بازگشت

(ح) ـ تعويذه عليه السلام


وفيه خمسة موارد

الأوّل ـ عوذته عليه السلام في بركة السباع:

(3045) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: عوذة مولانا الكاظم عليه السلام لمّا ألقي في بركة

السباع:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا إله إلاّ اللّه وحده وحده، أنجز وعده، ونصر

عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، والحمد للّه ربّ العالمين، أصبحت

وأمسيت في حمي اللّه الذي لا يستباح، وستره الذي لا تهتكه الرياح، ولا

تخرقه الرماح، وذمّة اللّه التي لا تخفر، وفي عزّة اللّه التي لا تستذلّ ولا

تقهر، وفي حزبه الذي لا يغلب، وفي جنده الذي لا يهزم، باللّه استفتحت

واستنجحت وتعزّزت واستنصرت وتقوّيت واحترزت واستعنت باللّه،

وبقوّة اللّه ضربت علي أعدائي، وقهرتهم بحول اللّه، واستعنت عليهم باللّه،

وفوّضت أمري إلي اللّه، حسبي اللّه ونعم الوكيل، «وَتَرَلـهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ

وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ »[683]، شاهت وجوه أعدائي فهم لا يبصرون، (صُمُّم بُكْمٌ عُمْيٌ

فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ »[684].

غلبت أعداء اللّه بكلمة اللّه، أين من يغلب كلمة اللّه فلجت حجّة اللّه علي

أعداء اللّه الفاسقين، وجنود إبليس أجمعين له، «لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذيً وَإِن

يُقَـتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ * ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ »[685]، «أَيْنَمَا

ثُقِفُواْ أُخِذُواْ وَ قُتِّلُواْ تَقْتِيلاً »[686]، «لاَ يُقَـتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًي مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن

وَرَآءِ جُدُرِم بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّي_'feذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ

لاَّ يَعْقِلُونَ »[687]، تحصّنت منهم بالحصن الحصين، «فَمَا اسْطَـعُواْ أَن يَظْهَرُوهُ

وَ مَا اسْتَطَـعُواْ لَهُو نَقْبًا »[688].

فآويت إلي ركن شديد، والتجأت إلي الكهف المنيع، وتمسّكت بالحبل

المتين، وتدّرعت بهيبة أميرالمؤمنين، وتعوّذت بعوذة سليمان بن داود

عليه السلام، واحترزت بخاتمه، فأنا أين كنت كنت آمنا مطمئنّا، وعدوّي

في الأهوال حيران قد حفّ بالمهابة، وألبس الذلّ، وقمّع بالصغار، وضربت

علي نفسي سرادق الحياطة، ودخلت في هيكل الهيبة، وتتوّجت بتاج

الكرامة، وتقّلدت بسيف العزّ الذي لا يفلّ، وخفيت عن الظنون، وتواريت

عن العيون، وأمنت علي روحي، وسلمت من أعدائي، وهم لي خاضعون،

ومنّي خائفون، وعنّي نافرون «كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةِم »[689].

قصرته أيديهم عن بلوغي، وصمّت آذانهم عن استماع كلامي، وعميت

أبصارهم عن رؤيتي، وخرست ألسنتهم عن ذكري، وذهلت عقولهم عن

معرفتي، وتخوّفت قلوبهم وارتعدت فرائصهم من مخافتي، وانفلّ حدّهم،

وانكسرت شوكتهم، ونكّست رؤسهم، وانحلّ عزمهم، وتشتّت جمعهم،

واختلفت كلمتهم، وتفرّقت أمورهم، وضعف جندهم، وانهزم جيشهم، وولّوا

مدبرين، «سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ يُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَ السَّاعَةُ أَدْهَي

وَ أَمَرُّ »[690].

علوت عليهم بمحمّد بن عبد اللّه صلّي اللّه عليه وآله وسلّم، بعلوّ اللّه

الذي كان يعلو به عليّ صاحب الحروب، منكّس الفرسان، مبيد الأقران،

وتعزّزت منهم بأسماء اللّه الحسني وكلماته العليا، وتجهّزت علي أعدائي

ببأس اللّه بأس شديد وأمر عتيد، وأذللتهم وجمعت رؤوسهم، ووطئت

رقابهم، فظلّت أعناقهم لي خاضعين، خاب من ناواني، وهلك من عاداني،

وأنا المؤيّد المحبور المظفّر المنصور، قد كرّمتني كلمة التقوي،

واستمسكت بالعروة الوثقي، واعتصمت بالحبل المتين فلن يضرّني بغي

الباغين، ولا كيد الكائدين، ولا حسد الحاسدين أبد الآبدين، فلن يصل إليّ

أحد، ولن يضرّني أحد، ولن يقدر عليّ أحد، بل أنا أدعو ربّي، ولا أشرك به

أحدا.

