بازگشت

(ب) ـ مواعظه عليه السلام في العلم واليقين


وفيه ثلاث عشرة موعظة

الأولي ـ العلم:

(3062) 1 ـ الحلوانيّ رحمه الله: وقال عليه السلام: أولي العلم بك ما لا يصلح لك العمل إلاّ به،

وأوجب العلم عليك ما أنت مسؤول عن العمل به، وألزم العلم لك ما دلّك علي

صلاح قلبك، وأظهر لك فساده، وأحمد العلم عاقبة ما زاد في عقل العاقل.

فلا تشغلنّ بعلم لا يضرّك جهله، ولا تغفلنّ عن علم يزيد في جهلك تركه[18].

الثانية ـ فضل العالم:

1 ـ ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: وقال عليه السلام: ... فضل الفقيه علي العابد كفضل

الشمس علي الكواكب، ومن لم يتفقّه في دينه لم يرض اللّه له عملاً[19].

الثالثة ـ في التفقّه:

1 ـ ابن شعبة الحرّاني رحمه الله: وقال عليه السلام: تفقّهوا في دين اللّه، فإنّ الفقه مفتاح

البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلي المنازل الرفيعة، والرتب الجليلة في الدين

والدنيا، ... [20].

الرابعة ـ العلوم الأربعة:

(3063) 1 ـ الإربليّ رحمه الله: قال ابن حمدون في تذكرته: قال موسي بن جعفر عليهماالسلام:

وجدت علم الناس في أربع: أوّلها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع بك،

والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك.

معني هذه الأربع: الأولي: وجوب معرفة اللّه تعالي التي هي اللطف.

الثانية: معرفة ما صنع بك من النعم التي يتعيّن عليك لأجلها الشكر والعبادة.

الثالثة: أن تعرف ما أراد منك فيما أوجبه عليك، وندبك إلي فعله لتفعله علي الحدّ

الذي أراده منك، فتستحقّ بذلك الثواب.

الرابع: أن تعرف الشيء الذي يخرجك عن طاعة اللّه فتجتنبه[21].

الخامسة ـ في الوصول إلي العلم واليقين:

(3064) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: وقال [ العالم] عليه السلام: من أخذ دينه من

كتاب اللّه وسنّة نبيّه صلوات اللّه عليه وآله، زالت الجبال قبل أن يزول، ومن أخذ

دينه من أفواه الرجال ردّته الرجال[22].

السادسة ـ في العلم واليقين:

(3065) 1 ـ محمّد يعقوب الكلينيّ رحمه الله: قد قال العالم عليه السلام: من دخل في الإيمان

بعلم ثبت فيه، ونفعه إيمانه، ومن دخل فيه بغير علم خرج منه كما دخل فيه[23].

السابعة ـ في الشكّ واليقين:

1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: ... الحسين بن الحكم، قال: كتبت إلي العبد

الصالح عليه السلام أخبره أنّي شاكّ ... فكتب عليه السلام: ... والشاكّ لا خير فيه ... فإذا جاء

اليقين لم يجز الشكّ ... [24].

الثامنة ـ فضل الفقيه علي العابد:

(3066) 1 ـ أبو منصور الطبرسيّ رحمه الله: بالإسناد المتقدّم[25]، قال: قال موسي بن

جعفر عليهماالسلام: فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنا، المنقطعين عنّا وعن مشاهدتنا بتعليم

ما هو محتاج إليه، أشدّ علي إبليس من ألف عابد، لأ نّ العابد همّه ذات نفسه فقطّ،

وهذا همّه مع ذات نفسه ذات عباد اللّه وإمائه، لينقذهم من يد إبليس ومردته.

فلذلك هو أفضل عند اللّه من ألف ألف عابد، وألف ألف عابدة[26].

التاسعة ـ الفتوي بغير علم:

(3067) 1 ـ البرقيّ رحمه الله: عن محمّد بن عيسي، عن جعفر بن محمّد أبي الصباح، عن

إبراهيم بن أبي سمّاك، عن موسي بن بكر، قال:

قال أبو الحسن عليه السلام: من أفتي الناس بغير علم لعنته ملائكة الأرض وملائكة

السماء[27].

العاشرة ـ في محادثة العالم:

(3068) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ومحمّد بن

يحيي، عن أحمد بن عيسي جميعا، عن ابن محبوب، عن درست بن أبي منصور، عن

إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، قال: محادثة العالم علي

المزابل خير من محادثة الجاهل علي الزرابيّ[28]،[29].

