بازگشت

(ج) ـ دعاؤه عليه السلام في موارد خاصّة


الأوّل ـ دعاؤه عليه السلام عند خروجه من الحبس إلي المدينة:

1 ـ الشيخ الصدوق رحمه الله: ... عن عمر بن واقد، قال: إنّ هارون الرشيد لمّا ضاق

صدره ممّا كان يظهر له من فضل موسي بن جعفر عليهماالسلام ...

ثمّ إنّ سيّدنا موسي عليه السلام دعا بالمسيّب، وذلك قبل وفاته بثلاثة أيّام، وكان موكّلاً

به، فقال له: يا مسيّب!

قال: لبّيك يا مولاي! قال: إنّي ظاعن في هذه الليلة إلي المدينة، مدينة جدّي

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم لأعهد إلي عليّ ابني ما عهده إليّ أبي، وأجعله وصيّي وخليفتي،

وآمره أمري ...

ثمّ قال: «إنّي أدعو اللّه عزّ وجلّ باسمه العظيم الذي دعا آصف حتّي جاء

بسرير بلقيس، ووضعه بين يدي سليمان قبل ارتداد طرفه إليه حتّي يجمع

بيني وبين ابني عليّ بالمدينة» ... [623].

الثاني ـ دعاؤه عليه السلام بعد صلاة الوتر:

(3017) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن محمّد، عن سهل، عن أحمد بن

عبد العزيز، قال: حدّثني بعض أصحابنا، قال: كان أبو الحسن الأوّل عليه السلامإذا رفع

رأسه من آخر ركعة الوتر، قال: «هذا مقام من حسناته نعمة منك، وشكره

ضعيف، وذنبه عظيم، وليس له إلاّ دفعك ورحمتك، فإنّك قلت في كتابك

المنزل علي نبيّك المرسل صلي الله عليه و آله وسلم:«كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *

وَ بِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ »[624] طال هجوعي، وقلّ قيامي، وهذا السحر وأنا

أستغفرك لذنبي استغفار من لم يجد لنفسه ضرّا ولا نفعا ولا موتا ولا حيوة

ولا نشورا»، ثمّ يخرّ ساجدا صلوات اللّه عليه[625].

2 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... أحمد بن عبد العزيز، قال: حدّثني بعض

أصحابنا، قال: كان أبو الحسن الأوّل عليه السلام إذا رفع رأسه من آخر ركعة الوتر، قال:

«هذا مقام من حسناته نعمة منك، وشكره ضعيف، وذنبه عظيم، وليس له إلاّ

دفعك ورحمتك، فإنّك قلت في كتابك المنزل علي نبيّك المرسل صلي الله عليه و آله وسلم:

«كَانُواْ قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَ بِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » طال هجوعي

وقلّ قيامي، وهذا السحر وأنا أستغفرك لذنبيّ استغفار من لم يجد لنفسه

ضرّا ولا نفعا ولا موتا ولا حيوة ولا نشورا»، ثمّ يخرّ ساجدا صلوات اللّه

عليه[626].

الثالث ـ دعاؤه عليه السلام في سجوده:

(3018) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن

يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان، قال: كان أبو الحسن عليه السلام يقول في سجوده:

«أعوذ بك من نار حرّها لا يطفأ، وأعوذ بك من نار جديدها لا يبلي، وأعوذ

بك من نار عطشانها لا يروي، وأعوذ بك من نار مسلوبها لا يكسي»[627].

الرابع ـ دعاؤه عليه السلام في السجدة بعد صلاة الظهر:

(3019) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد

بن عيسي، عن عليّ بن الحكم، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، قال: خرجت مع

أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام إلي بعض أمواله، فقام إلي صلاه الظهر، فلمّا فرغ خرّ

للّه ساجدا، فسمعته يقول بصوت حزين، وتغرغر[628] دموعه:

«ربّ عصيتك بلساني، ولو شئت وعزّتك لأخرستني، وعصيتك ببصري،

ولو شئت وعزّتك لأكمهتني، وعصيتك بسمعي، ولو شئت وعزّتك

لأصممتني، وعصيتك بيدي، ولو شئت وعزّتك لكنعتني، وعصيتك برجلي،

ولو شئت وعزّتك لجذمتني، وعصيتك بفرجي، ولو شئت وعزّتك لعقمتني،

وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها عليّ، وليس هذا جزاؤك منّي».

قال: ثمّ أحصيت له ألف مرّة، وهو يقول: «العفو، العفو».

قال: ثمّ ألصق خدّه الأيمن بالأرض، فسمعته وهو يقول بصوت حزين: «بؤت

إليك بذنبي، عملت سوءا، وظلمت نفسي، فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذنوب

غيرك، يا مولاي!» ثلاث مرّات، ثمّ ألصق خدّه الأيسر بالأرض، فسمعته يقول:

«ارحم من أساء واقترف واستكان واعترف»، ثلاث مرّات، ثمّ رفع رأسه[629].

الخامس ـ دعاؤه عليه السلام علي الصفا والمروة:

(3020) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد،

عن أحمد بن الجهم الخزّاز، عن محمّد بن عمر بن يزيد، عن بعض أصحابه، قال: كنت

وراء أبي الحسن موسي عليه السلام علي الصفا ـ أو علي المروة ـ وهو لا يزيد علي حرفين:

«اللّهمّ إنّي أسألك حسن الظنّ بك في كلّ حال، وصدق النيّة في التوكّل

عليك»[630].

السادس ـ دعاؤه عليه السلام في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان[631]:

(3021) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: عليّ بن حاتم، عن عليّ بن الحسين، عن أحمد بن

أبي عبد اللّه، عن بعض من رواه عن أبي الحسن موسي عليه السلام:

«اللّهمّ لا إله إلاّ أنت، لا أعبد إلاّ إيّاك، ولا أشرك بك شيئا.

اللّهمّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني إنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت.

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، واغفر لي ما قدّمت وأخّرت وأعلنت

وأسررت، وما أنت أعلم به منّي، وأنت المقدّم وأنت المؤخّر.

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، ودلّني علي العدل والهدي والصواب

وقوام الدين.

اللّهمّ اجعلني هاديا مهديّا راضيا مرضيّا غير ضالّ ولا مضلّ.

اللّهمّ ربّ السموات السبع وربّ الأرضين السبع وربّ العرش العظيم،

اكفني المهمّ من أمري بما شئت وكيف شئت، وصلّ علي محمّد وآله»، وادع

بما أحببت[632].

السابع ـ دعاؤه عليه السلام في السابع والعشرين من رجب:

(3022) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: محمّد بن عليّ الطرازيّ بإسناده إلي أبي عليّ

بن إسماعيل بن يسار، قال: لمّا حمل موسي عليه السلام إلي بغداد، وكان ذلك في رجب، سنة

تسع وسبعين ومائة، دعا بهذا الدعاء، وهو من مذخور أدعية رجب، وكان ذلك

يوم السابع والعشرين منه، يوم المبعث صلّي اللّه علي المبعوث فيه وآله وسلّم، وهو

هذا الدعاء:

«يا من أمر بالعفو والتجاوز، وضمن نفسه العفو والتجاوز، يا من عفا

وتجاوز، أعف عنّي وتجاوز، يا كريم! اللّهمّ وقد أكدي الطلب، وأعيت

الحيلة والمذهب، ودرست الآمال، وانقطع الرجاء إلاّ منك، وحدك لا شريك

لك، اللّهمّ إنّي أجد سبل المطالب إليك مشرعة، ومناهل الرجاء لديك مترعة،

وأبواب الدعاء لمن دعاك مفتّحة، والاستعانة لمن استعان بك مباحة، وأعلم

أنّك لداعيك بموضع إجابة، وللصارخ إليك بمرصد إغاثة، وأنّ في اللهف إلي

جودك والضمان بعدتك عوضا من منع الباخلين، ومندوحة عمّا في أيدي

المستأثرين، وأنّك لا تحتجب عن خلقك إلاّ أن تحجبهم الأعمال دونك، وقد

علمت أنّ أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة يختارك بها، وقد ناجاك بعزم

الإرادة قلبي، وأسألك بكلّ دعوة دعاك بها راج بلّغته أمله، أو صارخ إليك

أغثت صرخته، أو ملهوف مكروب فرّجت كربه، أو مذنب خاطي ء غفرت له،

أو معافي أتممت نعمتك عليه، أو فقير أهديت غناك إليه، ولتلك الدعوة

عليك حقّ، وعندك منزلة إلاّ صلّيت علي محمّد وآل محمّد، وقضيت

حوائجي حوائج الدنيا والآخرة.

وهذا رجب المرجّب الذي أكرمتنا به، أوّل أشهر الحرم، أكرمتنا به من بين

الأمم، يا ذا الجود والكرم! فنسألك به، وباسمك الأعظم الأعظم، الأجلّ

الأكرم، الذي خلقته فاستقرّ في ظلّك، فلا يخرج منك إلي غيرك، أن تصلّي

علي محمّد وأهل بيته الطاهرين، وتجعلنا من العاملين فيه بطاعتك،

والآملين فيه بشفاعتك.

اللّهمّ واهدنا إلي سواء السبيل، واجعل مقيلنا عندك خير مقيل في ظلّ

ظليل، فإنّك حسبنا ونعم الوكيل، والسلام علي عباده المصطفين، وصلواته

عليهم أجمعين، اللّهمّ وبارك لنا في يومنا هذا، الذي فضلته، وبكرامتك

جلّلته، وبالمنزل العظيم الأعلي أنزلته، صلّ علي من فيه إلي عبادك أرسلته،

وبالمحلّ الكريم أحللته.

اللّهمّ صلّ عليه صلاة دائمة، تكون لك شكرا، ولنا ذخرا، واجعل لنا من

أمرنا يسرا، واختم لنا بالسعادة إلي منتهي آجالنا، وقد قبلت اليسير من

أعمالنا، وبلّغتنا برحمتك أفضل آمالنا، إنّك علي كلّ شيء قدير، وصلّي اللّه

علي محمّد وآله وسلّم»[633].

الثامن ـ دعاؤه عليه السلام المعروف بدعاء الاعتقاد:

(3023) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: قال الشيخ عليّ بن محمّد بن يوسف الحرّانيّ،

قال الشيخ أبو عبد اللّه بن إبراهيم بن جعفر النعمانيّ الكاتب رضي الله عنه: حدّثنا أبو عليّ

بن همّام، قال: حدّثني إبراهيم بن إسحاق النهاونديّ، عن أبي عبد اللّه الحسين بن

عليّ الأهوازيّ، عن أبيه، عن عليّ بن مهزيار، قال: سمعت مولاي موسي بن

جعفر عليهماالسلاميدعو بهذا الدعاء، وهو دعاء الاعتقاد:

«إلهي إنّ ذنوبي وكثرتها قد غبّرت وجهي عندك، وحجبتني عن استيهال

رحمتك، وباعدتني عن استنجاز مغفرتك، ولولا تعلّقي بآلائك، وتمسّكي

بالرجاء لما وعدت أمثالي من المسرفين، وأشباهي من الخاطئين بقولك:

«قُلْ يَـعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَي أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ

يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُو هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ »[634]، وحذّرت القانطين من

رحمتك، فقلت: «وَ مَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِي إِلاَّ الضَّآلُّونَ »[635]، ثمّ ندبتنا

برحمتك إلي دعائك، فقلت: « ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ

عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ »[636].

إلهي لقد كان ذلّ الإياس عليّ مشتملاً، والقنوط من رحمتك بي ملتحفا.

إلهي قد وعدت المحسن ظنّه بك ثوابا، وأوعدت المسيء ظنّه بك عقابا.

اللّهمّ وقد أسبل دمعي حسن ظنّي بك، في عتق رقبتي من النار، وتغمّد

زللي، وإقالة عثرتي.

وقلت وقولك الحقّ، لا خلف له ولا تبديل: «يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِم

بِإِمَـمِهِمْ »[637]، ذلك يوم النشور، إذا نفخ في الصور، وبعثر ما في القبور.

اللّهمّ إنّي أقرّ وأشهد وأعترف، ولا أجحد، وأسرّ وأظهر وأعلن وأبطن

بأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، وحدك لا شريك لك، و أنّ محمّدا عبدك

ورسولك، وأنّ عليّا أمير المؤمنين، وسيّد الوصيّين، ووارث علم النبيّين،

وقاتل المشركين، وإمام المتّقين، ومبير المنافقين، ومجاهد الناكثين، و

القاسطين، والمارقين إمامي، ومحجّتي، ومن لا أثق بالأعمال، وإن زكت،

ولا أراها منجية لي، وإن صلحت إلاّ بولايته والائتمام به، والإقرار بفضائله،

والقبول من حملتها، والتسليم لرواتها.

اللّهمّ وأقرّ بأوصيائه من أبنائه أئمّة، وحججا وأدلّة وسرجا وأعلاما

ومنارا وسادةً وأبرارا، وأدين بسرّهم وجهرهم وظاهرهم وباطنهم

وحيّهم وميّتهم وشاهدهم وغائبهم، لا شكّ في ذلك، ولا ارتياب ولا تحوّل

عنه، ولا انقلاب.

اللّهمّ فادعني يوم حشري، وحين نشري بإمامتهم، واحشرني في

زمرتهم، واكتبني في أصحابهم، واجعلني من إخوانهم، وأنقذني بهم، يا

مولاي! من حرّ النيران، فإنّك إن أعفيتني منها كنت من الفائزين.

اللّهمّ وقد أصبحت في يومي هذا لا ثقة لي، ولا ملجأ، ولا ملتجأ غير من

توسّلت بهم إليك، من آل رسولك صلّي اللّه عليه و علي أمير المؤمنين،

وعلي سيّدتي فاطمة الزهراء، والحسن والحسين، والأئمّة من ولدهم،

والحجّة المستورة من ذرّيّتهم، المرجوّ للأمّة من بعدهم، وخيرتك عليه و

عليهم السلام.

اللّهمّ واجعلهم حصني من المكاره، ومعقلي من المخاوف، ونجّني بهم

من كلّ عدوّ طاغ، وفاسق باغ، ومن شرّ ما أعرف وما أنكر، وما استتر عليّ،

وما أبصر، ومن شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها، إنّ ربّي علي صراط مستقيم.

اللّهمّ بوسيلتي إليك بهم، وتقرّبي بمحبّتهم، افتح عليّ أبواب رحمتك

ومغفرتك، وحبّبني إلي خلقك، وجنّبني عداوتهم وبغضهم، إنّك علي كلّ

شيء قدير.

اللّهمّ ولكلّ متوسّل ثواب، ولكلّ ذي شفاعة حقّ، فأسألك بمن جعلته

إليك سببي، وقدّمته أمام طلبتي أن تعرّفني بركة يومي هذا، وعامي هذا،

وشهري هذا.

اللّهمّ فهم معوّلي في شدّتي ورخائي وعافيتي وبلائي ونومي،

ويقظتي وظعني، وإقامتي، وعسري، ويسري، وصباحي، ومسائي،

ومنقلبي، ومثواي.

اللّهمّ فلا تخلني بهم من نعمتك، ولا تقطع رجائي من رحمتك، ولا تفتنّي

بإغلاق أبواب الأرزاق، وانسداد مسالكها، وافتح لي من لدنك فتحا يسيرا،

واجعل لي من كلّ ضنك مخرجا، وإلي كلّ سعة منهجا، برحمتك ومعافاتك

ومنّك، وفضلك، ولا تفقرني إلي أحد من خلقك، برحمتك يا أرحم الراحمين،

إنّك علي كلّ شيءٍ قدير، وبكلّ شيء محيط، وحسبنا اللّه ونعم الوكيل»[638].