يا متفضّل! تفضّل عليّ بالأمن والسلامة من الأعداء، وحل بيني وبينهم

بالملائكة الغلاظ الشداد، ومدّني بالجند الكثيف والأرواح المطيعة

يحصبونهم بالحجّة البالغة، ويقذفونهم بالشهاب الثاقب، والحريق الملهب

والشواظ المحرق، والنحاس النافذ، «وَ يُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَ لَهُمْ

عَذَابٌ وَاصِبٌ »[691]، ذلّلتهم وزجرتهم وعلوتهم ببسم اللّه الرحمن الرحيم،

ب«طه»، و«يس»، و«الذاريات»، و«الطواسين»، و«تنزيل»، و«الحواميم»،

و«كهيعص»، و«حمعسق»، و«قوَ الْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ »[692]، و«تبارك»،

و«نوَ الْقَلَمِ وَ مَايَسْطُرُونَ »[693]، «بِمَوَ قِعِ النُّجُومِ »[694]، وب«الطُّورِ * وَ كِتَـبٍ

مَّسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ * وَ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَ الْبَحْرِ

الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَ قِعٌ * مَّا لَهُو مِن دَافِعٍ »[695].

فولّوا مدبرين، وعلي أعقابهم ناكصين، وفي ديارهم جاثمين، «فَوَقَعَ

الْحَقُّ وَبَطَـلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَـغِرِينَ * دوَأُلْقِيَ

السَّحَرَةُ سَـجِدِينَ »[696].

فوقاه اللّه سيّئات ما مكروا، وحاق لهم ما كانوا به يستهزؤون، وحاق بآل

فرعون سوء العذاب، «وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَـكِرِينَ »[697]، «الَّذِينَ

قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـنًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا

اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ

رِضْوَ نَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ »[698].

اللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرورهم، وأدرأ بك في نحورهم، وأسألك من خير

ما عندك «فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»[699]، جبرائيل عن يميني،

وميكائيل عن يساري، وإسرافيل من ورائي، ومحمّد صلّي اللّه عليه وآله

شفيعي من بين يديّ، واللّه مظلّ عليّ، يا من جعل بين البحرين جاجزا، احجز

بيني وبين أعدائي فلن يصلوا اليّ بسوء أبدا، وبينهم ستر اللّه الذي ستر اللّه

به الأنبياء عن الفراعنة، ومن كان في ستر اللّه كان محفوظا، حسبي اللّه

الذي يكفيني ما لا يكفيني أحد من خلقه «وَ إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ

وَ بَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْأَخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا * وَ جَعَلْنَا عَلَي قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن

يَفْقَهُوهُ وَ فِي ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا وَ إِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْءَانِ وَحْدَهُو وَ لَّوْاْ عَلَي أَدْبَـرِهِمْ

نُفُورًا »[700]، «إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَـقِهِمْ أَغْلَـلاً فَهِيَ إِلَي الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ *

وَ جَعَلْنَا مِنم بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَـهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ »[701].

«اللّهمّ اضرب عليّ سرادق حفظك الذي لا تهتكه الرياح، ولا تخرقه

الرماح، ووقّ روحي بروح قدسك الذي من ألقيته عليه كان معظّما في أعين

الناظرين، وكبيرا في صدور الخلق أجمعين، ووفّقني بأسمائك الحسني،

وأمثالك العليا لصلاحي في جميع ما أؤمّله من خير الدنيا والآخرة، واصرف

عنّي أبصار الناظرين، واصرف عنّي قلوبهم من شرّ ما يضمرون إلي ما لا

يملكه أحد غيرك.

اللّهمّ أنت ملاذي فبك ألوذ، وأنت معاذي فبك أعوذ.

اللّهمّ إنّ خوفي أمسي وأصبح مستجيرا بوجهك الباقي الذي لا يبلي يا

أرحم الراحمين.

