].

الثامن عشر ـ سيرته عليه السلام في عتق الإماء والعبيد:

(753) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن محمّد بن أحمد،

عن عليّ بن الرَيّان، عن أحمد بن أبي خلف مولي أبي الحسن عليه السلام، وكان اشتراه

وأباه وأُمّه وأخاه، فأعتقهم، واستكتب أحمد، وجعله قهرمانة[275].

فقال أحمد: كان نساء أبي الحسن عليه السلام إذا تبخّرن أخذن نواة من نوي الصيحانيّ،

ممسوحة من التمر، منقاة التمر والقشارة، فألقينها علي النار قبل البخور، فإذا دخنت

النواة أدني الدخان رمين النواة، وتبخّرن من بعد، وكنّ يقلن هو أعبق وأطيب

للبخور، وكنّ يأمرن بذلك[276].

التاسع عشر ـ اشتراء المفضّل الحيتان له عليه السلام:

(754) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: عليّ بن محمّد، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن

أحمد بن كُلَيْب، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، قال: بلغ من شفقّة المفضّل أنّه كان

يشتري لأبي الحسن عليه السلام الحيتان، فيأخذ رؤوسها ويبيعها، ويشتري لها حيتانا

شفقّة عليه[277].

العشرون ـ معاشرته عليه السلام مع رجل كان دميم المنظر:

(755) 1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه الله: روي أنّه عليه السلام مرّ برجل من أهل السواد، دميم

المنظر، فسلّم عليه ونزل عنده وحادثه طويلاً، ثمّ عرض عليه السلام عليه نفسه في القيام

بحاجة إن عرضت له، فقيل له: يا ابن رسول اللّه! أتنزل إلي هذا، ثمّ تسأله عن

حوائجك، وهو إليك أحوج؟!

فقال عليه السلام: عبد من عبيد اللّه، وأخ في كتاب اللّه، وجار في بلاد اللّه، يجمعنا وإيّاه

خير الآباء آدم عليه السلام، وأفضل الأديان الإسلام، ولعلّ الدهر يردّ من حاجاتنا إليه،

فيرانا بعد الزهو عليه متواضعين بين يديه. ثمّ قال عليه السلام:

نواصل من لا يستحقّ وصالنا

مخافة أن نبقي بغير صديق[278].

الحادي والعشرون ـ كلامه عليه السلام لمن خرج من الحمّام:

(756) 1 ـ الشهيد رحمه الله: عن أبي الحسن عليه السلام قال للخارج من الحمّام: طاب ما

طهر منك، وطهر ما طاب منك[279].

الثاني والعشرون ـ تسليمه عند دخوله عليه السلام إلي الحمّام:

(757) 1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: ومن كتاب اللبّاس، عن سَعْدان بن مسلم،

قال: دخل علينا أبو الحسن الأوّل عليه السلام الحمّام ونحن فيه، فسلّم، قال: فقمت

فاغتسلت وخرجت[280].

الثالث والعشرون ـ معاشرته عليه السلام مع الناس في جواب مسائلهم:

(758) 1 ـ حسن بن سليمان الحلّيّ رحمه الله: وحدّثني جعفر بن أحمد بن سعيد

الرازيّ، عن بكر بن صالح الضبِّيّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ، عن عليّ بن

أسباط، عن يونس بن عبدالرحمن، عن محمّد بن إسحاق بن عمّار، عمّن حدّثه من

أصحابنا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: جاء رجل، فلمّا نظر إليه أبو عبد اللّه عليه السلامقال:

أما واللّه ! لأضلّنّه، أما واللّه ! لأوهمنّه، فجلس الرجل فسأله مسألة، فأفتاه.

فلمّا خرج قال أبو عبد اللّه عليه السلام لقد أفتيته بالضلالة التي لا هداية فيها.

ثمّ إنّ الرجل جاء إلي أبي الحسن عليه السلام، فلمّا نظر إليه أبو الحسن عليه السلام قال: أما

واللّه ! لأضلّنّه بحقّ، فسأله الرجل عن تلك المسألة بعينها، فأفتاه.

فقال الرجل: هيهات! هيهات! لقد سألت عنها أباك، فأفتاني بغير هذا، وما يجب

عليَ أن أدع قوله أبدا.

فلمّا خرج، قال أبو الحسن عليه السلام: أما واللّه ! لقد أفتيته بالهداية التي لا ضلالة

فيها[281].

(759) 2 ـ المسعوديّ رحمه الله: روي حمّاد بن عيسي، عن رِبْعِي، عن عمر بن يزيد،

قال: كان لأبي عبد اللّه عليه السلام عندي وديعة، فلمّا مضي (صلّي اللّه عليه) أتيت فلقيت

عبد اللّه ابنه الأفطح، فقلت له: من صاحب الأمر بعد أبيك؟

فقال: أنا، قلت: فتقرّر أخاك بهذا؟

قال: نعم، فجمعت بينهما وأعدت القول، فسكت عبد اللّه ولم ينطق، وسكت

أبو الحسن موسي عليه السلام.

فلمّا رأيتهما لا يتكلّمان، قلت: سمعت أباكما يذكر أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم قال: من مات

بغير إمام مات ميتة جاهليّة.

فقال أبو الحسن عليه السلام: إمام حتّي نعرفه.

قلت: أسُمِع أبوك يذكر هذا؟

قال: قد ـ واللّه!ـ قال ذلك رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم.

قلت: فعليك إمام؟

قال: لا، وكان عبد اللّه قاعدا فلم ينطق، فقمت وتركتهما، ثمّ لقيت أبا الحسن بعد

ذلك، فقال لي: يا عمر! إنّك جمجمت بالقول فجمجمت لك، فلمّا صرّحت صرّحت

لك[282].

الرابع والعشرون ـ رعايته عليه السلام حال السائل في الجواب عند التقيّة:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... خلف بن حمّاد الكوفيّ، قال: ...

فلمّا صرنا بمني بعثت إلي أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، فقلت: جعلت فداك!

إنّ لنا مسألة قد ضقنا بها ذرعا، فإن رأيت أن تأذن لي فآتيك، وأسألك عنها؟

فبعث إليّ إذا هدأت الرِجْل، وانقطع الطريق، فاقبل إن شاء اللّه.