التاسع ـ دعاؤه عليه السلام في يوم الجمعة:

(3024) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: دعاء موسي بن جعفر عليهماالسلام:

«إلهي خشعت الأصوات لك، وضلّت الأحلام فيك، ووجل كلّ شيء منك،

وهرب كلّ شيء إليك، وضاقت الأشياء دونك، وملأ كلّ شيء نورك، فأنت

الرفيع في جلالك، وأنت البهيّ في جمالك، وأنت العظيم في قدرتك، وأنت

الذي لا يؤدك شيء.

يا منزل نعمتي، يا مفرّج كربتي، ويا قاضي حاجتي، أعطني مسألتي بلا

إله إلاّ أنت، آمنت بك مخلصا لك ديني، أصبحت علي عهدك ووعدك ما

استطعت، وأبوء لك بالنعمة، واستغفرك من الذنوب التي لا يغفرها غيرك، يا

من هو في علوّه دان، وفي دنوّه عال، وفي إشراقه منير، وفي سلطانه قويّ،

صلّ علي محمّد وآل محمّد»[639].

العاشر ـ دعاؤه عليه السلام بعد الفراغ من صلاة الليل:

(3025) 1 ـ الشيخ الطوسيّ رحمه الله: وروي عليّ بن حديد، قال: كان أبو الحسن

الأوّل عليه السلام، يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل:

«لك المحمدة إن أطعتك، ولك الحجّة إن عصيتك، لا صنع لي ولا لغيري

في إحسان إلاّ بك، يا كائنا قبل كلّ شيء، ويا مكوّن كلّ شيء، إنّك علي كلّ

شيء قدير، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العديلة عند الموت، ومن شرّ المرجع في

القبور، ومن الندامة يوم الآزقة.

فأسألك أن تصلّي علي محمّد وآله، وأن تجعل عيشتي عيشة نقيّة،

وميتتي ميتة سوّية، ومنقلبي منقلبا كريما غير مخز ولا فاضح.

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآله الأئمّة، ينابيع الحكمة، وأولي النعمة،

ومعادن العصمة، واعصمني بهم من كلّ سوء، ولا تأخذني علي غرّة، ولا

غفلة، ولا تجعل عواقب أعمالي حسرة، وارض عنّي، فإنّ مغفرتك للظالمين،

وأنا من الظالمين.

اللّهمّ اغفر لي ما لا يضرّك، وأعطني ما لا ينقصك، فإنّك الوسيع رحمته،

البديع حكمته، وأعطني السعة والدعة، والأمن والصحّة، والبخوع

والقنوع، والشكر والمعافاة، والتقوي والصبر، والصدق عليك وعلي

أوليائك، واليسر والشكر.

واعمم بذلك يا ربّ! أهلي وولدي وإخواني فيك، ومن أحببت وأحبّني

وولدت وولدتني، من المسلمين والمؤمنين، يا ربّ العالمين!».

قال ابن أشيم: هذا الدعاء بعقب الثمان الركعات، وقبل الوتر[640].

الحادي عشر ـ دعاؤه عليه السلام بعد صلاة جعفر:

(3026) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: حدّث أبو المفضّل قال: حدّثنا حمزة بن

القاسم العلويّ، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور، عن أبيه، عن الحسن بن

القاسم العبّاسيّ، قال: دخلت علي أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلامببغداد وهو

يصلّي صلاة جعفر عند ارتفاع النهار يوم الجمعة، فلم أصلّ خلفه حتّي فرغ، ثمّ رفع

يديه إلي السماء، ثمّ قال:

«يا من لا تخفي عليه اللغات، ولا تتشابه عليه الأصوات، ويا من هو كلّ

يوم في شأن، يا من لا يشغله شأن عن شأن، يا مدبّر الأمور يا باعث من في

القبور، يا محيي العظام وهي رميم، يا بطّاش يا ذا البطش الشديد، يا فعّالاً

لما يريد، يا رازق من يشاء بغير حساب، يا رازق الجنين والطفل الصغير،

ويا راحم الشيخ الكبير ويا جابر العظم الكسير، يا مدرك الهاربين، ويا غاية

الطالبين، يا من يعلم ما في الضمير وما تكن الصدور، يا ربّ الأرباب وسيّد

السادات، وإله الآلهة، وجبّار الجبابرة وملك الدنيا والآخرة، ويا مجري الماء

في النبات، ويا مكوّن طعم الثمار، أسألك باسمك الذي اشتققته من

عظمتك، وأسألك بعظمتك التي اشتققتها من كبريائك، وأسألك بكبريائك

التي اشتققتها من كينونيّتك، وأسألك بكينونيّتك التي اشتققتها من جودك،

وأسألك بجودك الذي اشتققته من عزّك، وأسألك بعزّك الذي اشتققته من

كرمك، وأسألك بكرمك الذي اشتققته من رحمتك وأسألك برحمتك التي

اشتققتها من رأفتك، وأسألك برأفتك التي اشتققتها من حلمك، وأسألك

بحلمك الذي اشتققته من لطفك، وأسألك بلطفك الذي اشتققته من قدرتك

وأسألك باسمائك كلّها، وأسألك باسمك المهيمن العزيز القدير علي ما تشاء

من أمرك.

يا من سمك السماء بغير عمد، وأقام الأرض بغير سند، وخلق الخلق من

غير حاجة به إليهم إلاّ إفاضة لإحسانه ونعمه، وإبانة لحكمته، وإظهارا

لقدرته، أشهد يا سيّدي! أنّك لم تأنس بابتداعهم لأجل وحشة بتفرّدك، ولم

تستعن بغيرك علي شيء من أمرك، أسألك بغناك عن خلقك، وبحاجتهم

إليك، وبفقرهم وفاقتهم إليك أن تصلّي علي محمّد خيرتك من خلقك، وأهل

بيته الطيّبين الأئمّة الراشدين، وأن تجعل لعبدك الذليل بين يديك من أمره

فرجا ومخرجا، يا سيّدي صلّ علي محمّد وآله، وارزقني الخوف منك

والخشية لك أيّام حياتي، سيّدي! ارحم عبدك الأسير بين يديك، سيّدي!

ارحم عبدك المرتهن بعمله، يا سيّدي! أنقذ عبدك الغريق في بحر الخطايا، يا

سيّدي! ارحم عبدك المقرّ بذنبه وجرأته عليك، يا سيّدي! الويل قد حلّ بي

إن لم ترحمني، يا سيّدي! هذا مقام المستجير بعفوك من عقوبتك، هذا مقام

المسكين المستكين، هذا مقام الفقير البائس الحقير المحتاج إلي ملك كريم

رحيم، يا ويلتي ما أغفلني عمّا يراد منّي.

يا سيّدي! هذا مقام المذنب المستجير بعفوك من عقوبتك، هذا مقام من

انقطعت حيلته وخاب رجاؤه إلاّ منك، هذا مقام العاني الأسير، هذا مقام

الطريد الشريد، يا سيّدي! أقلني عثراتي، يا مقيل العثرات، يا سيّدي!

أعطني سؤلي، سيّدي! ارحم بدني الضعيف وجلدي الرقيق الذي لا قوّة له

علي حرّ النار، يا سيّدي! ارحمني فإنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك بين

يديك وفي قبضتك، لا طاقة لي بالخروج من سلطانك، سيّدي! وكيف لي

بالنجاة ولا تصاب إلاّ لديك وكيف لي بالرحمة ولا تصابّ إلاّ من عندك .

يا إله الأنبياء ووليّ الأتقياء! وبديع مزيد الكرامة، إليك قصدت وبك

أنزلت حاجتي وإليك شكوت إسرافي علي نفسي وبك أستغيث فأغثني

وأنقذني برحمتك ممّا اجترأت عليك، يا سيّدي! يا ويلتي أين أهرب ممّن

الخلائق كلّهم في قبضته والنواصي كلّها بيده، يا سيّدي! منك هربت إليك

ووقفت بين يديك متضرّعا إليك راجياً لما لديك.

يا إلهي وسيّدي! حاجتي، حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرّني ما

منعتني، وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطتيني، أسألك فكاك رقبتي من النار،

سيّدي قد علمت وأيقنت بأنّك إله الخلق والملك الحقّ الذي لا سمّي له ولا

شريك له، يا سيّدي! وأنا عبدك مقرّ لك بوحدانيّتك وبوجود ربوبيّتك، أنت

اللّه الذي خلقت خلقك بلا مثال وتعب ولا نصب، أنت المعبود وباطل كلّ

معبود غيرك، أسألك باسمك الذي تحشر به الموتي إلي المحشر، يا من لا

يقدر علي ذلك أحد غيره، أسألك باسمك الذي تحيي به العظام وهي رميم

أن تغفر لي وترحمني وتعافيني وتعطيني وتكفيني ما أهمّني، أشهد أنّه لا

يقدر علي ذلك أحد غيرك، أيا من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون،

أيا من أحاط بكلّ شيء علما وأحصي كلّ شيء عددا، أسألك أن تصلّي علي

محمّد عبدك ورسولك ونبيّك وخاصّتك وخالصتك وصفيّك وخيرتك من

خلقك وأمينك علي وحيك وموضع سرّك، ورسولك الذي أرسلته إلي

عبادك، وجعلته رحمة للعالمين، ونورا استضاء به المؤمنون فبشّر بالجزيل

من ثوابك، وأنذر بالأليم من عقابك.

اللّهمّ فصلّ عليه بكلّ فضيلة من فضائله، وبكلّ منقبة من مناقبه، وبكلّ

حال من حالاته، وبكلّ موقف من مواقفه، صلاة تكرم بها وجهه، وأعطه

الدرجة والوسيلة، والرفعة ولفضيلة.

اللّهمّ شرّف في القيامة مقامه، وعظّم بنيانه، وأعل درجته، وتقبّل

شفاعته في أُمّته، وأعطه سؤله، وارفعه في الفضيلة إلي غايتها.

اللّهمّ صلّ علي أهل بيته أئمّة الهدي، ومصابيح الدجي، وأمنائك في

خلقك، وأصفيائك من عبادك، وحججك في أرضك، ومنارك في بلادك

الصابرين علي بلاءك، الطالبين رضاك، الموفين بوعدك، غير شاكّين فيك،

ولا جاحدين عبادتك، وأوليائك وسلائل أوليائك، وخزّان علمك الذين

جعلتهم مفاتيح الهدي، ونور مصابيح الدجي صلواتك عليهم ورحمتك

ورضوانك.

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وعلي منارك في عبادك الداعي إليك

بإذنك القائم بأمرك المؤدّي عن رسولك عليه وآله السلام، اللّهمّ إذا أظهرته

فانجز له ما وعدته، وسق إليه أصحابه، وانصره وقوّ ناصريه، وبلّغه أفضل

أمله، وأعطه سؤله وجدّد به عن محمّد وأهل بيته بعد الذلّ الذي قد أنزل بهم

بعد نبيّك، فصاروا مقتولين مطرودين مشرّدين خائفين غير آمنين، لقوا في

جنبك ابتغاء مرضاتك وطاعتك الأذي والتكذيب، فصبروا علي ما أصابهم

فيك راضين بذلك مسلّمين لك في جميع ما ورد عليهم وما يرد إليهم.

اللّهمّ عجّل فرّج قائمهم بأمرك، وانصره وانصر به دينك الذي غيّر وبدّل،

وجدّد به ما امتحي منه، وبدّل بعد نبيّك.

اللّهمّ صلّ علي جميع الأنبياء والمرسلين الذين بلّغوا عنك الهدي،

واعتقدوا لك المواثيق بالطاعة، اللّهمّ صلّ عليهم وعلي أرواحهم

وأجسادهم، والسلام عليهم ورحمة اللّه وبركاته، اللّهمّ صلّ علي محمّد

وعلي ملائكتك المقرّبين وأولي العزم من أنبيائك المرسلين وعبادك

الصالحين أجمعين، وأعطني سؤلي في دنياي وآخرتي يا أرحم الراحمين.

اللّهمّ كلّما دعوتك لنفسي لعاجل الدنيا وآجل الآخرة، فأعط [ ـه] جميع

أهلي وإخواني فيك وجميع شيعة آل محمّد، المستضعفين في أرضك بين

عبادك الخائفين منك، الذين صبروا علي الأذي والتكذيب فيك وفي

رسولك وأهل بيته، أفضل ما يأملون واكفهم ما أهمّهم يا أرحم الراحمين،

اللّهمّ اجزهم عنّا جنّات النعيم، واجمع بيننا وبينهم برحمتك يا أرحم

الراحمين».

دعاء آخر زيادة في هذا الدعاء:

«اللّهمّ إنّي أسألك توفيق أهل الهدي، وأعمال أهل التقوي، ومناصحة أهل

التوبة، وعزم أهل الصبر، وحذّر أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وعرفان

أهل العلم، وفقه أهل الورع، حتّي أخافك اللّهمّ مخافة تحجزني، عن

معاصيك، وحتّي أعمل بطاعتك عملاً أستحقّ به كريم كرامتك، وحتّي

أناصحك في التوبة خوفا لك، وحتّي أخلص لك في النصيحة حبّا لك، وحتّي

أتوكّل عليك في الأمور كلّها بحسن طنّي بك، سبحان خالق النور، سبحان

اللّه وبحمده، اللّهمّ صلّ علي محمّد وآله، وتفضّل عليّ في أموري كلّها بما لا

يملكه غيرك، ولا يقف عليه سؤاك، واسمع ندائي وأجب دعائي، واجعله من

شأنك فإنّه عليك يسير وهو عندي عظيم يا أرحم الراحمين»[641].

الثاني عشر ـ دعاؤه عليه السلام لطلب العافية:

(3027) 1 ـ الراونديّ رحمه الله: قال داود بن رزين: سمعت أبا الحسن الأوّل عليه السلاميقول:

«اللّهمّ إنّي أسألك العافية، وأسألك جميل العافية، وأسألك شكر العافية،

وأسألك شكر شكر العافية»[642].

الثالث عشر ـ دعاؤه عليه السلام بعد صلاة العصر:

(3028) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: محمّد بن بشير الأزديّ، قال: حدّثنا أحمد بن

عمر بن موسي الكاتب، قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن جمهور القمّيّ، عن أبيه محمّد

بن جمهور، عن يحيي بن الفضل النوفليّ، قال: دخلت علي أبي الحسن موسي بن

جعفر عليهماالسلام ببغداد حين فرغ من صلاة العصر، فرفع يديه إلي السماء، وسمعته يقول:

«أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، الأوّل والآخر، والظاهر والباطن، وأنت اللّه لا إله إلاّ

أنت، إليك زيادة الأشياء ونقصانها، وأنت اللّه لا إله إلاّ أنت، خلقت الخلق

بغير معونة من غيرك، ولا حاجة إليهم، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، منك المشيّة

وإليك البداء، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، قبل القبل وخالق القبل، أنت اللّه لا إله

إلاّ أنت، بعد البعد وخالق البعد، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، تمحو ما تشاء وتثبت

وعندك أمّ الكتاب، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، غاية كلّ شيء ووارثه، أنت اللّه لا

إله إلاّ أنت، لا يعزب عنك الدقيق ولا الجليل، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، لا يخفي

عليك اللغات، ولا تتشابه عليك الأصوات، كلّ يوم أنت في شأن، لا يشغلك

شأن عن شأن، عالم الغيب وأخفي، ديّان الدين، مدبّر الأمور، باعث من في

القبور، محي العظام وهي رميم.