سبحان من ألجّ البحار بقدرته، وأطفأ نار إبراهيم بكلمته، واستوي علي

العرش بعظمته، وقال لموسي: «أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْأَمِنِينَ »[702]،«إِنِّي

لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ »[703]، و«لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّــلِمِينَ »[704]،

و«لاَّ تَخَـفُ دَرَكًا وَ لاَ تَخْشَي »[705]، «لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَي »[706]، «وَ مَا تَوْفِيقِي

إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ »[707]، «وَ مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُو مَخْرَجًا *

وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَي اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُو إِنَّ اللَّهَ بَــلِغُ أَمْرِهِي

قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْ ءٍ قَدْرًا »[708]، «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ»[709]، ولا حول ولا

قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، ما شاء اللّه كان»[710].

الثاني ـ عوذة يوم الثلثاء:

(3046) 1 ـ السيّد ابن طاووس رحمه الله: عوذة للكاظم عليه السلام:

«وأعيذ نفسي ووالديّ وولدي وإخواني المؤمنين والمؤمنات باللّه ربّ

السموات القائمات بلا عمد، وبالذي خلقها في يومين، وقضي في كلّ سماء

أمرها، وخلق الأرض في يومين وقدّر فيها أقواتها، وجعل فيها جبالاً أوتادا،

و(جعلها) فجاجا سبلاً، وأنشأ السحاب وسخّره وأجري الفلك وسخّر البحر،

وجعل في الأرض رواسي وأنهارا من أن يوصل إليّ أو إلي أحد منهم بسوء

أو بليّة.

وأعيذ نفسي ووالديّ وولدي وذرّيّتي وجميع إخواني المؤمنين

والمؤمنات ومن يعنيني أمره من شرّ ما يكون في الليل والنهار،«وَ مِن شَرِّ

النَّفَّـثَـتِ فِي الْعُقَدِ * وَ مِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ »[711]، ومن الجنّ والإنس،

[«وَكَفَي بِاللَّهِ وَكِيلاً [712] وَكَفَي بِاللَّهِ شَهِيدًا »[713] ومن شرّ ما تراه العيون وتعقد

عليه القلوب، ومن الجنّ والإنس]، وكفي باللّه، وكفي باللّه، وكفي باللّه، لا

إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه صلّي اللّه عليه وآله الطاهرين وسلّم

تسليما»[714].

الثالث ـ عوذته عليه السلام للمسحور:

(3047) 1 ـ ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهماالله: أحمد بن بدر، عن إسحاق الصحّاف،

عن موسي بن جعفر عليه السلام، قال: يا صحّاف! قلت: لبّيك، يا ابن رسول اللّه!

قال: إنّك مأخوذ عن أهلك؟

قلت: بلي، يا ابن رسول اللّه! منذ ثلاث سنين، قد عالجت بكلّ دواء، فواللّه!، ما

نفعني.

قال: يا صحّاف! أفلا أعلمتني؟

قلت: يا ابن رسول اللّه! واللّه! ما خفي عليَّ أنّ كلّ شيء عندكم فرجه، ولكن

أستحييك.

قال: ويحك! وما منعك الحياء في رجل مسحور مأخوذ، أما إنّي أردت أن أفاتحك

بذلك، قل: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، أذرأكم أيّها السحرة! عن فلان بن فلانة،

باللّه الذي، قال لإبليس: «اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا»[715]، اخرج منها فما

يكون لك أن تتكبّر فيها، اخرج إنّك من الصاغرين، أبطلت عملكم، ورددت

عليكم، ونقضته بإذن اللّه العليّ الأعلي الأعظم القدّوس العزيز العليم

القديم، رجع سحركم كما لا يحيق المكر السيّء إلاّ بأهله، كما بطل كيد

السحرة حين قال اللّه تعالي لموسي صلوات اللّه عليه: «أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ

تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَـلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ »[716] بإذن اللّه أبطل

سحرة فرعون، أبطلت عملكم أيّها السحرة! ونقضته عليكم بإذن اللّه الذي

أنزل: «وَ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ نَسُواْ اللَّهَ فَأَنسَـلـهُمْ أَنفُسَهُمْ»[717]، وبالذي قال:

«وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَـبًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَآ

إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَقَالُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ

لاَ يُنظَرُونَ * وَلَوْ جَعَلْنَـهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَـهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ»[718].