قال خلف: فرعيت الليل حتّي إذا رأيت الناس قد قلّ اختلافهم بمني، توجّهت

إلي مضربه، فلمّا كنت قريبا إذا أنا بأسود قاعد علي الطريق، فقال: من الرجل؟

فقلت: رجل من الحاجّ، فقال: ما اسمك؟

قلت: خلف بن حمّاد، قال: ادخل بغير إذن، فقد أمرني أن أقعد ههنا، فإذا أتيت

أذنت لك، فدخلت وسلّمت، فردّ السلام، وهو جالس علي فراشه وحده ما في

الفسطاط غيره، فلمّا صرت بين يديه سألني وسألته عن حاله.

فقلت له: إنّ رجلاً من مواليك تزوّج جارية معصرا لم تطمث، فلمّا افتضّها سال

الدم، فمكث سائلاً لا ينقطع نحوا من عشرة أيّام، وإنّ القوابل اختلفن في ذلك، فقال

بعضهنّ: دم الحيض، وقال بعضهنّ: دم العذرة، فما ينبغي لها أن تصنع؟

قال عليه السلام: فلتتّق اللّه، فإن كان من دم الحيض، فلتمسك عن الصلاة حتّي تري

الطهر، وليمسك عنها بعلها، وإن كان من العذرة فلتتّق اللّه، ولتتوضّأ ولتصلّ، ويأتيها

بعلها إن أحبّ ذلك.

فقلت له: وكيف لهم أن يعلموا ممّا هو حتّي يفعلوا ما ينبغي؟

قال: فالتفت يمينا وشمالاً في الفسطاط مخافة أن يسمع كلامه أحد، قال: ثمّ نهد

إليّ، فقال: يا خلف! سرّ اللّه، سرّ اللّه، فلا تذيعوه، ولا تعلّموا هذا الخلق أصول دين

اللّه، بل ارضوا لهم ما رضي اللّه لهم من ضلال ... .

قلت: جعلت فداك! من كان يحسن هذا غيرك؟!

قال: فرفع يده إلي السماء، وقال: واللّه! إنّي ما أخبرك إلاّ عن رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم،

عن جبرئيل، عن اللّه عزّوجلّ[283].

الخامس والعشرون ـ كان عليه السلام يمنع عن صلاة الميّت في المسجد:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن أبي بكر بن عيسي بن أحمد العلويّ،

قال: كنت في المسجد وقد جيي ء بجنازة، فأردت أن أُصلّي عليها.

فجاء أبو الحسن الأوّل عليه السلام فوضع مرفقه في صدري، فجعل يدفعني حتّي خرج

من المسجد، فقال: يا أبا بكر! إنّ الجنائز لا يصلّي عليها في المساجد[284].

السادس والعشرون ـ استقراضه عليه السلام عن الناس:

(760) 1 ـ المسعوديّ رحمه الله: روي عن محمّد بن عمر بن يزيد، عن أخيه الحسن بن

عمر، قال: بعث إليّ موسي عليه السلام، فاستقرض منّي ستّمائة دينار.

فلمّا مضي عليه السلام بعث إليّ الرضا عليه السلام: أنّ المال الذي كان لك علي أبي عليه السلام، فهو لك

عليّ[285].

السابع والعشرون ـ اشتراؤه عليه السلام الغلام مع الضيعة من صاحبه:

(761) 1 ـ الخطيب البغداديّ: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن

محمّد العلويّ، حدّثنا جدّي، قال: وذكر إدريس بن أبي رافع، عن محمّد بن موسي،

قال: خرجت مع أبي إلي ضياعه بساية[286]، فأصبحنا في غداة باردة، وقد دنونا منها،

وأصبحنا علي عين من عيون ساية، فخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجيّ فصيح

مستذفر بخرقة علي رأسه قِدْر فخّار[287] يفور، فوقف علي الغلمان، فقال: أين سيّدكم؟

قالوا: هو ذاك، قال: أبو من يكنّي؟

قالوا له: أبو الحسن.

قال: فوقف عليه، فقال: يا سيّدي! يا أبا الحسن! هذه عصيدة[288] أهديتها إليك،

قال: ضعها عند الغلمان، فأكلوا منها.

قال: ثمّ ذهب فلم نقل بلغ حتّي خرج علي رأسه حزمة حطب، حتّي وقف، فقال

له: يا سيّدي! هذا حطب أهديت إليك.

قال: ضعه عند الغلمان، وهب لنا نارا، فذهب فجاء بنار.

قال: وكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه، فدفعه إليّ وقال: يا بنيّ! احتفظ بهذه

الرقعة حتّي أسألك عنها، قال: فوردنا إلي ضياعه، وأقام بها ما طاب له، ثمّ قال:

امضوا بنا إلي زيارة البيت.

قال: فخرجنا حتّي وردنا مكّة، فلمّا قضي أبو الحسن عمرته دعا صاعدا، فقال:

اذهب فاطلب لي هذا الرجل فإذا علمت بموضعه فاعلمني حتّي أمشي إليه، فإنّي

أكره أن أدعوه، والحاجة لي.

قال لي صاعد: فذهبت حتّي وقفت علي الرجل، فلمّا رآني عرفني ـ وكنت

أعرفه، وكان يتشيّع ـ فلمّا رآني سلّم عليّ، وقال: أبو الحسن قدم؟

قلت: لا، قال: فأيش أقدمك؟

قلت: حوائج، وقد كان علم بمكانه بساية، فتبعني وجعلت أتقصّي منه ويلحقني

بنفسه، فلمّا رأيت أنّي لا أنفلت منه، مضيت إلي مولاي ومضي معي حتّي أتيته،

فقال: ألم أقل لك لا تعلمه؟

فقلت: جعلت فداك! لم أعلمه، فسلّم عليه، فقال له أبو الحسن عليه السلام: غلامك فلان

تبيعه؟

قال له: جعلت فداك! الغلام لك، والضيعة وجميع ما أملك.

قال: أمّا الضيعة فلا أحبّ أن أسلبكها، وقد حدّثني أبي، عن جدّي، أنّ بائع

الضيعة ممحوق، ومشتريها مرزوق.