أسألك باسمك المكنون المخزون الحيّ القيّوم، الذي لا يخيب من سألك

به، أن تصلّي علي محمّد وآله، وأن تعجّل فرج المنتقم لك من أعدائك،

وأنجز له ما وعدته، يا ذا الجلال والإكرام».

قال: قلت: من المدعوّ له؟

قال: ذلك المهديّ من آل محمّد عليهم السلام.

قال: بأبي المنبدح (المنفدح)[643] البطن، المقرون الحاجبين، أحمش[644] الساقين،

بعيد ما بين المنكبين، أسمر اللون، يعتاده[645] مع سمرته صفرة من سهر الليل، بأبي من

ليله يرعي النجوم ساجدا وراكعا، بأبي من لا يأخذه في اللّه لومة لائم، مصباح

الدجي، بأبي القائم بأمر اللّه.

قلت: متي خروجه؟

قال: إذا رأيت العساكر بالأنبار علي شاطئ الفرات، والصراة[646]، ودجلة، وهدم

قنطرة الكوفة، وإحراق بعض بيوتات الكوفة، فإذا رأيت ذلك فإنّ اللّه يفعل ما

يشاء، لا غالب لأمر اللّه، ولا معقّب لحكمه[647].

الرابع عشر ـ الدعاء لتبعات العباد:

(3029) 1 ـ الحميريّ رحمه الله: أحمد بن إسحاق، قال: حدّثني بكر بن محمّد الأزديّ،

عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام، قال: كان يقول: «اللّهمّ إنّك أخذت بناصيتي وقلبي

فلم تملّكني منهما شيئا، فإذ فعلت ذلك بهما، فأنت ولّيهما فاهدهما إلي سواء

السبيل، يا ربّ! يا ربّ! يا ربّ! ما أقدرك ما أقدرك، ما أقدرك، علي تعويض

كلّ من كانت له قبلي تبعة، وتغفر لي، فإنّ مغفرتك للظالمين»[648].

الخامس عشر ـ دعاؤه عليه السلام في كفاية المهمّ وقضاء الحوائج:

1 ـ البرقيّ رحمه الله: ... عن موسي بن بكر الواسطيّ، قال: أردت وداع

أبي الحسن عليه السلام فكتب إليّ رقعة:

«كفاك اللّه المهمّ، وقضي لك بالخير، ويسرّ لك حاجتك، وفي صحبة اللّه

وكنفه»[649].

السادس عشر ـ دعاؤه عليه السلام لسعة الرزق وكشف الهموم:

(3030) 1 ـ السيّد بن طاووس رحمه الله: دعاء مستجاب يروي أنّه لمولانا أبي إبراهيم

موسي بن جعفر الصادق (صلوات اللّه عليه)، ما دعا به مغموم إلاّ فرّج اللّه غمّه،

ولا مكروب إلاّ نفّس اللّه كربه، ووقي عذاب القبر، ووسّع في رزقه، وحشر يوم

القيامة في زمرة الصدّيقين، والشهداء، والصالحين، وكان له من الثواب عند اللّه

عزّ وجلّ عدد من يدعو اللّه سبحانه، ولا يسأله شيئا إلاّ أعطاه اللّه، وغفر له كلّ

ذنب، ولو كانت ذنوبه مثل رمل عالج.

ابتداء الدعاء: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، سبحانك اللّهمّ و بحمدك أثني

عليك، و ما عسي أن يبلغ من ثنائي عليك، ومجدك مع قلّة عملي، و قصر

ثنائي، وأنت الخالق و أنا المخلوق، وأنت الرازق وأنا المرزوق، وأنت الربّ

وأنا المربوب، وأنت القويّ وأنا الضعيف إليك، وأنت أهل التقوي وأنا

السائل، وأنت الغنيّ لا يزول ملكك، ولا يبيد عزّك، ولا تموت.

وأنا خلق أموت وأزول وأفني، و أنت الصمد الذي لا تطعم، الفرد الواحد

بغير شبيه، والقائم بلا مدّة، والباقي إلي غير غاية، والمتوحّد بالقدرة،

والغالب علي الأمور بلا زوال ولا فناء، تعطي من تشاء كما تشاء، المعبود

بالعبوديّة، المحمود بالنعم، المرهوب بالنقم، حيّ لا يموت، صمد لا يطعم،

قيّوم لا ينام، وجبّار لا يظلم، ومحتجب لا يري.

سميع لا يشكّ، بصير لا يرتاب، غنيّ لا يحتاج، عالم لا يجهل، خبير لا

يذهل، ابتدأت المجد بالعزّ، وتعطّفت الفخر بالكبرياء، وتجلّلت البهاء

بالمهابة، والجمال بالنور، واستشعرت العظمة بالسلطان الشامخ، و العزّ

الباذخ، و الملك الظاهر، والشرف القاهر، والكرم الفاخر، والنور الساطع،

والاْلاء المتظاهرة، والأسماء الحسني، والنعم السابقة، و المنن المتقدّمة،

والرحمة الواسعة.

كنت إذ لم يكن شيء، وكان عرشك علي الماء إذ لا أرض مدحيّة، ولا

سماء مبنيّة، ولا شمس تضيء، ولا قمر يجري، ولا نجم يسري، ولا كوكب

درّيّ، و لا سحابة منشأة، ولا دنيا معلومة، ولا آخرة مفهومة، وتبقي وحدك

وحدك، كما كنت وحدك.

علمت ما كان قبل أن يكون، وحفظت ما كان قبل أن يكون، لا منتهي

لنعمتك، نفذ علمك في ما تريد وما تشاء، وسلطانك فيما تريد وفيما تشاء

من تبديل الأرض بعد الأرض والسموات، وما ذرأت فيهنّ و خلقت و برأت

من شيء، وأنت تقول له: كن فيكون.

لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، أنت اللّه، اللّه، اللّه العليّ العظيم، الحيّ

القيّوم، اللّه، اللّه، اللّه الحليم الكريم، اللّه، اللّه، اللّه الفرد الصمد، اللّه، اللّه،

اللّه، بديع السموات والأرض.

عزّك عزيز، وجارك منيع، وأمرك غالب، وأنت ملك قاهر عزيز فاخر، لا إله

إلاّ أنت، خلوت في الملكوت، واستترت بالجبروت، وحارت أبصار

ملائكتك المقرّبين، وذهلت عقولهم في فكر عظمتك، لا إله إلاّ أنت، تري من

بعد ارتفاعك، وعلوّ مكانك ما تحت الثري، ومنتهي الأرضين السفلي، من

علم الآخرة والأولي، والظلمات والهوي.

وتري بثّ الذرّ في الثري، وتري قوام النمل علي الصفا، وتسمع خفقان

الطير في الهواء، وتعلم تقلّب الساري في الماء.

تعطي السائل، وتنصر المظلوم، وتجيب المضطرّ، وتو?ن الخائف،

وتهدي السبيل، وتجبر الكسير، وتغني الفقير.

قضاو? فصل، وحكمك عدل، وأمرك جزم، ووعدك صدق، ومشيّتك

عزيز، وقولك حقّ، وكلامك نور، وطاعتك نجاة، ليس لك في الخلق شريك،

ولو كان لك شريك لتشابه علينا، ولذهب كلّ إله بما خلق، ولعلي علوّا كبيرا،

جلّ قدرك عن مجاورة الشركاء، وتعاليت عن مخالطة الخلطاء، وتقدّست

عن ملامسة النساء، فلا ولد لك، ولا والد.

كذلك وصفت نفسك في كتابك المكنون، المطهّر المنزّل، البرهان

المضيء، الذي أنزلت علي محمّد نبيّ الرحمة، القرشيّ الزكيّ التقيّ النقيّ

الأبطحيّ المضريّ الهاشميّ صلوات اللّه عليه، وعلي آله وسلّم، ورحم،

وكرّم.

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ

يُولَدْ * وَ لَمْ يَكُن لَّهُو كُفُوًا أَحَدُم »[650].

فلا إله إلاّ أنت، ذلّ كلّ عزيز لعزّتك، و صغرت كلّ عظمة لعظمتك، ولا

يفزعك ليل دامس، ولا قلب هاجس، ولا جبل باذخ، ولا علوّ شامخ، ولا سماء

ذات أبراج، ولا بحار ذات أمواج، ولا حجب ذات أرتاج، و لا أرض ذات

فجاج، ولا ليل داج، ولا ظلم ذات أدعاج، ولا سهل ولا جبل، ولا برّ ولا بحر،

ولا شجر ولا مدر، ولا يستتر منك شيء، ولا يحول دونك ستر، ولا يفوتك

شيء.

السرّ عندك علانية، والغيب عندك شهادة، تعلم وهم القلوب، ورجم

الغيوب، ورجع الألسن، وخائنة الأعين، وما تخفي الصدور، و أنت رجاو?ا

عند كلّ شدّة، وغياثنا عند كلّ محلّ، وسندنا في كلّ كريهة، وناصرنا عند كلّ

ظالم، وقوّتنا في كلّ ضعف، وبلاغنا في كلّ عجز، من كريهة، وشدّة ضعفت

فيها القوّة، وقلّت فيها الحيلة، أسلمنا فيها الرفيق، وخذلنا فيها الشفيق،

أنزلتها بك يا ربّ! ولم نرج غيرك ففرّجتها، وخفّفت ثقلها، وكشفت غمرتها،

وكفيتنا إيّاها عمّن سواك، فلك الحمد.

أفلح سائلك، وأنجح طالبك، وعزّ جارك، وربح متاجرك، وجلّ ثناو?، و

تقدّست أسماو?، وعلا ملكك، وغلب أمرك، ولا إله غيرك، أسألك يا ربّ!

بأسمائك المتعاليات المكرّمة المطهّرة المقدّسة العزيزة.

وباسمك العظيم الذي بعثت به موسي عليه السلام حين قلت: إنّي أنا اللّه

في الدهر الباقي، وبعلمك الغيب، وقدرتك علي الخلق، وباسمك الذي هو

مكتوب حول كرسيّك، وبكلمات التامّات.

يا أعزّ مذكور، وأقدمه في العزّ، وأدومه في الملك والملكوت، يا رحيما

بكلّ مسترحم، ويا رءوفا بكلّ مسكين، ويا أقرب من دعي، وأسرعه إجابة،

و يا مفرّجا عن كلّ ملهوف، ويا خير من طلب إليه الخير، وأسرعه إعطاء

ونجاحا، وأحسنه عطفا، وتفضّلاً.

يا من خافت الملائكة من نوره، المتوقّد حول كرسيّه وعرشه، صافّون

مسبّحون طائفون خاضعون مذعنون، يا من يشتكي إليه منه، ويرغب منه

إليه، مخافة عذابه في سهر الليالي، يا فعّال الخير، ولا يزال الخير فعاله، يا

صالح خلقه يوم يبعث خلقه، وعباده بالساهرة، فإذا هم قيام ينظرون، يا من

إذا همّ بشيء أمضاه، يا من قوله فعاله، يا من يفعل ما يشاء كيف يشاء، ولا

يفعل ما يشاء غيره، يا من خصّ نفسه بالخلد والبقاء، وكتب علي جميع خلقه

الموت و الفناء، يا من يصوّر في الأرحام ما يشاء، يا من أحاط بكلّ شيء

علما، و أحصي كلّ شيء عددا، لا شريك لك في الملك، ولا وليّ لك من الذلّ،

تعزّزت بالجبروت، وتقدّست بالملكوت، وأنت حيّ لا تموت، وأنت عزيز

ذو انتقام، قيّوم لا تنام، قاهر لا تغلب ولا ترام، ذو البأس الذي لا يستضام.

أنت مالك الملك، ومجري الفلك، تعطي من سعة، وتمنع من قدرة،

و«تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن

تَشَآءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَي كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ

فِي الَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ

بِغَيْرِ حِسَابٍ»[651].

أسألك أن تصلّي علي مولانا وسيّدنا، ورسولك محمّد حبيبك الخالص، و

صفيّك المستخصّ الذي استخصيته بالحياة والتفويض، وائتمنته علي

وحيك ومكنون سرّك، وخفّي علمك، وفضّلته علي من خلقت، وقرّبته إليك،

واخترته من برّيتك، البشير النذير السراج المنير، الذي أيّدته بسلطانك،

واستخلصته لنفسك.

وعلي أخيه و وصيّه و صهره و وارثه و الخليفة لك من بعده في خلقك، و

أرضك أمير المو?نين عليّ بن أبي طالب، و علي ابنته الكريمة الفاضلة

الطاهرة الزاهرة الزهراءالغرّاء فاطمة، و علي ولديها الحسن و الحسين

سيّدي شباب أهل الجنّة، الفاضلين الراجحين الزكيّين التقيّين الشهيدين

الخيّرين الفاضلين، و علي عليّ بن الحسين زين العابدين و سيّدهم ذي

الثفنات، و علي محمّد بن عليّ الباقر، و جعفر بن محمّد الصادق، و موسي بن

جعفر الكاظم، و عليّ بن موسي الرضا، و محمّد بن عليّ الجواد، و عليّ بن

محمّد الهادي، و الحسن بن عليّ العسكريّين، و المنتظر لأمرك، و القائم في

أمرك بما يرضيك، و الحجّة علي خلقك، و الخليفة لك علي عبادك، المهديّ

بن المهديّين الرشيد المرشد ابن المرشدين إلي صراط مستقيم.

صلاة تامّة عامّة دائمة نامية باقية شاملة متواصلة، وأن تغفر لنا

وترحمنا، وتفرّج عنّا كربنا وهمّنا وغمّنا.

اللّهمّ إنّي أسألك، ولا أسأل غيرك، وأرغب إليك، ولا أرغب إلي سواك،

وأسألك بجميع مسائلك وأحبّها إليك، وأدعوك و أتضرّع إليك، وأتوسّل

إليك بأحبّ مسائلك، وأحظاها عندك، وكلّها حظّي عندك، أن تصلّي علي

محمّد وآل محمّد، وأن ترزقني الشكر عند النعماء، والصبر عند البلاء،

والنصر علي الأعداء، وأن تعطيني خير السفر والحضر، والقضاء والقدر،

وخير ما سبق في أُمّ الكتاب، وخير الليل والنهار.

اللّهمّ ارزقني حسن ذكر الذاكرين، يا ربّ العالمين! وارزقني خشوع

الخاشعين، وعمل الصالحين، وصبر الصابرين، وأجر المحسنين، وسعادة

المتّقين، وقبول الفائزين، وحسن عبادة العابدين، وتوبة التائبين، وإجابة

المخلصين، ويقين الصدّيقين، وألبسني محبّتك، وألهمني الخشية لك،

واتّباع أمرك وطاعتك، ونجّني من سخطك، واجعل لي إلي كلّ خير سبيلاً،

ولا تجعل للشيطان عليّ سبيلاً، ولا للسلطان، واكفني شرّهما وشرّ ذلك كلّه

وعلانيته وسرّه.