وبإذن اللّه الذي أنزل: «فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَ تُهُمَا»[719]، فأنتم

متحيّرون، ولا تتوجّهون بشيء ممّا كنتم فيه، ولا ترجعون إلي شيء منه

أبدا، قد بطل بحمد اللّه عملكم، وخاب سعيكم، ووهن كيدكم مع من كان

ذلك من الشياطين، «إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَـنِ كَانَ ضَعِيفًا »[720]، غلبتكم بإذن اللّه،

وهزمت كثرتكم بجنود اللّه، وكسرت قوّتكم بسلطان اللّه، وسلّطت عليكم

عزائم اللّه، عمي بصركم، وضعفت قوّتكم، وانقطعت أسبابكم، وتبرّأ

الشيطان منكم بإذن اللّه الذي أنزل: «كَمَثَلِ الشَّيْطَـنِ إِذْ قَالَ لِلاْءِنسَـنِ اكْفُرْ

فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَــلَمِينَ * فَكَانَ عَـقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا

فِي النَّارِ خَــلِدَيْنِ فِيهَا وَ ذَ لِكَ جَزَ ؤُاْ الظَّــلِمِينَ »[721].

وأنزل: «إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَ رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ

الْأَسْبَابُ »[722]، «وَ قَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّا

كَذَ لِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَــلَهُمْ حَسَرَ تٍ عَلَيْهِمْ وَ مَا هُم بِخَـرِجِينَ مِنَ النَّارِ »[723].

بإذن اللّه الذي «لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُو سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُو مَا فِي

السَّمَـوَ تِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ـ إلي ـ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ»[724]، «إِنَّ إِلَـهَكُمْ لَوَ حِدٌ *

رَّبُّ السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا وَ رَبُّ الْمَشَـرِقِ * إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا

بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَ حِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَـنٍ مَّارِدٍ * لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَي الْمَلاَءِ الْأَعْلَي

وَ يُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُورًا وَ لَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ * إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ

فَأَتْبَعَهُو شِهَابٌ ثَاقِبٌ »[725]، «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَـفِ الَّيْلِ

وَالنَّهَارِ لَأَيَـتٍ لاِّ?وْلِي الْأَلْبَـبِ »[726]، «وَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَآءِ مِن مَّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ

الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ بَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَ تَصْرِيفِ الرِّيَـحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ

بَيْنَ السَّمَآءِ وَ الْأَرْضِ لَأَيَـتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ »[727] إلي آخر السورة، «إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ

الَّذِي خَلَقَ السَّمَـوَ تِ وَالأَْرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَي عَلَي الْعَرْشِ يُغْشِي الَّيْلَ

النَّهَارَ يَطْـلُبُهُو حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَ تِم بِأَمْرِهِي أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ

وَالأَْمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَــلَمِينَ »[728]، «هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَــلِمُ الْغَيْبِ

وَالشَّهَـدَةِ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ

السَّلَـمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَـنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ

اللَّهُ الْخَــلِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَآءُ الْحُسْنَي يُسَبِّحُ لَهُو مَا فِي السَّمَـوَ تِ

وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » [729] من أراد فلانة بسوء من الجنّ والإنس أو

غيرهم بعد هذه العوذة، جعله اللّه ممّن وصفهم.

فقال: «أُوْلَـلـءِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلَــلَةَ بِالْهُدَي فَمَا رَبِحَت تِّجَـرَتُهُمْ وَ مَا

كَانُواْ مُهْتَدِينَ * مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّآ أَضَآءَتْ مَا حَوْلَهُو ذَهَبَ اللَّهُ

بِنُورِهِمْ وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُـلُمَـتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ * صُمُّم بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ »[730]،

جعله اللّه ممّن قال: «وَ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً

وَ نِدَآءً صُمُّم بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ »[731]، جعله اللّه ممّن قال: «وَ مَن يُشْرِكْ

بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَآءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ

سَحِيقٍ »[732]، جعله اللّه ممّن قال: «مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَـذِهِ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا

كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَـلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَـلَمَهُمُ اللَّهُ

وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْـلِمُونَ »[733]، جعله اللّه ممّن قال: «كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ

فَأَصَابَهُو وَابِلٌ فَتَرَكَهُو صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَي شَيْ ءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ

الْكَـفِرِينَ »[734]، جعله اللّه ممّن قال: «وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ

مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ * يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي

الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ فِي الْأَخِرَةِ وَ يُضِلُّ اللَّهُ الظَّــلِمِينَ وَ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَآءُ * أَلَمْ تَرَ

إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَ أَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا

وَبِئْسَ الْقَرَارُ »[735]، جعله اللّه ممّن قال: ومثل «الَّذِينَ كَفَرُواْ أَعْمَــلُهُمْ كَسَرَابِم

بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْـ?انُ مَآءً حَتَّي إِذَا جَآءَهُو لَمْ يَجِدْهُ شَيْـ?ا وَ وَجَدَ اللَّهَ عِندَهُو

فَوَفَّـلـهُ حِسَابَهُو وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُـلُمَـتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَـلـهُ مَوْجٌ

مِّن فَوْقِهِي مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِي سَحَابٌ ظُـلُمَـتُم بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُو لَمْ

يَكَدْ يَرَلـهَا وَ مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُو نُورًا فَمَا لَهُو مِن نُّورٍ »[736].

اللّهمّ فأسألك بصدقك وعلمك وحسن أمثالك، وبحقّ محمّد وآله من أراد

فلاناً بسوء أن ترد كيده في نحره، وتجعل خدّه الأسفل، وتركسه لأُمّ رأسه في

حفرة، إنّك علي كلّ شيء قدير، وذلك عليك يسير، وما كان ذلك علي اللّه

بعزيز، لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، صلّي اللّه عليه وآله وسلّم، والسلام

عليهم ورحمة اللّه وبركاته».

ثمّ تقرأ علي طين القبر، وتختم وتعلّقه علي المأخوذ، وتقرأ: هو اللّه «الَّذِي أَرْسَلَ

رَسُولَهُو بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُو عَلَي الدِّينِ كُلِّهِي وَلَوْ كَرِهَ

الْمُشْرِكُونَ »[737]، «وَكَفَي بِاللَّهِ شَهِيدًا »[738]، «وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *

فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَـغِرِينَ [739]»،[740].

الرابع ـ عوذته عليه السلام لتواتر الوجع:

(3048) 1 ـ ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهماالله: الحسن بن الحسين الدامغانيّ، عن

الحسن، عن عليّ بن فضّال، عن إبراهيم بن أبي البلاد، يرفعه إلي موسي بن جعفر

الكاظم عليهماالسلامقال: شكا إليه عامل المدينة تواتر الوجع علي ابنه.

قال عليه السلام: تكتب له هذه العوذة في رقّ، وتصيّرها في قصبة فضّة، وتعلّق علي

الصبيّ، يدفع اللّه عنه بها بكلّ علّة:

«بسم اللّه أعوذ بوجهك العظيم، وعزّتك التي لا ترام، وقدرتك التي لا

يمتنع منها شيء، من شرّ ما أخاف في الليل والنهار، ومن شرّ الأوجاع كلّها،

ومن شرّ الدنيا والآخرة، ومن كلّ سقم، أو وجع، أو همّ، أو مرض، أو بلاء، أو

بليّة، أو ممّا علم اللّه أنّه خلقني له، ولم أعلمه من نفسي، وأعذني يا ربّ! من

شرّ ذلك كلّه، في ليلي حتّي أصبح، وفي نهاري حتّي أمسي، وبكلمات اللّه

التامّات التي لا تجاوزهنّ برّ ولا فاجر، ومن شرّ ما ينزل من السماء، وما

يعرج فيها، وما يلج في الأرض، وما يخرج منها، وسلام علي المرسلين،

والحمد للّه ربّ العالمين.

أسألك يا ربّ! بما سألك به محمّد صلوات اللّه عليه وعلي أهل بيته،

«حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ »[741]، أختم

علي ذلك منك، يا برّ يا رحيم! باسمك اللّهمّ الواحد الأحد الصمد، صليّ اللّه

علي محمّد وآل محمّد، وادفع عنّي سوء ما أجد بقدرتك»[742].