قال: فجعل الرجل يعرضها عليه مدلاًّ بها، فاشتري أبو الحسن الضيعة والرقيق

منه بألف دينار، وأعتق العبد، ووهب له الضيعة.

قال إدريس بن أبي رافع: فهو ذا ولده في الصرّافين بمكّة[289].

الثامن والعشرون ـ مشورته عليه السلام مع الناس:

(762) 1 ـ البرقيّ رحمه الله: عن عدّة من أصحابنا، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن

الجهم، قال: كنّا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فذكرنا أباه عليه السلام.

فقال: كان عقله لا يوازن به العقول، وربّما شاور الأسود من سودانه.

فقيل له: تشاور مثل هذا!

قال: إنّ اللّه تبارك وتعالي ربّما فتح لسانه، قال: فكانوا ربّما أشاروا عليه بالشيء

فيعمل به من الضيعة والبستان[290].

التاسع والعشرون ـ امتناعه عليه السلام عن الوعد:

(763) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: وقال رجل لأبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام:

عدني.

قال: كيف أعدك ! وأنا لما لا أرجو أرجي منّي لما أرجو[291].

الثلاثون ـ مساعدته عليه السلام لتدفين الميّت:

(764) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن

أبي عمير، عن داود بن النعمان، قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام، يقول:

«ما شاء اللّه، لا ما شاء الناس»، فلمّا انتهي إلي القبر تنحّي فجلس، فلمّا أدخل

الميّت لحده قام، فحثا عليه التراب ثلاث مرّات بيده[292].

(765) 2 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالي، عن أبي جعفر

محمّد بن عليّ، عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن

يحيي، عن أحمد بن محمّد بن الأصبغ، عن بعض أصحابنا، قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام

وهو في جنازة، فحثا التراب علي القبر بظهر كفّيه[293].

الحادي والثلاثون ـ حزنه وبكاؤه عليه السلام في المحرّم:

(766) 1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال: حدّثنا

الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد اللّه بن عامر، عن إبراهيم بن أبي محمود،

قال: قال الرضا عليه السلام: إنّ المحرّم شهر كان أهل الجاهليّة يحرّمون فيه القتال،

فاستُحلّت فيه دماؤنا، وهتك فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا...

ثمّ قال عليه السلام: كان أبي عليه السلام إذا دخل شهر المحرّم لا يري ضاحكا، وكانت الكآبة

تغلب عليه حتّي يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم

مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام[294].

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني والثلاثون ـ بكاؤه عليه السلام عند استماع المراثي:

(767) 1 ـ الطريحيّ رحمه الله: حكي فضيل بن عبد ربّه أنّه قال: دخلت علي الإمام

موسي بن جعفر عليهماالسلام، فقلت له: يا سيّدي! إنّي أنشدك قصيدة للسيّد إسماعيل

الحميريّ، قال: أجل، ثمّ إنّه عليه السلام أمر بستور فسدلت، وأبواب ففتحت، وأجلس

حريمه من وراء الستر، ثمّ قال: أنشد يا فضيل! بارك اللّه فيك!

فأنشدته قصيدة للسيّد التي أوّلها: (لأُمّ عمرو باللوي مربع)، فلمّا بلغت إلي

(ووجهه كالشمس إذ تطلع) سمعت نحيبا من وراء الستر، وذلك بكاء أهل بيته

وعياله، وبكي هو أيضا عليه السلام، لأنّه كان رقيق القلب سريع العبرة.

فقال لي: يا فضيل! لمن هذه القصيدة؟

فقلت: هذه للسيّد الحميريّ.

فقال: يرحمه اللّه، فقلت: يا مولاي! إنّي رأيته يرتكب المعاصي.

فقال: يرحمه اللّه، فقلت: إنّي رأيته يشرب النبيذ نبيذ الرستاق.

فقال: تعني الخمر؟

قلت: نعم.

قال: يرحمه اللّه، وما ذاك علي اللّه بعسير أن يغفر لمحبّ جدّي عليّ بن أبي طالب

شارب الخمر.

فقلت: الحمد للّه علي ولايته ومحبّته، ثمّ إنّي أكملت القصيدة إلي آخرها وهو عليه السلام

مع ذلك يبكي[295].

الثالث والثلاثون ـ تعزيته عليه السلام أهل الميّت:

(768) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ومحمّد بن

إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال:

رأيت موسي عليه السلام يعزّي قبل الدفن و بعده[296].

الرابع والثلاثون ـ كان عليه السلام يعمل بيده:

(769) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: سهل بن زياد، عن الجامورانيّ، عن

الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام، يعمل في أرض له

قد استنقعت قدماه في العرق، فقلت له: جعلت فداك! أين الرجال؟

فقال: يا عليّ! قد عمل باليد من هو خير منّي في أرضه، ومن أبي[297].

فقلت له: ومن هو؟

فقال: رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم وأمير المؤمنين وآبائي عليهم السلام، كلّهم كانوا قد عملوا

بأيديهم، وهو من عمل النبيّين والمرسلين والأوصياء والصالحين[298].

الخامس والثلاثون ـ اجتنابه عليه السلام عن أكل الحرام:

(770) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد

وأحمد بن محمّد جميعا، عن ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الحميد بن

سعيد، قال: بعث أبو الحسن عليه السلام غلاما يشتري له بيضا، فأخذ الغلام بيضة أو

بيضتين فقامر بها، فلمّا أتي به أكله، فقال له مولي له: إنّ فيه من القمار، قال: فدعا

بطشت فتقيّأ فقاءه[299]،[300].

السادس والثلاثون ـ عدم قبوله عليه السلامثمن بيع المغنّيات:

1 ـ الحميريّ رحمه الله: ... إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قلت لأبي الحسن الأوّل عليه السلام:

جعلت فداك، إنّ رجلاً من مواليك عنده جوارٍ مغنّيات، قيمتهنّ أربعة عشر ألف

دينار، وقد جعل لك ثلثها.

فقال عليه السلام: لا حاجة لي فيها، إنّ ثمن الكلب والمغنّية سحت[301].

السابع والثلاثون ـ اشتراؤه عليه السلام ضيعة للأيتام:

(771) 1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: محمّد بن مسعود، قال: حدّثني أحمد بن منصور

الخُزاعيّ، قال: حدّثني أحمد بن الفضل الخزاعيّ، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن

عطيّة، عن مصادف، قال: اشتري أبو الحسن عليه السلام ضيعة بالمدينة، أو قال: قرب

المدينة.