اللّهمّ ارزقني الاستعداد عند الموت، واكتساب الخير قبل الفوت حتّي

تجعل ذلك عدّة في آخرتي، وأنسا لي في وحشتي، يا وليّ نعمتي، اغفر لي

خطيئتي، وتجاوز عن زلّتي، وأقلني عثرتي، وفرّج عن كربتي، وأبرد

بإجابتك حرّ غلّتي، واقض لي حاجتي، وسدّ بغناك فاقتي، وأعنّي في الدنيا و

الآخرة وأحسن معونتي، وارحم في الدنيا غربتي، وعند الموت صرعتي

وفي القبر وحشتي، وبين أطباق الثري وحدتي، ولقّني عند المساءلة

حجّتي، واستر عورتي، ولا تو?خذني علي زلّتي، وطيّب لي مضجعي،

وهنّئني معيشتي، يا صاحبي الشفيق! ويا سيّدي الرفيق! ويا مونسي في كلّ

طريق! ويا مخرجي من حلق المضيق! يا غياث المستغيثين! ويا مفرّج كرب

المكروبين! ويا حبيب التائبين! يا قرّة عين العابدين! يا ناصر أوليائه

المتّقين! يا مونس أحبّائه المستوحشين! ويا مالك يوم الدين! يا ربّ

العالمين! يا إله الأوّلين و الآخرين! بك اعتصمت، وبك وثقت، وعليك

توكّلت، وإليك أنبت، وبك انتصرت، وبك احتجزت، وإليك هربت، فصلّ

علي محمّد وآل محمّد، وأعطني الخير فيمن أعطيت، واهدني في من

هديت، وعافني في من عافيت، واكفني في من كفيت، وقني شرّ ما قضيت،

فإنّك تقضي ولا يقضي عليك، لا مانع لما أعطيت، ولا مضلّ لمن هديت، ولا

مذلّ لمن واليت، ولا ناصر لمن عاديت، ولا ملجأ ولا ملتجأ منك إلاّ إليك،

فوّضت أمري إليك، ارزقني الغنيمة من كلّ برّ، والسلامة من كلّ وزر، يا

سامع كلّ صوت! يا محيي كلّ نفس بعد الموت! يا من لا يخاف الفوت! صلّ

علي محمّد وآل محمّد، واجلب لي الرزق جلبا، فإنّي لا أستطيع له طلبا، ولا

تضرب بالطلب وجهي، ولا تحرمني رزقي، ولا تحبس عنّي إجابتي، ولا

توقف مسألتي، ولا تطل حيرتي، وشفّع ولايتي، ووسيلتي بمحمّد نبيّك، و

صفيّك، و خالصتك، و رسولك النذير المنذر الطيّب الطاهر، وأخيه أمير

المو?نين، وقائد المو?نين إلي جنّات النعيم، وبفاطمة الكريمة الزاهرة

الطاهرة، والأئمّة من ذرّيّتهم الطاهرين الأخيار، صلّ عليهم أجمعين،

وارزقني رزقا واسعا، وأنت خير الرازقين، فقد تقدّمت وسيلتي بهم إليك، و

توجّهت بك إليك، يا برّ يا رءوف يا رحيم! يا اللّه! يا اللّه! يا ذا المعارج!

فإنّك ترزق من تشاء بغير حساب.

اللّهمّ صلّ علي محمّد وآل محمّد، وارحمنا وأعتقنا من النار، واختم لنا

بخير، إنّك علي كلّ شيء قدير، آمين، آمين، يا ربّ العالمين!»[652].

السابع عشر ـ دعاؤ عليه السلام المعروف بدعاء سريع الإجابة:

(3031) 1 ـ الكفعميّ رحمه الله: دعاء سريع الإجابة، مرويّ عن الكاظم عليه السلام:

«اللّهمّ إنّي أطعتك في أحبّ الأشياء إليك وهو التوحيد، ولم أعصك في

أبغض الأشياء إليك وهو الكفر، فاغفر لي ما بينهما، يا من إليه مفرّي آمنّي

ممّا فزعت منه إليك، اللّهمّ اغفر لي الكثير من معاصيك، واقبل منّي اليسير

من طاعتك، يا عدّتي دون العدد، ويا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند،

ويا واحد يا أحد، يا «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ * وَ لَمْ

يَكُن لَّهُو كُفُوًا أَحَدُم »[653].

أسألك بحقّ من اصطفيتهم من خلقك، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا،

أن تصلّي علي محمّد وآله، وأن تفعل بي ما أنت أهله.

اللّهمّ إنّي أسألك بالوحدانيّة الكبري، وبالمحمّديّة البيضاء، والعلويّة

العليا، وبجميع ما احتجبت به علي عبادك، وبالإسم الذي حجبته عن خلقك،

فلم يخرج منك إلاّ إليك، صلّ علي محمّد وآله، واجعل لي من أمري فرجا

ومخرجا، وارزقني من حيث أحتسب، ومن حيث لا أحتسب، إنّك ترزق من

تشاء بغير حساب».

ثمّ سل حاجتك، تقضي ان شاء اللّه تعالي[654].

الثامن عشر ـ دعاؤه عليه السلام لدفع شرّ السلطان:

(3032) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: وبهذا الإسناد[ قال عليّ بن عبد الصمد:

أخبرني الشيخ جدّي قراءة عليه، وأنا أسمع في شوّال، سنة تسع وعشرين وخمسمائة،

قال: حدّثني الشيخ والدي الفقيه أبو الحسن رحمه الله، قال: حدّثنا السيّد أبو البركات رحمه الله،

في سنة أربع عشرة وأربعمائة، قال: حدّثني الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين

بن موسي بن بابويه، قال: حدّثنا محمّد بن موسي بن المتوكّل، عن عليّ بن إبراهيم بن

هاشم، عن أبيه، قال: حدّثنا الحسين بن عليّ يقطين، قال: حدّثنا الحسين بن عليّ،

عن أبيه، عن عليّ بن يقطين. قال ابن بابويه: وحدّثنا أحمد بن يحيي الكاتب، قال:

حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن محمّد الورّاق، قال: حدّثنا عليّ بن هارون بن سليمان

النوفليّ، قال: حدّثني أبي،] عن عليّ بن يقطين، قال: كنت واقفا علي رأس هارون

الرشيد، إذ دعي موسي بن جعفر عليهماالسلام، وهو يتلظّي عليه، فلمّا دخل حرّك شفتيه

بشيء، فأقبل هارون عليه ولاطفه وبرّه، وأذن له في الرجوع، فقلت له: يا ابن

رسول اللّه! جعلني اللّه فداك! إنّك دخلت علي هارون وهو يتلظّي عليك، فلم أشكّ

إلاّ أنّه يأمر بقتلك، فسلّمك اللّه منه، فما الذي كنت تتحرّك به شفتاك؟

فقال عليه السلام: إنّي دعوت بدعائين أحدهما خاصّ، والآخر عامّ، فصرف اللّه شرّه

عنّي، فقلت: ما هما يا ابن رسول اللّه؟!

فقال: أمّا الخاصّ: «اللّهمّ إنّك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما، فاحفظني

لصلاح آبائي»، وأمّا العامّ: «اللّهمّ إنّك تكفي من كلّ أحد، ولا يكفي منك

أحد، فاكفنيه بما شئت وأنّي شئت».

فكفاني اللّه شرّه[655].

التاسع عشر ـ دعاؤه عليه السلام في القنوت:

(3033) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: قنوت الإمام موسي بن جعفر عليه السلام:

«يا مفزع الفازع، ومأمن الهالع، ومطمع الطامع، وملجأ الضارع، يا غوث

اللهفان، ومأوي الحيران، ومروي الظمآن، ومشبع الجوعان، وكاسي

العريان، وحاضر كلّ مكان بلا درك، ولا عيان، ولا صفة، ولا بطان، عجزت

الأفهام وضلّت الأوهام عن موافقة صفة دابّة من الهوامّ فضلاً عن الأجرام

العظام، ممّا أنشأت حجابا لعظمتك، وأنّي يتغلغل إلي ما وراء ذلك بما لا

يرام، تقدّست يا قدّوس! عن الظنون والحدوس، وأنت الملك القدّوس،

باري ء الأجسام والنفوس، ومنخر العظام، ومميت الأنام ومعيدها بعد الفناء

والتطميس.

أسألك يا ذا القدرة والعلا والعزّ والثناء، أن تصلّي علي محمّد وآله أولي

النهي، والمحلّ الأوفي، والمقام الأعلي، وأن تعجّل ما قد تأجّل، وتقدّم ما قد

تأخّر، وتأتي بما قد أوجبت إثباته، وتقرّب ما قد تأخّر في النفوس الحصرة

أوانه، وتكشف البأس وسوء اللباس وعوارض الوسواس الخنّاس في

صدور الناس، وتكفينا ما قد رهقنا، وتصرف عنّا ما قد ركبنا،

وتبادر اصطلام الظالمين، ونصر المؤمنين، والإدالة من المعاندين، آمين

ربّ العالمين».

ودعا عليه السلام في قنوته:

«اللّهمّ إنّي وفلان بن فلان عبدان من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم

مستقرّنا ومستودعنا ومنقلبنا ومثوانا وسرّنا وعلانيتنا، تطّلع علي نيّاتنا،

وتحيط بضمائرنا، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه، ومعرفتك بما نبطنه

كمعرفتك بما نظهره، ولا ينطوي عندك شيء من أمورنا، ولا يستتر دونك

حال من أحوالنا، ولا منك معقل يحصننا، ولا حرز يحرزنا، ولا مهرب لنا

نفوتك به، ولا يمنع الظالم منك حصونه، ولا يجاهدك عنه جنوده، ولا

يغالبك مغالب بمنعة، ولا يعازّك معازّ بكثرة أنت مدركه أينما سلك، وقادر

عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم منّا بك، وتوكّل المقهور منّا عليك، ورجوعه

إليك، ويستغيث بك إذا خذله المغيث، ويستصرخك إذا قعد عنه النصير،

ويلوذ بك إذا نفته الأفنية، ويطرق بك إذا أغلقت عنه الأبواب المرتجة،

ويصل إليك إذا احتجب عنه الملوك الغافلة، تعلم ما حلّ به قبل أن يشكوه

إليك، وتعلم ما يصلحه قبل أن يدعوك له، فلك الحمد سميعا بصيرا لطيفا

عليما خبيرا قديرا، وإنّه قد كان في سابق علمك، ومحكم قضائك، وجاري

قدرك، ونافذ أمرك، وقاضي حكمك، وماضي مشيّتك في خلقك أجمعين

شقيّهم وسعيدهم وبرّهم وفاجرهم أن جعلت لفلان بن فلان عليّ قدرة

فظلمني بها، وبغي عليّ بمكانها، واستطال وتعزّز بسلطانه الذي خوّلته إيّاه،

وتجبّر وافتخر بعلوّ حاله الذي نوّلته وعزّه إملاءك له وأطغاه حلمك عنه،

فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه، وتعمّدني بشرّ ضعفت عن

احتماله، ولم أقدر علي الإستنصاف منه لضعفي، ولا علي الإنتصار لقلّتي

وذلّي، فوكّلت أمره إليك، وتوكّلت في شأنه عليك، وتوعّدته بعقوبتك،

وحذّرته ببطشك، وخوّفته نقمتك، فظنّ أنّ حلمك عنه من ضعف، وحسب

أنّ إملاءك له من عجز، ولم تنهه واحدة عن أخري، ولا انزحر عن ثانية

بأولي، لكنّه تمادي في غيّه، وتتابع في ظلمه، ولجّ في عدوانه، واستشري

في طغيانه جرأة عليك؛ يا سيّدي ومولاي! وتعرّضا لسخطك الذي لا تردّه

عن الظالمين، وقلّة اكتراث ببأسك الذي لا تحبسه عن الباغين، فها أنا ذا يا

سيّدي! مستضعف في يده، مستضام تحت سلطانه، مستذلّ بفنائه،

مغصوب مغلوب مبغي عليّ، مرعوب وجل خائف مروّع مقهور، قد قلّ

صبري وضاقت حيلتي، وانغلقت عليّ المذاهب إلاّ إليك، وانسدّت عنّي

الجهات إلاّ جهتك، والتبست عليّ أموري في دفع مكروهه عنّي، واشتبهت

عليّ الآراء في إزالة ظلمه، وخذلني من استنصرته من خلقك وأسلمني من

تعلّقت به من عبادك، فاستشرت نصيحي فأشار عليّ بالرغبة إليك،

واسترشدت دليلي فلم يدلّني إلاّ إليك، فرجعت إليك يا مولاي! صاغرا

راغما مستكينا عالما أنّه لا فرج لي إلاّ عندك، ولا خلاص لي إلاّ بك، أنتجز

وعدك في نصرتي، وإجابة دعائي لأنّ قولك الحقّ الذي لا يردّ ولا يبدّل، وقد

قلت تباركت وتعاليت: ومن «بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ »[656]، «ادْعُونِي

أَسْتَجِبْ لَكُمْ»[657].

فها أنا ذا فاعل ما أمرتني به، لا منّا عليك وكيف أمنّ به وأنت عليه

دللتني، فصلّ علي محمّد وآل محمّد، واستجب لي كما وعدتني، يا من لا

يخلف الميعاد، وإنّي لأعلم يا سيّدي! أنّ لك يوما تنتقم فيه من الظالم

للمظلوم، وأتيقّن أنّ لك وقتا تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب، لأنّك لا

يسبقك معاند، ولا يخرج من قبضتك منابذ، ولا تخاف فوت فائت، ولكنّ

جزعي وهلعي لا يبلغان الصبر علي أناتك، وانتظار حلمك، فقدرتك يا

سيّدي! فوق كلّ قدرة، وسلطانك غالب كلّ سلطان، ومعاد كلّ أحد إليك وإن

أمهلته، ورجوع كلّ ظالم إليك وإن أنظرته، وقد أضرّني يا سيّدي! حلمك عن

فلان وطول أناتك له وإمهالك إيّاه، فكاد القنوط يستولي عليّ لولا الثقة

بك، واليقين بوعدك، وإن كان في قضائك النافذ وقدرتك الماضية أنّه ينيب

أو يتوب أو يرجع عن ظلمي، ويكفّ عن مكروهي، وينتقل عن عظيم ما

ركب منّي، فصلّ علي محمّد وآل محمّد، وأوقع ذلك في قلبه الساعة،

الساعة، قبل إزالة نعمتك التي أنعمت بها عليّ، وتكدير معروفك الذي

صنعته عندي وإن كان علمك به غير ذلك من مقامه علي ظلمي، فإنّي أسألك

يا ناصر المظلومين المبغيّ عليهم إجابة دعوتي.

فصلّ علي محمّد وآل محمّد، وخذه من مأمنه [ منامه خ ل] أخذ عزيز

مقتدر، وافجأه في غفلته مفاجاة مليك منتصر، واسلبه نعمته وسلطانه،

وافضض عنه جموعه وأعوانه، ومزّق ملكه كلّ ممزّق، وفرّق أنصاره كلّ

مفرّق، وأعره من نعمتك التي لا يقابلها بالشكر، وانزع عنه سربال عزّك

الذي لم يجازه بإحسان.

واقصمه يا قاصم الجبابرة! وأهلكه يا مهلك القرون الخالية! وأبره يا مبير

الأمم الظالمة! واخذله يا خاذل الفرق الباغية! وابتر عمره، وابتزّ ملكه،

وعفّ أثره، واقطع خبره، وأطف ناره، وأظلم نهاره، وكوّر شمسه، وأزهق

نفسه، وأهشم سوقه، وجبّ سنامه، وأرغم أنفه، وعجّل حتفه، ولا تدع له

جنّة إلاّ هتكتها، ولا دعامة إلاّ قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها، ولا

قائمة علوّ إلاّ وضعتها، ولا ركنا إلاّ وهنته، ولا سببا إلاّ قطعته.