الخامس ـ العوذة للأمن من السلطان:

(3049) 1 ـ أحمد بن الفهد الحلّيّ رحمه الله: المفضّل بن عمر، عنه [ أي عن

أبي إبراهيم عليه السلام ]قال: يا مفضّل! احتجب من الناس كلّهم ببسم اللّه الرحمن الرحيم،

وب «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»[743]، اقرأها عن يمينك، وشمالك، ومن بين يديك، ومن خلفك،

ومن تحتك، ومن فوقك، وإذا دخلت علي سلطان جائر، حين تنظر إليه فاقرأها

ثلاث مرّات، واعقد بيدك اليسري، ثمّ لا تفارقها حتّي تخرج من عنده[744].

پاورقي

[683] الأعراف: 7/198.

[684] البقرة: 2/18.

[685] آلِ عِمْرَانَ: 3/111 و112.

[686] الأحزاب: 33/61.

[687] الحشر: 59/14.

[688] الكهف: 18/97.

[689] المدّثّر: 74/50 و51.

[690] القمر: 54/45 و46.

[691] الصافّات: 37/8 و9.

[692] ق: 50/1.

[693] ق: 50/1.

[694] الواقعة: 56/75.

[695] الطور: 52/1 ـ 8.

[696] الأعراف: 7/118 ـ 120.

[697] آل عمران: 3/54.

[698] آل عمْران: 3/173 و 174.

[699] البقرة: 2/137.

[700] الإسراء: 17/ 45 و46.

[701] يس: 36/8، و9.

[702] القصص: 28/31.

[703] النمل: 27/10.

[704] القصص: 28/25.

[705] طه: 20/77.

[706] طه: 20/68.

[707] هود: 11/88.

[708] الطلاق: 65/2 و3.

[709] الزمر: 39/36.

[710] مهج الدعوات: 291، س 1. عنه البحار: 91/327، ح 3.

أورد السيّد ابن طاووس هذا الدعاء في مهج الدعوات: 298، س 12، منسوبا إلي عليّ بن

موسي الرضا عليهماالسلام، بتفاوت، وصرّح قبل الدعاء بأنّه ربما كان هذا الحديث عن الكاظم موسي بن جعفر عليهماالسلام، لأنّه كان محبوسا عند الرشيد.

عنه البحار: 48/154، ح 27، قطعة منه، و62/75، ح 7، أشار إليه، و91/349، ح 5، وإثبات الهداة: 3/308، ح 172، باختصار.

قطعة منه في الآيات والسور التي قرأها في الأدعية.

[711] الفلق:113/4 و5.

[712] النساء:4/81.

[713] النساء:4/79.

[714] جمال الأسبوع: 69، س 4.

قطعة منه في الآيات والسور التي قرأها في الأدعية.

[715] الأعراف:7/17.

[716] الأعراف:7/117، و118.

[717] الحشر:59/19.

[718] الانعام: 6/7 ـ 9.

[719] طه: 20/121.

[720] النساء:4/76.

[721] الحشر:59/16، و17.

[722] البقرة: 2/166.

[723] البقرة: 2/167.

[724] البقرة: 2/255.

[725] الصافّات: 37/4 ـ 10.

[726] آلِ عِمْرَانَ:3/190.

[727] البقرة:2/164.

[728] الأعراف:7/54.

[729] الحشر:59/22 ـ 24.

[730] البقرة:2/16 ـ 18.

[731] البقرة:2/171.

[732] الحجّ:22/31.

[733] آلِ عِمْرَانَ:3/117.

[734] البقرة:2/264.

[735] إبراهيم:14/26 ـ 29.

[736] النور: 24/39، و40.

[737] التوبة: 9/33، والصفّ: 61/9.

[738] النساء: 4/79 و166، والفتح: 48/28.

[739] الأعراف: 7/118 و119.

[740] طبّ الأئمّة: 45، س 6. عنه البحار: 92/113، ح 1.

قطعة منه في الآيات والسور التي قرأها عليه السلام في أدعيته.

[741] التوبة:9/129.

[742] طبّ الأئمّة: 92، س 2. عنه البحار: 92/9، ح 8.

طبّ الأئمّة عليهم السلام للسيّد الشبّر: 347، س 17.

قطعة منه في الآيات والسور التي قرأها في الأدعية.

[743] الإخلاص: 112/1 ـ 4.

[744] عدّة الداعي: 293، س 13. عنه البحار: 89/351، ح 22.

مصباح للكفعميّ: 312، س 15، بتفاوت يسير، و332، س 3، باختصار.