قال: ثمّ قال لي: إنّما اشتريتها للصبيّة، يعني ولد مصادف، وذلك قبل أن يكون من

أمر مصادف ما كان[302].

الثامن والثلاثون ـ اشتراؤه خاتم أبيه عليهماالسلام

(772) 1 ـ أبو نصر الطبرسيّ رحمه الله: عن إسماعيل بن موسي، قال: كان خاتم جدّي

جعفر بن محمّد عليهماالسلام فضّة كلّه وعليه: «يا ثقتي قني شرّ جميع خلقك»، وإنّه بلغ في

الميراث خمسين دينارا زائدا أبي علي عبد اللّه بن جعفر فاشتراه أبي[303].

التاسع والثلاثون ـ تنزّهه عليه السلام في ضيعته مع بعض أصحابه:

(773) 1 ـ الصفّار رحمه الله: حدّثنا الحسين بن محمّد القاسانيّ، عن أبي الأحوص داود

ابن أسد المصريّ، عن محمّد بن الحسن بن جميل، قال: حدّثني أحمد بن هارون بن

موفّق مولي أبي الحسن، قال: أتيت أبا الحسن عليه السلام لأُسلّم عليه، فقال لي: اركب

ندور في أموالنا، فأتيت فازة لي[304] قد ضربت علي جدول ماء كان عنده خضرة،

فاستنزه ذلك، فضربت له الفازة فجلست حتّي أتي علي فرس له، فقبّلت فخذه،

ونزل فأمسكت ركابه، وأهويت لأخذ العنان، فأبي وأخذه هو فأخرجه من رأس

الدابّة، وعلّقه في طنب من أطناب الفازة، فجلس وسألني عن مجيئي، وذلك عند

المغرب، فأعلمته بمجيئي من العصر[305] إلي أن حمحم الفرس، فضحك عليه السلامونطق

بالفارسيّة وأخذ بعرفها، فقال: إذهب فبل، فرفع رأسه فنزع العنان، ومرّ يتخطّي

الجداول والزرع إلي براح[306] حتّي بال ورجع، فنظر إليّ فقال: إنّه لم يعط داود وآل

داود شيئا إلاّ وقد أعطي محمّد وآل محمّد أكثر منه[307].

(774) 2 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد بن

يحيي، قال: حدّثنا جدّي، قال: سمعت إسماعيل بن موسي يقول: خرج أبي عليه السلامبولده

إلي بعض أمواله بالمدينة، وسمّي ذلك المال إلاّ أنّ أبا الحسن يحيي نسي الإسم، قال:

فكنّا في ذلك المكان.

وكان مع أحمد بن موسي عشرون رجلاً من خدم أبي وحشمه إن قام أحمد قاموا

معه، وإن جلس أحمد جلسوا معه، وأبي بعد ذلك يرعاه ببصره ما يغفل عنه، وما

انقلبنا حتّي انشجّ أحمد بن موسي من بيننا.

وكان محمّد بن موسي من أهل الفضل والصلاح[308].

الأربعون ـ اهتمامه عليه السلام بأموال الناس:

(775) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن أحمد، عن البرقيّ،

عن محمّد بن يحيي، عن حمّاد بن عثمان، قال: بينا موسي بن عيسي في داره التي في

المسعي يشرف علي المسعي، إذ رأي أبا الحسن موسي عليه السلاممقبلاً من المروة علي

بغلة، فأمر ابن هياج رجلاً من همدان منقطعا إليه أن يتعلّق بلجامه ويدّعي البغلة.

فأتاه فتعلّق باللجام، وادّعي البغلة، فثنّي أبو الحسن عليه السلام رجله، فنزل عنها وقال

لغلمانه: خذوا سرجها، وادفعوها إليه.

فقال: والسرج أيضا لي.

فقال أبو الحسن عليه السلام: كذبت، عندنا البيّنة بأنّه سرج محمّد بن عليّ عليهماالسلام، وأمّا

البغلة فإنّا اشتريناها منذ قريب، وأنت أعلم وما قلت[309].

الحادي والأربعون ـ اهتمامه عليه السلام لإستيفاء حقوق الناس:

1 ـ العيّاشيّ رحمه الله: عن الحسن بن عليّ بن النعمان، قال: لمّا بني المهديّ في المسجد

الحرام، بقيت دار في تربيع المسجد، فطلبها من أربابها، فامتنعوا ... فقال له عليّ بن

يقطين: يا أمير المؤمنين! لو ( إنّي خ ل ) كتبت إلي موسي بن جعفر عليه السلاملأخبرك

بوجه الأمر في ذلك، فكتب إلي والي المدينة أن يسأل موسي بن جعفر عن دار أردنا

أن ندخلها في المسجد الحرام، فامتنع علينا صاحبها، فكيف المخرج من ذلك؟

فقال ذلك لأبي الحسن عليه السلام ... فقال له: اكتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إن كانت

الكعبة هي النازلة بالناس، فالناس أولي بفنائها، وإن كان الناس هم النازلون بفناء

الكعبة، فالكعبة أولي بفنائها.

فلمّا أتي الكتاب إلي المهديّ أخذ الكتاب، فقبّله، ثمّ أمر بهدم الدار فأتي أهل

الدار أبا الحسن عليه السلام، فسألوه أن يكتب لهم إلي المهديّ كتابا في ثمن دارهم، فكتب

إليه أن أرضخ لهم شيئا، فأرضاهم[310].

الثاني والأربعون ـ تواضعه عليه السلام لبعض أصحابه:

1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: ... عن يونس بن يعقوب، قال: كتبت إلي

أبي الحسن عليه السلامفي شيء كتبت إليه فيه: يا سيّدي!

فقال عليه السلام للرسول: قل له: إنّك أخي[311].