وأرنا أنصاره عباديد بعد الألفة، وشتّي بعد اجتماع الكلمة، ومقنعي

الرؤوس بعد الظهور علي الأُمّة، واشف بزوال أمره القلول الوجلة، والأفئدة

اللهفة، والأُمّة المتحيّرة، والبريّة الضائعة، وأدل ببواره الحدود المعطّلة،

والسنن الداثرة، والأحكام المهملة، والمعالم المغبرة، والآيات المحرّفة،

والمدارس المهجورة، والمحاريب المجفوّة، والمشاهد المهدومة.

وأشبع به الخماص الساغبة، وأرو به اللهوات اللاغبة والأكباد الطامعة،

وأرح به الأقدام المتعبة، واطرقه بليلة لا أخت لها وبساعة لا مثوي فيها،

وبنكبة لا انتعاش معها، وبعثرة لا إقالة منها.

وأبح حريمه، ونغّص نعيمه، وأره بطشتك الكبري، ونقمتك المثلي،

وقدرتك التي فوق قدرته، وسلطانك الذي هو أعزّ من سلطانه، واغلبه لي

بقوّتك القويّة، ومحالك الشديد، وامنعني منه بمنعك الذي كلّ خلق فيها

ذليل، وابتله بفقر لا تجبره، وبسوء لا تستره، وكله إلي نفسه فيما يريد، إنّك

فعّال لما تريد، وابرأه من حولك وقوّتك، وكله إلي حوله وقوّته، وأزل مكره

بمكرك، وادفع مشيئته بمشيئتك، وأسقم جسده، وأيتم ولده، واقض أجله،

وخيّب أمله، وأدل دولته، وأطل عولته.

واجعل شغله في بدنه، ولا تفكّه من حزنه، وصيّر كيده في ضلال، وأمره

إلي زوال، ونعمته إلي انتقال، وجدّه في سفال، وسلطانه في اضمحلال،

وعاقبته إلي شرّ مآل، وأمته بغيظه إن أمتّه، وأبقه بحسرته إن أبقيته، وقني

شرّه وهمزه ولمزه وسطوته وعداوته، والمحه لمحة تدمّر بها عليه، فإنّك

أشدّ بأسا وأشدّ تنكيلاً»[658].

العشرون ـ دعاؤه عليه السلام المعروف بدعاء الجوشن:

(3034) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: روّينا بعدّة طرق إلي جدّي السعيد أبي جعفر

الطوسيّ رضي الله عنه، ونقلناه من نسخة ما هذا لفظها: بسم اللّه الرحمن الرحيم، حدّثنا

الشيخ السعيد المفيد أبو عليّ الحسن بن محمّد بن عليّ الطوسيّ رضي الله عنه في الطرز الكبير

الذي عند رأس مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، قرأته عليه في شهر رمضان

من سنة سبع وخمسمائة، وحدّثنا أيضا الشيخ المفيد شيخ الإسلام عزّ العلماء أبو

الوفاء عبد الجبّار بن عبد اللّه بن عليّ الرازيّ في مدرسته بالزاي، في شعبان من سنة

ثلاث وخمسمائة، وحدّثنا أيضا السعيد العالم التقيّ نجم الدين كمال الشرف ذو

الحسبين أبو الفضل المنتهي ابن أبي زيد بن كاكا الحسنيّ في داره بجرجان، في ذي

الحجّة من سنة ثلاث وخمسمائة، وحدّثنا أيضا الشيخ السعيد الأمين أبو عبد اللّه

محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب

صلوات اللّه عليه إجازة، في رجب من سنة أربع عشر وخمسمائة، قالوا: كلّهم حدّثنا

الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسيّ رحمه الله: بالمشهد المقدّس الغرويّ، علي

ساكنه أفضل الصلوات، في شهر رمضان من سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، قال:

حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه الغضائريّ، وأحمد بن عبدون، وأبو طالب

ابن الغرور وأبو الحسن الصفّار، وأبو عليّ الحسن بن إسماعيل بن أشناس، قالوا:

حدّثنا أبو الفضل محمّد بن عبد اللّه بن المطّلب الشيبانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن يزيد

بن أبي الأزهر البوشنجيّ النحويّ، قال: حدّثنا أبو الوضّاح محمّد بن عبد اللّه بن

زيد النهشليّ، قال: أخبرني أبي، قال: سمعت الإمام أبا الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام

يقول:

التحدّث بنعم اللّه شكر، وترك ذلك كفر، فارتبطوا نعم ربّكم تعالي بالشكر،

وحصّنوا أموالكم بالزكاة، وادفعوا البلاء بالدعاء، فإنّ الدنيا جنّة منجية تردّ البلاء،

وقد أبرم إبراما.

قال أبو الوضّاح: وأخبرني أبي قال: لمّا قتل الحسين بن عليّ صاحب فخّ، وهو

الحسين بن عليّ بن الحسن بن الحسن بفخّ، وتفرّق الناس عنه حمل رأسه عليه السلام،

والأسري من أصحابه إلي موسي بن المهديّ، فلمّا بصر بهم أنشأ يقول متمثّلاً:

بني عمّنا لا تنطقوا الشعر بعد ما

دفنتم بصحراء الغميم القوافيا

فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله

فنقبل ضيماً أو نحكّم قاضيا

ولكنّ حكم السيف فينا مسلّط

فنرضي إذا ما أصبح السيف راضيا

وقد سائني ما جرّت الحرب بيننا

بني عمّنا لو كان أمرا مدانيا

فإن قلتم إنّا ظلمنا فلم نكن

ظلمنا ولكن قد أسأنا التقاضيا

ثمّ أمر برجل من الأسري فوبّخه، ثمّ قتله، ثمّ صنع مثل ذلك بجماعة من ولد

أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه، وأخذ من الطالبيّين، وجعل

يسأل منهم إلي أن ذكر موسي بن جعفر صلوات اللّه عليه، فسأل عنه، ثمّ قال: واللّه!

ما خرج حسين إلاّ عن أمره، ولا اتّبع إلاّ محبّته لأنّه صاحب الوصيّة في أهل هذا

البيت، قتلني اللّه إن أبقيت عليه.

فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي، وكان جريّا عليه:

يا أمير المؤمنين! أقول، أم أسكت؟

فقال: قتلني اللّه إن عفوت عن موسي بن جعفر، ولولا ما سمعت من المهديّ فيما

أخبر به المنصور ما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه وعمله وفضله

وما بلغني من السفّاح فيه من تعريضه وتفصيله لنبشت قبره وأحرقته بالنار إحراقا.

فقال أبو يوسف: نساؤه طوالق، وعتق جميع ما يملك من الرقيق، وتصدّق بجميع

ما يملك من المال، وحبس دوابّه، وعليه المشي إلي بيت اللّه الحرام إن كان مذهب

موسي بن جعفر الخروج، ولا يذهب إليه، ولا مذهب أحد من ولده، ولا ينبغي أن

يكون هذا منهم، ثمّ ذكر الزيديّة وما ينتحلون.

فقال: وما كان بقي من الزيديّة إلاّ هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع

حسين، وقد ظفر أمير المؤمنين بهم، ولم يزل يرفق به حتّي سكن غضبه.

وقال: وكتب عليّ بن يقطين إلي أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلامبصورة الأمر،

فورد الكتاب، فلمّا أصبح أحضر أهل بيته وشيعته، فأطّلعهم أبو الحسن عليه السلامعلي ما

ورد من الخبر، وقال لهم: ما تشيرون في هذا؟

فقالوا: نشير عليك أصلحك اللّه وعلينا معك أن نباعد شخصك عن هذا الجبّار،

وتغيب شخصك دونه فإنّه لا يؤمن شرّه، وعاديته وغشمه سيّما وقد توعّدك وإيّانا

معك.

فتبسّم موسي عليه السلام ثمّ تمثّل ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة، وهو:

زعمت سخينة أن ستغلب ربّها

فليغلبنّ مغالب الغلاب

ثمّ أقبل علي من حضره من مواليه وأهل بيته، فقال: ليفرح روعكم أنّه لا يرد

أوّل كتاب من العراق إلاّ بموت موسي بن المهديّ وهلاكه.

فقالوا: وما ذاك، أصلحك اللّه؟!

فقال: قد وحرمة هذا القبر! مات في يومه هذا، واللّه! «إِنَّهُو لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ

تَنطِقُونَ »[659]، سأخبركم بذلك بين ما أنا جالس في مصلاّي بعد فراغي من وردي،

وقد تنومّت عيناي إذ سنح لي جدّي رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم في منامي فشكوت إليه

موسي بن المهديّ، وذكرت ما جري منه في أهل بيته، وأنا مشفق من غوائله، فقال

لي: لتطب نفسك، يا موسي! فما جعل اللّه لموسي عليك سبيلاً، فبينما هو يحدّثني إذ

أخذ بيدي، وقال لي: قد أهلك اللّه آنفا عدوّك، فلتحسن للّه شكرك.

قال: ثمّ استقبل أبو الحسن القبلة، ورفع يديه إلي السماء يدعو.

فقال أبو الوضّاح: فحدّثني أبي، قال: كان جماعة من خاصّة أبي الحسن عليه السلاممن

أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه، ومعهم في أكمامهم ألواح آبنوس لطاف وأميال،

فإذا نطق أبو الحسن عليه السلامبكلمة، أو أفتي في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك،

قال: فسمعناه وهو يقول في دعائه: شكرا للّه جلّت عظمته.

الدعاء:

«إلهي كم من عدوّ انتضي عليّ سيف عداوته، وشحذ لي ظبة مديته،

وأرهف لي شباحدّه، وداف لي قواتل سمومه، وسدّد نحوي صوائب سهامه،

ولم تنم عنّي عين حراسته، وأضمر أن يسومني المكروه، ويجرّعنّي ذعاف

مرارته، فنظرت إلي ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن الانتصار ممّن

قصدني بمحاربته، ووحدتي في كثير من ناواني، وإرصادهم لي فيما لم

أعمل فيه فكري في الإرصاد لهم بمثله، فأيّدتني بقوّتك، وشددت أزري

بنصرك، وفللت لي شباحدّه، وخذلته بعد جمع عديده وحشده، وأعليت

كعبي عليه، ووجّهت ما سدّد إليّ من مكائده إليه ورددته، ولم يشف غليله،

ولم تبرد حرارات غيظه، وقد عضّ عليّ أنامله، وأدبر مولّيا قد أخفقت

سراياه، فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي! وكم من باغ بغاني بمكائده، ونصب لي أشراك مصائده، ووكّل لي

تفقّد رعايته، وأضبأ إليّ إضباء السبع لطريدته، انتظارا لانتهار [ فرصته خ

ل ]الفرصة، وهو يظهر لي بشاشة الملق، ويبسط لي وجها غير طلق، فلمّا

رأيت دغل سريرته، وقبح ما انطوي عليه لشريكه في ملبّه، وأصبح مجلبا

إليّ في بغيه، أركسته لأُمّ رأسه، وأتيت بنيانه من أساسه، فصرعته في

زبيته، وأرديته في مهوي حفرته، ورميته بحجره، وخنقته بوتره، وذكّيته

بمشاقصه، وكببته بمنخره، ورددت كيده في نحره، ووبقته بندامته، وفتنته

بحسرته، فاستخذل واستخذأ وتضاءل بعد نخوته، وانقمع بعد استطالته،

ذليلاً مأسورا في ربق حبائله التي كان يؤمّل أن يراني فيها يوم سطوته، وقد

كدت لولا رحمتك يحلّ بي ما حلّ بساحته.

فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي! وكم من حاسد شرق بحسده، وشجي بغيظه، وسلقني بحدّ لسانه،

ووخزني بمؤق عينه، وجعل عرضي غرضا لمراميه، وقلّدني خلالاً لم يزل

فيه، فناديتك يا ربّ! مستجيرا بك، واثقا بسرعة إجابتك، متوكّلاً علي ما لم

أزل أعرفه من حسن دفاعك، عالما أنّه لم يضطهد من آوي إلي ظلّ كنفك،

وأن لا تقرع الفوادح من لجأ إلي معقل الانتصار بك، فحصّنتني من بأسه

بقدرتك، فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ

علي محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من

الذاكرين.

إلهي! وكم من سحائب مكروه قد جلّيتها، وسماء نعمة أمطرتها، وجداول

كرامة أجريتها، وأعين أحداث طمستها، وناشئة رحمة نشرتها، وجنّة عافية

ألبستها، وعوامر كربات كثفتها، وأمور جارية قدّرتها، إذ لم يعجزك إذ

طلبتها، ولم تمتنع عليك إذ أردتها.

فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، وجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي! وكم من ظنّ حسن حقّقت، ومن عدم إملاق جبرت، ومن مسكنة

فادحة حوّلت، ومن صرعة مهلكة أنعشت، ومن مشقّة أزحت، لا تسأل يا

سيّدي! عمّا تفعل وهم يسألون، ولا ينقصك ما أنفقت، ولقد سئلت فأعطيت

ولم تسأل فابتدأت، وستميح باب فضلك فما أكديت، أبيت إلاّ إنعاما

وامتنانا، وإلاّ تطوّلاً، يا ربّ! وإحسانا، وأبيت يا ربّ إلاّ انتهاكا لحرماتك،

واجتراء علي معاصيك وتعدّيا لحدودك، وغفلة عن وعيدك، وطاعة لعدوّي

وعدوّك لم يمنعك يا إلهي وناصري! إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك، ولا

حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك.

اللّهمّ! فهذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد، وأقرّ علي نفسه

بالتقصير في أداء حقّك، وشهد لك بسبوغ نعمتك عليه، وجميل عاداتك

عنده، وإحسانك إليه.

فهب لي يا إلهي وسيّدي! من فضلك ما أريده سببا إلي رحمتك، وأتّخذه

سلّما أعرج فيه إلي مرضاتك، وآمن به من سخطك بعزّتك وطولك، وبحقّ

محمّد نبيّك والأئمّة صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين.

فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي! وكم من عبد أمسي وأصبح في كرب الموت، وحشرجة الصدر

والنظر إلي ما تقشعرّ منه الجلود، وتفزع إليه القلوب، وأنا في عافية من ذلك

كلّه، فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي! وكم من عبد أمسي وأصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين، وعويل

يتقلّب في غمّه، ولا يجد محيصا، ولا يسيغ طعاما، ولا يستعذب شرابا، ولا

يستطيع ضرّا ولا نفعا، وهو في حسرة وندامة، وأنا في صحّة من البدن،

وسلامة من العيش، كلّ ذلك منك.

فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل صلّ علي محمّد

وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي! وكم من عبد أمسي وأصبح خائفا مرعوبا مسهّدا مشفقا وحيدا،

وجاهلاً هاربا طريدا، أو منحجزا في مضيق، أو مخبأة من المخابي قد ضاقت

عليه الأرض برحبها، ولا يجد حيلة ولا منجي ولا مأوي ولا مهربا، وأنا في

أمن وأمان وطمأنينة وعافية من ذلك كلّه.

فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي وسيّدي! وكم من عبد أمسي، وأصبح مغلولاً مكبّلاً بالحديد بأيدي

العداة، ولا يرحمونه فقيدا من بلده وأهله وولده، منقطعا عن إخوانه وبلده،

يتوقّع كلّ ساعة بأيّة قتلة يقتل، وبأي مثلة يمثل، وأنا في عافية من ذلك

كلّه، فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي وسيّدي! وكم من عبد أمسي وأصبح يقاسي الحرب، ومباشرة

القتال بنفسه قد غشيته الأعداء من كلّ جانب، والسيوف والرماح وآلة

الحرب يتقعقع في الحديد مبلغ مجهوده، ولا يعرف حيلة، ولا يهتدي

سبيلاً، ولا يجد مهربا قد أدنف بالجراحات، أو متشحّطا بدمه تحت

السنابك، والأرجل يتمنّي شربة من ماء، أو نظرة إلي أهله وولده، ولا يقدر

عليها، وأنا في عافية من ذلك كلّه.

فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل صلّ علي محمّد

وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي! وكم من عبد أمسي وأصبح في ظلمات البحار، وعواصف الرياح،

والأهوال والأمواج، يتوقّع الغرق والهلاك، لا يقدر علي حيلة، أو مبتلي

بصاعقة، أو هدم، أو غرق، أو حرق، أو شرق، أو خسف، أو مسخ، أو قذف،

وأنا في عافية من ذلك كلّه.

فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي! وكم من عبد أمسي، وأصبح مسافرا شاحطا عن أهله ووطنه

وولده، متحيّرا في المفاوز، تائها مع الوحوش والبهائم والهوامّ، وحيدا

فريدا لا يعرف حيلة، ولا يهتدي سبيلاً، أو متأذّيا ببرد، أو حرّ، أو جوع، أو

عري، أو غيره من الشدائد ممّا أنا منه [ فيه خ ل ]خلو، وأنا في عافية

من ذلك كلّه.

فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي! وكم من عبد أمسي، وأصبح فقيرا عائلاً عاريا مملقا مخفقا

مهجورا جائعا خائفا ظمآنا، ينتظر من يعود عليه بفضل، أو عبد وجيه هو

أوجه منّي عندك، أو أشدّ عبادة لك مغلولاً مقهورا قد حمّل ثقلاً من

تعب العناء، وشدّة العبوديّة، وكلفة الرقّ، وثقل الضريبة، أو مبتلي ببلاء

شديد لا قبل له به إلاّ بمنّك عليه، وأنا المخدوم المنعّم المعافي المكرّم في

عافية ممّا هو فيه.

فلك الحمد يا ربّ! من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين.

إلهي ومولاي وسيّدي! وكم من عبد أمسي، وأصبح شريدا طريدا حيرانا

متحيّرا جائعا خائفا حاسرا في الصحاري والبراري، أحرقه الحرّ والبرد، وهو

في ضرّ من العيش، وضنك من الحياة، وذلّ من المقام ينظر إلي نفسه حسرة،

لا يقدر علي ضرّ، ولا نفع، وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك.

فلا إله إلاّ أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين،

وارحمني برحمتك، يا أرحم الراحمين، يا مالك الراحمين.

مولاي وسيّدي! وكم من عبد أمسي، وأصبح عليلاً مريضا سقيما مدنفا

علي فرش العلّة، وفي لباسها ينقلب يمينا وشمالاً لا يعرف شيئا من لذّة

الطعام، ولا من لذّة الشراب ينظر إلي نفسه، حسرة لا يستطيع لها ضرّا ولا

نفعا، وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك، فلا إله أنت، سبحانك من مقتدر

لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي محمّد وآل محمّد، واجعلني لك من

العابدين، ولأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وارحمني

برحمتك، يا مالك الراحمين.

مولاي وسيّدي! وكم من عبد أمسي وأصبح قد دنا يومه من حتفه، وقد

أحدق به ملك الموت في أعوانه يعالج سكرات الموت، وحياضه تدور عيناه

يمينا وشمالاً، ينظر إلي أحبّائه وأودّائه وأخلاّئه، قد منع عن الكلام، وحجب

عن الخطاب، ينظر إلي نفسه حسرة فلا يستطيع لها نفعا ولا ضرّا، وأنا خلو

من ذلك كلّه بجودك وكرمك.

فلا إله إلاّ أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لك من العابدين، ولنعمائك من الشاكرين،

ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا مالك الراحمين.

مولاي وسيّدي! وكم من عبد أمسي وأصبح في مضائق الحبوس

والسجون وكربها وذلّها وحديدها، يتداوله أعوانها وزبانيتها، فلا يدري أيّ

حال يفعل به، وأيّ مثلة يمثل به، فهو في ضرّ من العيش، وضنك من الحياة،

ينظر إلي نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرّا ولا نفعا، وأنا خلو من ذلك كلّه

بجودك وكرمك.

فلا إله إلاّ أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لك من العابدين، ولنعمائك من الذاكرين،

وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين.

مولاي وسيّدي! وكم من عبد أمسي وأصبح قد استمرّ عليه القضاء،

وأحدق به البلاء، وفارق أودّاءه وأحبّاءه وأخلاّءه، وأمسي حقيرا أسيرا ذليلاً

في أيدي الكفّار والأعداء يتداولونه يمينا وشمالاً، قد حمّل في المطامير،

وثقّل بالحديد، لا يري شيئا من ضياء الدنيا، ولا من روحها، ينظر إلي نفسه

حسرة، لا يستطيع لها ضرّا ولا نفعا، وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك.

فلا إله إلاّ أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لك من العابدين، ولنعمائك من الشاكرين،

ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا مالك الراحمين.

مولاي وسيّدي! وكم من عبد أمسي وأصبح قد اشتاق إلي الدنيا للرغبة

فيها إلي أن خاطر بنفسه وماله حرصا منه عليها، قد ركب الفلك وكسرت به،

وهو في آفاق البحار وظلمها ينظر إلي نفسه حسرة، لا يقدر لها علي ضرّ ولا

نفع، وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك.

فلا إله إلاّ أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ علي

محمّد وآل محمّد، واجعلني لك من العابدين، ولنعمائك من الشاكرين،

ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا مالك الراحمين.

مولاي وسيّدي! وكم من عبد أمسي وأصبح قد استمرّ عليه القضاء،

وأحدق به البلاء والكفّار والأعداء، وأخذته الرماح والسيوف والسهام،

وجدّل صريعا، وقد شربت الأرض من دمه، وأكلت السباع والطيور من

لحمه، وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك، لا باستحقاق منّي.

يا لا إله إلاّ أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب، وذي أناة لا يعجل، صلّ

علي محمّد وآل محمّد، واجعلني لنعمائك من الشاكرين، ولآلائك من

الذاكرين، وارحمني برحمتك يا مالك الراحمين.

وعزّتك يا كريم! لأطلبنّ ممّا لديك، ولألحّنّ عليك، ولألجئنّ إليك،

ولأمدّنّ يديّ نحوك مع جرمها إليك، فبمن أعوذ يا ربّ! وبمن ألوذ لا أحد لي

إلاّ أنت، أفتردّني وأنت معوّلي، وعليك معتمدي، وأسألك باسمك الذي

وضعته علي السماء فاستقلّت، وعلي الجبال فرست، وعلي الأرض

فاستقرّت، وعلي الليل فأظلم، وعلي النهار فاستنار، أن تصلّي علي محمّد

وآل محمّد، وأن تقضي لي جميع حوائجي، وتغفر لي ذنوبي كلّها صغيرها

وكبيرها، وتوسّع عليّ من الرزق ما تبلّغني به شرف الدنيا والآخرة، يا أرحم

الراحمين.

مولاي! بك استعنت [ استغثت خ ل]، فصلّ علي محمّد وآل محمّد،

وأعنّي [ أغثني خ ل ]وبك استجرت، وأغنني بطاعتك عن طاعة عبادك،

وبمسألتك عن مسألة خلقك، وانقلني من ذلّ الفقر إلي عزّ الغني، ومن ذلّ

المعاصي إلي عزّ الطاعة، فقد فضّلتني علي كثير من خلقك جودا وكرما، لا

باستحقاق منّي.

إلهي! فلك الحمد علي ذلك كلّه، صلّ علي محمّد وآل محمّد، واجعلني

لنعمائك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، وارحمني برحمتك يا أرحم

الراحمين.

قال: ثمّ أقبل علينا مولانا أبو الحسن عليه السلام وقال: سمعت من أبي، جعفر بن محمّد

يحدّث عن أبيه، عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه أمير المؤمنين عليهم السلامأنّه سمع

رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلم يقول: اعترفوا بنعمة اللّه ربّكم عزّ وجلّ، وتوبوا إليه من جميع

ذنوبكم، فإنّ اللّه يحبّ الشاكرين من عباده.

قال: ثمّ قمنا إلي الصلاة، وتفرّق القوم فما اجتمعوا إلاّ لقراءة الكتاب الوارد بموت

موسي المهديّ، والبيعة لهارون الرشيد[660].

الحادي والعشرون ـ دعاؤه عليه السلام تحت الميزاب باسم الأعظم:

(3035) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: بإسنادنا إلي محمّد بن الحسن الصفّار رحمه الله،

وبإسنادنا إلي ابن أبي قرّة من كتابه كتاب المتهجّد، وذكر أن الذي كان يدعو به تحت

الميزاب، وهو مولانا موسي بن جعفر عليهماالسلام.

وهذا أيضا رواية محمّد بن الحسن الصفّار رحمه الله، بإسنادهما إلي سكّين بن عمّار،

قال: كنت نائما بمكّة، فأتاني آت في منامي، فقال لي: قم! فإنّ تحت الميزاب رجلاً

يدعو اللّه باسمه الأعظم، ففزعت فنمت فناداني ثانية بمثل ذلك، ففزعت ثمّ نمت، فلمّا

كان في الثالثة قال: قم! فإنّ هذا فلان بن فلان، يسمّيه باسمه واسم أبيه، وهو العبد

الصالح تحت الميزاب، يدعو اللّه باسمه الأعظم.

فقال: قمت واغتسلت، ثمّ دخلت الحجر، فإذا رجل قد ألقي ثوبه علي رأسه، وهو

ساجد فجلست خلفه، فسمعته يقول: «يا نور يا قدّوس، يا نور يا قدّوس، يا نور

يا قدّوس، يا حيّ يا قيّوم، يا حيّ يا قيّوم، يا حيّ يا قيّوم، يا حيّ لا يموت، يا

حيّ لا يموت، يا حيّ لا يموت،، يا حيّ حين لا حيّ، يا حيّ حين لا حيّ، يا حيّ

حين لا حيّ، يا حيّ لا إله إلاّ أنت، يا حيّ لا إله إلاّ أنت، يا حيّ لا إله إلاّ أنت.

أسألك بلا إله إلاّ أنت، أسألك بلا إله إلاّ أنت، أسألك بلا إله إلاّ أنت، أسألك

يا لا إله إلاّ أنت (ثلاثا)، وأسألك باسمك بسم اللّه الرحمن الرحيم العزيز

المتين (ثلاثا)».

قال سكّين: فلم يزل يردّد هذه الكلمات حتّي حفظتها، ثمّ رفع رأسه فالتفت كذا

وكذا، فإذا الفجر قد طلع، قال: فجاء إلي ظهر الكعبة، وهو المستجار، فصلّي

الفريضة، ثمّ خرج[661].

الثاني والعشرون ـ أدعية عليه السلام أيّام الأسبوع:

(3036) 1 ـ أبو جعفر الطوسيّ رحمه الله: أدعية الأيّام، عن أبي الحسن موسي بن

جعفر عليهماالسلام:

دعاء يوم الجمعة:

«مرحبا بخلق اللّه الجديد، وبكما من كاتبين وشاهدين اكتبا: بسم اللّه،

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله،

وأنّ الإسلام كما وصف، والدين كما شرع، وأنّ الكتاب كما أنزل، والقول كما

حدّث، وأنّ اللّه هو الحقّ المبين، وصلوات اللّه وبركاته وشرائف تحيّاته،

وسلامه علي محمّد وآله، أصبحت في أمان اللّه الذي لا يستباح، وفي ذمّة

اللّه التي لا تخفر، وفي جوار اللّه الذي لا يضام، وكنفه الذي لا يرام، وجار

اللّه آمن محفوظ ما شاء اللّه، كلّ نعمة فمن اللّه، لا يأتي بالخير إلاّ اللّه،

ما شاء اللّه، نعم القادر اللّه، ما شاء اللّه، توكّلت علي اللّه، أشهد أن لا إله إلاّ

اللّه، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حيّ لا

يموت، بيده الخير، وهو علي كلّ شيء قدير.

اللّهمّ اغفر لي كلّ ذنب يحبس رزقي، ويحجب مسألتي، أو يقصّر بي عن

بلوغ مسألتي، أو يصدّ بوجهك الكريم عنّي.

اللّهمّ اغفر لي، وارزقني، وارحمني، واجبرني، وعافني، واعف عنّي،

وارفعني، واهدني، وانصرني، وألق في قلبي الصبر والنصر، يا مالك الملك!

فإنّه لا يملك ذلك غيرك.

اللّهمّ مصرّف القلوب، غفّار الذنوب، خذ بسمعي وقلبي وبصري ووجهي

إليك، ولا تجعل لشيء من ذلك مصروفا عنك، ولا منتهي له دونك.

اللّهمّ وما كتبت عليّ من خير فوفّقني واهدني له، ومنّ عليّ بذلك كلّه،

وأعنّي وثبّتني عليه، واجعله أحبّ إليّ من غيره، وآثر عندي ممّا سواه،

وزدني من فضلك.

اللّهمّ إنّي أسألك رضوانك والجنّة، وأعوذ بك من سخطك والنار،

وأسألك النصيب الأوفر في جنّات النعيم.

اللّهمّ طهّر لساني من الكذب، وقلبي من النفاق، وعملي من الرياء،

وبصري من الخيانة، فإنّك تعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور.

اللّهمّ إن كنت عندك محروما مقتّرا عليّ رزقي، فامح حرماني، وتقتير

رزقي، واكتبني عندك مرزوقا موفّقا للخيرات، فإنّك قلت تباركت وتعاليت:

«يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُو أُمُّ الْكِتَـبِ »[662].

اللّهمّ وصلّ علي محمّد وآله، إنّك حميد مجيد.

دعاء يوم السبت:

«مرحبا بخلق اللّه الجديد، وبكما من كاتبين وشاهدين، اكتبا: بسم اللّه،

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وأشهد أنّ الإسلام

كما وصف، وأنّ الدين كما شرع، وأنّ الكتاب كما أنزل، والقول كما حدّث،

وأنّ اللّه هو الحقّ المبين، وصلوات اللّه وسلامه علي محمّد وآله، وشرائف

تحيّاته علي محمّد وآله.

أصبحت اللّهمّ في أمانك، أسلمت إليك نفسي، ووجّهت إليك وجهي،

وفوّضت إليك أمري، وألجأت إليك ظهري رهبة منك، ورغبة إليك، لا ملجأ

ولا منجا منك إلاّ إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ورسولك الذي أرسلت،

اللّهمّ إنّي فقير إليك فارزقني بغير حساب، إنّك ترزق من تشاء بغير حساب.

اللّهمّ إنّي أسألك الطيّبات من الرزق، وترك المنكرات، وحبّ المساكين،

وأن تتوب عليّ.

اللّهمّ إنّي أسألك بكرامتك التي أنت أهلها، أن تجاوز عن سوء ما عندي

بحسن ما عندك، وأن تعطيني من جزيل عطائك أفضل ما أعطيته أحدا من

عبادك.

اللّهمّ إنّي أعوذ بك من مال يكون عليّ فتنة، ومن ولد يكون لي عدوّا.

اللّهمّ قد تري مكاني، وتسمع دعائي وكلامي، وتعلم حاجتي، أسألك

بجميع أسمائك أن تقضي لي كلّ حاجة من حوائج الدنيا والآخرة.