الحادية عشرة ـ في المعرفة والعرفان:

(3069) 1 ـ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رحمه الله: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد،

عن محمّد بن فلان الواقفيّ قال: كان لي ابن عمّ، يقال له: الحسن بن عبد اللّه، كان

زاهدا ومن كان من أعبد أهل زمانه، وكان يتّقيه السلطان، لجدّه في الدين واجتهاده

وربما استقبل السلطان بكلام صعب يعظه ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، وكان

السلطان يحتمله لصلاحه.

ولم تزل هذه حالته حتّي كان يوم من الأيّام، إذ دخل عليه أبو الحسن عليه السلاموهو

في المسجد، فرآه فأومأ إليه، فأتاه فقال له: يا أبا عليّ! ما أحبّ إليّ ما أنت فيه

وأسرّني إلاّ أنّه ليس لك معرفة، فاطلب المعرفة؟

فقال: جعلت فداك، وما المعرفة؟

قال: اذهب فتفقّه، واطلب الحديث.

قال: عمّن؟

قال:، عن فقهاء أهل المدينة، ثمّ أعرض عليّ الحديث.

فذهب فكتب ثمّ جاء فقرأه عليه، فأسقطه كلّه، ثمّ قال له: اذهب فاعرف المعرفة،

وكان الرجل معنيّا بدينه، فلم يزل يترصّد أبا الحسن عليه السلامحتّي خرج إلي ضيعة له،

لقيه في الطريق.

فقال له: جعلت فداك، إنّي أحتجّ عليك بين يدي اللّه، فدلّني علي المعرفة؟

قال فأخبره بأمر أمير المؤمنين عليه السلام، وما كان بعد رسول اللّه صلي الله عليه و آله وسلموأخبره

بأمر الرجلين، فقبل منه، ثمّ قال له: فمن كان بعد أمير المؤمنين عليه السلام؟

قال: الحسن عليه السلام، ثمّ الحسين عليه السلام حتّي انتهي إلي نفسه، ثمّ سكت.

قال: فقال له جعلت فداك فمن هو اليوم؟

قال: إن أخبرتك تقبل؟

قال: بلي، جعلت فداك

قال: أنا هو.

قال: فشيء أستدلّ به؟

قال: اذهب إلي تلك الشجرة - وأشار [بيده] إلي أُمّ غيلان ـ، فقل لها: يقول لك

موسي بن جعفر: أقبلي.

قال: فأتيتها، فرأيتها واللّه تخدّ الأرض خدّا، حتّي وقفت بين يديه، ثمّ أشار

إليها، فرجعت.

قال: فأقرّ به، ثمّ لزم الصمت والعبادة، وكان لا يراه أحد يتكلّم بعد ذلك[30].

الثانية عشرة ـ في المعروف:

(3070) 1 ـ الحلوانيّ رحمه الله: قال [ الإمام موسي الكاظم] عليه السلام: المعروف يتلوه

المعروف غلّ لا يفكّه إلاّ مكافاة أو شكر[31].

الثالثة عشرة ـ في اليقين:

(3071) 1 ـ ابن شعبة الحرّانيّ رحمه الله: وقال رجل: سألته[32] عن اليقين؟

فقال عليه السلام: يتوكّل علي اللّه ويسلّم للّه، ويرضي بقضاء اللّه، ويفوّض إلي اللّه[33].

پاورقي

[18] نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 122، ح 3. ومستدرك الوسائل: 12/166، ح 13792، قطعة

منه.

أعلام الدين: 305، س 2. عنه البحار: 75/333، ح 9.

عدّة الداعي: 77، س 10، وفيه قال العالم عليه السلام. عنه البحار: 1/220، ح 54.

[19] تحف العقول: 410، س 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1009.

[20] تحف العقول: 410، س 5.

تقدّم الحديث بتمامه في ج 3 رقم 1009.

[21] كشف الغمّة: 2/255، س 6. عنه البحار: 75/328، س 1.

نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 121، ح 1.

الدرّة الباهرة: 34، س 2، قطعة منه.

أعيان الشيعة: 2/9، س 18، نحو ما في الدرّة الباهرة، عن تذكرة ابن حمدون.

إحقاق الحقّ: 19/551، س 3، عن التذكرة الحمدونيّة.