الثالث والأربعون ـ وساطته عليه السلام لرفع الظلم عن بعض مواليه:

1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: من كتاب قضاء حقوق المؤمنين لأبي عليّ بن طاهر

الصوريّ بإسناده عن رجل من أهل الري، قال: وُلّي علينا بعض كتّاب يحيي بن

خالد، وكان عليَّ بقايا يطالبني بها، وخفت من إلزامي إيّاها خروجا عن نعمتي،

وقيل لي: إنّه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه، فلا يكون كذلك فأقع فيما لا

أحبّ، فاجتمع رأيي علي أنّي هربت إلي اللّه تعالي، وحججت ولقيت مولاي

الصابر ـ يعني موسي بن جعفر عليهماالسلام ـ فشكوت حالي إليه، فأصحبني مكتوبا

نسخته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، اعلم أنّ للّه تحت عرشه ظلاّ لا يسكنه إلاّ من أسدي

إلي أخيه معروفا، أو نفّس عنه كربة، أو أدخل علي قلبه سرورا، وهذا أخوك،

والسلام.

قال: فعدت من الحجّ إلي بلدي، ومضيت إلي الرجل ليلاً، واستأذنت عليه

وقلت: رسول الصابر عليه السلام، فخرج إليّ حافيا ماشيا، ففتح لي بابه، وقبّلني وضمّني

إليه، وجعل يقبّل بين عينيّ، ويكرّر ذلك كلّما سألني عن رؤيته عليه السلام، وكلّما أخبرته

بسلامته، وصلاح أحواله، استبشر، وشكر اللّه، ثمّ أدخلني داره، وصدّرني في

مجلسه، وجلس بين يديّ، فأخرجت إليه كتابه عليه السلامفقبّله قائما وقرأه ثمّ استدعي

بماله وثيابه، فقاسمني دينارا دينارا، ودرهما درهما، وثوبا ثوبا، وأعطاني قيمة ما لم

يمكن قسمته، وفي كلّ شيء من ذلك يقول: يا أخي! هل سررتك؟

فأقول: إي، واللّه! ... [312].

الرابع والأربعون ـ اهتمامه عليه السلام بأمور المسلمين:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... عن زياد بن أبي سلمة، قال: دخلت

علي أبي الحسن موسي عليه السلام، فقال لي: يا زياد! إنّك لتعمل عمل السلطان؟! ... .

فقال لي: يا زياد! لئن أسقط من حالق، فأتقطّع قطعة قطعة، أحبّ إليّ من أن

أتولّي لأحد منهم عملاً أو أطأبساط أحدهم إلاّ لما ذا؟

قلت: لا أدري جعلت فداك.

فقال: إلاّ لتفريج كربة عن مؤمن أوفكّ أسره أو قضاء دينه ... [313].

الخامس والأربعون ـ اشتراؤه عليه السلام الدار لبعض مواليه:

(776) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن

عيسي، عن معمّر بن خلاّد، قال: إنّ أبا الحسن عليه السلام اشتري دارا، وأمر مولي له أن

يتحوّل إليها، وقال: إنّ منزلك ضيق.

فقال: قد أحدث هذه الدار أبي، فقال أبو الحسن عليه السلام: إن كان أبوك أحمق

ينبغي[314] أن تكون مثله؟![315].

السادس والأربعون ـ إعطاؤه عليه السلام لمادح جدّه الحسين عليه السلام:

1 ـ ابن شهر آشوب رحمه الله: حكي أنّ المنصور تقدّم إلي موسي بن جعفر بالجلوس

للتهنئة في يوم النيروز، وقبض ما يحمل إليه ... فجلس ودخلت عليه الملوك والأمراء

والأجناد يهنّؤونه، ويحملون إليه الهدايا والتحف، وعلي رأسه خادم المنصور يحصي

ما يحمل.

فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السنّ، فقال له: يا ابن بنت رسول اللّه!

إنّني رجل صعلوك لا مال لي، أتحفك بثلاث أبيات، قالها جدّي في جدّك الحسين بن

عليّ:

عجبت لمصقول علاك فرنده

يوم الهياج وقد علاك غبار

ولا سهم نفذتك دون حرائر

يدعون جدّك والدموع غزار

ألا تقضقضت السهام وعاقها

عن جسمك الإجلال والإكبار

قال: قبلت هديّتك، اجلس بارك اللّه فيك، ورفع رأسه إلي الخادم، وقال: امض

إلي أمير المؤمنين وعرّفه بهذا المال وما يصنع به.

فمضي الخادم، وعاد وهو يقول: كلّها هبة منّي له، يفعل به ما أراد.

فقال موسي للشيخ: اقبض جميع هذا المال، فهو هبة منّي لك[316].

السابع والأربعون ـ إرساله عليه السلام الأموال إلي بعض أصحابه للتجارة:

1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: ... الحسن بن عليّ بن يقطين، قال: كان

أبو الحسن عليه السلام إذا أراد شيئا من الحوائج لنفسه، أو ممّا يعني به أموره، كتب إلي أبي،

يعني عليّا: اشتر لي كذا وكذا ... وليتولّ ذلك لك هشام بن الحكم ... ولم يذكر هشاما

إلاّ فيما يعني به من أمره.

وذكر أنّه بلغ من عنايته به وحاله عنده أنّه سرّح إليه خمسة عشر ألف درهم،

وقال له: اعمل بها، وكل أرباحها، وردّ إلينا رأس المال، ففعل ذلك هشام رحمه اللّه،

وصلّي علي أبي الحسن عليه السلام[317].

الثامن والأربعون ـ أمره عليه السلام بعض مواليه في اشتراء ما يحتاج إليه:

1 ـ أبو عمرو الكشّيّ رحمه الله: ... الحسن بن عليّ بن يقطين، قال: كان

أبو الحسن عليه السلام إذا أراد شيئا من الحوائج لنفسه، أو ممّا يعني به أموره، كتب إلي أبي،

يعني عليّا: اشتر لي كذا وكذا، واتّخذ لي كذا وكذا، وليتولّ ذلك لك هشام بن الحكم.

فإذا كان غير ذلك من أموره كتب إليه: اشتر لي كذا وكذا، ولم يذكر هشاما إلاّ فيما

يعني به من أمره ... . [318].

التاسع والأربعون ـ إعطاؤه عليه السلام الدراهم إلي بعض أصحابه لنكاح المتعة:

1 ـ الراونديّ رحمه الله: إنّ عليّ بن أبي حمزة، قال: بعثني أبو الحسن عليه السلام في حاجة،

فجئت وإذا مُعَتّب علي الباب، فقلت: أعلم مولاي بمكاني.