اللّهمّ إنّي أدعوك دعاء عبد ضعفت قوّته، واشتدّت فاقته، وعظم جرمه،

وقلّ عدده، وضعف عمله، دعاء من لا يجد لفاقته سادّا غيرك، ولا لضعفه

عونا سواك، أسألك جوامع الخير، وخواتمه، وسوابقه، وفوائده، وجميع ذلك

بدائم فضلك وإحسانك وبمنّك ورحمتك فارحمني، وأعتقني من النار، يا

من كبس الأرض علي الماء! ويا من سمك الهواء بالسماء! يا واحد قبل كلّ

أحد! ويا واحد بعد كلّ شيء! ويا من لا يعلم ولا يدري! كيف هو إلاّ هو، ويا

من لا يقدر قدرته إلاّ هو! ويا من هو كلّ يوم في شأن! يا من لا يشغله شأن

عن شأن! ويا غوث المستغيثين! ويا صريخ المكروبين! ويا مجيب دعوة

المضطرّين! ويا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها، ربّ ارحمني رحمة لا

تضلّني، ولا تشقني بعدها أبدا، إنّك حميد مجيد، وصلّي اللّه علي محمّد

النبيّ وآله وسلّم».

دعاء يوم الأحد:

«مرحبا بخلق اللّه الجديد، وبكما من كاتبين وشاهدين، اكتبا: بسم اللّه

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وأشهد أنّ الإسلام

كما وصف، والدين كما شرع، وأنّ الكتاب كما أنزل، والقول كما حدّث، وأنّ

اللّه هو الحقّ المبين، حيّا اللّه محمّدا بالسلام، وصلّي عليه كما هو أهله،

وعلي آله، أصبحت وأصبح الملك والكبرياء والعظمة والخلق والأمر والليل

النهار وما يكون فيهما للّه وحده لا شريك له، اللّهمّ اجعل أوّل هذا النهار

صلاحا، وأوسطه نجاحا، وآخره فلاحاً، وأسألك خير الدنيا والآخرة.

اللّهمّ لا تدع لي ذنبا إلاّ غفرته، ولا همّا إلاّ فرّجته، ولا دينا إلاّ قضيته، ولا

غائبا إلاّ حفظته وأدّيته، ولا مريضا إلاّ شفيته وعافيته، ولا حاجة من حوائج

الدنيا والآخرة لك فيها رضا، ولي فيها صلاح إلاّ قضيتها.

اللّهمّ تمّ نورك فهديت، وعظم حلمك فعفوت، وبسطت يدك فأعطيت

فلك الحمد، وجهك خير الوجوه، وعطيّتك أنفع العطيّة فلك الحمد، تطاع

ربّنا فتشكر، وتعصي ربّنا فتغفر، تجيب المضطرّ، وتكشف الضرّ، وتشفيي

السقيم، وتنجي من الكرب العظيم، لا يجزي بالآئك، ولا يحصي نعماءك

أحد، رحمتك وسعت كلّ شيء، وأنا شيء فارحمني، ومن الخيرات فارزقني،

تقبّل صلوتي، واسمع دعائي، ولا تعرض عنّي، يا مولاي! حين أدعوك، ولا

تحرمني إلهي! حين أسألك من أجل خطاياي، ولا تحرمني لقاءك، واجعل

محبّتي وإرادتي محبّتك وإرادتك، واكفني هول المطّلع.

اللّهمّ إني أسألك إيمانا لا يرتدّ، ونعيما لا ينقد، ومرافقة محمّد صلّي اللّه

عليه وآله في أعلي جنّة الخلد.

اللّهمّ وأسألك العفاف، والتقي، والعمل بما تحبّ وترضي، والرضا

بالقضاء، والنظر إلي وجهك.

اللّهمّ لقّني حجّتي عند الممات، ولا ترني عملي حسرات.

اللّهمّ اكفني طلب ما لم تقدّر لي من رزق، وما قسمت لي فأتني به في

يسر منك وعافية.

اللّهمّ إنّي أسألك توبة نصوحا تقبلها منّي، تبقي عليّ بركتها، وتغفر بها ما

مضي من ذنوبي، وتعصمني بها فيما بقي من عمري، يا أهل التقوي، وأهل

المغفرة! وصلّي اللّه علي محمّد وآل محمّد، إنّك حميد مجيد».

دعاء يوم الاثنين:

«مرحبا بخلق اللّه الجديد، وبكما من كاتبين وشاهدين، اكتبا: بسم اللّه،

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وأشهد أنّ الإسلام

كما وصف، وأنّ الدين كما شرع، وأنّ القول كما حدّث، وأنّ الكتاب كما أنزل،

وأنّ اللّه هو الحقّ المبين، حيّا اللّه محمّدا بالسلام، وصلّي عليه وعلي آله.

اللّهمّ ما أصبحت فيه من عافية في ديني ودنياي، فأنت الذي أعطيتني،

ورزقتني، ووفّقتني له، وسترتني، فلا حمد لي يا إلهي! فيما كان من خير،

ولا عذر لي فيما كان منّي من شرّ.

اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أتّكل علي ما لا حمد لي فيه، أو ما لا عذر لي فيه.

اللّهمّ إنّه لا حول ولا قوّة بي علي جميع ذلك إلاّ بك، يا من بلّغ أهل الخير

وأعانهم عليه، بلّغني الخير، وأعنّي عليه.

اللّهمّ أحسن عاقبتي في الأمور كلّها، وأجرني من مواقف الخزي في

الدنيا والآخرة، إنّك علي كلّ شيء قدير.

اللّهمّ إنّي أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك الغنيمة من

كلّ برّ، والسلامة من كلّ إثم، وأسألك الفوز بالجنّة، والنجاة من النار.

اللّهمّ رضّني بقضائك حتّي لا أحبّ تعجيل ما أخّرت، ولا تأخير ما عجّلت

عليّ، اللّهمّ أعطني ما أحببت، واجعله خيرا لي.

اللّهمّ ما أنسيتني فلا تنسني ذكرك، وما أحببت فلا أحبّ معصيتك.

اللّهمّ امكر لي ولا تمرك عليّ، وأعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر

عليّ، واهدني ويسّر لي الهدي، وأعنّي علي من ظلمني حتّي أبلغ شاكرا

ذاكرا فيه مآربي، اللّهمّ اجعلني لك شاكرا، لك ذاكرا، لك محبّا، لك راهبا،

واختم لي منك بخير.

اللّهمّ إنّي أسألك بعلمك الغيب، وقدرتك علي الخلق أن تحييني ما كانت

الحيوة خيرا لي، وأن تتوفّاني إذا كانت الوفاة خيرا لي، وأسألك خشيتك في

السرّ والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغني والفقر، وأن

تحبّب إليّ لقاءك في غير ضرّاء مضرّة، ولا فتنة مضلّة، واختم لي بما ختمت

به لعبادك الصالحين، إنّك حميد مجيد، وصلّي اللّه علي محمّد وعلي آل

محمّد».

دعاء يوم الثلثاء:

اللّهمّ إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني، وإن تضعني فمن ذا الذي يرفعني.

اللّهمّ لا تجعلني للبلاء غرضا، ولا للفتنة نصبا، ولا تتبعني ببلاء علي أثر

بلاء، فقد تري ضعفي وتضرّعي، أعوذ بك من جميع غضبك فأعذني،

واستجير بك من جميع عذابك فأجرني، واستنصرك علي عدوّي فانصرني،

وأستعين بك فأعنّي، وأتوكّل عليك فاكفني، وأستنصرك علي عدوّي

فانصرني، وأستعين بك فأعنّي، وأتوكّل عليك فاكفني، وأستهديك فاهدني،

وأستعصمك فاعصمني، وأستغفرك فاغفر لي، وأسترحمك فارحمني،

وأسترزقك فارزقني، سبحانك من ذا يعلم ما أنت ولا يخافك، ومن يعرف

قدرتك ولا يهابك، سبحانك ربّنا!

اللّهمّ إنّي أسألك إيمانا دائما، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، ويقينا صادقا،

وأسألك دينا قيّما، وأسألك رزقا واسعا.

اللّهمّ لا تقطع رجاءنا، ولا تخيّب دعاءنا، ولا تجهد بلاءنا، وأسألك

العافية والشكر علي العافية، وأسألك الغناء عن الناس أجمعين، يا أرحم

الراحمين! ويا منتهي همّة الراغبين! والمفرّج عن المهمومين، ويا من إذا

أراد شيئا فبحسبه أن يقول له كن فيكون.

اللّهمّ إنّ كلّ شيء لك، وكلّ شيء بيدك، وكلّ شيء إليك يصير، وأنت علي

كلّ شيء قدير، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا رادّ لما قضيت،

ولا ميسّر لما عسّرت، ولا معسّر لما يسّرت، ولا معقّب لما حكمت، ولا ينفع

ذا الجدّ منك الجدّ، ولا قوّة إلاّ بك، ما شئت كان، وما لم تشأ لم يكن.

اللّهمّ فما قصر عنه عملي ورأيي، ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا

من خلقك، وخير ما أنت معطيه أحدا من خلقك، فإنّي أسألك وأرغب إليك

فيه، يا أرحم الراحمين.

اللّهمّ صلّ علي محمّد النبيّ وآله، إنّك حميد مجيد».

دعاء يوم الأربعاء:

«مرحبا بخلق اللّه الجديد، وبكما من كاتبين وشاهدين، اكتبا: بسم اللّه،

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وأشهد أنّ الإسلام

كما وصف، والدين كما شرع، وأنّ الكتاب كما أنزل، والقول كما حدّث، وأنّ

اللّه هو الحقّ المبين، حيّا اللّه محمّدا بالسلام، وصلّي عليه وعلي آله.

اللّهمّ اجعلني من أفضل عبادك نصيبا في كلّ خير تقسمه في هذا اليوم،

من نور تهدي به، أو رزق تبسطه، أو ضرّ تكشفه، أو بلاء تصرفه، أو شرّ

تدفعه، أو رحمة تنشرها، أو مصيبة تصرفها.

اللّهمّ اغفر لي ما قد سلف من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمري،

وارزقني عملاً ترضي به عنّي.

اللّهمّ إنّي أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في شيء من

كتبك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أو علّمته أحدا من خلقك، أن

تجعل القرآن ربيع قلبي، وشفاء صدري، ونور بصري، وذهاب همّي وحزني،

فإنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بك.

اللّهمّ ربّ الأرواح الفانية، وربّ الأجساد البالية، أسألك بطاعة الأرواح

البالغة إلي عروقها، وبطاعة القبور المنشقّة عن أهلها، وبدعوتك الصادقة

فيهم، وأخذك الحقّ بينهم وبين الخلائق، فلا ينطقون من مخافتك يرجون

رحمتك، ويخافون عذابك، أسألك النور في بصري، واليقين في قلبي،

والإخلاص في عملي، وذكرك علي لساني أبدا ما أبقيتني.

اللّهمّ ما فتحت لي من باب طاعة فلا تغلقه عنّي أبدا، وما أغلقت عنّي من

باب معصية فلا تفتحه عليّ أبدا.

اللّهمّ ارزقني حلاوة الإيمان، وطعم المغفرة، ولذّة الإسلام، وبرد العيش

بعد الموت، إنّه لا يملك ذلك غيرك.

اللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أضلّ أو أُضلّ أو أذلّ أو أُذلّ أو أظلم أو أُظلم أو أجهل

أو يجهل عليّ أو أجور أو يجار عليّ، أخرجني من الدنيا مغفورا لي عملي،

وأعطني كتابي بيميني، واحشرني في زمرة نبيّي محمّد وآله صلّي اللّه عليه

وآله وسلّم كثيرا، إنّك حميد مجيد».

دعاء يوم الخميس:

«مرحبا بخلق اللّه الجديد وبكما من كاتبين وشاهدين، اكتبا: بسم اللّه،

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، وأشهد أنّ الإسلام

كما وصف، والدين كما شرع، والقول كما حدّث، والكتاب كما أنزل، وأنّ اللّه

هو الحقّ المبين، حيّا اللّه محمّدا بالسلام، وصلّي عليه وآله، أصبحت أعوذ

بوجه اللّه الكريم، واسم اللّه العظيم، وكلمته التامّة، من شرّ السامّة والهامّة

والعين اللاّمّة، ومن شرّ ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ

بناصيتها، إنّ ربّي علي صراط مستقيم.

اللّهمّ إنّي أعوذ بك من جميع خلقك فأعذني، وأتوكّل عليك في جميع

أموري، فاحفظني من بين يديّ ومن خلفي ومن فوقي ومن تحتي، ولا

تكلني في حوائجي إلي عبد من عبادك فيخذلني، أنت مولاي وسيّدي، فلا

تخيّبني من رحمتك.

اللّهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحويل عافيتك، استعنت بحول

اللّه وقوّته من حول خلقه وقوّتهم، وأعوذ بربّ الفلق من شرّ ما خلق، حسبي

اللّه ونعم الوكيل.

اللّهمّ أعزّني بطاعتك، وأذلّ أعدائي بمعصيتك، واقصمهم يا قاصم كلّ

جبّار عنيد! يا من لا يخيّب من دعاه! ويا من إذا توكّل العبد عليه كفاه، اكفني

كلّ مهمّ من أمر الدنيا والآخرة.

اللّهمّ إنّي أسألك عمل الخائفين، وخوف العاملين، وخشوع العابدين،

وعبادة المتّقين، وإخبات المؤمنين، وإنابة المخبتين، وتوكّل الموقنين،

وبشر المتوكّلين، وألحقنا بالأحياء المرزوقين، وأدخلنا الجنّة، وأعتقنا من

النار، وأصلح لنا شأننا كلّه.

اللّهمّ إنّي أسألك إيمانا صادقا، يا من يملك حوائج السائلين! ويعلم ضمير

الصامتين، إنّك بكلّ خير عالم غير معلّم، أن تقضي لي حاجتي، وأن تغفر لي

ولوالديّ، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء

منهم والأموات، وصلّي اللّه علي سيّدنا محمّد النبيّ وآله، إنّه حميد

مجيد»[663].

الثالث والعشرون ـ دعاؤه عليه السلام عند قيامه في الليل:

(3037) 1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: كتاب المحاسن: كان أبو الحسن عليه السلام إذا قام إلي

محرابه في الليل قال: «اللّهمّ إنّك خلقتني سويّا، وربّيتني صبيّا، وجعلتني غنيّا

مكفيّا.

اللّهمّ إنّي وجدت فيما أنزلته في كتابك، وبشّرت به عبادك، أن قلت:

«يَـعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَي أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ

الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُو هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنِيبُواْ إِلَي رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُواْ لَهُو مِن قَبْلِ

أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ »[664].

وقد كان منّي اللّهمّ ما علمت وما أنت أعلم به منّي، فواسوأتاه ممّا أحصاه

كتابك، فلولا المواقف التي أرجو فيها عفوك الذي شمل كلّ شيء، لألقيت

بيدي، ولو أنّ أحدا استطاع الهرب من ذنبه، لكنت أنا أحقّ بالهرب منه،

حيث لا يقدر، ولكن كيف لي بذلك، وأنت لا يعزب عنك مثقال ذرّة إلاّ أتيت

بها، وكفي بك جازيا، وكفي بك حسيبا.

اللّهمّ إنّك طالبي إن هربت، ومدركي إن فررت، فها أنا بين يديك عبد

ذليل خاضع راغم، إن تعذّبني فإنّي لذلك أهل، وهو يا ربّ! منك عدل، وإن

تغفر فإنّك تغفر قبيحا فلتسعني رحمتك وعفوك، وألبسني عافيتك.