[22] الكافي: 1/7، س 12. عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/125، س 2، ضمن ح 22.

وسائل الشيعة: 27/132، ح 33403.

الوافي: 1/242، ح 176، و293، س 17.

قطعة منه في أخذ الدين من الكتاب وسنّة النبيّ صلي الله عليه و آله وسلم.

[23] الكافي: 1/7، س 11.

عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/124، ح 22.

الوافي: 1/242، ح 175.

[24] الكافي: 2/399، ح 1.

يأتي الحديث بتمامه في رقم 3424.

[25] والإسناد هكذا: «السيّد العالم العابد أبو جعفر مهديّ بن أبي حرب الحسينيّ المرعشيّ رضي الله عنه، قال: حدّثني الشيخ الصدوق عبد اللّه جعفر بن محمّد بن أحمد الدوريستيّ رحمه الله، قال: حدّثني أبي محمّد بن أحمد، قال: حدّثني الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ رحمه الله، قال: حدّثني أبو الحسن محمّد بن القاسم المفسّر الأسترآباديّ، قال: حدّثني أبو يعقوب يوسف بن محمّد بن زياد، وأبو الحسن عليّ بن محمّد بن سيّار، قال: حدّثنا أبو محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ عليهماالسلام».

[26] الاحتجاج: 1/13، ح 8، و2/348، ح 278. عنه وعن التفسير، البحار: 2/5، ح 9،

ومستدرك الوسائل: 17/319، ح 21464، قطعة منه.

التفسير المنسوب إلي الإمام العسكريّ عليه السلام: 343، ح 222، بتفاوت يسير. عنه الفصول المهمّة للحرّ العامليّ: 1/602، ح 945، والمحجّة البيضاء: 1/32، س 2.

منية المريد: 34، س 6.

عوالي اللئالي: 1/18، ح 6.

الصراط المستقيم: 3/56، س 2، بتفاوت يسير.

[27] المحاسن: 205، ح 58. عنه وسائل الشيعة: 27/29، ح 33130 والبحار: 2/116، س 4،

ضمن ح 12، أشار إليه.

مستطرفات السرائر: 156، ح 21.

[28] الزربية: الوسادة تبسط للجلوس عليها، ج زرابيّ. المعجم الوسيط: 391، زرب.

[29] الكافي: 1/39، ح 2. عنه الوافي: 1/176، ح 96.

الاختصاص: 335، س 3، بتفاوت يسير. عنه البحار: 1/205، ح 27.

[30] الكافي: 1/352، ح 8، عنه مدينة المعاجز: 6/295، ح 2022، ووسائل الشيعة: 27/86،

ح 33278، قطعة منه، والوافي: 2/170، ح 622، وعنه وعن الإعلام والإرشاد وكشف الغمّة وروضة الواعظين والبصائر، إثبات الهداة: 3/174، ح 10، باختصار.

الثاقب في المناقب: 455، ح 383، بتفاوت يسير.

إعلام الوري: 2/18، س 7.

بصائر الدرجات: الجزء الخامس: 274، ح 6. عنه البحار: 58/188، ح 54. وعنه وعن الخرائج، البحار: 48/52، ح 48.

الصراط المستقيم: 2/193، ح 23، باختصار.

روضة الواعظين: 235، س 3، قطعة منه.

الإرشاد للمفيد: 292، س 14، بتفاوت يسير. عنه وعن الإعلام، البحار: 48/53، ح 49، أشار إليه.

الخرائج والجرائج: 2/650، ح 2، نحو ما في البصائر.

المناقب لابن شهر آشوب: 4/288، س 5، باختصار.

كشف الغمّة: 2/223، س 16، بتفاوت يسير.

قطعة منه في نصّه عليه السلام علي نفسه و(معجزته عليه السلام في الأشجار)، و(معرفة الأئمّة عليهم السلام).

[31] نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 123، ح 7.

الدرّة الباهرة: 34، س 7، بتفاوت يسير. عنه البحار: 72/43، س 18، ضمن ح 10،

و75/333، ح 8، ومستدرك الوسائل: 12/359، ح 14290..

إحقاق الحقّ: 12/338، س 13، بتفاوت يسير، عن نهاية الأرب، للشيخ شهاب الدين النويري.

[32] الضمير يرجع إلي أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام، علي ما في المصدر.

[33] تحف العقول: 408، س 6. عنه البحار: 75/319، ح 2.