فدخل معتّب، ومرّت بي امرأة، وقلت: لولا أنّ معتّبا دخل فأعلم مولاي بمكاني

لاتّبعت هذه المرأة فتمتّعت بها.

فخرج معتّب، فقال: ادخل، فدخلت عليه وهو علي مصلّي تحته مرفقة، فمدّ يده

وأخرج من تحت المرفقة صرّة فناولنيها، وقال: ألحق المرأة، فإنّها علي دكّان العلاّف

بالبقيع تنتظرك.

فأخذت الدراهم ... فأتيت البقيع، فإذا المرأة علي دكّان العلاّف تقول: يا عبد

اللّه! قد حبستني.

قلت: أنا!؟ قالت: نعم، فذهبت بها وتمتّعت بها[319].

الخمسون ـ إعطاؤه عليه السلام الدراهم لمؤونة من لم يسأله:

1 ـ أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: ... عن عليّ بن أبي حمزة، قال: أرسلني

أبو الحسن عليه السلام إلي رجل من أهل الوازارين ... قال: فإنّ علي باب الزقاق شيخ يقعد

علي ظهر الطريق، بين يديه طبق فيه نبع، يبيعه بنفسه للصبيان بفلس فلس، فائته

وأقرئه منّي السلام، وأعطه هذه الثمانية عشر درهما، وقل له: يقول لك أبو الحسن:

انتفع بهذه الدراهم، فإنّها تكفيك حتّي تموت ... .

فقلت: ومن أنت، لا أعرفك من إخواني؟

قال: أنا عبد اللّه بن صالح ... فقلت له: أوصني بما أحببت، أنفذه من مالي.

قال: يا عليّ! لست أخلّف إلاّ ابنتي، وهذه الدويرة، فإذا أنا متّ فزوّج ابنتي ممّن

أحببت من إخوانك، ولا تزوّجها إلاّ من رجل يدين اللّه بدينك، فإذا فعلت، فبع

داري واحمل ثمنها إلي أبي الحسن عليه السلام، ولتشهد لي بالوصيّة، ولا يلي أحد غسلي

غيرك حتّي تدخلني قبري.

ففعلت جميع ما أوصاني به، وزوّجت ابنته رجلاً من أصحابنا له دين، وبعت

داره، وحملت الثمن إلي أبي الحسن عليه السلام، وأخبرته بجميع ما أوصاني به.

فقال أبو الحسن عليه السلام: رحمه اللّه، قد كان من شيعتنا، وكان لا يعرف[320].

الحادي والخمسون ـ إعطاؤه عليه السلام نفقة السفر:

1 ـ الراونديّ رحمه الله: ... بكّار القمّيّ، قال: حججت أربعين حجّة، فلمّا كان في

آخرها أصبت بنفقتي بجمع، فقدمت مكّة، فأقمت حتّي يصدر الناس، ثمّ قلت: أصير

إلي المدينة، فأزور رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم وأنظر إلي سيّدي أبي الحسن موسي عليه السلام،

وعسي أن أعمل عملاً بيدي، فأجمع شيئا فأستعين به علي طريقي إلي الكوفة ... .

(فلمّا كان من الغد ... قال لي: ادن، فدنوت فدفع إليّ صرّة فيها خمسة عشر

دينارا، فقال: خذ، هذه نفقتك إلي الكوفة.

ثمّ قال: اخرج غدا، قلت: نعم، جعلت فداك! ولم أستطع أن أردّه، ثمّ ذهب وعاد إليّ

الرسول، فقال: قال أبو الحسن عليه السلام: ائتني غدا قبل أن تذهب، [فقلت: سمعا وطاعة].

فلمّا كان من الغد أتيته، فقال: اخرج الساعة حتّي تصير إلي فيد، فإنّك توافق

قوما يخرجون إلي الكوفة ... [321].

(777) 2 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد بن

يحيي، قال: حدّثنا جدّي يحيي بن الحسن بن جعفر، قال: حدّثنا إسماعيل بن يعقوب،

قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه البكريّ، قال: قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني،

فقلت: لو ذهبت إلي أبي الحسن موسي عليه السلام فشكوت إليه! فأتيته بنَقَمي[322] في

ضيعته، فخرج إليّ ومعه غلام معه مِنسَف[323] فيه قديد[324] مجزّع ليس غيره، فأكل

وأكلت معه، ثمّ سألني عن حاجتي؟

فذكرت له قصّتي، فدخل ولم يقم إلاّ يسيرا حتّي خرج إليّ، فقال لغلامه: اذهب،

ثمّ مدّ يده إليّ فدفع إليّ صرّة فيها ثلاثمائة دينار، ثمّ قام فولّي، فقمت فركبت دابّتي

وانصرفت[325].

(778) 3 ـ الشيخ المفيد رحمه الله: وذكر جماعة من أهل العلم: أنّ أبا الحسن عليه السلامكان

يصل بمائتي دينار إلي ثلائمائة دينار، كانت صرار موسي عليه السلام مثلاً[326].

الثاني والخمسون ـ تلطّفه عليه السلام بالزارع الغريم وإنفاقه له:

1 ـ الخطيب البغداديّ: ... محمّد بن الحسين بن محمّد بن عبد المجيد

الكِنانيّ اللَيْثيّ، قال: حدّثني عيسي بن محمّد بن مغيث القرظيّ ـ وبلغ تسعين سنة ـ

قال: زرعت بطّيخا وقثّاءا وقرعا في موضع بالجُوّانيّة علي بئر، يقال لها: أُمّ عظام.

فلمّا قرب الخير واستوي الزرع بغتني الجراد، وأتي علي الزرع كلّه، وكنت غرمت

علي الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا، فبينا أنا جالس طلع موسي بن

جعفر بن محمّد عليهم السلام فسلّم، ثمّ قال: ايش حالك؟

فقلت: أصبحت كالصريم بغتني الجراد، فأكل زرعي.

قال: وكم غرمت فيه؟

قلت: مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين.

فقال: يا عرفة! زن لأبي المغيث مائة وخمسين دينارا، فربحك ثلاثين دينارا

والجملين ... [327].