وأسألك بالحسني من أسمائك، وبما وارت الحجب من بهائك، أو ترحم

هذه النفس الجزوعة، وهذا البدن الهلوع، الذي لا يستطيع حرّ شمسك،

فكيف يستطيع حرّ نارك، والذي لا يستطيع صوت رعدك، فكيف يستطيع

صوت غضبك، فارحمني.

اللّهمّ إنّي امرء فقير حقير، وخطري يسير، إن تعذّبني فلم يزد عذابي في

ملكك مثقال ذرّة، ولو كان ذلك لسألتك الصبر علي ذلك، وأحببت أن يكون

الملك لك، ولكن سلطانك أعظم، وملكك أدوم من أن يزيد فيه طاعة

المطيعين، أو ينقص منه معصية المذنبين، فاغفر لي يا أرحم الراحمين،

وصلّ علي محمّد وأهل بيته، وأجزه عنّا أفضل ما جزيت المرسلين، يا ربّ

العالمين»[665].

الرابع والعشرون ـ دعاؤه عليه السلام في الحبس وهو ساجد:

(3038) 1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: دعاؤه عليه السلام محبوسا وهو ساجد يقلّب خدّيه

علي التراب «يا مذلّ كلّ جبّار، ومعزّ كلّ ذليل، قد وحقّك بلغ مجهودي، فصلّ

علي محمّد وآل محمّد، وفرّج عنّي»[666].

الخامس والعشرون ـ دعاؤه عليه السلام عند دخوله علي المهديّ:

(3039) 1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: دعاؤه عليه السلام حين دخل علي المهديّ:

«امتنعت بحول اللّه وقوّته من حولك وقوّتك، و «أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن

شَرِّ مَا خَلَقَ »[667]، وأقول ما شاء اللّه كان، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ

العظيم»[668].

السادس والعشرون ـ دعاؤه عليه السلام في حبس الرشيد:

(3040) 1 ـ العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: دعاؤه عليه السلام في حبس الرشيد، فأطلق ـ

أخرجه إليّ أبو الحسن الرازيّ المؤذّن بمشهد الحسين عليه السلام ـ :

«يا سامع كلّ صوت، يا محيي النفوس من بعد الموت، ما لي إله غيرك

فأدعوه، ولا شريك لك فأرجوه، صلّ علي محمّد وآل محمّد، وخلّصني يا

ربّ ممّا أنا فيه، وممّا أخاف وأحذر بحولك وقوّتك، وبحقّ محمّد وآله، كما

تخلّص الولد من ضيق المشيمة، واللحم برحمتك، وصلّ علي محمّد وآله،

وخلّصني يا ربّ! ممّا أنا فيه، وممّا أخاف وأحذر بمشيّتك وإرادتك، بحقّ

محمّد وآل محمّد، كما تخلّص الثمرة من بين ماء وطين ورمل بقدرتك

وجلالك، وصلّ علي محمّد وآل محمّد، وخلّصني يا ربّ! ممّا أنا فيه، وممّا

أخاف وأحذر بحولك وقوّتك، وبحقّ محمّد وآله، كما تخلّص البيضة من

جوف الطائر بعفوك، وصلّ علي محمّد وآل محمّد، وخلّصني يا ربّ! ممّا أنا

فيه وممّا أخاف وأحذر بنعمتك وتكبّرك، وصلّ علي محمّد وآل محمّد،

وخلّصني ممّا أنا فيه، وممّا أخاف وأحذر بقوّتك، وبحقّ محمّد وآل محمّد،

كما تخلّص الطائر من جوف البيضة بعزّتك، إنّك علي كلّ شيء قدير»[669].


پاورقي

[623] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/100، ح 6.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 200.

[624] الذاريات: 51/17، و18.

[625] الكافي: 3/325، ح 16. عنه البحار: 84/281، ح 73، ومستدرك الوسائل: 4/414، ح

5045، وحلية الأبرار: 4/304، ح 5، ونور الثقلين: 5/122، ح 12.

تهذيب الأحكام: 2/132، ح 508. عنه وعن الكافي، البحار: 84/208، س 17، قطعة منه.

علل الشرائع: ب 85/364، ح 3، بتفاوت يسير. عنه مستدرك الوسائل: 4/414، ح 5044.

قطعة منه في الآيات والسور التي قرأها في أدعيته، و(تعقيبه عقيب صلاة الوتر).

[626] الكافي: 3/325، ح 16.

تقدّم الحديث بتمامه في رقم 3015.

[627] الكافي: 3/328، ح 22. عنه مستدرك الوسائل: 5/144، ح 5526، والوافي: 9/1685، ح

8949، والبحار: 83/238، ح 60.

[628] تَغَرْغَرَ بالماء أو الدواء: ردّدهما في حلقه، ومنه: تغرغرت العين بالدمع، إذا تردّد فيها ولم يجر.

المنجد: 547، غرغر.

[629] الكافي: 3/326، ح 19. عنه مفتاح الفلاح: 320، س 7، بتفاوت يسير، والوافي: 8/822،

ح 7197، وحلية الأبرار: 4/304، ح 6. عنه وعن التهذيب، وسائل الشيعة: 7/17، ح 8589.

تهذيب الأحكام: 2/111، ح 418.

كشف الغمّة: 2/252، س 16، قطعة منه. عنه البحار: 25/203، ح 16.

فلاح السائل: 187، س 1. عنه وعن الكافي والتهذيب، البحار: 83/208، ح 24.

مصباح المتهجّد: 66، س 6، بتفاوت يسير.

مصباح الكفعميّ: 39، س 5.

البلد الأمين: 16، س 16.

[630] الكافي: 4/433، ح 9. عنه حلية الأبرار: 4/305، ح 7. عنه وعن التهذيب، والاستبصار،

وسائل الشيعة: 13/481، ح 18254.

تهذيب الأحكام: 5/148، ح 486.

الاستبصار: 2/238، ح 828.

[631] نقل الطوسيّ والمحدّثون هذا الحديث في الأبواب المتعلّقة بصلاة النوافل من عشر الأواخر من

شهر رمضان.

[632] تهذيب الأحكام: 3/88، ح 247.

المصباح للكفعميّ: 761، س 22، مرسلاً.

مصباح المتهجّد: 563، س 10، نحو ما في الكفعميّ.

إقبال الأعمال: 460، س 6، بتفاوت يسير. عنه البحار: 95/131، س 19.

[633] إقبال الأعمال: 184، س 17. عنه البحار: 48/207، ح 5، أشاراليه.

مصباح المتهجّد: 814، س 17، مرسلاً.

البلد الأمين: 184، س 20، نحو ما في مصباح المتهجّد.

المصباح للكفعميّ: 713، س 1، مرسلاً وباختصار.

[634] الزمر: 39/53.

[635] الحجر: 15/56.

[636] غافر: 40/60.

[637] الإسراء: 17/71.

[638] مهج الدعوات: 281، س 20. عنه وعن كتاب العتيق، البحار: 91/182، ح 11.

البلد الأمين: 387، س 9، بتفاوت يسير.

المصباح للكفعميّ: 370، س 4.

قطعة منه في الآيات والسور التي قرأها في الأدعية.

[639] جمال الأسبوع: 179، س 3. عنه البحار: 88/188، س 23، ضمن ح 11.

[640] مصباح المتهجّد: 798، س 18.

إقبال الأعمال: 126، س 9. عنه البحار: 95/381، ح 2.

مصباح الزائر: 299، س 20، بتفاوت يسير.

قطعة منه في سجدته عليه السلام بعد صلاة الليل.

[641] جمال الأسبوع: 183، س 16. عنه وعن المصباح، البحار: 88/195، ح 3.

مصباح المتهجّد: 306، س 6، مرسلاً، ذكر الدعاء.

قطعة منه في كان عليه السلام يصلّي صلاة جعفر يوم الجمعة.

[642] الدعوات: 84، ح 211.

عنه البحار: 92/362، ح 20، وفيه: قال داود بن زربي: ... .

[643] في البحار: «المنتدح».

[644] حَمِش عظمُ ساقه من باب تعب أي رقّ، وهو أحمش مثل أحمر. المصباح المنير: 150.

[645] في البحار: «يعتوره».

[646] نهر الصَراة: نهر يخرج من الفرات ويمرّ بمدينة من سواد العراق تسمّي النيل من أرض بابل. المصباح المنير: 339، صري.

[647] فلاح السائل: 199، س 19. عنه مستدرك الوسائل: 5/119، 5480، قطعة منه. وعنه

وعن مصباح المتهجّد والبلد والمصباح للكفعمي، البحار: 83/80، ح 8.

مصباح المتهجّد: 73 س 13، قطعة منه.

البلد الأمين: 19، س 5، نحو ما في المصباح.

المصباح للكفعميّ: 51، س 9، قطعة منه.

قطعة منه في توصيف المهديّ(عجّ ودعاؤه عليه السلام له).

[648] قرب الإسناد: 314، ح 1219. عنه البحار: 92/341، ح 1.

[649] المحاسن: 356، ح 55.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3489.

[650] الإخلاص: 112/ 1 ـ 4.

[651] آلِ عِمْرَانَ: 3/ 26 و27.

[652] مهج الدعوات: 284، س 8. عنه البحار: 55/21، ح 36، قطعة منه.

البلد الأمين: 389، س 1، بتفاوت يسير. عنه وعن المهج0، البحار: 54/175، ح132، قطعة

منه.

بحار الأنوار: 92/444، ح 1، عن كتاب العتيق الغرويّ.

قطعة منه في الآيات والسور التي قرأها في الأدعية.

[653] الإخلاص:112/1 ـ 4.

[654] المصباح: 387، س 9.

قطعة منه في الآيات والسور التي قرأها في الأدعية.

[655] مهج الدعوات: 44، س 14. عنه البحار: 91/339، س 1، ضمن ح 6.

المصباح للكفعميّ: 327، س 14، باختصار.

طبّ الأئمّة عليهم السلام للسيّد الشبّر: 492، س 12، قطعة منه.

قطعة منه في دعاؤه عليه السلام لدفع شرّ هارون و(أحواله عليه السلام مع هارون).

[656] الحجّ: 22/60.

[657] غافر: 40/60.

[658] مهج الدعوات: 74، س 18. عنه البحار: 82/219، س 18، ضمن ح 1.

قطعة منه في قنوته عليه السلام.

[659] الذاريات: 51/23.

[660] مهج الدعوات 265، س 5، و43، س 11، بسند آخر، قطعة منه. عنه البحار: 48/150، ح

25، و91/337، ح 6، قطعتان منه، ووسائل الشيعة: 7/40، ح 8660، قطعة منه، ومستدرك الوسائل: 8/347، ح 9624، و16/66، ح 19175، و17/292، ح 21382، قطع منه. عنه وعن الكتاب العتيق للغرويّ، البحار: 91/317، ح 1، بتفاوت يسير.

عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/79، ح 7، قطعة منه. عنه البحار: 48/217، ح 17، وإثبات الهداة: 3/179، ح 28، وحلية الأبرار: 4/268، ح 4، ومستدرك الوسائل: 5/260، ح 5824.

وعنه وعن أمالي الطوسيّ، مدينة المعاجز: 6/324، ح 2030.

الأمالي للصدوق: 307، ح 2، قطعة منه. عنه البحار: 48/217، ح 19، أشار إليه.

وعنه وعن أمالي الطوسيّ، والعيون، البحار: 92/209، ح 1.

الأمالي للطوسيّ: 421، ح 944، نحو ما في أمالي الصدوق. عنه البحار: 48/217، ح 18.

إثبات الهداة: 3/215، ح 149، وفيه: روي بعض علمائنا في كتاب ألّفه وجدت نسخة في خزانة أمير المؤمنين عليه السلام، عن أبي المفضّل الشيباني، بإسناد ذكره عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، في حديث طويل، باختصار.

كشف الغمّة: 2/250، س 15، قطعة منه.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/306، س 13، باختصار.

الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: 235، س 23، نحو ما في كشف الغمّة. عنه إحقاق الحقّ: 12/325، س 5، وإثبات الهداة: 3/221، س 2.

قطعة منه في مشاورته عليه السلام مع أهل بيته وشيعته و(تمثّله عليه السلام بالشعر) و(أحواله عليه السلام مع موسي بن المهدي) و(موعظته عليه السلام في نعم اللّه تعالي بالشكر والدعاء)، و(ما رواه عليه السلام عن النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم).

[661] مهج الدعوات: 384، س 9. عنه البحار: 90/228، س 9، ضمن ح 1، و91/313، س

23، ضمن ح 2. وعنه وعن المصباح للكفعميّ، مستدرك: الوسائل: 9/432، ح 11373.

المصباح للكفعميّ: 415، س 6، باختصار.

[662] الرعد: 13/39.

[663] مصباح المتهجّد: 501، س 11. عنه وعن الكفعميّ والبلد الأمين، البحار: 87/134، ح 3،

و153، س 9، ضمن ح 11، و165، ح 16، و177، ح 20، و188، ح 26، و201، ح 32، و212، ح 38، قطع منه.

مصباح الكفعميّ: 139، س 1، و145، س 9، و152، س 11، و158، س 16، و164، س 9، و169، س 10، و174، س 20، قطع منه، وبتفاوت يسير.

البلد الأمين: 87، س 18، و101، س 4، و109، س 13، و117، س 12، و124، س 1، و132، س 6، و139، س 16، قطع منه.

[664] الزمر: 39/53 54.

[665] بحار الأنوار: 84/229، ح 42.

قطعة منه في الآيات والسور التي قرأها في الأدعية.

[666] بحار الأنوار: 91/314، س 22.

[667] الفلق: 113/2.

[668] بحار الأنوار: 91/314، س 19.

[669] بحار الأنوار: 91/314، س 6.

[670] نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 122، ح 2.

[671] رجال الكشّيّ: 437، ح 823.

[672] دلائل الإمامة: 328، ح 284.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 471.

[673] عيون أخبار الرضا عليه السلام: 1/100، ح 6.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 200.

[674] الكافي: 7/61، ح 15.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2425.

[675] المحاسن: 356، ح 55.

يأتي الحديث بتمامه في ج 6 رقم 3489.

[676] الكافي: 1/56، ح 9.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1015.



[677] الكافي: 1/57، ح 13.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1015.

[678] عمدة الطالب: 215 س 12.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 1 رقم 215.

[679] رجال الكشّيّ: 482، ح 909.

يأتي الحديث بتمامه في ج 7 رقم 4034.

[680] الكافي: 5/552، ح 4.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 4 رقم 2137.

[681] الدعوات: 93، س 5، ضمن ح 228. عنه البحار: 91/207، س 3، ضمن ح 3.

[682] مهج الدعوات: 358، س 11. عنه البحار: 91/376، س 2، ضمن ح 1.

المصباح للكفعميّ: 293، س 11.

[683] الأعراف: 7/198.

[684] البقرة: 2/18.

[685] آلِ عِمْرَانَ: 3/111 و112.

[686] الأحزاب: 33/61.

[687] الحشر: 59/14.

[688] الكهف: 18/97.

[689] المدّثّر: 74/50 و51.

[690] القمر: 54/45 و46.

[691] الصافّات: 37/8 و9.

[692] ق: 50/1.

[693] ق: 50/1.

[694] الواقعة: 56/75.

[695] الطور: 52/1 ـ 8.

[696] الأعراف: 7/118 ـ 120.

[697] آل عمران: 3/54.

[698] آل عمْران: 3/173 و 174.

[699] البقرة: 2/137.