الثالث والخمسون ـ اشتراؤه عليه السلام الثمرة يوما بيوم كسائر المسلمين:

(779) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن محمّد بن بُنْدار، عن أحمد بن

أبي عبد اللّه، عن محسن بن أحمد، عن يونس بن يعقوب، عن مُعَتِّب، قال:

كان أبو الحسن عليه السلام يأمرنا إذا أدركت الثمرة أن نخرجها فنبيعها، ونشتري مع

المسلمين يوما بيوم[328].

پاورقي

[254] الدُرّاعة: جبّة مشقوق المقدّم. المنجد: 213.

[255] الإرشاد: 293، س 15.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 433.

[256] الثاقب في المناقب: 439، ح 376.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 456.

[257] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/76، ح 5.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 795.

[258] الكافي: 6/377، ح 3.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3091.

[259] قرب الإسناد: 331، ح 1231.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3410.

[260] مكارم الأخلاق: 139 س 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3087.

[261] قرب الإسناد: 335، ح 1238.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 499.

[262] العفص: شجرة من البلوط، تحمل سنة بلوطا وسنة عفصا، وهو دواء قابض مجفّف، يردّ الموادّ المنصبّة، ويشدّ الأعضاء الرخوة الضعيفة، وإذا نقع في الخلّ سوّد الشعر. القاموس المحيط: 2/452، عفص.

[263] التفسير: 322 ح 169. عنه وسائل الشيعة: 16/223، ح 21417، و17/422، ح

22899، قطعتان منه، والبحار: 72/415، س 15، ضمن ح 68، ومدينة المعاجز: 6/451، ح 2097، بتفاوت يسير، وحلية الأبرار: 4/258، ح 4.

[264] الكافي: 1/478، ح 4.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3389.

[265] الثاقب في المناقب: 439، ح 376.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 456.

[266] الغيبة: 347، ح 298. عنه البحار: 47/342، ح 29.

قطعة منه في وكلاؤه عليه السلام.

[267] رجال الكشّيّ: 328، ح 595.

الغيبة: 347، ح 299. عنه البحار: 47/342، ح 30.

قطعة منه في وكلاؤه عليه السلام.

[268] الكافي: 3/321، ح 9.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1455.

[269] الخرائج والجرائح: 1/318، ح 11.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 405.

[270] الكافي: 6/512، ح 3.

عنه وسائل الشيعة: 2/147، ح 1765، و148، ح 1767، و12/102، ح 1575، قطعات

منه، والوافي: 6/698، ح 5317.

قطعة منه في ما رواه عن الإمام عليّ عليهماالسلام.

[271] فرج المهموم: 114، س 7.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3458.

[272] الكافي: 8/107، ح 95.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3461.

[273] مستطرفات السرائر: 50، ح 13. عنه وسائل الشيعة: 11/455، ح 15249، والبحار:

72/455، ح 27.

[274] الثاقب في المناقب: 435، ح 370. عنه مدينة المعاجز: 6/433، ح 2085.

بصائر الدرجات: الجزء السادس/283، ح 5، وفيه: حدّثنا معاوية بن حكيم، عن جعفر بن

محمّد بن يونس، عن عبد الرحمن بن الحجّاج، بتفاوت يسير. وفي متنه إغلاق.

عنه البحار: 48/53، ح 52، وإثبات الهداة: 3/188، ح 50.

الخرائج والجرائح: 2/716، ح 15، نحو ما في الثاقب.

قطعة منه في علمه عليه السلام بالغائب.

[275] القهرمنة: مدبّرة البيت ومتولية شؤونه. المعجم الوسيط: 764، قهر.

[276] الكافي: 6/518، ح 5.

عنه الوافي: 6/714، ح 5347، والبحار: 48/111، ح 20.

[277] رجال الكشّيّ: 328، ح 596.

[278] تحف العقول: 413، س 5. عنه البحار: 75/325، ح 30، وأعيان الشيعة: 2/7، س 28.قطعة منه في إنشاده الشعر.

[279] الذكري: 19، س 19.

[280] بحار الأنوار: 73/79، س 23، ضمن ح 21.

[281] مختصر بصائر الدرجات: 94، س 22.

[282] إثبات الوصيّة: 194 س 6.

[283] الكافي: 3/92، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1155.

[284] الكافي: 3/ 182، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1199.

[285] إثبات الوصيّة: 203، س 23.

[286] ساية: واد بين حاميتين، وهما حرّتان سوداوان، بها قري كثيرة ... وفيها نخيل ومزارع وموز ورمّان وعنب، وأصلها لولد عليّ بن أبي طالب عليه السلام. معجم البلدان: 3/180.

[287] الفَخّار: أوان ونحوها تُصنع من الطين وتُحرق. المعجم الوسيط: 677.

[288] العَصيدة: دقيق يلتّ بالسمن ويطبخ. المنجد: 508، عصد.

[289] تاريخ بغداد: 13/29، س 16. عنه أعيان الشيعة: 2/7، س 18.

دلائل الإمامة: 311، س 18، بتفاوت يسير. عنه البحار: 100/69، ح 27، قطعة منه،

ومستدرك الوسائل: 13/55، ح 14732، نحو ما في البحار.

إحقاق الحقّ: 12/305، س 20، عن المختار في مناقب الأخيار لابن الأثير الجزريّ.

قطعة منه في ما رواه عن عن جدّه عليهماالسلام.

[290] المحاسن: 602، ح 23.

عنه وسائل الشيعة: 12/44، ح 15602.

[291] من لا يحضره الفقيه 3/101، س 8.

عنه وسائل الشيعة: 17/53، ح 21961، والوافي: 17/69، ح 16877.

[292] الكافي: 3/198، ح 1.

عنه وسائل الشيعة: 3/189، ح 3370، و212، ح 3434، قطعة منه، والوافي: 25/524، ح

24567.

[293] تهذيب الأحكام: 1/318، ح 925.

عنه وسائل الشيعة: 3/191، ح 3374، والوافي: 25/524، ح 24568.

[294] الأمالي: 111، ح 2.

عنه وسائل الشيعة: 14/504، ح 19697، قطعة منه، والبحار: 44/283، ح 17.

روضة الواعظين: 187، س 13، مرسلاً.

[295] المنتخب: 315، س 6.

قطعة منه في مدح فضيل بن عبد ربّه ، و(السيّد إسماعيل الحميريّ).

[296] الكافي: 3/205، ح 9.

عنه البحار: 79/112، س 5.

وعنه وعن الفقيه، والتهذيب، والاستبصار، وسائل الشيعة: 3/215، ح 3444.

تهذيب الأحكام: 1/463، ح 1516.

عنه وعن الكافي، والفقيه، الوافي: 25/552، ح 24641.

الاستبصار: 1/217، ح 769.

من لا يحضره الفقيه: 1/110، ح 503.

[297] في الفقية: «خير منّي ومن أبي في أرضه»، بدل ما في المتن.

[298] الكافي: 5/75، ح 10. عنه البحار: 48/115، ح 27، وحلية الأبرار: 1/330، ح 3،

و2/253، ح 5، و4/319، ح 1.

وعنه وعن الفقيه، وسائل الشيعة: 17/38، ح 21923، والوافي: 17/33، ح 16814.

من لا يحضره الفقيه: 3/98، ح 380.

عوالي اللئالي: 3/200، ح 22.

قطعة منه في إنّهم عليهم السلام كانوا يعملون بأيديهم.

[299] في الأصل: «فتقيّأه»، وما أثبتناه عن البحار والوسائل والوافي.

تقيّأ: تكلّف القيء، وقاءَ يقيء ما أكله: ألقاه من فمه. المنجد: 665، قيأ.

[300] الكافي: 5/123، ح 3.

عنه وسائل الشيعة: 17/165، ح 22255، والبحار: 48/117، ح 32، والوافي: 17/227،

ح 17161، وحلية الأبرار: 4/300، ح 3.

[301] قرب الإسناد: 305، ح 1195.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2479.

[302] رجال الكشّيّ: 449، ح 846.

[303] مكارم الأخلاق: 86 س 5.

عنه البحار: 47/10 س 11، ضمن، ح 8.

[304] في الاختصاص: «فازة له».

الفازة: مظلّة بعمودين. المنجد: 598.

[305] في المصدر: «فأعلمت بمجيئي من القصر»، وما أثبتناه عن الاختصاص.

[306] البَراح مثل سلام: المكان الذي لا سُتْرة فيه من شجر وغيره. المصباح المنير: 42.

[307] بصائر الدرجات: الجزء السابع/369، ح 9. عنه البحار: 48/57، ح 66.

الاختصاص: 298، س 17. عنه البحار: 27/270، ح 21.

قطعة منه في مركبه عليه السلام، و(تقبيل الناس يده ورجله عليه السلام)، و(علمه عليه السلام بمنطق الحيوانات)،

و(ما أعطي لآل محمّد عليهم السلام).

[308] الإرشاد: 303، س 8. عنه البحار: 48/287، ح 2.

[309] الكافي: 8/72، ح 48. عنه وسائل الشيعة: 27/291، ح 33778، والوافي: 3/812، ح

1419، والبحار: 48/148، ح 23، وحلية الأبرار: 4/299، ح 1.

قطعة منه في مركبه عليه السلام، و(غلمانه عليه السلام).

[310] تفسير العيّاشيّ: 1/185، ح 90.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3491.

[311] رجال الكشّيّ: 388، ح 725.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3501.

[312] بحار الأنوار: 48/174، ح 16، و71/313، س 8، ضمن ح 69.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3508.

[313] الكافي: 5/109، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2103.

[314] في المحاسن: «فتبغي». وبغيتُه أبغيه بَغيا: طلبته. المصباح المنير: 57.

[315] الكافي: 6/525، ح 2.

عنه وسائل الشيعة: 5/302، ح 6605، و19/217، ح 24457، قطعة منه.

المحاسن للبرقيّ: 611، ح 27، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 73/152، ح 30.

مكارم الأخلاق: 117، س 10، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 73/153، س 17، ضمن ح 34.

[316] المناقب: 4/318، س 23.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 819.

[317] رجال الكشّيّ: 269، ح 484.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3464.

[318] رجال الكشّيّ: 269، ح 484.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3464.

[319] الخرائج والجرائح: 1/319، ح 12.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 403.

[320] دلائل الإمامة: 330، س 21، ضمن ح 289.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 465.

[321] الخرائج والجرائح: 1/319، ح 13.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 423.

[322] نَقَمَي بالتحريك والقصر من النقمة، وهي العقوبة: موضع من أعراض المدينة كان لآل أبي طالب. معجم البلدان: 5/300.

[323]المِنسَف: ما ينسف به الحبّ، والغربال الكبير. المعجم الوسيط: 918، نسف.

[324] القديد من اللحم: ما قطع طولاً وملّح وجفّف في الهواء والشمس. المصدر: 718، قدّ.

[325] الإرشاد: 296، س 16.

عنه البحار: 48/102، ح 6، وحلية الأبرار: 4/260، ح 6.

كشف الغمّة: 2/228، س 11.

روضة الواعظين: 237، س 16.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/318، س 22، باختصار.

دلائل الإمامة: 310، س 9.

تاريخ بغداد: 13/28، س 3، بتفاوت يسير.

عنه إحقاق الحقّ: 12/301، س 17.

سير أعلام النبلاء: 6/271، س 11، قطعة منه.

[326] الإرشاد: 297، س 18.

عنه وعن الإعلام، حلية الأبرار: 4/259، ح 5، والبحار: 48/103، س 9، ضمن، ح 7.

إعلام الوري: 2/27، س 8.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/ 318، س 20.

عنه البحار: 48/108، س 7، ضمن، ح 9.

مقاتل الطالبيّين: 413، س 13، بتفاوت يسير.

عنه البحار: 48/104، س 6، وأعيان الشيعة: 2/7، س 7.

كشف الغمّة: 2/229، س 13.

دلائل الإمامة: 310، س 7، بتفاوت.

تاريخ بغداد: 13/28، س 1، بتفاوت.

عنه أعيان الشيعة: 2/7، س 39.

سير أعلام النبلاء: 271، س 7، بتفاوت.

[327] تاريخ بغداد: 13/29، س 3.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 424.

[328] الكافي: 5/166، ح 3.

عنه البحار: 48/117، ح 33.

وعنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 17/437، ح 22933.

تهذيب الأحكام: 7/161، ح 711.